أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!














المزيد.....

حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نلف... نلف.. ونعود إلي نفس النقطة دائما مهما كان مجال الازمة التي تواجه الوطن والأمة. فأيا كانت المشكلة.. سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية ام ثقافية.. نكتشف أن هناك جزءاً مشتركا هو التعليم. خذ علي سبيل المثال.. قضية الديمقراطية وما يكتنفها من اشكاليات، هل يمكن ان نفصلها عن حالة التعليم في مصر، وعن غياب الابداع والتفكير النقدي فيه؟! وهل يمكن ان نتصور حدوث «اختراق» نوعي علي الصعيد الديمقراطي في ظل استمرار منظومة تعليم قائمة علي التلقين والامتثال وتكريس التفكير الغيبي والخرافي وتكفير التفكير عموما واحتقار العقلانية؟! خذ أيضا اوضاع الاقتصاد.. هل يمكن ان نتصور تغيرا كيفيا في الانتاجية في ظل هذه النوعية من التعليم البائس الذي لا علاقة له باحتياجات المجتمع ولا علاقة له بتطورات العلم والتكنولوجيا في ظل ثورة المعلومات التي تشهدها البشرية منذ سنوات وعقود؟ خذ ايضا حالة التسامح بين المصريين التي تراجعت كثيرا في الاعوام الاخيرة، وحل محلها شكل سخيف من اشكال التعصب الغريب عن الروح المصرية، ونوع مستهجن من التزمت وكراهية «الآخر» و «المختلف». هل يمكن أن نفصل هذه الحالة عن مناهج التعليم وتفاصيل المنظومة التعليمية التي وصلت الي حد رفض بعض نظار المدارس «الحكومية» تحية العلم المصري باعتبار ذلك كفرا والعياذ بالله!! ووصلت الي حد الفرز الطائفي وفصل التلاميذ المسلمين عن اخوانهم المسيحيين وغير ذلك من صور التمييز التي تضرب مبدأ المواطنة في مقتل؟! لهذا.. فإننا نعود دائما إلي المربع رقم واحد، ألا وهو مربع المدرسة والجامعة، عندما نبحث عن حلول جذرية لمشاكلنا. ولعله لم يكن من باب الصدفة اثناء انعقاد المؤتمر الخامس للاصلاح العربي، الذي عقد مؤخرا بمكتبة الاسكندرية، وكان موضوعه هذا العام «الاعلام والديمقراطية والمسئولية الاجتماعية»، ان قام الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير المكتبة بتوجيه دعوة علي هامش المؤتمر الي عدد من المفكرين والكتاب العرب والمصريين لمناقشة اهمية دعم البحث العلمي في العالم العربي وذلك «بسبب قلة الوعي العام بأهمية الدعم المجتمعي للبحث العلمي من جهة، ومن اخري الحاجة الماسة للاصلاح المؤسسي في مؤسسات البحث العلمي والذي يضمن التناسق بين الجهات المعنية بالبحث العلمي واستقلاليتها من الروتين البيروقراطي والحكومي ومن التدخل السياسي، والتأكيد علي معايير الجودة والابداع والكفاءة والمبادرة والانجاز الفعلي لتقييم الباحثين. وفي هذا اللقاء الجانبي علي هامش مؤتمر الاصلاح الخامس، والذي كان لي شرف تلقي الدعوة للمشاركة فيه، تحدث كثير من العلماء والاكاديميين عن عدد لا نهائى من المؤتمرات التي تم تكريسها لهذا الغرض ذاته، وكيف ان هذه المؤتمرات خرجت بالعديد من التوصيات المسهبة التي ترسم معالم «خريطة طريق» لاخراج البحث العلمي من ورطته ثم كيف ان هذه التوصيات لقيت نفس المصير، الا وهو «الركن علي الارفف». وتحدث استاذنا الدكتور إبراهيم بدران، الذي يعرف القاصي والداني سجله الحافل في محراب العلم والبحث العلمي علي مدار اكثر من ستين عاما، فأثار وجدان الجميع بكلماته الصادقة وتجاربه الطويلة في محاولة ملحمية لدفع عجلة البحث العلمي، وكيف اصطدمت دائما وابدا