أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم سوزه - ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو














المزيد.....

ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 07:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"لابد ان نصلّي من اجلهم وندعو لهم ان يتوبوا الى ربهم ويستغفروه على استهدافهم كنائسنا ورجال ديننا" هذا كان آخر كلام للمطران المرحوم بولص فرج رحّو رئيس اساقفة الكلدان الكاثوليك العراقيين في آخر قدّاس له وهو يرد على شلة الارهاب والقتل الذين استهدفوا مجموعة من كنائس المسيحيين واديرتهم في مختلف محافظات العراق قبل فترة. يا له من فرق والله .. فشتان ما بين هؤلاء القتلة وبين هذا القدّيس اليسّوعي، فهو يدعو لهم بالمغفرة ويصلي من اجلهم كي يتوبوا الى ربهم وهم يواجهونه برصاصات الجهل والحقد والتكفير التي باتت اهم ركائز عقيدتهم في الدعوة الى كيانهم المسخ والبعيد كل البعد عن النظام الاسلامي.

للأمانة اقولها بانني سمعت بعض (المخابيل) يبرّرون او يحاولون التماس العذر على استحياء للذين قاموا بهذا العمل الشنيع ولو بصورة غير مباشرة احياناً، فقد كان هناك من ربط بين هذه الجريمة وبين ما تمّ مؤخراً من اعادة نشر الصور المسيئة للرسول محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم في الدانمارك .. وان ما قامت به مجاميع الارهاب المتخلف والمتمثل بالقاعدة وفلولها الميليشياوية من قتل لرجل الدين المسيحي رحّو هو نتيجة طبيعية وامر منطقي تنتهي لها الاسباب حينما يتم الاساءة الى الاسلام من قبل الغرب والمسيحيين في اي بقعة من بقاع العالم .. يا الله على هذا المستوى من التفكير، فهو تأسيس للانتقام من احد بجريرة آخر.

كيف يمكن لنا ان نبرّر قتل رجل مسيحي ناهيك عن رجل دين مسيحي لمجرد ان هناك ارعناً قد لا يكون مسيحياً في انتمائه شتم المسلمين او عبّر بطريقة مستفزّة عن آرائه !!
وكيف يدعو هؤلاء المشوّهون لقتل المسيحين دون ان يكون لهم ادنى علاقة بما يفعله الآخرون !!
ان كل الاديان السماوية قد شدّدت على ضرورة ان يكون العقاب بحق المجرم فقط دون ان يطال الآخر الذي لا صلة له بالموضوع وفق مبدأ العين بالعين والسن بالسن، هذا على فرض ان الجريمة تستحق العقاب فعلاً.

اذا كان هناك من يعتقد بضرورة معاقبة المسيحيين بسبب ذلك الرسام الدانماركي المعتوه .. هذا يعني بانه يؤيد ابادة المسلمين كذلك بسبب افعال شلة القاعدة وزعيمها الدراكولا اسامة بن لادن .. بل يعني يؤيد الحرب على الارهاب الذي اعلنته الولايات المتحدة الامريكية عقب احداث الحادي عشر من ايلول الشهيرة. فليس هناك فرق بين الامرين، انه المنطق نفسه الذي يدين ادياناً وقومياتً ودولً برمتها على فعلة مشينة ومرفوضة لشلة تدّعي زوراً وبهتاناً الانتماء لاحد هذه الاديان او القوميات.

ان التشويش والتشويه الحاصل في ادمغة هؤلاء الارهابيين قد اخرجهم وللابد على ما يبدو من صنف الآدمية ليتحوّلوا الى وحوش كاسرة وحيوانات مفترسة لا تعرف من الحياة سوى كيفية حز الرؤوس واقتلاع العيون بطريقة تشمئز منها الحيوانات نفسها .. فقد رأيت والله في احد تقارير عالم الحيوان كيف كان اسداً يبكي وهو يأكل فريسته .. اتسائل لو قُدّر لهذا الاسد ان يعيش مع هؤلاء القتلة في عالمه هذا المسمّى بعالم الحيوان، هل كان سيرضى بقدره هذا ؟ ام انه سيعترض على عالمه ويتمرّد على بيئته التي ساوت بينه وبين من هو دون خلقه (واقصد بهم الارهابيين المجرمين). بالتأكيد كان سيعترض على القرآن الكريم في الآية التي تقول (ولقد كرّمنا بني آدم .... ) اذا ما كان هذا الاسد يجيد القراءة ويعتبر هؤلاء المجرمون بشراً، فليس من المعقول ان يُكرّم الانسان ويُفضّل على سائر المخلوقات لكي يقتل بطريقة ابشع من الحيوان كلّ من اختلف معه في العقيدة او الدين .. مختلفاً حتى مع هذا الحيوان نفسه الذي لا يقتل الا اذا احسّ بالجوع.

انني اعتقد لابد ان تُراق الدماء في طريق تحقيق النصر على العصابات البعثوسلفية ودماء الاسقف رحّو ستختلط مع بقية دماء شهدائنا الاطهار لتتحوّل الى شراب يقينا عطش الطريق وتتحوّل اجسادهم الى خبز يمنحنا الغذاء والصبر على طول المسافة على طريقة يسّوعنا المسيح عليه السلام .. لقد انتزع الارهابيون جسد القدّيس رحّو من روحه وليس العكس فحظوا بجسده وحظي الله بروحه لانها لله وما كان لله فهو لله وما لقيصر لقيصر.





#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيفعلها الشيوعيون ثانية ً ؟
- الحرب الاعلامية الكبرى ... الزمان تقطع رأس المدى
- هل مات فيديل كاسترو فعلاً ؟؟
- غزو تركي من جديد
- اجتثاث البعث
- صحوات ولكن ...
- هل سَتُفجِّر امريكا قنبلتها الأنتخابية ؟!
- الفيدرالية وعي جماهيري لمصلحة وطنية
- الحنين الى الحرية
- مازن مكيّة ودعوة الدعوة
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم سوزه - ارهاب القاعدة يوقف سلام المطران رحّو