أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (المربي الأستاذ صاحب يحيي الموسوي))














المزيد.....

(المربي الأستاذ صاحب يحيي الموسوي))


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 11:57
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كثيرا ما يكون للابن البكر تأثيره على لون الأسرة السياسي،وتوجهاتها الفكرية والعقائدية،ويمتد هذا التأثير بين المتقاربين في السن خصوصا،فالأخ الأكبر له من التأثير على توجهات أخيه الأصغر الشيء الكثير،فهو مثله الأعلى والمرآة العاكسة لأفكاره وتصوراته،وقد يمتد تأثيره عميقا في نفس أخيه،فكيف أذا كان لرب الأسرة ذات التوجهات والميول والأفكار،والشهيد صاحب يحيى الموسوي من هؤلاء، فقد تفيء أفنان دوحة وارفة الظلال من الفكر العلمي التقدمي ،فوالده وأخيه الأكبر المربي الشهيد عبد الأمير الموسوي ينهلان من ذات النبع الصافي المشرب بحب الوطن والشعب،فلا غرابة أذا سلك ذات الدرب،ولا ضير أذا تمسك بذات المبادئ التي وجد محيطه الأسري سائرا على هديها،مؤمنا بمثلها وأفكارها،ووجدت هوى في نفسه المتوثبة وعقليته المتفتحة لتلقي كل ما هو جديد،وقد أمتد هذا التأثير عميقا في نفسه،مما جعله يندفع اندفاع الشاب المؤمن المتحمس للمساهمة في البناء الشامخ،يدفعه عنفوان الشباب الطاغي لاستلهام الأفاق المشرقة لهذا الفكر المتوثب الصالح في كل زمان ومكان،لذلك فقد وجد طريقه في سن مبكرة،وكان لاتحاد الطلبة العام أثره في تنمية روحه الشبابية المتوثبة،فكان جم النشاط،وافر الحيوية،يعمل بدأب ونكران ذات من أجل المبادئ والأفكار التي آمن بها،ونذر نفسه لتحقيقها، فكان المثل الأعلى للطالب المجد في الدرس وتحصيل العلوم،لذلك تحلق حوله الكثير من الطلاب المعجبين بجده ونشاطه وروحه ألمرحه،ونفسيته المتفائلة،وما فيه من دماثة الأخلاق وجمال الخلق،والإيثار المنقطع النظير،فكان أمثولة حسنه لزملائه وأترابه،وصحبته تزكية خلقية لأقرانه، وأخذ طريقه الى الحزب في وقت مبكر وهو بعمر الورود، وبعد أكماله الدراسة أنصرف للتعليم في ثانوية القاسم وتسنم مسؤوليتها،فكانت مؤئلا للشيوعيين،وسار في ذلك الدرب اللاحب كأحسن ما يكون،اندفاع بتعقل وتحرك يقض مدروس،والسير بخطى وئيدة نحو هدفه،فكان له التأثير الكبير على طلبته كمدرس لمادة الأحياء،يتوسع في المادة العلمية،بما يغني الطالب ويثري معلوماته ،وأعطى الكثير من وقته للدروس الإضافية دون مقابل من أجل رفع المستوى العلمي لطلابه وبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة لبناء العراق الكبير، مما جعله مثلا للمدرس الجاد المخلص،ومنحه الكثير من الاحترام والتقدير في صفوف التدريسيين والطلبة على حد سواء،وعكس الصورة الحقيقية للمربي الملتزم الذي يقرن القول بالعمل،ويعطي لمبادئه واقعها العملي في التعامل مع مفردات الحياة.
وعند انفراط عقد الجبهة أخذ نصيبه من الحبس والاعتقال،فما هان ولا استهان،وصمد صمودا رائعا كان مثار أعجاب رفاقه وأصدقائه،وأستطاع بما يملكه من كياسة وأدب جم وقدرة على المناورة أن يتخلص من الأحابيل والحيل الملتوية لمن حاولوا الإيقاع به وأدانته والنيل منه،وعاد للتدريس موفور الكفاية والمؤهلات دون أن يفت ذلك في عضده،أو يدفعه للمساومة،وأنصرف للتدريس ظاهرا فأزداد الإعجاب بإخلاصه ومثابرته على القيام بواجباته المهنية،وأظهر للكثيرين عزوفه عن العمل السياسي وانقطاعه عنه،وانصرافه لواجباته الوظيفية فقط،ولكن كان له نشاطه التنظيمي السري الذي لم يعرف به الا القلة القليلة من اللصيقين به،الموثقين لديه،والذين ارتبطوا معه بعلاقات تنظيمية وتمكن مع ثلة من رفاقه من تشكيل خلية حزبية بأسم ( الطليعة الأدبية) كانت تظم الى جانبه الرفاق حسين عبد علي السحيب ومهدي غريب وعامر حسين وعماد كاظم الحسن وجواد كاظم الحسن وآخرين غابت عني أسماؤهم وترتبط مباشرة بتنظيم بغداد السري عام 1980 .
وقد انكشفت هذه الخلية وأعتقل أغلب أعضائها في 11-4-1981في مديرية أمن بغداد وتحت التهديد باستعمال وسائل غير شريفة أعترف أحد الرفاق على أعضاء الهيئة فجاءت مفرزة من مديرية الأمن العامة وبمساعدة من أمن المدينة الى ثانوية القاسم والقي القبض عليه وكان يقودها المجرم المقبور الرائد شهاب أحمد شهاب الملقب (أبو غضب)وقد نال هذا المجرم جزاءه العادل بعد سقوط النظام البائد بأيام. وغابت أخباره بعد احتجازه رغم علمنا بإعدامه بصورة غير رسميه وبعد سقوط النظام المنهار ظهر أنه قد أعدم سنة 1984 وأقيم له مجلس الفاتحة بحضور زملائه وأصدقاءه ورفاقه في القاسم وبحضور متميز لقيادة الحزب في بابل.
لك المجد والخلود ،فقد رحلت دون أن تترك من يحمل أسمك،ولكن سيبقى أسمك محفورا في قلوب رفاقك وأخوانك الى الأبد،وسيكتب بأحرف من نورفي شجرة الحرية،السنديانة الشامخة بأباء وشمم،شجرة الشيوعية التي ضحى الألأف تحت ظلالها وغمرت أفياؤها الملايين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)
- (عبد الحسين دريويش أبو شذى)
- ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
- حمزة عبد الرضا الغريباي
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (المربي الأستاذ صاحب يحيي الموسوي))