أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود جلبوط - حول شعار تحرير المرأة وأخواته















المزيد.....

حول شعار تحرير المرأة وأخواته


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يكثر الحديث بمناسبة يوم المرأة و بدونه عن ظلم المرأة بشكل عام وعن ظلمها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكل خاص وأساسي مستخلصين بأن دينها الإسلامي وراء معظم مظاهر استعبادها , وبذا تكثر الدعاوى والشعارات التي تدعوها لخلع حجابها وتحريرها من لباسه , و مساواتها بالرجل وتقلدها المناصب العليا في الدولة..إلخ .
يكثر أصحاب الدعوة هذا الحديث دون أن يتجشموا عناء التريث والتفكر في صيغة الشعار ونصه ومصدره , ولا تثار لديهم أي وساوس في أسبابه ولا حتى بصحته ومناسبته , تلك الشعارات التي توميء لثنائية مضللة بشكل مقصود , معادلة رياضية ذو حدين , حد ظاهر معلن هو المرأة وهي في هذه الحالة المظلومة والتي تحتاج للتحرر وإعطائها حقوقها المغتصبة , وحد آخر هو X يمكن أن يكون جوابه إما دينها و حجابها وإما أن يكون الرجل وهو في هذه الحالة الظالم والمغتصب للحقوق , وهو حد مغيب يستدل عليه بذكر الحد الأول(المرأة) من خلال استخدام ثنائيات تعسفية مفترضة بمنطق شكلاني يعزل كليهما عن الآخر ويضعهما في مواجهة بعضهما بالتضاد , ويعزل كليهما عن البنية المحددة لفصل علاقتهما عن سياقها الاجتماعي ضمن تشكيلة اجتماعية تحتوي محددات العلاقات المبنية بين جميع أعضائها دون تمييز بين نساء ورجال ومشايخ وأطفال , أغنياء وفقراء , مضطَّهَدين ومضطهِدين .
يجرى هذا تماما كما في استخدام شعار الديموقراطية المطروح من قبل اللبراليين الجدد حاكمي أمريكا(المحمول على ظهور البوارج الحربية الأمريكية القادمة إلى شرقنا المتوسط لنشرها) عندما يتلقفه اللبراليون المحدثون العرب ويلوكونه , الشعار الذي يظهر تسويفا بأن الصراع الذي ينبغي أن يقوم في المنطقة العربية على أساس ثنائيته التعسفية , يستغفلون به العامة عن الصراع الأساسي المحدد للتشكيلة وعناصرها وعلائقها الداخلية والخارجية وما يترتب عليها من محددات أساسية وثانوية , إلى الدرجة التي لا يرى اللبراليون العرب في مرابطة البوارج الأمريكية بالقرب من شواطئنا , و قواتها العسكرية المرابطة بين ظهرانينا سوى قوات حليفة وصديقة ستمنحنا إكسير الحياة , الديموقراطية , وستحررنا , لا ندري من ماذا؟ ربما من عقولنا وملابسنا أو ربما من رؤوسنا كلها , متعامون عن قصد أو عن غير قصد أن هذه البوارج ذاتها وهذه القوات هي التي ساندت ومازالت تساند حتى هذه اللحظة أنظمة الفساد والإفساد الدكتاتورية في منطقتنا المراد إسقاطها , و أنها قدمت إلينا لتعديل كياناتنا الحالية بتفتيتها إلى مكونات إثنية مذهبية طائفية بالتعاون مع وكلاء محليين , ولتسحق آدميتنا وأي إمكانية مقاومة لدينا , رجالا ونساءا وأطفالا , لنصبح كائنات لا نملك سوى غرائزنا ونزعاتنا البدائية , قبائل وعشائر متقاتلة فيما بينها , ليتسنى لهم نهب أرضنا وهواءنا وبحرنا ونفطنا وثرواتنا , ولا يرى هؤلاء اللبراليون العرب في الكيان الصهيوني النازي إلاّ منارة للديموقراطية فريدة في شرق متوسطنا , هذا الكيان الذي يرتكب منذ إنشائه وبشكل منظم وممنهج إبادة جماعية للسكان الأصليين في فلسطين , وإن كان له من وظيفة في هذه المنطقة فهي منع أي محاولة تحرر أو بناء ديموقراطية حقيقية في منطقتنا العربية .
يضاف إلى ذلك الانتقائية التي يتم التعامل بها مع شعار الحرب على الإرهاب ضد كل عمل يذود عن الوطن وثرواته وكرامته في مواجهة الصلف الامبريالي , بالإضافة إلى ازدواجية المعايير التي عمت أروقة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها من لجان حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن .

إن ضرورة اختيار متأن للمفاهيم والشعارات التي نستعملها لعنونة دراسة ما أو مرحلة ما أو دعوة أو حركة , لتوازي إنتاج النظرية أو البرنامج السياسي ذاتهما اللذان سيتعاملان مع الظاهرة الاجتماعية المعنية , و لا يقل بالطبع عن أهمية ما نسعى إليه من أهداف ينبغي تحقيقها , وبالتالي ينبغي دائما التوقف عند أي شعار أو مفهوم أو مدلول متداول . لأن أهمية ذلك لا تقل عن أهمية توعية الناس للالتفاف حول هذي الأهداف .
ومن هنا كان لا بد من التوقف عند شعارات طرحت منذ زمن بعيد ومازالت لمعالجة ما تتعرض له المرأة من ظلم ومهانة كفرد من أفراد تشكيلة اجتماعية محددة في الزمان والمكان , والتي هي عضو فيها غير منفصلة عنها , يعود هذا بتاريخه لنهاية حقبة التشكيلة المشاعية الأولى ونشوء المجتمع الطبقي ومواقع الناس منذاك بالنسبة لوسائل الإنتاج(أناس يملكوها وآخرون لا يملكونها) والتخصص في عملية الإنتاج , لينطلق قانون صراع الطبقات العظيم بمسيرته عبر التشكيلات الاجتماعية المتلاحقة لأنماط الإنتاج وصولا إلى العصر الرأسمالي , وما لحق المرأة والرجل على حد سواء من جور وظلم في ظل هذه العلاقات تحت شعارات ومسميات كثيرة مضللة صاغها ونادى بها مفكروا الفئات الاجتماعية المستغلِة عبر ممارسة أيديولوجية تمويهية لنواياها الحقيقية في تجميع الثروة في جيوبها والسلطة في يدها لنهب جهود وقوة عمل اللذين لا يملكون وسائل الإنتاج , إن كان في البنية الاجتماعية الواحدة أو من خلال استعمار الشعوب الأخرى وغزوها تحت ادعائات باطلة كمثل : تفوق العرق الأبيض , تحضير(من حضارة) الشعوب البدائية الغير متحضرة , التبشير بتعاليم المسيح , هذا قديما , وحديثا دعاوى تأبيد المثل الرأسمالي وعولمته والتنظير لنهاية التاريخ عنده بنظريات مخادعة مضللة كصراع الحضارات والأديان , والسوق الواحدة والعولمة , كان هذا على سبيل المثال لا الحصر .

إن العديد من الشعارات المستخدمة للدعوة إلى تحرير المرأة من إسلامها ومساواتها بالرجل تريد أن تخادع وأن تظهر الصراع خارج مساربه الحقيقية. يجري هذا التمويه لعزل تعسفي للعلاقة بينهما عن ماهية البنية المجتمعية المحددة وصيرورتها ودرجة تطورها وتأثرها بالعوامل الداخلية والخارجية وطبيعة البنى الفوقية التي تحكمها في إدارة صراع المصالح إن كانت اقتصادية أم سياسية أم أخلاقية (دينية وسواها)سواء بين الفئات الاجتماعية المحلية وقنونتها والتحكم بسوقها الداخلي , أو بين الكتل الاجتماعية المعينة والخارج وتعدد أشكال الصراعات بينها وقنونته عبر قانون دولي يتحكم به سوق دولي يسيطر عليه حفنة من مصاصي دماء وآكلي لحوم بشر.

