مقترح التقطيع الجماعي بالجنوب الشرقي المغربي بين مقترح السلطة وطموح السكان

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 02:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

التقطيع الإداري أو التقطيع الجماعي كما يحلو للبعض أن يسميه شأن من الشؤون التي تحظى باهتمام الرأي العام المحلي بالجنوب الشرقي المغربي. و إنه لمن العجب أن يهتم الإنسان في هذه المنطقة بالمجال الجغرافي, و ضمنه المجال الإداري, أكثر من اهتمامه بلهب نار الأسعار التي تكوي الجباه و الجنب, في الوقت الراهن. والعجب, كما يقول القزويني, حيرة تعرض للإنسان لقصوره عن معرفة سبب الشيء أو عن معرفة كيفية تأثيره فيه. و قد يبدو من الصعب دفع الحيرة على النفس أمام مفارقة التقاء الاهتمام بالتقطيع الانتخابي بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات. و نعتذر لأننا قسنا الانتخابات الجماعية المقبلة على الانتخابات البرلمانية لشهر شتنبر من عام 2007 و من الممكن أن يظهر الفارق في المستقبل فيعطل هذا القياس. و لدفع كل حيرة على النفوس نقف عند الأسس و المرجعيات فنشير إلى أن للتقطيع الانتخابي أساسا إثنوغرافيا و أنثر وبولوجيا بينما تقوم المشاركة في الانتخابات على المرجعية السياسية.و ما كان لهذا الحديث مناسبة لولا اجتماع أعضاء اللجنة الإقليمية للتقطيع الجماعي بالرشيدية يوم 22 فبراير الماضي لتبادل الرأي حول مقترح التقطيع الإداري الذي أعدته اللجان المحلية على مستوى الدوائر. و حسب ما ضمن في مقترح اللجنة توسيع المجال الترابي لبلدية أرفود بضم قصر (دوار) دراعو إليها, و تمديد مجال بلدية الريش ليغشى حي بووليلي وتعديل المجال الترابي لجماعات حصيا, سيدي علي و الطاووس. و يعنينا أن المقترح لم يرق إلى مستوى طموح سكان الإقليم . و بمعنى آخر حضرت الإثنوغرافيا بقوة في التعقيب على المقترح بشكل مباشر أو غير مباشر . فبينما يطالب سكان سهل تافيلالت بإحداث ما يسمونه إقليم أرفود يطالب سكان الجبال بإحداث إقليم ميدلت وجعل الخانق الجبلي زعبل حدا فاصلا بين هذا الإقليم المرغوب فيه ـ ميدلت ـ و إقليم الرشيدية الذي أحدث منذ استقلال المغرب. يقوم تصور سكان تافيلالت على العرق و الرمز والتاريخ. فهم حفدة سكان المدينة التاريخية سجلماسة التي شكلت القلب النابض لاقتصاد المغرب في العصر الوسيط ,الذي يعتمد على تجارة القوافل النشيطة بين فاس و أفريقيا جنوب الصحراء, و هم الذين عملوا على نشر الإسلام بالمنطقة ، إنهم يشكلون أرستوقراطية الجنوب الشرقي و طالما يؤثرون على السياسة الإقليمية. و يبتغي سكان الجبال إنصافهم بناء على مؤشرات طبقية و إثنية و فوق ذلك يعانون من الميز السلبي و الإقصاء و التهميش الذي طالهم ، و كلها تقوم على أساس عرقي .وللتذكير فقد كانت سلطات الحماية الفرنسية هي التي عمقت الميز السلبي القائم على الإثنوغرافيا وفق مبدأ فرق تسود. و ما كنا هنا لنستدل بالجغرافيا السياسية فنقدم أشرطة مجالية تخلفت فيها التنمية بفعل الانتماء العرقي لسكانها و مناطق نالت حظها من التجهيزات الضرورية. ففي ظل سياسة الميز الجغرافي يحلو لسكان أحواز سجلماسة أن يقولوا إن تاريخنا يؤهلنا لنحظى بنصيب و افر من التنمية و من الرعاية و العناية و التأييد. و في ظل السياسة نفسها ينتظر سكان الجبال اليوم الذي سيحدث فيه الإقليم الفقير ميدلت لأن هذا الإحداث سينجيهم من المعاناة اليومية و سيكافيء الصورة السلبية لموقع الجبال في ذاكرة الجنوب الشرقي.فإذا كان العمل بتكافؤ الفرص أمرا متعذرا اليوم فإنه من المفيد الاستئناس بنهج الحماية الفرنسية و ذلك بتفريخ وحدات إدارية متجانسة عرقيا فنجعل هؤلاء سادة بناء على الرمز و التاريخ و نقصي هؤلاء لأنهم بدو لا يستقر بهم قرار و لا يدومون على حال.فمتى سيخلع سكان المنطقة اللباس الإثني المتخلف و يرتدون اللباس السياسي؟

#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات