أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!














المزيد.....

المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعرب الزميل فتوح الشاذلى بجريدة "الوفد" عن دهشته من التعاطف الذى أبديته مع الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى فى ندوة عامة تشرفت بإدارتها. ولم يكتف الزميل فتوح الشاذلى بالدهشة من ذلك بل شاء أن يضيف إليها أن تعاطفى مع الوزير جاء "بعكس كل المصريين"، بما يوحى أن هناك إجماعاً على اعتبار المصيلحى عدو الشعب رقم واحد.
وتعليق الصديق فتوح الشاذلى ينطلق من تقييم صحيح أوافقه عليه هو أن هناك ازمة حقيقية لرغيف الخبز، وأن هذه الأزمة خطيرة بكل المقاييس، وأن الحكومة تتحمل المسئولية الرئيسية عن ذلك حتى مع تعللها بارتفاع أسعار القمح فى الأسواق العالمية. فهذا الارتفاع لم يحدث بصورة مفاجئة بل كان معروفاً ومتوقعاً لدى كل الدوائر الاقتصادية العالمية نتيجة عدة عوامل من بينها الحرب الأمريكية ضد ما يسمى بالارهاب، والارتفاع غير المسبوق لأسعار البترول، وتحسن مستوى معيشة ملايين الصينيين والهنود، والتوسع فى استخراج الوقود الحيوى من الحبوب، فضلاً عن تأثيرات التغيرات المناخية.
كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عموماً، ومن بينها القمح بطبيعة الحال. فضلاً عن أن شروط التجارة العالمية – فى ظل العولمة المتوحشة وهيمنة تيار الأمركة عليها – تحابى الدول الغنية على حساب دول الجنوب الفقيرة.
كل هذه الحقائق لم تكن خافية على أحد، لكن حكومتنا لم تلتفت إليها ولم تعمل حسابها ولم تعد العدة لمواجهتها سواء على المستوى العالمى( بالتفاوض الجماعى وحشد دول الجنوب لتعديل شروط التبادل الدولى غير المتكافئ) أوعلى المستوى الوطنى (بتعظيم نسبة الاكتفاء الذاتى من محصول القمح الاستراتيجى).
بل إن حكومتنا الرشيدة استمرأت النوم فى العسل وتركت الأمور تمضى إلى نهاياتها المحتومة، وعندما وقعت الفأس فى الرأس وجدت ضالتها فى استسهال تصدير الأزمة ونقل عبئها إلى كاهل الغلابة والفقراء (كالعادة).
وبالتالى جاءت معالجتها للأزمة بصورة تزيد الطين بلة، وبشكل بيروقراطى متغطرس كانت نتيجته المباشرة تلك الطوابير الكئيبة التى يقضى فيها ملايين المصريين نصف يومهم!
لكن هل نلقى المسئولية على الدكتور على المصيلحى وحده؟
طبعا هو المسئول المباشر بحكم اختصاص حقيبته الوزارية المبتكرة. لكنه ليس المسئول الوحيد، بل ليس المسئول الأساسى.
وتعاطفت معه - الذى لمسه الزميل فتوح الشاذلى وكتب عنه فى جريدة "الوفد"- ليس تبرئة له من المسئولية. لأن ألف باء السياسة هو أن مسئولية الحكومة مسئولية تضامنية، بمعنى أن كل الوزراء – بلا استثناء – مسئولون عن أى قرار يصدر عن حكومتهم حتى لو كان بعضهم معترض على هذا القرار.
ثم إنه هو الوزير المسئول مسئولية مباشرة عن رغيف الخبز.. فكيف لا يكون مسئولاً عن الظواهر السلبية التى ارتبطت بالرغيف فى الأيام والأسابيع الأخيرة؟!
لكن الخطأ الذى أرجو ألا يقع فيه الصديق فتوح الشاذلى هو أن يحمل المسئولية للدكتور مصيلحى وحده، لأن ذلك يعنى تبرئة الحكومة وتبييض وجهها رغم أنها المسئول الرئيسى، فوزير التضامن الاجتماعى لا ينفذ سياساته من وراء ظهرها أو بالمخالفة لتعليماتها. ثم إن سياسات وزارة التضامن الاجتماعى ليست إلا مجرد جزء صغير من سياسات حكومية أخرى تشارك فيها وزارات متعددة بدءاً من وزارة الخارجية وليس انتهاء بوزارة الداخلية.
وهذا بدوره يعنى أن الاكتفاء بتحميل الدكتور مصيلحى وزر أزمة الرغيف يجعل منه "كبش فداء" لحكومة ليست بريئة من مشاركته فى أخطاء ا لتخطيط والمتابعة والتنفيذ.
أما على الصعيد "الذاتى"، والذى ربما يكون قد أعطى للبعض – ومنهم الزميل فتوح الشاذلى – الانطباع بتبرئتى للدكتور على مصيلحى من مسئولية أزمة رغيف الخبز – وهو ما لم يحدث – أنى قلت فى تقديمى له أن سيرته الذاتية هى مشوار نجاح وتفوق حيث كان الأول فى شهادة الاعدادية وكان من الأوائل على مستوى الجمهورية فى شهادة الثانوية العامة، ثم كان الأول على دفعته فى الكلية الفنية العسكرية، وأظهر نبوغاً فى دراسة الدكتوراه فى تكنولوجيا المعلومات من أكبر الجامعات العالمية. وواصل مشوار النجاح فى حياته العملية عندما تولى مسئولية هيئة البريد وأحدث فيها ثورة حقيقية. أى أنه كفاءة علمية وتقنية مهمة. لكن مشاكله بدأت مع توليه مسئولية وزارة بدون تاريخ وبدون ملامح حيث تم تجميع أشلائها من جثث وزارتين سابقتين. وجاء هذا التجميع من غير رؤية استراتيجية شاملة لمهامها من جانب الحكومة ومن غير تجربة أو خبرة سياسية سابقة له هو شخصياً.
وظلم الرجل نفسه عندما قبل حمل مسئولية حقيبة وزارية بهذا الشكل وفى هذا السياق.
وأنا شخصياً لا أخفى إشفاقى عليه عندما أقرأ الكلمات التى دأب على توجيهها إليه الكاتب الكبير أحمد رجب بسخرية لاذعة وخفيفة الدم تمثل اغتيالاً معنوياً له.
صحيح أن الدكتور على المصيلحى مسئول مسئولية مباشرة عن ملف الخبز، ومن هنا يستحق النقد، لكن أكرر أنه ليس المسئول الوحيد، ولا يجب أن ننزلق لجعله كبش الفداء لحكومة تتحمل بأسرها وزر كوارث ومصائب كثيرة.. ليست أزمة رغيف الخبز إلا واحدة منها.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذى يحمى أراضى الدولة؟!
- سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)
- حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!
- جنون -الحجر-
- سنة خامسة إصلاح .. وماذا بعد ؟(2)
- قراءة هادئة في أوراق عصبية
- إنتبهوا: محمود عبدالفضيل يدق نواقيس الإنذار المبكر
- الإهانة -الأكاديمية- لبابا الفاتيكان .. والتطاول -الفنى- على ...
- رغيف »العيش«!
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (3)
- تعمير سيناء .. مشروع مصر القومى
- نصف أمريكا الآخر (2)
- السعى بين -المهندسين- و-صلاح سالم-
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (1)
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)
- الإنفاق الحكومى.. بين العقلاء والمجانين
- فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر
- .. إنها الفوضى -الخلاقة-
- حتى لا تضيع دماء شهدائنا .. هدراً
- الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا ب ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!