أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رسائل الزاجل الأسير إلى زكي العيلة














المزيد.....

رسائل الزاجل الأسير إلى زكي العيلة


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:12
المحور: الادب والفن
    


إلى قاص يسكن وطن الحكاية
البدايات مطلع السبعينات.
كنا شباب نعيش الحياة في قطاع غزة حتى نخاع الحالة, تتبرعم فينا أجنة الحكايات, ترهص إشارات كيف نكون حراس بوابة المعاناة, وكيف نعيد إنتاج ما يدور من حولنا والوقت احتلال وثورة وقوافل شهداء, وطوابير أسرى خلف الأسلاك في الحجرات المظلمة, وفدائيون يحتلون الأمكنة ليلا, يملكون القدرة على جعل جنود الاحتلال يسيرون ظهرا لظهر, يدورون حول أنفسهم مثل عقربة قُصفت زبانتها فراحت تلعق سمها..
ونحن في الدروب تضربنا الأسئلة.
كيف تكون المشاركة وجها من وجوه الحياة والوقت كسير؟
نقتفي آثار ما تبقى من كتب ومجلات وصحف.. نبحث عن آباء نأخذ عنهم بفض التجربة..
نبدأ المشوار, كيف؟
نبحث عن بعضنا.. نقرأ ما كتبناه, يؤرقنا السؤال.هل ما نكتب شيئا قد نضج؟
مع نجمة الصبح نشد الرحال إلى حيفا, نشرب القهوة مع معلمنا إميل حبيبي في وادي النسناس, نرهف السمع حتى الشبع قبل أن تستعجلنا الدروب إلى بلدية الناصرة, نقضي بعض وقت مع مشاغبات توفيق زياد, ونعرض ما لدينا على سميح القاسم وسالم جبران, نقرأ الراحة على وجوههم, يأخذنا الوجل, ندرك أن مساحات الوطن أوسع من جغرافيا الحلم, نعيش المفارقة..
كيف صارت كل مساحة فلسطين متاحة تحت نير الاحتلال..؟!
يضحك إميل حبيبي, وكأنه يشاكس جنية لعوب:
- هل توحدنا تحت الاحتلال يا شباب..
هل كانت تناوشه رواية المتشائل, وهل أدرك المعلم أنه على عتبة رواية تضيف إلى ما تعلمه العرب, نسأله بخجل ووجل:
- هل ما نكتبه يدخل في باب الأدب؟
- لا تكتبوا خارج ما تعيشون وتعرفون.
هكذا كانت بدايات جمعتني وزكي العيلة.. كنا توأمين
قي منتصف السبعينات أعلنت جامعة بيت لحم عن مسابقة في القصة القصيرة, يرأس لجنة التحكيم فيها إميل حبيبي. فأصابنا الهلع, كيف ننفذ من غربال من لا يعجبه العجب!!
وكانت المفاجأة أن فزنا, ورفعنا أميل على صهوة القصة, والقصة مهر حرون..
قال لي زكي العيلة يومها:
- اقبض على لجام مهرتك, وتعلم كيف تروضها وتصبح فارسها الأصيل.
القصة مهرة تتبدى مثل نساء الحلم, وعند الصحو من أفق المنام تتبخر..
كيف يكون الأمر, وبماذا تملأ المشكاة يا ابن الحكاية..
هكذا كان السؤال.. هكذا ظل السؤال..
هكذا ظل زكي يبحث عن رد الجواب, أول ما جاء به كانت "أقاصيص العطش", تأخذه الحالة على متن كلمات تتقافز, يتبدى فيها نبض الحياة عند لحظة تقبض على روح الحياة.
كيف يمسك زكي العيلة من شظف الحياة, قطرات من ندى تورق خضرة .. هكذا هو حال كاتبنا المعنى, يعير الأزمان عند فوارق اللحظات, هكذا كان" في الجيل لا يأتي", "وسلال من لحم", غواصا لا تخذله التجربة, لا يهاب الغوص "في بحر رمادي غويط," ولا البحث في" زمن الغياب"
هكذا زكي دوما شعلته لا تنطفئ, فد يغيب, ربما يظن البعض أنه خلد للراحة, أو ذهب إلى صمت السكوت.. لكنه ليس كذلك.. يتلظى على جمرة الإبداع التي تسكنه حتى الاشتعال..
زكي يتنامى/ يتداعى / يصعد / يهبط .. تأخذه الغواية إلى أفق الهواية.. يحترف, بل يعترف, صارت القصة سكن بل قل وطن..
رجل ابتنى وطنا من الحكايات حتى لا يغادره الوطن.
.. اه يا توأمي..
هل بأخذنا الحنين إلى الحنين..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمندل فؤاد الحلو
- رسائل الزاجل الأسير إلى سهيلة بورزق
- هواجس ما بعد الليلة الأخيرة
- مساحات على لوح اسود
- العري عند الحقائق الأولى
- المخيم والعزف على وجع قديم
- الواقعي والمتخيل في قصص القاص الفلسطيني عمر حمش
- البحث عن أزمنة بيضاء - 11 -
- البحث عن أزمنة بيضاء -10 -
- البحث عن أزمنة بيضاء - 9 -
- البحث عن أزمنة بيضاء - 8 -
- البحث عن أزمنة لبضاء -7 -
- البحث عن أزمنة بيضاء - 6 -
- البحث عن أزمنة بيضاء -5 -
- البحث عن أزمنة بيضاء -4 -
- البحث عن أزمنة بيضاء -3 -
- البحث عن أزمنة بيضاء - 2 -
- البحث عن أزمنة بيضاء - 1 -
- عطش الندى - قصة فصيرة
- شهادات في زمن الحصار


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رسائل الزاجل الأسير إلى زكي العيلة