أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - أبشروا يا مغاربة يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة شاهد من أهلها














المزيد.....

أبشروا يا مغاربة يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة شاهد من أهلها


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قال خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في دفاعه عن قرار الوزير الأول عباس الفاسي، القاضي بحل حزب "البديل الحضاري": [..] إذا ما كان هناك خلل في حماية الشعب والمجتمع وخيارات البلاد سيكون من حق الشعب أن يحاكمنا لأننا لم نقم بواجبنا وفق الضوابط القانونية".
أبشروا يا مغاربة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أدلى بقضية غاية في الأهمية لم نكن نعلم أنها ممكنة التحقيق بالمغرب.. إنها إمكانية محاكمة الشعب المغربي للحكومة إن هي لم تقم بواجبها.. إذن يمكن أن نوجه صك اتهام لها، يكفي الإدلاء بالحجج والبراهين، فهل حصيلة الحكومة والحصاد الذي جناه المغاربة منه إلى حد الآن يمكنها أن يُشكل حجة؟ غير أن هذا الحصاد ما زال مرا والجو العام مطبوع بالإخفاق الكبير والانتقادات القاسية من كل حذب وصوب، إضافة إلى أن الحكومات السالفة فرضت على الشعب اختيار نمط اقتصادي دون أخذ رأيه بهذا الخصوص، وحرمته من حقه في تقرير مصيره الاقتصادي والاجتماعي باختيار حر للنظام الاقتصادي الذي يرغب فيه.
كما أن مجتمعنا مازال في مرحلة البحث عن سد حاجيات المأكل والمسكن... فئات واسعة لازالت تُنهب في ظل مختلف الحكومات التي تتالت على بلادنا منذ حصلت على استقلالها المنقوص، وكلها تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال.. ومادام الشعب قد عرف، على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة بأن من حقه محاكمتها وعليه من الآن أن يحرص على هذا الحق، وأن يتشبث بموقفه على اعتبار أن ما نطق بها الشاهد من أهلها، كان مجرد "زلة لسان" ليس إلا.
إذن يا مهمشو المغرب وما أكثركم، اتحدوا لتفعيل هذا الحق الذي شهد به لكم الناطق الرسمي للحكومة التي على درب نهجها سائرة، لا تهتم إلا بما يخرج عن نطاق الأولويات التي تضعها الأغلبية الساحقة من الشعب نصب عينيها، إلى حد أن المغاربة لم يعودوا يشعرون أن لديهم حكومة فعلا، فمن المفروض أن يشعر المواطن يوميا بوجودها، أليس هي "السلطة التنفيذية" المكلفة قبل غيرها بتدبير الشؤون اليومية للمواطنين؟!
لكن على الأقل، وجب على المغاربة أن يحمدوا الله ويدعون لحكومتهم بطول العمر لأنها حققت نجاحا بامتياز في تكريس درجة كبيرة من المساواة بين الأغلبية الساحقة من المغاربة، لكنها مساواة في الفقر والتهميش وعدم الاطمئنان بخصوص المستقبل، فأغلب المغاربة سواسية في الإحباط.
ومع ذلك علينا أن نجعل من تصريح الناطق الرسمي الذي اعترف للشعب بحقه في محاكمة الحكومة، دافعا من دوافع تكريس ثقافة المساءلة، رغم أن دافع الوزير قد لا يتوافق مع دوافعنا، فنحن في المغرب لا زلنا نفتقر لثقافة المساءلة في الممارسات السياسية، والتي تعني أول ما تعنيه، تعزيز آليات وأدوات وأجهزة الرقابة على الممارسات الحكومية وأفعال السلطة، وثقافة المساءلة في المرحلة الحالية وجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا بالقدرة على الحد من تغول السلطة، فالإقرار بهذه الآليات سيريحنا من مسببات المعضلات، إذ من الممكن حين يُقترح على أحد أن يكون وزيرا أن يحسب ألف حساب قبل قبوله، وهذا من شأنه المساهمة في التقليل من اللهث وراء الاستوزار من أجل الاستوزار مادام سيكون مقرونا بالمحاسبة البعدية وبمحاكمة الشعب للحكومة.
لكن تكريس ثقافة المساءلة تستوجب إرادة فعلية لتفكيك البنيات الاستبدادية في ممارسة الحكم، علما أنها بنيات راسخة تاريخيا منذ عقود، وظلت تزداد وطأة وثقلا وتجذرا بارتداء "ملابس العصر" قصد التوهيم بالتغيير المظهري والحفاظ على الجوهر ثابتا.
وتطالب ثقافة المساءلة أيضا الإقرار بفكرة الخضوع للإرادة العامة وسلطة الشعب، وتبقى العبرة ليس في التصريحات، فلطالما ترددت عبارة "ضرورة إرساء ثقافة المساءلة"، لكنها ذهبت مع الريح أو بقيت حبرا على ورق، كما هو حال توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، رغم موافقة الملك عليها، ورغم أننا نعيش في عصر، من المفروض أن يكون عماده هو احترام إرادة الشعوب.
هناك ملفات ونوازل ظهر فيها بجلاء "كذب" القائمين على أمور الشعب، والأمثلة كثيرة ومتعددة.. فالكذب وحدة قائمة بذاتها ونهج اعتمده عدد من المسؤولين مرارا وتكرار.. والكذب بطبيعته لا يتجزأ فيصبح صدقا في مكان وزمان، ونصف كذب في مكان وزمان آخر.
فمنذ سنوات والحكومات المتعاقبة تقود البلاد من سيء إلى أسوأ، من كارثة إلى أخرى، سيما على صعيد الواقع الاجتماعي بالنسبة للأغلبية الساحقة من المغاربة.
ومرة أخرى أبشروا يا مغاربة، يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة من أهلها.





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة -المواطنة- المبتورة
- محمد السادس مريض.. وماذا بعد؟
- الدولة تفكر في فرض ضرائب جديدة على المواطنين
- مدونة الأسرة تحتاج للتصويب والتعديل
- -قضية بليرج- تفجر نقاشا حادا حول قانون الإرهاب
- منظومتنا الجبائية مطبوعة بالهاجس المالي وليس الاقتصادي
- دردشة مع الباحث الاقتصادي عبد السلام أديب
- قضايا كبرى عالقة بالبرلمان
- حوار مع المصطفى صوليح من أطر اللجنة العربية لحقوق الإنسان
- رأي من البوليساريو
- رفض تسليم صور من محاضر ووثائق ملف التحقيق يشكل مساسا بسيادة ...
- إضراب 13 فبراير 2008
- منع وحل الأحزاب السياسية بالمغرب أملته دائما منازعة السلطة ف ...
- الإعلان عن محاولة اغتيال محمد السادس بموريتانيا
- فساد المال من فساد السياسة
- أوضاع سياسية واقتصادية كارثية واليسار تخلى عن دوره
- السيدا: من المتعة إلى الموت
- جولة فالسوم لإنقاذ مفاوضات الصحراء
- محاولة اغتيال الملك الحسن الثاني ومحمد أفقير ورضا كديرة بمرا ...
- فلاش باك2


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - أبشروا يا مغاربة يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة شاهد من أهلها