أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عوني الداوودي - إمارة سوران في عهد الباشا الكبير محمد كور باشا الراوندوزي















المزيد.....



إمارة سوران في عهد الباشا الكبير محمد كور باشا الراوندوزي


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 690 - 2003 / 12 / 22 - 04:33
المحور: القضية الكردية
    


 نبذة عن الإمارة، وشخصية الأمير محمد، وكيفية استلامه الحكم :
يتفق المؤرخون الذين كتبوا عن إمارة سوران نقلاً عن كتاب شرفنامة لمؤلفه الأمير والمؤرخ الكوردي شرفخان البدليسي ( 1543 ـ 1606 م) ، بأن نسب أمراء هذه الإمارة يرجع إلى شخص يدعى ( كولوس ) قدم من بغداد إلى هذه الجهات وأقام فيها يمتهن الرعي. دون أن يذكروا لنا شيئاً عن أصوله العرقية، ما عدا أنه كان ابناً لرجل معروف وبارز في الأوساط البغدادية، لكن المؤرخ المعروف حسين حزني الموكرياني يقول : " أن مؤسس هذه العائلة التي ينتسب إليها أمراء سوران يرجع إلى رجل كوردي يدعى ( كولوس ) الذي خرج من بين عشيرته وموطنه في قرية ( هوديان ) التي تبعد حوالي الساعتين مشياً على الأقدام شمال راوندوز " ([1] ) . 
بينما يذكر كتاب خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان نقلاً عن الدكتور ( فريج ) " أن لفظ ( كولوس ) لا يشبه الأسماء العربية، بل هو لفظ كوردي يطلقه أكراد تلك الجهات على الذي سقطت أنيابه "  ([2]) .
 وكان لكولوس هذا ثلاثة أبناء هم ( عيسى، وإبراهيم، وشيخ إدريس ) وكان عيسى أكبرهم، محبوباً بين أصدقائه شجاعاً كريماً، وكان يوزع بعضاً مما يحصل عليه من الغنائم على المحتاجين والفقراء، فاتخذه الأهالي وبايعوه أميراً عليهم .
أما كلمة سوران وتعني ( الحمر ) باللغة الكوردية جاءت بعد محاصرة عيسى وأتباعه قلعة ( آوان ) التي اعتصم بها بعض المفسدون، حيث اتخذ عيسى ورجاله مواقعهم على الصخور الحمراء التي كانت تحيط بالقلعة فأطلق المعتصمون عليهم ( أصحاب الصخرة الحمراء ) وشيئاً فشيئاً تطورت اللفظة إلى ( سوران ) إلى يومنا هذا، وبعد أن استطاع عيسى ورجاله الاستيلاء على القلعة، اتخذها مركزاً له، وكانت بداية حكم هذه العائلة وتأسيس إمارة سوران . لا يدلنا المؤرخون على تاريخ بداية تأسيس هذه الإمارة، لكننا نستدل من خلال الكتابات التي تناولت إمارة سوران، بأنها عمرت حوالي ستمائة وخمسين عاماً، ويقول بهذا الصدد الباحث عبد الفتاح علي يحيى : 
" لا يعرف بالتحديد تأريخ تأسيس الإمارة السورانية، لكن العديد من المؤرخين يذهبون إلى أنها تأسست في القرن الثاني عشر الميلادي، وإن مؤسسها كان راعياً فقيراً، ولقد دام عمر هذه الإمارة سبعة قرون تقريباً، حكم خلالها حوالي أربعة وعشرون أميراً وأميرة واحدة تدعى خانزاد " ([3]) . 
واتخذت الإمارة عدة عواصم لها: هاوديان، دوين، أربيل، شقلاوة، حرير، خليفان، وراوندوز. وكانت حدود الإمارة تتسع وتتقلص حسب الظروف السياسية والعسكرية في المنطقة، وقوة هذا الأمير عن ذاك، ففي عهد الأمير سيدي بن شاه علي بك استطاع هذا الأمير أن يوسع قاعدة إمارته " وأخذ يستولي على البلاد شيئاً فشيئاً فانتزع ( أربل ) و ( الموصل ) و ( كركوك ) من القزلباشية ( الإيرانيين ) ووضع بذلك أساس إمارة كبيرة في تلك المناطق وكانت مستقلة في شؤونها تمام الاستقلال " ([4]) . إلا أن إمارة سوران بلغت أوج مجدها في عهد الأمير محمد كور باشا الراوندوزي، ولقد بدأ عهد جديد للإمارة من التقدم والرقي لم تشهدها سوران طيلة فترة حكامها السابقين، وتوسعت كثيراً حتى شملت منطقة شاسعة " تمتد من سنجار إلى القرى الكوردية في أذربيجان الإيرانية، ومن ( حصن كيف ) إلى نهاية الأراضي التابعة لمدن مخمور والكوير وآلتون كوبري ( بردي ) . وهكذا أصبح الأمير على حد قول مارك سايكس : سيد البلدان الواقعة بين الحدود الشرقية للدولة العثمانية والموصل في بداية القرن التاسع عشر " ([5]) . 
ويقول الدكتور جليلي جليل : " استطاع الأمير محمد في حدود عام1833  بسط سيطرته ونفوذه على المناطق المحيطة بسوران حتى وصلت حدود إمارته إلى منطقة الجزيرة ومن الأسفل إلى نهر الزاب وهو الحد الفاصل بينه وبين إمارة بابان " ([6]) . وكتب ، ك . راولنسوني السائح، في حدود عام 1938 بهذا الصدد: بعد الهجمات التي شنها الأمير محمد وصلت سلطته من مدينة شنو ( الإيرانية ) إلى ضفاف نهر دجلة ( العراق ) وإلى نهر الزاب الصغير ([7]) .
ويقول المحامي عباس العزاوي : كان أمراء الصورانيين زال ذكرهم من البين بـ ( آل بابان ) ولم تظهر حوادث عنهم إلا قليلاً، وإنما بدأت حوادثهم تظهر أيام ( كور باشا ) . ويعرف بـ ( مير كوره ) وهو محمد باشا الراوندوزي وكان من الصورانيين ومنهم من قال أنه من أمراء ( لب زيرين ـ الكف الذهبية ) في برادوست من أمراء زرزا، شن غارات عديدة وأوقع وقائع قاسية وقعت أيام داود باشا.    
 فالأمير محمد كور باشا الراوندوزي ( محمد كور أي محمد الأعور )، والذي لقب بالباشا الكبير، ولد عام 1198 هـ في راوندوز، وهو ابن( مصطفى بك )، أما والدته فهي ( بوك شاه زه مان )، درس على يد الملا أحمدي آدمي وكان من كبار علماء الدين في عصره في كوردستان، ولأجل ذلك أمر مصطفى بك ببناء مدرسة خاصة ومسجد له في راوندوز، لا تزال آثارهما باقية إلى يومنا. كان الأمير محمد على جانب عظيم من الدهاء وسداد الرأي والقوة، وكان الهدف الإستراتيجي له هو توحيد الأراضي الكوردية تحت قيادته، وبناء كيان كوردي يستطيع الصمود والتصدي للمطامع العثمانية والإيرانية القاجارية في كوردستان، وسك النقود باسمه، وأنشأ مصنعاً لصناعة الأسلحة والمدافع في راوندوز . ( التي سنأتي على ذكرها لاحقاً )، وعامل اللصوص وقطاع الطرق بقسوة شديدة وبدون رحمة، وينقل لنا السائح الإنكليزي فرايزر، والذي صادف الكثير من اللصوص وقطاع الطرق في أرجاء الإمبراطورية العثمانية " أن هيبة الأمير محمد وسطوته جعلت من إمارة سوران والمناطق التي تحت سيطرته أن تنعم بالأمان " . 
