أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - دردشة مع الباحث الاقتصادي عبد السلام أديب














المزيد.....

دردشة مع الباحث الاقتصادي عبد السلام أديب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 10:53
المحور: مقابلات و حوارات
    


زيادة ذكية وماكرة

استكمالا للدردشة مع الباحث الاقتصادي إدريس بنعلي حول إشكالية "المالية العامة المغربية إلى أين؟" نعرض على القارئ فحوى لقاء أجريناه مع الباحث الاقتصادي عبد السلام أديب
بدأ أديب بالقول: من الملاحظ أن هناك فائض اقتصادي وفائض مالي هذه السنة (2007)، لكن على المستوى العام الوضعية المالية تسير نحو التقهقر، لأن السياسة الضريبية تتجه نحو نسبية المعدلات، إذ في السابق، لاسيما في السبعينات والثمانينات، كان الاعتماد على نسب تصاعدية، أما حاليا هناك اتجاه نحو النسبة وتقليص المعدلات الضريبية، وبالأخص تلك المطبقة على مصادر اقتصادية، مثلا الشركات والمعدلات الكبرى الخاصة بالضريبة على القيمة المضافة.
ويلاحظ عبد السلام أديب، أنه في سنة 1986 كانت نسبة القيمة المضافة قد وصلت إلى 30 بالمائة فيما يتعلق بالمواد الكمالية (الذهب، الياقوت...)، أي المنتوجات المستهلكة من طرف الطبقات العليا، هذا المعدل تم تخفيضه إلى المعدل العادي، أي نسبة 20 بالمائة، وهي المطبقة على المواد الاستهلاكية واسعة الانتشار، وهذا في وقت تصاعدت فيه نسب الضريبة على المداخيل المحدود بشكل قاس جدا وعنيف، لكنها عندما تهم المداخيل العليا تنخفض، وهذا توجه عام.
ويضيف عبد السلام أديب.. عرف النظام الجبائي إصلاحات كثيرة، ففي سنة 1961، كان الإصلاح الأول في غضون الفترة الانتقالية (1956 – 1961)، حيث كان الحفاظ على الضرائب الموروثة عن الحماية الفرنسية، وفي فجر الستينات وقع أول إصلاح جبائي بالمغرب المستقل لتطبيق نوعا من التصاعدية إلا أنه اكتنفها خلل كبير جدا، حيث ضربت ذوي المداخيل المحدودة، التي ظلت تتحمل الجزء الأكبر من الثقل الضريبي (الموظفون والمأجورون)، سيما وأنه من السهل اقتطاع الضرائب بخصوصها من المنبع في حين سادت محاباة كبيرة جدا في كل ما تعلق بالمداخيل التجارية والصناعية الفلاحية والعقارية.
وبخصوص الضريبة الفلاحية يقول عبد السلام أديب إنها كانت مطبقة وإلى حدود أواخر السبعينات لكنها حذفت وتم إلغاؤها إلى حدود 2020 الآن، فأصبح القطاع الفلاحي معفى من الضريبة لكن من المعلوم أن الأشخاص المفروض أن يؤذوا الضريبة في العام القروي هم الذين يملكون الضيعات الكبيرة وينتجون منتوجات موجهة نحو التصدير، في حين يتم إعفاء الفلاحين الصغار لصالح الملاكين العقاريين الكبار الذين في قدرتهم دائما أداء الضرائب بفعل الأرباح التي يجنونها إلا أنهم، بفعل هذا الإعفاء لا يساهمون في مالية الدولة رغم استفادتهم الأكيدة.
ويرجع عبد السلام أديب للضريبة على القيمة المضافة، حيث يقول، في البداية عرفت نموا نحو تخفيض النسبة وحاليا تطبق 4 نسب : 7 و 10 و 14 و 20 بالمائة، وهناك نية في تهييء مدونة جبائية يبدو أنها تتجه نحو اختزال النسب في نسبتين فقط. لقد كانت النسبة في اعتماد هذا التقليص سنة 2007، إلا أنه اعتبارا لموجات الاحتجاج الشعبي على ارتفاع الأسعار، سيما وأن القانون المالي لسنة 2006 رفع أسعار الضريبة على القيمة المضافة بخصوص عدد من مواد الاستهلاك، منها من كانت معفية