وربما من المفيد خدمة للموضوع طرح ثلة من الأسئلة البسيطة التي لا تحتاج عناء تفكير للإجابة عليها:

1_هل حقا أن المرأة دائما وعلى طول الخط هي الطرف المظلوم والرجل هو الطرف الظالم؟
طبعا الجواب بالنفي بل أن الكثير منهن ممن توفرت لهن فرصة الارتباط مع أزواج ذو وعي اجتماعي وسياسي يساري تقدمي , عاملوها بكل احترام كند إنساني متساو بالحقوق الإنسانية وتشاركوا معها بالواجبات , لكنها خذلنهم , بل افتقر هؤلاء الرجال الاحترام من قبل هذه الزوجات بدل المساندة لكونهم عاملوهن باحترام , تماما كالعبد الذي يهزأ من سيده إن هو عامله بلطف وإنسانية , أو العمال اللذين لا يحترمون المهندس اللذي يشاركهم أحاديثهم وجلسات طعامهم , وبدلا من التعاون الإيجابي المشترك بينهما للنضال من أجل بناء عائلة سليمة تساهم في رفع سوية البنية الاجتماعية العام تدأب المرأة للانتقام لجيلها النسوي لما جرى عبر كل التاريخ من زوجها الذي احترمها وقدرها , سلوك لا يمكن تفسيره إلا في سياق تحليل لسيكولوجيا الإنسان المقهور في عيادات نفسية . إنها وإنه ضحايا القهر الطبقي في البنية , لأن في سياق ارتهان مجتمعاتنا العربية والإسلامية لعلاقة التبعية للاحتكار العالمي يرسخ لسلطات رسمية دكتاتورية ذات طابع استبدادي تسلطي خاوية من أي ممارسة ديموقراطية(مساواة , تكافؤ)فتترسخ عبر ذلك إدارة فاسدة مافوية تخدم أغراض وامتيازات القلة التي يحمي مصالحها شرطة وجيش ومخابرات وسجون ومراكز تحقيق منتشرة بين مناطق سكناهم لتنتج بين جدرانها المرعبة منهم مسوخا يمارسون عصاباتهم النفسية قهرا ضد الطرف الأضعف طفلا كان أم امرأة .
إن لب البنية الاستبدادية المتخلفة هو ما تتصف به من ممارسة قهر وقمع وتسلط وتفتيت على المستوى الشخصي النفسي والاجتماعي , أي حرمان الإنسان في هذه البنية من إنسانيته مما يترتب عليه بنية نفسية معقدة ومركبة مستلبة يصعب عليها امتلاك وعي التحرر من الظلم , وليس مبالغة أن نقرر أن حالة أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير في مرحلة ما يكونون العقبة الأساسية أمام قوى التغيير الثورية الثائرة على هذا الوضع السائد , بقدر ما تعرضت لاستلاب ومسخ لآدميتها . إن الإنسان المقهور يسعى للانتقام لنفسه بأساليب خفية ملتوية أو رمزية مما يؤدي إلى ازدواجية في العلاقة التي يبنيها مع الآخرين , رضوخ ظاهري وعدوانية مبطنة , يتسم بالرياء والخداع والمراوغة والكذب والتضليل.
وإلى جانب ما يمثله الاستلاب الاقتصادي الاجتماعي كجوهر للتخلف فإن الاستلاب النفسي هو إحدى مستولداته الجوهرية على المستوى الذاتي الفردي والجمعي بجوانب متعددة تتفاعل فيما بينها بشكل ديالكتيكي.