ويذكر كتاب خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان نقلاً عن الدكتور ( روس ) طبيب السفارة الإنكليزية الذي كان في بغداد حينذاك، وطلبه الأمير محمد باشا في بلاد السوران لمعالجة عين والده ( مصطفى بك ) الكثير عن حالة الإمارة آنذاك والأمن المستتب فيها . يقول : " أن الباشا قد خصص أطراف ( أربل ) لمعيشة مشايخ بلاده، كما أن عشيرة ( طي ) العربية خاضعة لحكم الباشا، ولهذه العشيرة قوة عسكرية في خدمة الباشا معسكرة حول العقرة " ويضيف: " وحدث أن شيخاً من شيوخ ( طي ) كان مع عشيرته قد لجأ إلى الباشا، حدثته نفسه أن يقدم على ضرب قافلة تمر من البلاد وسلب أموالها، فما كان من الباشا إلا أن أرسل عشرة من رجاله الأكراد إلى هذا الشيخ غداة الحادثة لتقطع رأسه من غير ضجة ولا قتال" ([8]) .
ويصف الدكتور( روس ) لنا الأمير محمد بعد لقائه به في عقرة : " أنه يناهز الخمس والأربعين من عمره بهي الطلعة حلو الحديث أسمر اللون طويل اللحية أعور العين مربوط إحدى الساقين، لأن دابته كانت رفسته وخدشته، وكان يتكلم بصوت خفيف بطيء . وسأل عن أصول التدريس والتعليم في أنجلترة وغيرها من الأسئلة العامة، ثم عطف على العلاقات بين الإنجليز والروس وإيران وأظهر اهتمامه بها . وبعد ذلك استوضحني عن الأعمال الطبية وأثرها حتى ذكر الطاعون والكوليرا فسألني عن طريقة مكافحتهما ثم وقف في مسألة البحث عن الأسلحة والبنادق، وكان ينام في الليل متأخراً فلذا ما كان يصحو من النوم قبل الساعة التاسعة والعاشرة قبل الظهر" . كما يذكر الدكتور ( فرازر ) عن الأمير محمد : " أن دراستي الخاصة أثبتت لي أن الباشا كان على جانب عظيم من الحيطة والحذر مع بعد النظر ودقة الشعور، وكان مع عدله المفرط لا يتردد في إراقة الدماء عند اللزوم، ثم يضيف لم يكن لمحمد باشا ثقة بالسياحيين الأجانب، فما كان يسمح لهم بالطواف في أنحاء بلاده، وهذا لا يمنع أنه كان يبيح التجار والمسببين من أهالي البلاد المجاورة، دخول بلاده ومزاولة التجارة فيها، لكنه ما كان يقبل أحداً من بلاد خصومه أن يدخل بلده، مهما كانت الظروف وإذا قبض على أحد منهم عد أسيراً" ([9]) 
وكان الأمير محمد شديد التمسك بالدين الإسلامي، لهذا عامل الإيزديين الكورد بقسوة بالغة وكان يعتبرهم ( كفاراً ) وأراد أن يفرض عليهم الدين الإسلامي بالقوة لكنه لم يفلح في ذلك، وأوقع المذابح بهم في مشارف الموصل، وكانت وصمة عار له، ولم يغفر التاريخ له ذلك .
وتعاون الأمير محمد مع الأمير القوي بدرخان أمير إمارة بوتان، وبعث بدرخان أخوه سيف الدين في الجزيرة طلباً لمساعدة الأمير محمد ضد أعدائه .
كما راسل الأمير محمد الوالي محمد علي باشا في مصر، ومد جيشه بالمؤونة في حروبه ضد العثمانيين عام 1832 الذي انتصر فيها جيش محمد علي على العثمانيين في سوريا، ويقول . ب . ليرخ في هذا الصدد : " كان جيش محمد علي بقيادة ابنه إبراهيم باشا يعتاش على المؤونة التي كان الكورد يقدمها لهم " ([10]) .  
كانت الإمارة مقسمة في عهد مصطفى بك والد الأمير بينه وبين إخوانه، وكانت الخلافات والصراع على السلطة بينهم في حالة لم يعد يستطيع معها مصطفى بك لكبر سنه أن يحتفظ بمركزه وهيبته كأمير للإمارة، مما جعله أن يفكر بأن يسلم مقاليد السلطة لأحد إخوانه ليستريح من الأعباء التي كانت تثقل كاهله، لكن زوجته الأميرة ( بوك شاه زه مان ) أشارت عليه بأن يولي الإمارة ابنه محمد الذي كان يحكم في منطقة ( جولة مير ) المعروف برجاحة عقله وشجاعته، فوافق مصطفى بك على ذلك، وبعث يطلب الأمير محمد أن يحضر إلى راوندوز عاصمة الإمارة، فامتثل الأمير محمد وحضر إلى راوندوز، ففاتحه والده بالمشاكل التي تعصف بمستقبل الإمارة والقرار الذي رسا عليه، فوافق الأمير محمد على ذلك، واستلم مقاليد السلطة على يد رؤوس الأعيان والقواد، وأعلن ذلك رسمياً .
وضع الأمير محمد نصب عينيه في بداية سلطته القضاء أولاً على الفتن الداخلية وتقوية الإمارة من الداخل وضبط أمورها مما دفعه إلى التصادم مع أعمامه وأبنائهم، وكان الأمير، وكما تجمع المصادر رجلاً حكيماً قوي الإرادة حازماً حد القسوة في إدارة شؤون الحكم وكان عادلاً، ودخل في حرب لا هوادة فيها مع من ناهض حكمه، ونحى والده عن إدارة شؤون الإمارة، مما جعل مصطفى بك أن يتراجع عن موقفه، وخوفاً على إخوانه من ابنه الشاب القوي الجريء، فبادر إلى عزل الأمير محمد عن الحكم بعد فترة قصيرة من حكمه، وعاد ليستلم زمام السلطة بنفسه ([11]) لكنه وبعد سنة واحدة فقط تراجع عن الحكم بعد فشله في السيطرة على الخلافات الداخلية، فطلب من ابنه الأمير محمد بأن يستلم مقاليد السلطة ثانية، لكن الأمير محمد لم يوافق في هذه المرة على إدارة شؤون الإمارة إلا بشروطه .
فحدد الأمير محمد ثلاثة شروط لا يحيد عنها مقابل تسلمه مقاليد الحكم وهي :
1 ـ أن لا يتدخل والده مطلقاً في تسيير شؤون الإمارة .
2 ـ أن يترك والده راوندوز العاصمة ويمكث في قرية ئوكان . 
3 ـ وأن يعطي مصطفى بك أبنه الأمير ستون ألف ريال شهرياً  ([12]) .
فوافق الوالد الهرم المغلوب على أمره على شروط ابنه، وسلمه مفاتيح الخزينة وأبواب القلعة، وذهب وزوجته إلى قرية ئوكان إلى أن توفاه الأجل في 1238 هـ .
