أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي شندي - انسداد حضاري














المزيد.....

انسداد حضاري


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام قليلة وتبدأ القمة العربية في دمشق.. انشغل الناس طويلاً بالذاهبين إلى القمة والزاهدين فيها، جلسنا نراقب ذلك المخاض العسير حول توجيه الدعوات ومستوى تمثيل كل بلد، والمناكفات التي ربطت المشاركة بحل أزمات مزمنة..
وفي غمرة التركيز على شكل القمة وما إذا كانت ستضم كبار القادة العرب أم ستخلو القاعات منهم نسي الجميع أموراً جوهرية.. على رأسها هل سيتقدم الزعماء العرب خطوة أخرى على غير ما تعودنا منهم، هل سيحسمون أمراً ويباشرون فعلاً تنتظره منهم الجماهير العربية، أم سيختلفون ويتشاحنون ويتقاذفون بالأطباق ثم ينفض السامر بكلمات جوفاء عن المصالحات البينية والتضامن العربي؟
أكثر المتفائلين لا يعول كثيراً على القمة.. فالاجتماع لم يعد يخيف أحداً والفرقة لم تعد تحزن أحداً، ذلك أن المجتمعين حددوا خياراتهم مسبقاً وحاولوا البحث عن حلول لأزماتهم بعيداً عن رابط العروبة الذي تحول إلى أضحوكة.
هاجس أي كيان في العالم هو الأمن والمصالح المشتركة مع الجوار، وقد وجدت الدول العربية بشكل فردي طرقاً لتعويض الخلل الذي أصاب المنظومة العربية، فالدول التي تهدد أمنها بسبب الصراع العربي الإسرائيلي إما عقدت معاهدات صلح منفردة كما هو حال مصر والأردن، أو دخلت طرفاً في تحالفات إقليمية جديدة توفر لها مظلة جديدة لا تتقدم خطوة باتجاه تحرير الأرض المحتلة، لكنها تضمن بقاء الأوضاع على ما هي عليه، وشوكة تمكنها من الرد على إسرائيل إذا هاجمتها كما هو حال سوريا والمقاومة في لبنان.
والدول التي تهدد أمنها بسبب مطامع القوى العالمية في النفط والوجود العسكري لجيوش هذه القوى في المنطقة لجأت إلى اتفاقات مباشرة أو ضمنية مع هذه القوى تتيح ضمان تدفق البترول مقابل الحماية وضمان استقرار أنظمتها مع أنه لا يوجد طرف آخر يهدد أمن هذه الدول إلا الطرف الذي أبرمت معه الاتفاقات.
أما المصالح المشتركة في التجارة والاستثمارات مع الجوار فقد خرج الجميع منها إما بالبحث عن شركاء في تجمعات إقليمية صغيرة كما هو حال مجلس التعاون الخليجي، أو بالتحليق في فضاءات أخرى كالاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، فالودائع تذهب إلى البنوك الغربية.
وهناك تنافس محموم بين بعض الدول الخليجية على شراء حصص من شركات عالمية، كما أن الأيدي العاملة أصبحت تأتي من المخزون الآسيوي الضخم بقواه البشرية أو من الأفارقة الذين يفرون من الفقر والقهر في بلدانهم، ولم يعد أحد يعير اهتماماً لاختلافات اللغة والثقافة والقيم إذ أن الأهم هو رخص الأيدي العاملة من عدمه.
المشاعر العربية المشتركة أصبحت هي الأخرى باهتة فالتظاهرات تعم مدن العالم بمناسبة الذكرى الخامسة لاحتلال العراق، فيما المدن العربية لاهية عما يجري، كما أن المحرقة التي تعرض لها قطاع غزة قبل أسبوعين وإن كانت أثارت مشاعر كثيرين في العالم العربي إلا أنها لم تفلح في تحريك احتجاج ذي شأن في أي من العواصم الغربية.
كل طرف عربي انكفأ على أحزانه ومشكلاته، فمصر تعيش أزمة طاحنة في توفير رغيف الخبز فيما الأراضي الخصبة لا تجد من يزرعها على بعد مرمى حجر في السودان، وقطاع غزة عاش مأساة بسبب انقطاع الوقود، وهو يحسب على أمة تعوم فوق خزانات هائلة من النفط.
والفقر يعشش في الصومال والسودان واليمن وموريتانيا وفلسطين فيما تجوب الأموال العربية بقاع العالم بحثاً عن مشروعات استثمارية، وفيما يصدأ السلاح في المخازن العربية ويعوض بصفقات جديدة من أحدث الأسلحة تتكلف المليارات يقف المقاومون في غزة والضفة بأسلحة بدائية يذودون بها عن ما تبقى من الوطن والعرض والكرامة.
بعد أن انفكت الروابط ما الذي يمكن أن يجتمع من أجله القادة العرب.. هل هو مجرد حفاظ على مؤسسة خربة يعشش فيها البوم منذ زمن؟ أم تنفيس لرغبات في الشتم وإلقاء التهم على الآخرين بالمسؤولية عن التردي الذي نعيشه؟
العالم العربي لا يعاني انسداداً سياسياً فقط حيث تفتقد الديمقراطية ويغيب تداول السلطة، بل يعيش انسداداً حضارياً غير مسبوق، فكل شيء يحتاج إلى تغيير من التعليم إلى الاقتصاد مروراً بالسياسة، بينما إرادة الفعل توفاها الله منذ زمن. إذا كانت القمم العربية تتسلى بنا، فهناك ألف طريقة للتسلية ربما أجدى وأنفع من بيانات تأتي عليها دابة الأرض قبل أن يخرج المجتمعون من قاعة الاجتماع.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوابير للعصيان المدني‮
- ضرب مصر نوويا
- القلاع الأخيرة
- كسر خواطر ليفني
- دماء المصريين الرخيصة
- الكفر بالعروبة
- صدي الخروج من التاريخ
- نفسية الجواسيس
- مصر ..الخارجة من التاريخ (2من2
- نجاة النادي
- مصر ..الخارجة من التاريخ (1من2
- على اسم مصر
- سطوة الأمن المصري
- دستور الاستعباد
- في رئاء عطية حسن
- تحرش وسط القاهرة
- غزة المرابطة
- الرئيس الذي تحتاجه مصر
- ماذا نفعل بأسمائنا؟
- آخر أجيال الهزائم


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي شندي - انسداد حضاري