أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - هل ستأتي اللحظة التي نقرر فيها حل السلطة الفلسطينية؟















المزيد.....

هل ستأتي اللحظة التي نقرر فيها حل السلطة الفلسطينية؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانت تجربة أوسلو التي قادها الراحل عرفات مغامرة خطيرة جدا في سياقات ثلاثة أساسية: أولها، الاعتراف المسبق بإسرائيل دون ثمن أو مقابل تبادلي وفوري حقيقي لصالح الفلسطينيين ،ولو على صعيد الاعتراف النظري المجرد بحقوقهم المشروعة. وثانيها، قيام قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بشجب المقاومة ونبذها على اعتبار أنها عنف وداخلة في سياق الإرهاب المجرم مع الاعتذار وإبداء الندم على أعمال النضال والكفاح المسلح السابقة ،والتعهد بعدم ارتكاب وتنفيذ أعمال من هذا القبيل في المستقبل. وثالثها ،قبول قيادة المنظمة وحركة فتح بنقل الواجبات والالتزامات التي يفرضها القانون الدولي والإنساني الدولي منه خصوصا على "إسرائيل" ككيان احتلالي وتحويل هذه الأعباء والالتزامات في السياق القانوني والخدمي المدني الإنساني إلى سلطة حكم ذاتي محدودة الإمكانيات والصلاحيات في آن واحد . هذا القلب والعكس الحاد لطبيعة الأشياء في المشهد الفلسطيني الكلي المحتل جاء كسابقة خطيرة وفريدة من نوعها ربما على مستوى التاريخ القديم والتجربة المعاصرة في سياق ما استقر وعَرف عليه واقع الممارسة في طبيعة العرف الدولي والعلاقات الدولية عموما المنظّمة لاحقا في إطار القانون الدولي وارتباطاته وملحقاته المختلفة والعديدة .

وبرأي المتواضع أن الراحل عرفات كان يدرك ماهية وحجم المغامرة الخطيرة هذه التي أقدم عليها ، ولكنه على أية حال كان يضع هدفا واحدا وزمنيا لهذا المغامرة الخطيرة . وبغض النظر عن مدى عقلانية أو عدم عقلانية هذه الخطوة ، فعرفات كان يعتبرها ضربا من الواقعية السياسية التي لابد من تجريبها وإتباعها في ظل المعطيات الإقليمية والدولية السائدة في حينها ، وبمجمل الحال كان عرفات بصفته صاحب الكلمة الأولى في المنظمة وفتح والسلطة الجديدة يريد تحقيق هدف الدولة المستقلة ، ومن اجل عيون هذه الدولة الحلم والوعد قدم تنازلات واستحقاقات سياسية وأمنية وغيرها وبشكل جنوني إن جاز التعبير ، على أمل تحقيق ذلك الحلم والهدف الكبير .

وفي هذا السياق ، لم يكن ياسر عرفات يخادع شعبه حول حقيقة أهدافه الوطنية ، نعم هو قد استحقاقات خطيرة على المستوى القانوني و السياسي والأمني لإسرائيل ، لكنه لم يكن ينظر لنفسه وللسلطة التي يقودها على أنهما وكلاء خدمة أمنية وسياسية للاحتلال . هو لم يكن ليقبل بسلطة حكم ذاتي إلى ما لانهاية ، هو لم يقبل بان يكون قائما على حماية امن" إسرائيل" ومطاردة واعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية إلى ما لانهاية ، وهو أيضا لم يكن ليقبل بتحمل مسؤوليات الاحتلال الخدمية والإنسانية والقانونية إلى ما لانهاية . انه باختصار كان يريد دولة ولو على حساب بعض حقوق شعبه سياسيا وقانونيا وخدميا ، ولكن ذلك إلى حين ، وهو أيضا كان صادقا حتى مع "إسرائيل" حول الشراكة السياسية والأمنية والاقتصادية والعبور المشترك إلى العالم العربي ، ولكن كل ذلك بثمن الدولة المستقلة التي أرادها للفلسطينيين . هذا هو طموح الراحل عرفات ، ولنا في كامب ديفيد الثانية وفي حصاره وقتله بالسموم دليلان قويان وبارزان .

كًشف إذن الخداع والتضليل الإسرائيلي المدعوم بالغطاء والنفاق الأمريكي والأوروبي والدولي عموما حول طبيعة هدفه وغرضه من مشروع السلام في مدريد وأوسلو ، لكن المشكلة تفاقمت وتعقدت كثيرا بفعل أولئك الذين يعتبرون الشراكة مع "إسرائيل" سياسيا وامنيا واقتصاديا خطا استراتيجيا لا يمكن القبول أو التطلع إلى غيره مهما حدثت أو طرأت على المنطقة وعلى ميزان العلاقات الدولية تغييرات ايجابية لصالح معادلات إقليمية ودولية تصب لصالح القضية الفلسطينية .إننا بالفعل أصبحنا أمام جهات فلسطينية وعربية "اعتدالية" تدخل في الحلف الأمريكي و"الإسرائيلي" ليس إلا ، وللعلم وكما أوضح الأستاذ الدكتور بشير موسى نافع الباحث في التاريخ العربي الحديث في مقال له حول " حقيقة موقف السلطة وبعض العرب من المسألة الفلسطينية" المنشورة في صحيفة القدس العربي اللندنية في آذار - 2008 ، فإن اتفاق أوسلو لم يكن في أساسه إطارا للتسوية وإنما كان بحسب الشروط الأمريكية و"الإسرائيلية" الغالبة فيه إطارا للشراكة للسياسية والأمنية والاقتصادية مع"إسرائيل" ، وان الوحيد الذي انتفض على حقيقة وجوهر هذا الإطار هو عرفات وحده ، لان اغلب المحيطين والمقربين منه فلسطينيا كانوا قد أداروا الظهر منذ أمد ليس بقصير للصحراء " العرب" واتجهوا صوب المتوسط " أمريكا وأوروبا" . وهؤلاء المقربون من عرفات فلسطينيا هم من خرجوا عليه في نهاية المطاف وتحديدا في أوج حصاره في المقاطعة برام الله عام 2003 .