ويظهر من هذا بأن المشاكل التي كانت تعصف بمستقبل الإمارة فوق طاقة مصطفى بك، لهذا رضخ لشروط ابنه وإعلانه ثانية تنصيب الأمير محمد أميراً للإمارة .
باشر الأمير حكمه هذه المرة بثقة عالية وطموح قوي لتنفيذ ما يجول برأسه، فقام أولاً بتحصين القلعة التي هي مركز الحكم، وبناء سور لرواندوز وبإعداد الجيش وبناء المخازن للسلاح والعتاد، وفي مرتفع مقابل راوندوز أمر ببناء قلعة حصينة سماها قلعة ( أيج ) وجعل فيها قوة دائمة مجهزة بالسلاح والعتاد، وفي شهر رجب من نفس العام باشر بوضع حجر الأساس للقلاع والجدران حول راوندوز، وبث العيون والبصاصين في أنحاء الإمارة ليزودوه بالأخبار يوما بيوم، وقرب الشيوخ والعلماء والشعراء وأزجل العطاء لهم، وكان محاطاً بنخبة من علماء الدين يعملون كمستشارين له أبرزهم الملا محمد الخطي  ([13]) . 
وبعد الإجراءات والتحصينات التي اتخذها، بادر بالهجوم على مراكز الفتن والقلاقل في ( هاوديان ) و ( بالكان) التي كانت تتمثل بعصيان أعمامه وأولادهم وعدم طاعتهم له، فقضى عليهم بفترة وجيزة فاستتب الأمر له . وقد وضع الباشا الكبير بعد ذلك نصب عينه توسيع قاعدة إمارته لتشمل الأراضي الكوردستانية التي هي خارج حدود إمارة سوران، فكانت أولى حروبه الخارجية هو هجومه على برادوست وقلعتها ( هه ركيلا ) الذي كان يحكمها محمود بك ابن سليم خان، فحاصر القلعة وأمطرها بوابل النيران والمدافع لعدة أيام دون جدوى، فكان المحاصرون يدافعون ببسالة شديدة وأظهر محمود بك شجاعة نادرة في مقاومة جيش الأمير، فما كان من الباشا الكبير إلا أن تظاهر بالانسحاب تاركاً بعض أفراد جيشه مختبئين عن الأعين لتزويده بالأخبار، وفي هذه الأثناء تحرك سليم خان على رأس قوة من قلعته ( كاني ره ش ) لنجدة ابنه محمود خان وعند وصول سليم خان إلى قلعة ( هه ركيلا ) فتحت الأبواب لاستقبال سليم خان وقواته بعد أن ظنوا بأن الباشا الكبير لم على مقربة من المنطقة، فبادر المقاتلين الذين كانوا مختبئين بين الصخور بإخبار الباشا بأن أبواب القلعة مفتوحة على مصراعيها، فباغتهم الباشا بدخول القلعة ودارت معركة طاحنة بين الطرفين فكان النصر حليف الباشا، ووقوع محمود بك ووالده سليم خان في الأسر.
هذا الانتصار زاد من معنويات جيش الأمير محمد، واستمر بمهاجمة قلاع البرادوستيين واحدة تلو الأخرى إلى أن استطاع السيطرة على تلك المناطق، ووضع فيها من رجاله لإدارة شؤونها، لكن الفائدة العظمى التي جناها الأمير محمد في بسط نفوذه على مناطق برادوست، و مه ركه ور، وشنو، والسيطرة على قلاعها الحصينة كقلعة ( كه كله ) وقلعة ( نولوس ) وقلعة ( شيروان ) هي في العثور على مناجم النحاس والرصاص والمعادن الأخرى التي كان بحاجة ماسة إليها لصناعة الأسلحة، فنقل الكثير منها إلى عاصمة الإمارة راوندوز.
وفي عام1816 عهد الأمير محمد لبناء مصنع لصناعة الأسلحة إلى المدعو ( أسطة رجب ) الذي كان بارعاً في صناعة الأسلحة والعتاد، ووفر له كل ما يحتاجه من المواد الأولية والأموال اللازمة والصناع المهرة، وقد أولى الأمير هذه المهمة عناية بالغة، وذلك لإدراكه أهمية التمويل الذاتي من الأسلحة والذخائر في حروبه المقبلة، وفي نفس العام عقد الأمير محمد اتفاقية صداقة مع نائب السلطنة عباس ميرزا القاجاري، وبعث وفداً إلى إيران. ومن جانب آخر بعث الأمير وراء ( خان كليدي ) من ( ورمى ـ أورمية ) وكان هذا ماهراً في صناعة المسدسات والخناجر والسيوف، وباشر الاثنان أي أسطة رجب وخان كليدي بالعمل وبنشاط ملحوظ عملهما في صب قوالب المدافع وصناعة المسدسات والعتاد والسيوف والخناجر. وفي محلة ( كارلوكان ) في راوندوز في عام 1233هـ أي بعد سنة واحدة من إنشاء المصنع رأى النور إنتاج أول مدفع على يد الأسطة رجب، فكان الأمير فرحاً جداً لهذا العمل العظيم، ولم يستطع الانتظار لحين قدوم أسطة رجب إليه بل بادر شخصياً بالذهاب إليه مهنئاً ومشجعاً، فأكرم الأمير أسطة رجب وأجزل له العطاء فمنحه 1000 ريال من الذهب و100 ريال لكل واحد من الصناع والعمال، كما أنعم عليه بالملابس الفاخرة مع حصان أصيل  ([14]) .  
بالرغم من قوة الأمير محمد وجيشه المنظم، لم يعتمد كلياً على القوة العسكرية لتوحيد الأراضي الكوردستانية، بل اتبع الأساليب الدبلوماسية وبرع فيها، فاختار نخبة من معاونيه وبعث بهم إلى رؤساء العشائر التي لم تكن منطوية بعد تحت حكمه، لكسب ودهم وشرح أبعاد الخطط التي يرمي الأمير بإنجازها، ونجح المبعوثون بمهمتهم بشكل يدعو إلى الإعجاب، فبعث الأمير بعد ذلك الهدايا والأموال إليهم ومثنياً على الخطوة التي اتخذوها، وهي القبول به كرئيس عليهم.
كما استطاع الأمير أيضاً أن يجمع حوله أولئك الرؤساء والقادة الذين كانوا يتذمرن من السياسات العثمانية التي كان همها الوحيد هو جباية الضرائب ومد الجيش العثماني بالجنود عند الحاجة.
بلغ الأمير محمد من القوة والجاه والسلطان ما لم يبلغه أي أمير من أمراء سوران قبله، مما جعل القوات البابانية التابعة إلى الإمارة المعروفة بقوتها وتنظيم شؤونها، أن تنسحب من كويسنجق ورانية إلى عاصمة الإمارة (السليمانية ) دون قتال بمجرد وصول قوات الباشا الكبير إلى هذه المناطق، وكان الأمير فرحاً بما حققه من انتصارات وهذا التراجع من قبل البابانيين الإمارة الجارة لإمارة سوران، فأمر بصناعة مدفع جديد وكتب عليه  " نصر من الله وفتح قريب ، الأمير المنصور محمد بيك متصرف راوندوز وكويسنجق وحرير" رداً على ما كان متداولاً أيام حكم البابانيين " حكام بابان في كويسجنق وحرير " .