كالزبدة كما أن سنة 2007 كانت سنة انتخابات تشريعية، وكان هناك تخوف من انعكاسات إجراء اختزال نسبة الضريبة على القيمة المضافة إلى نسبتين عوض أربعة المطبقة، وهذا الاختزال هو في واقع الأمر زيادة ذكية وماكرة، إذ كل المواد التي كانت تطبق عليها نسبة 7 بالمائة ستخضع إلى نسبة 10 بالمائة، وكذلك الأمر بخصوص المواد الخاضعة لنسبة 14 بالمائة ستخضع لنسبة 20 بالمائة وهذا طبعا سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار وسيكون له وقع اجتماعي خطير في وقت انتخابات، هذا ما أدى إلى إرجاء التطبيق، لكن رغم ذلك كانت مقاطعة الانتخابات جلية.
وبخصوص الضريبة على التركات والثروات، يقر عبد السلام أديب أن الفكرة قديمة وليست جديدة، لكن اللوبيات كانت دائما تقف في وجه تطبيق هذه الضريبة بقوة، سيما منذ أواخر السبعينات، إذ دعا الملك الحسن الثاني في أحد خطاباته الباحثين إلى دراسة إمكانية بلورة ضريبة على الزكاة وعلى الإرث، وعموما كان الاتجاه نحو دفع الليبرالية أي تفضيل الرأسمال على حساب العمل، وبالتالي كان من الطبيعي أن تقف اللوبيات الحاكمة ولوبيات أصحاب الحل والعقد حجر عثرة في وجه اعتماد ضرائب على الثروات والتركات.
كما كانت الضريبة على الثروات مطلب قديم، علما أن الضرائب على الشركات ظلت تسير نحو التخفيض (من 35 إلى 30 بالمائة).
لكن، في نظر عبد السلام أديب المطلوب ليس هو إضافة ضرائب، وإنما قبل ذلك، وجب التفكير في معالجة جبائية شمولية للنظام الضريبي للتخلي عن محاباة الطبقات العليا والتعامل الامتيازي، ومهما يكن من أمر يبدو أنه من الصعب على الحكومة الحالية التي تفتقر للمشروعية الشعبية (بفعل مقاطعة الانتخابات)، أن تفرض ضريبة جديدة، لأنها لن ولم تقو على اتخاذ أي قرار من شأنه المساس بالرأسمال بأي وجه من الأوجه، هذا علاوة على أن موازين القوة كلها تسير في اتجاه واحد، لا ثاني له، خدمة مصالح التحالف الطبقي الحاكم المسيطر على الاقتصاد وعلى دوائر صناعة القرار السياسي. وفي الضريبة الفلاحية مثال صارخ، إذ أن اللوبيات ظلت تقاومها باسم التخفيف على الفلاحين الصغار،إلى أن نجحت في حذفها.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا كبرى عالقة بالبرلمان
- حوار مع المصطفى صوليح من أطر اللجنة العربية لحقوق الإنسان
- رأي من البوليساريو
- رفض تسليم صور من محاضر ووثائق ملف التحقيق يشكل مساسا بسيادة ...
- إضراب 13 فبراير 2008
- منع وحل الأحزاب السياسية بالمغرب أملته دائما منازعة السلطة ف ...
- الإعلان عن محاولة اغتيال محمد السادس بموريتانيا
- فساد المال من فساد السياسة
- أوضاع سياسية واقتصادية كارثية واليسار تخلى عن دوره
- السيدا: من المتعة إلى الموت
- جولة فالسوم لإنقاذ مفاوضات الصحراء
- محاولة اغتيال الملك الحسن الثاني ومحمد أفقير ورضا كديرة بمرا ...
- فلاش باك2
- لا زلنا نشعر أننا بلا أمل
- تقرير المجلس الأعلى للحسابات عرّى جوانب من المستور وأقر بضرو ...
- تعددت المؤشرات والإحباط واحد
- هل مشروع القانون التنظيمي للمحكمة العليا للتفعيل أو لمجرد تأ ...
- باحثون وفاعلون سياسيون يناقشون السيناريوهات المحتملة للتعديل ...
- السيناريوهات المحتملة للتعديل الحكومي المرتقب
- عقلية -التقوليب-


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - دردشة مع الباحث الاقتصادي عبد السلام أديب