2_هل انخراط المرأة في العديد من الأقطار العربية في الانتخاب والترشيح والعمل في مؤسسات الدولة أنقص من الطبيعة الدكتاتورية والأبوية للنظام السياسي أو الاجتماعي وقلل من نسبة الحيف الاجتماعي الذي يحيق بها وبأبناء جلدتها في تلك التشكيلة؟
التجربة تقول أن الأمر بقي منحسرا في شكلانية لباسها ومشيتها وتبرجها ولم يتعدى القشرة الخارجية من جلدها , بل في أحايين كثيرة ضاعف من جرعة الاضطهاد المطبق عليها.
إن مثل هذا كمثل استيراد الدول التابعة للآلات الصناعية والأسلحة المتطورة دون أن تحولها إلى دول قوية أو صناعية متقدمة , فوجود الآلات الصناعية المتطورة في هذي البلاد لا يكفي لتصنيعها , لأن عملية التصنيع عملية أكثر اتساعا وتعقيدا من توفر الآلات الصناعية , وهو مجمل ما يطرأ من تطورات وثورة على وسائل الإنتاج والعلاقات الاجتماعية التي هي جوهر التقدم والنمو الصناعي تماما كالتحرر والتقدم الاجتماعي.

3_هل انتشار المنظمات النسائية والإتحادات المهتمة بشؤونها استطاع أن يحقق التحرر والحرية لها؟
أم انضمت هذه المنظمات إلى جوقة المطبلين والمصفقين الآخرين من المنظمات والإتحادات الأخرى من عمالية وفلاحية وطلبة ومحامين ومهندسين ومجالس بلدية ومجالس شعب , المسبحين في اجتماعاتهم ومؤتمراتهم بحمد القائد وولي النعمة؟
بل أننا نكاد أن نجزم أن الكثير من النساء اللواتي تم تجنيدهن بالقوة في عوالم الذكور عبر مظلة شعارات المساواة بالرجل قد فقدن حتى التعبير الأنثوي في وجوهن , ووتدخينهن وصراخهن العصابي المقلد لتدخين وصراخ الرجل صار أنيميا داخلية وصريرا عدوانيا , وأن الكثيرات من المتحزبات لحقوق المرأة وتحررها يعتقدن بأن صراعهن الأساسي هو ضد الرجال , إنهن يردن بهذا وقد أعمتهن الشعارات المضللة , وجهلهن الأنوثة الحقيقية فيهن وبزميلاتهن خوض حرب بمستوى حرب أهلية ضد الرجل.

4_هل وجود مواد لابأس بها في كثير من دساتير الأنظمة العربية حتى تلك التي تدعي التقدمية منها, والتي تنص على مساواة المرأة بالرجل وتحررها وحصولها على حقوق تفوق أحيانا حقوق الرجل قد ساهم في اليسير من فك قيود عبوديتها للنظام وقلل من استغلالها واضطهادها الاجتماعي والسياسي؟

5_هل شفع وصول العنصر النسوي في البلاد الأوربية المتقدمة إلى أعلى سلطة قيادية في الدولة , كالمستشارة الألمانية , أو وزيرة الخارجية الأمريكية اليوم وسابقا تاتشر وغيرها من النساء الأوربيات الأخريات , هل شفع أو ردع المظالم التي تحيق بها وبالطبقات الفقيرة في هذه الدول ذاتها أو في تعامل هذه الإدارات مع شعوب العالم الثالث فأنسنت هذي النساء سلوك الإدارة البشع في انحيازها إلى الظلم والحروب وقمع الشعوب ومنعت الحروب والإعتداء على الحقوق الفردية والجماعية؟. والسلسلة طويلة لو أردنا سردها لتبيان التعمية المقصودة.
إن يمينية المستشارة الألمانية ووزيرة الخارجية الأمريكية وتاتشر كانت أشد من أي عنصر ذكوري يميني آخر؟ . بل أن الكثير من القرارات الداخلية التي صيغت في عهد ميركل كانت مجحفة بحق الفقراء في ألمانيا أكثر من أي حقبة أخرى لا بل أنه قد تم اتخاذ إجراءات قلصت من مكتسبات ديموقراطية سابقة وشرّعت للتجسس على المواطنين المعارضين وتحركاتهم , والأنكى أن قرارات تأييد الإدارة الأمريكية في حروبها على الشعوب المفقرة ودعم الكيان الصهيوني في مجازره ضد الفلسطينيين واللبنانيين كانت أشد عندما كانت هناك عناصر نسائية في سدة الحكم في أوربا وأمريكا.