وبعد هذه الانتصارات ومد نفوذه في أغلب الأراضي الكوردستانية عقد اتفاقية صداقة مع الحكومة القاجارية في إيران واعترفت الأخيرة رسمياً بحكومة وسلطان محمد باشا، وبعثت له بالتهاني كذلك جاءت التهاني إلى الأمير من مناطق الموكريان وهكاري، وبما أنه كانت العلاقات متوترة بين حكام بابان ووالي بغداد داود باشا استقبلوا هذه الأنباء بارتياح رغم قلق وخوف والي الموصل من ذلك.
أما من الناحية الإدارية بادر الأمير بتشكيل لجنة من ستة أشخاص من أقرب المقربين إليه سمي " لجنة الرؤساء" وكان بنفسه يترأس اللجنة، وكلف رسول بك أخي الأمير بإدارة اللجنة، كما أعطي مسؤولية بناء القلاع والسور وبناء الجسور والطرق إلى " أسطة إبراهيم ماويلي" والتجارة وما يتعلق بأمور الاقتصاد إلى شيخ مصطفى آغا. والخ
وبدأ بحملة عمرانية واسعة في بناء المساجد والمدارس والقلاع، كما أولى اهتماماً خاصاً لبناء الجسور، ليربط أجزاء الإمارة ببعضها بعد التوسعات الكبيرة التي شهدتها سوران في عصره.
كما سك النقود باسمه ومن خلال المصادر التاريخية التي ذكرت أعمال محمد باشا، كانت العملة التي تداولت تتألف من سبعة عملات من الذهب والفضة والنحاس مقسمة كالآتي:
1 ـ يوزلي ـ وتساوي خمسة عشر قرش تركي.
2 ـ خمس عشرة ريال.
3 ـ سبعة قروش.
4 ـ أربعة تانكير .
5 ـ 4 3 جليك .
6 ـ خودابه ند 4 1 .
7 ـ شايي ـ وتساوي نصف قرش.
وكانت المائة قرش للعملة تعادل ليرة ذهبية عثمانية، وكتبت على أحد أوجه العملة " مير مه نسوور ـ محمد بك" وعلى الوجه الآخر للعملة كتب " ضرب في راوندوز ".
وبعد فترة وجيزة بدأ الأمير محمد بإعداد العدة والتحضير للهجوم على إمارة بادينان وإمارة داسني "لا يسع المجال هنا للخوض في تفاصيل العمليات الحربية التي دارت هناك والتي أدت بالنتيجة انتصار الأمير محمد" وبمساعدة أعداء الإمارتين استطاع محمد باشا أن ينتصر انتصاراً ساحقاً، فعمل السيف لمن طالته أياديه وخاصة بالداسنيين الإيزديين، وكما ذكرنا سابقاً اعتبرت أعماله تلك نقطة عار له. وبعد هذه الانتصارات في مناطق بادينان وما حواليها، انتاب والي الموصل الهلع والخوف من هذا القادم الجديد الذي سيهاجمه لا محالة فأخذ الاحتياطات اللازمة وعمد إلى نسف الجسر على نهر دجلة الذي  يربط الموصل بتلك المناطق التي أصبحت تحت قبضة الأمير محمد. 
الهجوم العثماني على كوردستان :
جاء قرار اجتياح كوردستان من قبل الباب العالي على إثر الهزائم التي لحقت بهم على يد محمد علي باشا والي مصر وانتصاراته في سوريا. وكانت كوردستان بإماراتها القوية في القرن التاسع عشر كإمارة بوتان وأميرها القوي بدرخان، ومحمد باشا على رأس إمارة سوران، وإمارة هكاري وبدليس، وكذلك الإمارة البابانية التي كانت عاصمتها السليمانية، تشكل تهديداً خطيراً وفعلياً  لسلطة العثمانيين في العراق وفي مناطق الجزيرة .
وكانت سوران في قلب الأحداث وعلى أبواب الموصل وأعترف والي بغداد رسمياً بسلطان الأمير محمد  ووقف أمام طموحات هذا الأمير مكتوف الأيدي، لذا تضافرت الجهود للنيل من الأمير محمد والقضاء على إمارته التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً لسلطة العثمانيين، بالتعاون مع إيران القاجارية وبمساعدة الروس ولعب الإنكليز دورأ مهماً لتقريب وجهات النظر حول نقاط الخلاف بين العثمانيين والقاجاريين "وخوفاً من تنامي هذه القوى واستقلالها تدارست القيادة العثمانية الموقف فوجدت أن الأمر يتطلب حملة عسكرية تتوفر لها كافة مستلزمات النجاح " ([15]) . 
  أسند السلطان محمود الثاني قيادة الجيش إلى رشيد باشا والي سيواس الصدر الأسبق والسردار الأكرم، ولم يأت اختياره لهذه المهمة العسيرة اعتباطاً، كما أدرك رشيد باشا ما يجب القيام به لإعادة الاعتبار لشخصيته التي تصدعت إثر الهزائم التي مُني بها على يد المصريين في سوريا ووقوعه في الأسر، وإظهار إخلاصه للسلطان العثماني، لهذا تقبل المهمة ببالغ الفرح والسرور، كما أنه لم ينسَ بعد المساعدات التي قدمها الكورد لأعدائه في معاركه تلك التي تسببت في إضعاف العثمانيين، فكان ناقماً عليهم وينتظر الفرصة السانحة للانتقام منهم وتصفية حساباته معهم، فلهذا جاءت أعماله في غاية القسوة والوحشية، وظهر حقده هذا جلياً عند اجتياحه المناطق التي مر بها في طريقه لملاقاة الأمير محمد تاركاً وراءه الخراب والدمار، وسمح لجنده بنهب ممتلكات أهالي القرى المتناثرة في أرجاء كوردستان،
كان ذلك في نيسان عام 1833 أي بعد سنة واحدة على صلح " كوتاهية " بين السلطان العثماني ومحمد علي باشا. فزحف رشيد باشا بجيشه المكون من 40000 ألفاً نحو كوردستان وكان عليه المرور، بسعرد وماردين ونصيبين والجزيرة وموش وسنجار لملاقاة عدوه الأكبر الأمير محمد باشا الكبير، ولاقى مقاومة عنيفة في المناطق التي مر بها، لذلك استخدم سلاح المدفعية بشكل فعال للقضاء على مقاومة الكورد له، وخاصة في جزيرة بوتان بقيادة الأمير بدرخان حليف الأمير محمد، وأمر بتدمير المدينة بالمدافع. 
وقبل هذا التاريخ بسنوات، تقبل علي رضا باشا والي حلب مهمة القضاء على داود باشا والي بغداد الذي استقل عن الإمبراطورية العثمانية، ولبى السلطان محمود الثاني طلباته، وزوده بكل ما تتطلب الحملة من السلاح والعتاد والمال، فتحرك علي رضا من حلب في شباط 1831 " وهو في طريقه انضم إلى جيشه صالح جلبي الزهيري وأحد كبراء عشيرة شمر الجربا من أتباع الشيخ صفوك الفارس، وسلمان الغنام أحد شيوخ عشيرة العقيل، وكانت هاتان العشيرتان من عشائر العراق الصعبة المراس، وكذلك وضع قاسم العمري والي الموصل وعدو داود باشا اللدود، كل امكاناته تحت تصرف علي رضا " ([16]) .
