أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - جهاد علاونه - قبلاته يا أبتي !














المزيد.....

قبلاته يا أبتي !


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 04:53
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


آه يا أبتي لو تذق من حبيبي طعم قبلاته لهجرت تراثك ولنسيت أنانيتك ولتمنيتها لكل محروم ..
آه يا أبتي لو تذق طعم لسانه كما ذقته أنا لأدركت أن صناعة الشوكولاته تبدأ من قبلة عاشق وعاشقة ..حين تشتبك أصابع اليدين بأصابع الطرف الآخر وحين تقف العيون ولا ترمش وكأنها صنم وثني قديم وحين , وحين تتعطل وسائل الإتصال بالكلام ...عندها يكون الموقف أعظم من كل قواعد التحريم والتبغيض عندها فقط يا أبتي ستؤمن أن القبلة ليست حراما وإن كانت حراما فإنها من اللمم أي من الذنوب البسيطة .
صدقني يا أبتي أن الطوفان الأثيني قد طغى على جزر اليونان بأكملها ولكن زيوس الإله العظيم نظر إلى إثنين يقبلان بعضهما البعض ففرح بهما وقال : مازال الحب بين البشر قائما فلماذا نغرقهم وبسبب تلك القبلة أنقذ زيوس العالم كله من الطوفان .
وما زال الإله زيوس غارق في غيمته وكلما رأى رجلا عاشقا يقبل معشوقته عدل عن وجهة نظره ..حتى تسونامي لم يغرق كل الناس ورجع البحر عن طوفانه لأنه رأى على شواطىء تسونامو عشاق وعاشقات مثل الحمام والعصافير .

يا أبتي ...قل عني ما شئت ....فلم تعد تأويلاتك للنص تعجبني ولم تعد قراآتك القديمة تعنيني ...تسألني وهل قبلك ؟
نعم, قبلني: بين عيوني ...وفوق جبيني ولثم أصابع يدي وكاد أن يأكلهما كما تأكل أنت رغيفا من السندوتش...ورأيت أصابع يدي وهو يقشرها بفمه كما يقشر قرنا من الموز وأحس بحلاوتهن وهن على رأس لسانه الرطب جدا وكأن لسانه لوح زجاجي غطاه الندى في ساعة الفجر في إحدى أيام الصيف أو كأنه مغطس من الماء طهرني من ذنوبي ومن السنين العجاف التي عشتها تحت عباءتك.

قبلني أيضا في فصل الشتاء قبلة حارقة كادت أن تحرقني وشعرت بسببها لأول مرة في حياتي بدفئها ولأول مرة منذ ولادتي أشعر في فصل الشتاء أنه دافء جدا على صدري وعلى قلبي .
لماذا يا أبتي أنت مصر على رجمي ؟ هل أنت تغار عليّ أم أراك تغار منه؟
الحقيقة أنك تغار منه .
نعم تغار منه لأنني أشبه أمي كثيرا ..أمي التي لم تذق منك يوما قبلة باردة في فصل الصيف أو دافئة في فصل الشتاء ..وأمي التي عاملتها طوال عمرك كجارية من جواري المأمون والرشيد.
تراثك الذي تعتز به كانت به أنواع القبل مباحة جدا .
وأنا اليوم تراثي أعتز به فهو ليس تراث الشعارات بل تراث المصانع ..والقبل المختلفة الأنواع فهذه القبلة التي حدثتك عنها وسألتني عنها كانت قبلة فرنسية طويلة أمسك بخصري وعضني من شفتي بأسنانه البيضاء حتى كاد الدم أن يخرج من شفتي السفلى.
ومرة أو ذات مرة قبلني قبلة أمريكية الصنع ضد كل أشكال الإرهاب والتطرف البدني والعنصري والطائفي .
وذات مرة في إحدى ليالي شهرزاد قبلني قبلة جنية شيطانية لم يمارسها إلاّ المجانين والشياطين والعفاريت فأحسست أنه غيمة صيفية ظللتني من شمس فلكلورنا الشعبي.
ومرة قبلني قبلة يابانية الصنع والمنشأ فأحسست أن عنقي يدور بين يديه كمروحة يابانية أصلية تدور بكل كبرياء , وليست كقبلتك لأمي والتي تبدو وكأنها صينية الصنع والمنشأ من النخب الثالث والمهترء وليست كقبلة جدي لجدتي والتي تبدو كأنه يحاول أن يشتري أرخص الأشياء ثمنا .
قبلته يا أبتي رائعة ومذهلة آه آه آه لو تذقها مرة واحدة في حياتك إنها كقطعة حلوى بين أسنان طفل يأكلها وكأنها لو أول مرة في حياته يتذوق السكّر والحلويات .
قبلته يا أبتي تزيد من إيماني بالحياة وترجعني إلى الزمن الطفولي البريء وأشعر وأنا بين يديه وكأنني أرتعش مثل عصفورة بللها الندى .
قبلته تجعلني أأن ثم أأن كحمامة برية .
قبلته وما أدراك ما قبلته ..





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعذريني
- نجاسة الرجال وطهارة النساء
- إمرأة تتحرش بي جنسيا 2
- إمرأة تتحرش بي جنسيا1
- الرجال تأتيهم الدورة الشهرية كما تأتي النساء1
- تعدد الزوجات في الإسلام نظام متخلف
- هل المرأة إنسان؟
- الثقافه والتطور
- رومنسية طقوس الجنس المقدس
- كيف ظهر مذهب السنة ؟
- أول قبلة في حياتي
- من أسرار المسيح
- الرومنسية المسيحية 2
- أسرار المسيحية 1
- هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب
- جسد المسيح الدجال
- عمر الإنسان العربي(سيرته الذاتية )
- سبحان الذي شق نهديك بالمنشار...أنت تحت أزرار قميصي!
- عامي الأول في الحوار المتمدن
- المرأة بحصان


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - جهاد علاونه - قبلاته يا أبتي !