أما فيما يخص البعض من النسوة المتحررات واللواتي استطعن النفاذ بجلدهن من جور الرجل المسلم وتعاليم الدين الإسلامي واستطعن الهرب إلى أمريكا وأوربا لكي لا يمتهن في بلادهن وانتسبن إلى صفوف اللبراليين الجدد ليمارسن وإخوتهن الذكور التضليل والدعاية لأمريكا وإسرائيل من خلال شعارات ومفاهيم الامبريالية(كنهاية التاريخ , والديموقراطية , وثنائية صراع الحضارات : إسلام_مسيحية أو إسلام_يهودية) فنقول بأن المتناقضات الشرعية الدينية الجائرة بحق المرأة وآدميتها المتضمنة في الدعوات الوهابية أو الشيعية المتعصبة أو غيرها من الدعوات اللاعقلانية فهي ليست حكرا على الإسلام والدعوة المحمدية , بل إن ما يحويه أرشيف وتاريخ الكنيسة المسيحية والكنيس اليهودي والعهد القديم والجديد والتلمود ليبز عداها من الأديان(يمكن العودة إلى نصوص العهد القديم والجديد , فالتاريخ الأوربي بأجمعه يزخر بالحروب الدينية , ومحاكم التفتيش , والمفاهيم الدينية التي قام على أساسها المجتمع الأمريكي على أنقاض السكان الأصليين , والنظام العنصري الذي كان في جنوب أفريقيا , والدعاوى الصهيونية ليهودية الدولة) وما تحاولنه هذي المجموعات عبر حملاتهن باتهام الإسلام باحتوائه على الكثير من اللا معقوليات فليراجع أيضا مصداقية كل الدعوات الدينية الأخرى وجذورها(وهل هناك دعوة دينية استندت دعوتها إلى العقل والمعقولية أو بالأحرى هل تحتاج أصلا إلى العقل أم الإيمان لتثبيتها في قلوب الناس ووجدانها) , وأن ما حوته سيرة الأنبياء والأحبار والصديقين من أحداث وأعمال لأفكه وأشد غرابة مما حوته سيرة الرسول صاحب الدعوة الإسلامية , وإن كان ولابد من العمل والدفع لتطوير وعصرنة الدعاوى الدينية وتشريعاتها فمن العدل والجدوى أن تشمل كل الأديان , وإلا فإنه سيصبح ادعاؤنا التصدي للإسلام ومظالمه ادعاءا باطلا أو أنه يصب في خدمة الادعاءات الأوربية في التفوق العنصري عبر ثنائية نظرية صراع الحضارات والأديان وبالتالي يكون من غير المستغرب تبرير حمامات الدم المقترفة بحق النساء والأطفال في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان , أو أنه سيوصف هذا السلوك على قاعدة سيكولوجيا الإنسان المقهور الوارد ذكره سابقا.
إن إيراد هذه الأمثلة لا يؤكد اتهاما ضد المرأة بشخصها وجنسها وإنما يدحض انخراط بعضهن في تبني شعارات للتضليل بأن تجعل من المرأة كيانا قائما بذاته , مستقلا تعسفيا عن البنية الاجتماعية المحددة بانشقاقها عن رفيقها الرجل ليكون عدوا لها , في سياق ما يسمى اضطهادا عنصريا يمارسه ضدها.