وكانت الخطة المرسومة هي القضاء أولاً على داود باشا ومن ثم البدء بالإمارات والزعامات الوطنية، وبعد أن تم لعلي رضا القضاء على حكم داود باشا ودخل بغداد في 8 ربيع الأول سنة 1831 واستتب له الأمر، بادر بوضع الخطط للقضاء على الأمير محمد باشا  فاختار لهذه المهمة أحد أشرس وأقسى ضباط القوة غير النظامية المدعو محمد أينجة البيرقدار " حامل العلم الرفيع " وعينه والياً على شهرزوز عام 1933 فكان أول وال ٍ عثماني في المنطقة منذ القرن السابع عشر، واختير لهذا المنصب بسبب قسوته وكرهه الشديد للكورد " ([17]) .
تدارس الوضع علي رضا والبيرقدار، فرأى البيرقدار أن يتخذ من الموصل نقطة انطلاق له وبدأ الاثنان باتخاذ الخطوات التي تمكنهم من القضاء على إمارة سوران، فكان السلاح الديني أول أسلحتهم، واتصل علي رضا بعلماء الدين ورؤساء القبائل مانحاً إياهم الأراضي والقرى بسخاء، " ومن الجدير بالذكر موقف الشيخ نورالدين البريفاكني " 1790ـ 1851 " الذي وقف موقفاً مجيداً ومشهوداً برفضه مقابلة علي رضا قائلاً لرسوله الذي جاءه يلتمس ذلك " أنا لا أواجه ظالماً بسبب عرضي عن الدنيا " كما وامتنع الشيخ الجليل عن ذم أمير سوران، مضحياً بخمس عشرة قرية كان علي رضا قد وعده بها إذا فعل" ([18]) .
هاجم البيرقدار سوران بعد أن أرسل له علي رضا جيش بغداد واستطاع احتلال العمادية، وعند ذاك أصدر أمير سوران أوامره إلى إسماعيل باشا الذي كان يحكم دهوك وإلى رسول باشا، كما أرسل من راوندوز جيشاً بقيادة رشيد بك، وكانت المعركة قرب الزاب الكبير حيث هزم فيها البيرقدار شر هزيمة، كما هزم مرة ثانية في محاولة أخرى للتقدم نحو راوندوز، وعلى إثر ذلك باشر بالانتقام من الأهالي ونهب ممتلكاتهم وسبي نسائهم وأطفالهم، وبيعهم في الموصل.
ويذكر المكرياني بأن حاول الكورد الانتقام من البيرقدار على فعلته الشنيعة تلك، فبعثوا من يغتاله، وتمكن الرجل من الوصول حيث يكمن البيرقدار، ولكن الضحية كان أحد ضيوفه ونجا البيرقدار من ذلك بأعجوبة .
تكبد رشيد باشا خلال معاركه تلك وهو في طريقه إلى سوران خسائر كبيرة في الأرواح وأصيب بنقص حاد بالمواد التموينية، ومع قدوم الشتاء وزع أفراد جيشه على القرى التي استطاع أن يرضخها عنوة لكي يؤمن الغذاء لجنوده، بعد أن امتنع الأهالي مدهم بالغذاء واخفائها. مما جعل رشيد باشا أن يستنجد ويطلب المساعدة حسب الفرمان السلطاني الذي كان ينص بتقديم كافة المساعدات والتسهيلات له من الولاة والحكام في سيواس وموش وأرضروم وديار بكر والموصل وبغداد، فطلب تزويده بالعساكر من الجيش النظامي في قارس، وجاءته في ربيع 1935 من ولاية أرضروم ما يقارب " 20 الف سامار من الطحين" كما زود أيضاً بثلاثة أفواج و30 مدفعاً، كما استفاد كثيراً من رؤساء العشائر الكوردية التي كانت ناقمة على الأمير،  فمثل هذه التحضيرات والاستعدادات لا تشير فقط إلى النوايا العدوانية لرشيد باشا وحسب بل تدل أيضاً على الاهتمام الكبير من قبل السلطان العثماني محمود باشا نفسه للأمر. 
 تابع رشيد باشا زحفه، ولم يستطع الوصول إلى مشارف الزاب الكبير إلا بعد أكثر من عام، وكان على والي بغداد علي رضا باشا الهجوم على راوندوز عن طريق كركوك أربيل، والبيرقدار من الموصل حيث يلتقي الثلاثة في سهل حرير.  ويقول عباس العزاوي في ذلك: "عزمت الدولة على القضاء عليه ( أي الأمير محمد ) وعدت غائلته من أمهات الغوائل " ([19]) 
أما بالنسبة للأمير محمد فقد بدأ بتحصينات مواقع الدفاع حول راوندوز والطرق المؤدية إليها، وتوجه على رأس جيشاً يقدر بأربعين ألفاً إلى سهل حرير، كما بعث برسالة إلى محمد شاه القاجاري طالباً المساعدة، لكن الشاه محمد لم يلتفت لمساعدة الأمير وحسب بل كان هو الآخر على عجلة من أمره للقضاء على الأمير محمد.
التقى الجيشان ودارت رحى معركة حامية قتل فيها الكثير من الطرفين وسفكت فيها الدماء بغزارة واستمات المقاتلون في جيش الأمير في هذه المعركة المصيرية، وكان تفوقهم واضحاً رغم تفوق العثمانيين في العدد والعدة، مما حدا برشيد باشا بالانسحاب وعبور الزاب باتجاه الموصل . 
 رغم الخسائر البشرية التي وقعت في جيش رشيد باشا في تلك المعركة كان لا يزال جيشه، يعتد به من حيث العدد والعدة، فباشر رشيد باشا بالإعداد والتحضير لهجوم ٍ آخر، فاستطاع أن يسد الثغرات ويملأ النواقص بعد فترة وجيزة، فبادر بالهجوم ثانية مكتسحاً القرى الكوردية التي في طريقه إلى زاخو، فسيطر على زاخو وأخضع حاميتها واستمر بزحفه نحو عقرة، وصمدت عقرة ثلاثة أشهر بقيادة "بيربال جاوه ش" ويؤكد المؤرخون لولا خيانة عشائر الزيبار لما استطاع العثمانيون اقتحام عقرة . 
وفي هذه الأثناء وبعد أن تأكد الإيرانيون  القاجاريون من الهجوم العثماني الواسع على الأمير محمد الراوندزي، بادروا بالهجوم على سوران من الشرق يدقون طبول يوم تصفية الحساب مع الأمير محمد الذي انتزع الكثير من الأراضي الكوردستانية التي كانت تقع ضمن حدودهم، وفي حزيران 1836 استغل الأمير نظام هذه الفرصة الذهبية فزحف بجيشه من تبريز صوب الأراضي السورانية طالباً من الروس تزويده بالعتاد، وحسب الدكتور جليلي جليل اعتمادا على أرشيف الوثائق الروسية في القفقاس، زود الروس الجيش الإيراني بـ 1500 طلقة مدفع عيار 24 وثلاثة آلاف طلقة مدفع عيار 14 .
كما كان الإنكليز أيضاً يحبذون القضاء على النفوذ الكوردي والتخلص من سلطة الأمير محمد كور باشا الراوندزي، لذلك بادروا بسرعة على تقريب وجهات النظر بين العثمانيين والقاجاريين الإيرانيين، وحاولوا التنسيق بين رشيد باشا والأمير نظام، لتسيير دفة العمليات العسكرية معاً في تلك المعارك.