وأمام حقيقية هذه الشراكة والتحالف مع إسرائيل ، فليس غريبا على القيادة الفلسطينية الرسمية أن تعلن تمسكها ليلا نهارا بالتفاوض كخيار تاريخي واستراتيجي، وهو الخيار الذي ثبت بالتجربة انه لا يعني سوى التسليم بما تطرحه الولايات المتحدة وإسرائيل من رؤية للتسوية . وهذا الخيار يتطلب من القيادة الفلسطينية الرسمية أن تستبعد المقاومة المسلحة نهائيا من نهجها بل وإدانتها وتحقيرها أيضا ، ويتطلب أيضا إقصاء بل وإفناء كل الحركات الأخرى التي تنهج خط المقاومة ، وهو أخيرا وليس آخرا يتطلب السكوت الحقيقي والجوهري على السلوك "الإسرائيلي" باتجاه إقامة المستوطنات وتوسيعها وإتمام بناء الجدار وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية إلى الحد الذي تشبِع فيه إسرائيل أطماعها ورغباتها بشأن مشروعها القائم على السيطرة على معظم ارض فلسطين التاريخية . أليس هذا الذي يجري على الأرض برغم انابوليس وجولات اللقاء الفلسطينية "الإسرائيلية" العديدة ، أليس هذا -وهو الأهم -ما تعنيه إستراتيجية التفاوض بالمعنى السياسي والدبلوماسي ؟.

للأسف أن دور السلطة الفلسطينية أصبح محل نظر وذلك من زاويتين :
الأولى : أن السلطة الفلسطينية تعمل على إرضاء الاحتلال من خلال العمل على أمنه ، والذي يجري في الضفة واضح جدا ، من اعتقالات واستهداف للمقاومة الفلسطينية ، ومن خلال القيام بالتزامات الاحتلال القانونية والمدنية والخدمية التي يفرضها عليه القانون الدولي.
الثاني: تكرار الوعود للشعب الفلسطيني بمستقبل سياسي ، والنتيجة لاشيء ، بل كوارث أصابت الناس والقضية.

لقد كانت هناك دعوات كثيرة من قبل كتاب محسوبين على المفاوض الفلسطيني تدعو إلى النظر في دور السلطة ومستقبلها ، بل إن البعض منهم دعا إلى التفكير في حلها . هذه الدعوات كانت في ظل انقطاع الرواتب في عهد حكومة حماس بسبب الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني . واليوم بعد اتضاح فشل مسيرة نهج التفاوض بشكل جلي لمن كان يشك بغير ذلك ، وفي ظل وصول تعنت" إسرائيل" ورفضها لمجرد تهدئة لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، أليس مطلوبا الآن تحديد الموقف ولو مستقبلا من سلطة تحت الاحتلال ، لا تريد منها"إسرائيل" سوى أن تكون أداة وظيفية عندها امنيا وخدميا ، وأيضا كواجهة سياسية وقانونية لذبح الشعب الفلسطيني واعتباره مجرما وإرهابيا إذا أراد أن يدافع عن نفسه في وجه إرهاب كيان "إسرائيل" الاحتلالي ، فإلى متى هذه المهزلة يا ترى ؟



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشك في هوية وانتماء قادة فلسطينيين
- هل اغتيال مغنية فاتحة الحرب الاقليمية الشاملة؟
- أين تكمن العلة في مشهد العلاقة بين فتح وحماس؟
- مدى صلاحية محكمة الجنايات الدولية في النظر في الجرائم الاسرا ...
- معضلات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني
- موقف المفاوض الفلسطيني الحقيقي من القانون الدولي والشرعية ال ...
- يهودية الدولة في قلب حل الدولتين لشعبين
- الخيار الوطني المطلوب من الرئيس عباس
- من المسؤول عن جرائم الحرب في الاراضي المحتلة؟؟
- أنابوليس فرصة اسرائيلية ثمينة لمضاعفة جرائمها ضد الفلسطينيين
- ألا يعرف الرسميون العرب والفلسطينيون حقيقة انابوليس؟؟
- ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي
- سوف لن يرميكم الشعب الفلسطيني بالخيانة جزافا
- غياب الاطار التمثيلي الديمقراطي للاجئين الفلسطينيين
- برنامج الحد الادنى بين فتح وحماس
- ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟
- الاسرى الفلسطينيون في بادرة - حسن النوايا الاسرائيلية-
- الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي
- ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟
- سوابق خطيرة بحق - حق العودة -


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - هل ستأتي اللحظة التي نقرر فيها حل السلطة الفلسطينية؟