وهنا نود أن نذكر بأن المرأة في أفغانستان كانت تنعم بحريتها واحترامها وتعليمها هي وأطفالها إلى جانب رفيقها الرجل في ظل نظام اشتراكي يحظى بدعم شريحة واسعة من الأحرار الأفغان قبل أن تستدعي أمريكا ووكلائها طلائع المجاهدين والأفغان العرب المتلفعين بعمامات الإسلام الوهابي وتدريبهم وتسليحهم ليخوضوا حربها ضد السوفييت في سياق ما بات يعرف بالحرب الباردة تحت ادعائات دينية تضليلية لمحاربة الملاحدة الشيوعيين , حتى أنه بعد انسحاب الجيوش السوفياتية لما سقط نظام نجيب الرحمن آنذاك والمدعوم من قاعدة شعبية عريضة لولا الدعم الأمريكي المباشر للمجاهدين , كما أسمتهم هي بنفسها , من خلال تزويدهم أسلحة متطورة ورفدهم بمتطوعين من جميع الأقطار العربية والإسلامية بمساندة الأنظمة العربية والإسلامية وأجهزة مخابراتها , وينبغي ألا ننسى أنه بعد سقوط ذاك النظام جرى هدم مئات المدارس والمشافي والمراكز الثقافية التي بناها الشعب الأفغاني بمساعدة الإتحاد السوفياتي السابق , لتنتشر الأمية و زراعة الأفيون .

إذاَ فالمرأة في بلادنا لا تحتاج للتحرر عن طريق قتلها ونفيها من الحياة أو سجنها هي وأطفالها وزوجها على يد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان ويد ربيبتها إسرائيل في فلسطين ولبنان , أو يد الأنظمة المتسلطة على رقاب الشعوب العربية والإسلامية , بل إنها تتحرر عبر وضع يدها بيد رفيقها الرجل والمشاركة معا يدا بيد لخوض غمار ثورتين في ثورة واحدة , هي هي ثورة التحرر الوطني , تقضي بها على استغلال واضطهاد الطبقة الطفيلية المافوية المستبدة الجاثمة على صدور الشعوب بذكورها وإناثها , وأن تهدم سجنها وسجن رفيقها الرجل لتبني الديموقراطية الحقة التي في ظلها يتحرر الإنسان , ذكرا وأنثى , من استعباد الاستعمار الداخلي والخارجي وتتحرر الأرض والثروة الوطنية وتقطع مع التبعية , وتبني في ظلها مجتمعا مدنيا يسوده القانون , ينظم علاقاتهم عقد اجتماعي ليحميهم , امرأة ورجلا , طفلا وشيخا , مريضا ومعاقا , ويحمي أمنا الطبيعة بجمالها وحنانها من تغول الامبريالية لتدميرها .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحجية القصة القصيرة
- لا تندهي ما في حدا فقد تأسرلنا
- وجهة نظر في أسباب تخلفنا
- قصة قصيرة ...ألاعيب الذاكرة
- غادر الحكيم السديم العربي
- معطيات مفزعة عن واقع البناء في القدس الشرقية
- قصة قصيرة جدا
- قصص قصيرة جدا من مجموع ندى الذاكرة
- قصة قصيرة جدا ....من مجموعة - ندى الذاكرة-
- قصص قصيرة جدا من مجموعة - ندى الذاكرة-
- (موضوع مؤجل)....قراءة في كتاب منشور باللغة الألمانية يتناول ...
- في المشهد الأوربي
- الكلمة القذرة
- ماذا يحصل للفلسطينيين في لبنان؟
- رأي حول محاكمة رجالات النظام العراقي السابق
- ترجمة مقال من اللغة الألمانية للعربية لداعية السلام المناضل ...
- أسئلة ولدي الصغير الصعبة
- في المشهد الفلسطيني
- سقوط الورقة الأخيرة
- إعلان


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمود جلبوط - حول شعار تحرير المرأة وأخواته