حاول الأمير محمد بالطرق الدبلوماسية تحييد الأمير نظام في تلك المعارك وبعث له الهدايا لكن محاولاته باءت بالفشل.
وبعد تضييق الخناق على الأمير محمد من كل الجوانب، وضع رشيد باشا كل إمكانياته العسكرية والدعائية للغاية التي جاء من أجلها، متوجهاً صوب راوندوز، وفي المقابل كان الأمير محمد يستعد للمعركة المقبلة وبعث جيشاً كبيراً بقيادة أخيه أحمد بك للتصدي للجيش العثماني في منطقة حرير، والتحم الجيشان في معركة كان النصر فيها حليف جيش سوران، وأدت إلى انسحاب رشيد باشا ثانية دون أن يحرز أي تقدم.
وبعد هذه المعارك والمناوشات يئس رشيد باشا، واقتنع بعدم جدوى الأعمال العسكرية للقضاء على الأمير محمد نظراً لقوته والتدابير والتحصينات التي اتخذها في مداخل الطرق المؤدية لعاصمة الإمارة راوندوز.
فلجأ إلى الحيلة والخداع، وكان رشيد باشا على علم بالتوجهات الدينية للأمير وتمسكه بالتعاليم الإسلامية، لذلك بعث إليه برسالة يخاطبه فيها بأسلوب ديني، بأن يكف عن إراقة دماء المسلمين ويذكر الموكرياني:"أن رشيد باشا أرسل إلى الأمير فرماناً همايونياً زائفاً، مكتوباً باللغة العربية حشاه بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وجاء فيه: أني أطمئنك وأعطيك عهداً وميثاقاً كالعهود والمواثيق التي أعطاها الخلفاء الراشدون للمسلمين بأن لا يجري بحقكم ما لا ترضون، ولا يقع من جانبنا ما لا يوافق رغباتكم، والشيء الوحيد الذي نريده منكم أن تدخلوا تحت ظل أمير المؤمنين وظل الله على العالمين، الذات السلطانية المباركة. فتنجو من كل بلاء ومصيبة وتحيوا في الدارين سعداء آمنين، أعطيكم العهد الذي أعطاه الخلفاء الراشدون لأمراء المسلمين بأن تكونوا مطمئنين لا تهابون أحداً. وسأرعاكم كما أراعي أولادي تحت جناح رأفتي وشفقتي وعدلي وأحصل لكم على فرمان همايوني بتنصيبكم أميراً لأمراء سوران مصدقاً بمنحكم الخلع والنياشين، وأعطيك كل ما تريد وأقضي لك كل حاجة وأساعدك عند كل ضائقة، وأنصرك على أعدائك، وسيوفي بهذه الوعود كلها بعد مجيئك إلى الباب العالي " ([20]) .
ويذكر العزاوي بأن رشيد باشا كتب إلى علماء الدين المحيطين به أن ينصحوه لتقديم الطاعة.
 وعلى رأسهم "الملا محمد الخطي " مفتي سوران ومشاور ومعتمد الأمير، كما كتب أيضاً إلى الملا يحيى المزوري والملا عزرائيل الجزيري للهدف ذاته، وهو إقناع الأمير بالاستسلام. لم يقتنع الأمير بالمستجدات التي حصلت ورفض التفاوض، وعقد الأمير محمد اجتماعاً عاجلاً دعا فيه قادة الجيش وبحضور الملا محمد الخطي ليتدارسوا الوضع وإيجاد الحلول المناسبة، حيث أصر الملا محمد الخطي على موقفه، وهو بعدم جدوى الحرب، وحقناً لدماء المسلمين وأن يسلم الأمير محمد نفسه حسب الوعود والعهود التي قطعها رشيد باشا، رفض القادة والضباط مقترحات الخطي، وناقش قائد الجيش الأمير أحمد الملا الخطي وتخاصم معه، وأصر على القتال، وانتهى الاجتماع دون الوصول إلى قرار نهائي، مما حدا بالملا الخطي بأن يطلق فتواه في خطبة الجمعة في الجامع الكبير بعدم شرعية مقاتلة جيش الخليفة وإن "كل من يحارب جيش الخليفة غير مؤمن وزوجه منه طالق" وكان وقع فتواه تلك كوقع النار في الهشيم، وسارع رشيد باشا بنشر تلك الفتوى من خلال أعوانه وعملائه بين العساكر والجيش، وكانت المشاعر الدينية يوم ذاك هي المحرك الأساسي للنفوس والهمم، فخارت القوى، ووهنت العزائم، بين الناس البسطاء والمقاتلين، فألقى الكثير منهم السلاح رافضاً القتال، ونتيجة ذلك والتي يصفها المؤرخون الكورد بالخيانة العظمى من قبل الملا محمد الخطي، فتحت بعض الممرات والطرق نحو راوندوز، فاندفع منها جيش رشيد باشا محاصراً المدينة،  ويقول الدكتور جليلي جليل في ذلك : "أن سلاح الدين الذي لطالما استخدمه الأمير محمد في معاركه السابقة، وفي تثبيت سلطانه، انقلب اليوم ضده موجهاً سيفه صوب نحره".
وحاول الأمير محمد في بادئ الأمر المقاومة لكن دون جدوى، فالمدينة محاصرة من كل الجهات بأعداد كبيرة من القوات النظامية وفوهات المدافع مصوبة إليها، وانقسم الجيش على نفسه بين فريق مؤيد وآخر لايريد القتال، لم يبق أمام الأمير غير الاستسلام والتفاوض عله يستطيع بذلك أن ينقذ ما يمكن انقاذه.
استسلم الأمير محمد قبل الفجر في نهاية آب 1836 بصحبة الملا محمد الخطي، وأظهر رشيد باشا امتنانه للملا الخطي ووعده بعودة الأمير محمد سالماً، كما استقبل رشيد باشا الأمير محمد بكل احترام وعامله بالأسلوب الذي يتماشى ومكانة الأمير وشهرته واقتيد إلى استنبول بناء ً على أوامر السلطان محمد الثاني حيث استقبله باحترام وسمح له بالعودة إلى كوردستان، لكنه اغتيل في طريق عودته، وتضاربت الآراء في مقتله، هناك من يقول، بأن والي بغداد هو الذي بعث يطلب من السلطان بقتل الأمير خوفاً من عودته، ويذكر عبد الفتاح علي يحيى نقلاً عن سليمان الصائغ والميجر سون: "بينما كان الأمير في طريقه إلى راوندوز، فاجأه التتر ـ حامل البريد السلطاني ـ يحمل البراءة في قتله إلى والي سيواس فاعدم الحياة، عام 1838 وبطريقة جلد الرقبة بالسيف على الأكثر ([21]) .
أما بالنسبة للوضع في راوندوز بعد استسلام الأمير محمد، فدخلتها القوات العثمانية بقيادة البيرقدار ورضاعلي والي بغداد بأمر من رشيد باشا ونهبت أموالها وممتلكاتها. 