بحائط التجاهل والاهمال.. وكأنه يؤذن في مالطة! ثم كان الدكتور صلاح سليمان ابلغ من الجميع حيث استغني عن الكلام بتوزيع نسخة من جريدة الاهرام يرجع تاريخها الي 6 مايو 1925 أي ان عمرها يقترب من 83 عاما. في الصفحة الاولي من هذه الصحيفة مقالا يحتل مكان المانشيت عنوانه «الجامعة والبحث العلمي» بقلم الدكتور علي مصطفي مشرفة. يقول الدكتور مشرفه في هذا المقال المذهل ـ ضمن ما يقول ـ «ها نحن علي أبواب افتتاح جامعة بين ظهرانينا، جامعة نريد ان تكون فخرا للشرق بأسره ومحطا لرحال ناهلي العلم من أبنائه، فكيف السبيل اذن الي انشائها بحيث تجىء وافية بالمراد؟ إلا أن السبيل محفوف بالمخاطر: فالخطر الأكبر.. الخطر الذي يهدد روح الجامعة وينذر كيانها بالدمار، الخطر الذي يصيبها في قلبها ويخمد أنفاسها ساعة ولادتها، ذلك المصاب العظيم.. هو أن نتصور أن الجامعة هي مجموعة مدارس عالية يقصد منها تخريج الشبان الفنيين من أطباء ومهندسين وغيرهم. فإذا نحن وضعنا هذا الغرض نصب اعيننا واتخذناه قاعدة في انشاء معهدنا ولدت جامعتنا جثة هامدة وجسدا بلا روح. ولعمري ما ينقصنا اليوم كثير من مدارس الاطباء أو المحامين وإنما الذي ينقصنا هو روح العلم وجو التفكير الحر. هل لاحظتم هذا الفارق؟! ثم تعالوا الي الملاحظة التي لا تقل أهمية حيث يستطرد الدكتور مشرفة قائلا «خطر آخر وددت لو كنت في غني عن ذكره، ذلك أن نظن ان اساتذة الجامعة وكبار موظفيها مستخدمى حكومة يعينون ويعزلون ويرؤسون ويدرسون ويلاحظون ويملي عليهم ويملون. كلا.. بل هم رجال مسئولون ذوو وظائف مسئولة ينتخبون لوظائفهم انتخابا. يختارهم رجال فنيون من فطاحل علماء العالم، ثم إنهم مطلقو التصرف داخل حدود وظائفهم يخضعون لبرلمان منهم هو مجلس إدارة جامعتهم.. «روح العلم وجو التفكير الحر».. تلك كانت الدعامة الأولي للجامعة التي تحتاجها مصر. ثم يجئ «الاستقلال» الكامل لهذه الجامعة حيث لا سلطان عليها غير مجلس ادارتها، وحيث الاساتذة يتم «انتخابهم». هذا ما قاله الدكتور مشرفة منذ 83 عاما.. بينما نحن الان مشغولون بقضايا تافهة لا تقدم.. وإنما تؤخر. ومن العار علينا أن تكون مطالبنا اليوم في مطلع القرن الحادي والعشرين أكثر تواضعا من مطالب آبائنا منذ اكثر من ثمانين عاما. فهل ندرك مدي الانحطاط الذي اصبحنا عليه؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون -الحجر-
- سنة خامسة إصلاح .. وماذا بعد ؟(2)
- قراءة هادئة في أوراق عصبية
- إنتبهوا: محمود عبدالفضيل يدق نواقيس الإنذار المبكر
- الإهانة -الأكاديمية- لبابا الفاتيكان .. والتطاول -الفنى- على ...
- رغيف »العيش«!
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (3)
- تعمير سيناء .. مشروع مصر القومى
- نصف أمريكا الآخر (2)
- السعى بين -المهندسين- و-صلاح سالم-
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (1)
- بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)
- الإنفاق الحكومى.. بين العقلاء والمجانين
- فى مجتمع غارق فى الحنين إلى الماضى ..رؤية مستقبلية لمصر
- .. إنها الفوضى -الخلاقة-
- حتى لا تضيع دماء شهدائنا .. هدراً
- الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا ب ...
- هدايا -بوش- من بنوك الخليج
- حدود -دريد لحام- .. وحواجز -شنجن-!
- الاقتصاد السياسى للعسكريتاريا الباكستانية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!