فتوى العلامة محمد الخطي:
وتبقى شخصية ودور الملا محمد الخطي وفتواه التي يعتبرها الكثير من المؤرخين هي السبب الرئيس لإسقاط الإمارة السورانية، محل جدل ونقاش. يعتبر الشيخ محمد الخطي من كبار علماء عصره، وتتلمذ على يد العلامة الكبير محمد أبن آدم، وله عدة مؤلفات قيمة. 1ـ حواشي على البيضاوي 2 ـ حاشية على جمع الجوامع 3 ـ حاشية على تحفة بن حجر 4ـ رسالة في علم الكلام. وهذه الأخيرة قدمها إلى الوالي داود باشا، ويذكره العزاوي : "وكان من مشاهير العلماء في أيامه، وعندي له رسالة قدمها إلى داود باشا ( في العلم الإلهي) ([22]) .
المعروف بأن داود باشا كان في حالة عدم رضى وتذمر من الحكام البابانيين وذلك بسبب علاقة البابانيين بالحكومة الإيرانية، وعندما امتد نفوذ وسلطة الأمير محمد إلى أجزاء من الأراضي التي كانت بحوزة أمراء بابان، فرح داود باشا لهذه الخطوة فبعث بالهدايا إلى الأمير مع الملا محمد الخطي، مهنئاً ومشجعاً، ولذلك يذهب الموكرياني إلى القول بأن داود باشا بخطوته تلك كان يريد الاستفادة من الخطي يوم يستفحل أمر الأمير محمد، ويلصق تهمة الخيانة بالخطي على إثر فتواه التي سبق ذكرها. بينما يكتفي الدكتور جليلي جليل بالإشارة إلى أن المؤرخين الكورد يعتبرون الملا محمد الخطي خائناُ لشعبه وأميره الذي عينه وأنعم عليه بما لم يحصل عليه أي عالم ديني قبله من الجاه والمكانة البارزة والكلمة المسموعة، وكذلك بالنسبة للباحث عبد الفتاح علي يحيى الذي أفرد عدة صفحات من بحثه القيم بإلصاق تهمة الخيانة بالخطي مفنداً آراء الدكتور كاوس قفطان الذي قلل من شأن فتوى الخطي في إسقاط الإمارة، ويعزو سقوطها على الأخطاء التي ارتكبها الأمير محمد وتعصبه الأعمى للدين وقسوته البالغة في التعامل مع الآخرين. ولخص المؤرخ محمد أمين زكي بك سقوط إمارة سوران في ثلاثة نقاط رئيسية:
1 ـ التعصب الممقوت والإفراط في الاعتماد على علماء الدين الجاهلين بالشؤون والظروف السياسية.
2 ـ عدم الاهتمام بفكرة الاتفاق مع الأمراء المجاورين لتوحيد العمل.
3ـ حقد وحسد أمراء بابان وبادينان والجزيرة، ولاغرو فان محمد باشا لو لم يكن مغروراً كثيراً، ولو ترك المجاورون التنافس والحسد واتفقوا فيما بينهم لكان من الصعب على الحكومة أن تتغلب عليهم وربما توفقوا جميعاً، ولكن الحسد والتنافس كان سبباً أزالتهم جميعاً.
لكن المفكر الكوردي مسعود محمد له وجهة نظر أخرى بحق الشيخ محمد الخطي ويبرئه من تهمة الخيانة في كتابه "له به روشه كاني زيان ــ من هموم الحياة " وبعد إطرائه على علم ومكانة العالم محمد الخطي يقول: "بأنه لم تمتد أصابع الاتهام بالخيانة إلى الخطي إلا بعد النهضة القومية الكوردية، أي بمعنى أن معاصري الخطي لم يروا في فتواه تلك ما يشين أو ما يدخل في باب الخيانة"، ويستشهد في ذلك بقصائد الشاعر القومي الكبير الحاج قادر الكويي الذي كان عمره آنذاك أي يوم أطلاق الفتوى ما يقارب الثانية عشرة من عمره، ثم عاش الشاعر متغرباً عن بلده في استنبول وفي سنين وعيه القومي لم تبق حادثة صغيرة أو كبيرة مما مر بتاريخ الكورد آنذاك إلا ونظم فيها شعرا وذكر الأمير محمد وأخوه الأمير احمد كثيراً يمجد أعماله وبطولاته، فلم نر بأنه طعن بفتوى العلامة الخطي أو معتبراً إياه خائناً في أية قصيدة من قصائده.  ثم يقول، وفي نفس الوقت وحسب تسلسل الأحداث لم تصدر أية فتوى خلال الشهور الماضية، إلا بعد وصول طلائع الجيش العثماني إلى أطراف راوندوز، وإن كان الخطي يرى في محاربة جيش الخليفة معصية وتعتبر كفراً فلماذا لم يطلق أية فتوى قبل ذلك التاريخ والمعارك كانت على أشدها في سهل حرير. ومن جهة أخرى كان الخطي أدرى الناس بطبائع الأمير محمد وقسوته ضد من يحاول التعرض لحكومته وسلطته، فالحد الأدنى من درجات المعقولية كانت تحتم على الخطي أن يبتعد عن راوندوز إلى مكان آمن قبل اطلاق فتواه تلك كي لا تطوله أيادي الأمير، ويمضي مسعود محمد في القول مذكراً بشروط الأمير محمد لوالده عند استلام الحكم، وعدم قبوله أي كان من التدخل في شؤون الإمارة والحكم، وكيف نحى الأمير محمد عمدة علماء الدين إبن آدم وأجبره على الرحيل من راوندوز ليسكن قرية ( ولزم )، ويعتقد بأن الأمير محمد لم يكن ليتوانى عن تقطيع أوصال الملا الخطي إرباً لو كان أحس فعلاً بأن الخطي ينوي خراب الإمارة وتجريده من سلطاته، ويستطرد في القول لو كان باستطاعة الأمير محمد مقاومة الجيش العثماني والتغلب عليه فانه لم يكن ليكتفي برد جيشهم وحسب بل ومطاردتهم والقضاء عليهم بما فيهم الخليفة نفسه، هنا في إشارة إلى أن الأمير لم يكن يهتم إلى محتوى الفتوى التي كانت تنص على الكفر في محاربة جيش الخليفة، ثم يذهب في القول بأن الخطي هو أول المتضررين من سقوط الإمارة بعد المكانة الرفيعة التي كان يشغلها، فهو مفتي سوران ومشاور الأمير ومعتمد أسراره على مدى عشرين عاماً، فهل من المعقول أن يضحي الخطي بكل ذلك لاكتشافه مؤخراً بأن محاربة جيش الخليفة يعد كفراً، ومن جهة أخرى إن كان الخطي كما يدعي البعض بأنه فعلاً كان على اتفاق مع العثمانيين، ألم يكن من المنطق أن يحصل الخطي على بعض الامتيازات من العثمانيين، لكننا نراه بعد سقوط الإمارة يرجع إلى قريته( خه تي) ليتفرغ لتدريس تلاميذه علوم الدين والمعارف، وهو لا يملك شيئاً، ويستخلص المفكر مسعود محمد بأن فتوى الشيخ محمد الخطي كانت في صالح العامة وبرضي الأمير محمد نفسه بعد أن يئس من المقاومة لكثرة الجيش العثماني المسلح جيداً.  أي بمعنى إن تلك الفتوى كانت باتفاق الملا الخطي والأمير محمد كور باشا الراوندوزي، للحفاظ على ماء الوجه.
 
 وخاتمة القول أرى بأن سقوط إمارة سوران جاءت في الدرجة الأولى نتيجة الإصرار العثماني على أن تقضي على الإمارات الكوردية وبسط سيطرتها المباشرة على كوردستان في زمن تنامي النزعة العسكرية العثمانية  للسلطان محمود الثاني الذي باشر حكمه بالقضاء على الإنكشارية وبناء الجيش النظامي، وفرض المركزية العثمانية في المناطق التي كانت تمسهم مباشرة في حالة أي تغيير في موازين القوى في المنطقة .
                                                            انتهى
 
* كاتب كوردي، مقيم في السويد
 
المصادر:
1 ـ شه رفنامة للمؤرخ الأمير شرف خان البدليسي، ترجمة هزار.
2ـ خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان، تاريخ الدول والإمارات الكوردية في العهد الإسلامي، الجزء الثاني  محمد أمين زكي بك ، ترجمة محمد علي عوني .
3ـ كوره كاني ئيمبراتوريتي عوسماني، دكتور جليلي جليل، ترجمه عن الروسية قدم له وعلق عليه الدكتور كاوس قفتان.
4 ـ  ميزوي ميراني سوران للمؤرخ الكبير حسين حزني الموكرياني .
5 ـ تاريخ العراق بين أحتلالين، الجزء السابع، المحامي عباس العزاوي.
6 ـ  مجلة كاروان ـ المسيرة الأعداد 52 و 53 سنة 1987 عن الأمانة العامة للثقافة الشباب باللغتين الكوردية والعربية .
7 ـ  له به روشه كاني زيان ـ من هموم الحياة ، للمفكر الكوردي المعروف مسعود محمد .                 
                              
       
[11]  ـ يظهر من هذا بأن مصطفى بك لم يكن يريد في قرارة نفسه التنحي عن الحكم نهائياً. 
[12]  ـ بالنسبة للشرط الثالث هو كما مثبت عند الدكتور جليلي جليل في كتابه المذكور آنفاً . لكن كتاب ( ميزوي ميراني سوران ) للمؤرخ حسين حزني الموكرياني، يذكر بأنه أشترط على والده ستون ألفاً وعلى والدته ( بوك شاه زه مان ) ثلاثون ألفاً، دون أن يذكر شهرياً .
[13]  ـ سيأتي ذكر هذا العالم الديني لاحقا ً، والذي أختلف المؤرخون في تحديد وتأثيره في شؤون الحكم ودوره لإسقاط الإمارة . 
[14]  ـ يذكر الموكرياني : بأن سيد طه أفندي قائمقام رواندوز استطاع أن يخرج في عام 1926 ثلاثة من تلك المدافع من أعماق النهر، التي رمى بها الأتراك في حربهم ضد الأمير . أود أن أذكر هنا بأن أحدى تلك المدافع منصوبة إلى يومنا هذا في الساحة الرئيسية في راوندوز وكنت أعرج لمشاهدتها كلما قادتني قدماي إلى تلك الأنحاء ، وفي آخر زيارة لي لكوردستان في عام  1992 كانت أحداها لا تزال منصوبة هناك ، الكاتب .
[15]  ـ عبد الفتاح علي يحيى، مصدر سابق.
[16]  ـ عباس العزاوي ، تاريخ العراق بين أحتلالين الجزء السادس ، عن عبد الفتاح علي يحيى ، المصدر السابق .
[17]  ستيفن همسلي لونكريك ، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، عن عبد الفتاح علي يحيى ، المصدر السابق .
[18]  ـ محمد مصطفى الكزني، الشيخ نورالدين البريفكاني، القاهرة 1982 ص6 نقلاً عن تحفة السالكين ورقة 6. المصدر السابق.
[19]  ـ المحامي عباس العزاوي ، تاريخ العراق بين أحتلالين ، الجزء السابع .
[20]  ـ عبد الفتاح علي يحيى، مصدر سابق.
[21]  ـ عبد الفتاح علي يحيى، المصدر السابق، ويذكر في الهامش رقم 51 " طريقة جلد الرقبة بالسيف كانت تنفذ بذوي الخطر من الناس ويقاد إلى غرفة مكبلاً بالحديد ويجلسونه على كرسي ويلفون حول عنقه حمالة سيف ويمسك بطرفيها جنديان ويأخذان يشدان على عنقه حتى يكسرا فقراته ويزهقا أنفاسه خنقاً. ثم يأتي الجلاد يفصل الرأس عن الجسد ويفسل ويسلخ ويحشى بالقش أو التبن ويوضع في صندوق ويقدم للوالي الذي يرسله بدوره إلى استنبول بعد أن يراه.
[22]  ـ تاريخ العراق بين أحتلالين، مصدر سابق.


[1]   ـ حسين حزني الموكرياني ، ميزوي ميراني سوران ، هه ولير ، 1962 م ـ 2574 كوردي .
[2]  ـ محمد أمين زكي بك ، خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان ، الجزء الثاني ، تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي ، عربه وراجعه الأستاذ محمد علي عوني ، المترجم بديوان جلالة ملك مصر المعظم عام 1945 .
[3]  ـ عبد الفتاح علي يحيى ، الهجوم العثماني على كوردستان وسقوط إمارة سوران، القسم الأول ، مجلة كاروان العدد 52 كانون الثاني 1987 .
[4]  ـ محمد أمين زكي بك ، مصدر سابق .
[5]  ـ عبد الفتاح علي يحيى ، مصدر سابق .
[6]  ـ الدكتور جليلي جليل ، كورده كاني ئيمبراتوريتي عوسماني ، ترجمه من الروسية إلى الكوردية وقدم له وعلق عليه الدكتور كاوس قفطان 1987 ص157  . 
[7]  ـ محمد أمين زكي بك ، مصدر سابق ص 407 .
[8]  ـ محمد أمين زكي بك ، مصدر سابق ص 409 .
[9]  ـ المصدر السابق ، ص 411 .
[10]  ـ جليلي جليل ، مصدر سابق ص 159 .



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخطوات واثقة يخطو الحوار المتمدن عامه الثاني
- عفوا مولاي زهير كاظم عبود ... لا أتفق معك
- سعدي يوسف لماذا تجعل الآخرين يسيئون الظن بك ؟
- أخي الكبير القاضي الفاضل زهير كاظم عبود الأكرم
- الفرهود من سيعوضني عن النفائس التي فقدتها؟
- هل صحيح ما يقال ؟ - إن لم تكن ذئب بين الذئاب لَباّلتْ عليك ...
- غريب أمر هذا التركي الثقيل الظل
- رُفات تناجي ملائكة السّلام ألم للضمائر الحية قبالة احتراق ال ...
- لا غبار على كوردستانية كركوك، وهي كانت ضمن المحيط الكوردي عل ...
- إسماعيل آغا الشكاكي - سمكو
- إستشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم ضربة قوية لصوت الاعت ...
- مثل هذه الأحداث لا تعكر صفوة العلاقات التاريخية بين الكورد و ...
- يا شيعة العراق أتحدوا
- الأستاذ الفاضل الداودي الحسني
- كتابات سليم مطر تحمل أفكاراً هدامة ولا تخدم القضية العراقية ...
- غسان شاهين وآخرين
- سياسة التعريب نهج شوفيني وأعلى مراحل العنصرية
- إذا كان الغراب دليل قوم فما دلهم إلا على الخراب
- دراسات حول القضية الكردية ومستقبل العراق
- يحاول مثقفينا المرور على هذه المجزرة مرور الكرام


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عوني الداوودي - إمارة سوران في عهد الباشا الكبير محمد كور باشا الراوندوزي