أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - هن . مالهنّ وماعليهنّ.














المزيد.....

هن . مالهنّ وماعليهنّ.


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 10:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تستغرب كيف لاتحتفل , كل النساء بعيد هن ّ , ويعبرن عن آلامهن, ويمزقن القيود التي كبلتهن به , قوانين الرجال , عبر الأزمان 0 لماذا لا تمزق المرأة قيودها ؟ وتمزق هذه الأكبال والحجب التي يحاولون جعل النساء , تظل ّ أسيرة بها عبر الزمن , لتظل عبدة المفاهيم والقيم البالية , فالقيم التي تصوغها وتُؤْمن بها المجتمعات الأكثر تجهيلاً , هي قيم تخلق بشراً أكثر جهلاً وتخلفاً وعبودية , فمجتمعات القطيع , هي مجتمعات تُدار من قبل الحكّام الأكثر احتقاراً لأبناء البشر, وهذه القيم والمفاهيم التي يكبَّل بها هؤلاء أبناء الوطن الواحد, تجعل الناس يفقدون أبسط المشاعر الإنسانية لديهم إذ أنّ أنظمة القهر , لا تحتقر المرأة فقط , بل أيضاً تسلب الرجال كرامتهم وإنسانيتهم , وفي هكذا مجتمعات الكل مسلوب الإرادة , ويحتقر الآخر , ولكن المرأة تنال الاضطهاد الأكبر , كونها المشرفة على الأسرة وتربيتها , فالمجتمعات التي لا تكرّم المرأة , لا تعيش حياة كريمة , إذ أنّ الذل الذي تعاني منه المرأة من جهل وفقر واضطهاد , وإلغاء , لا يؤثر في حياتها الشخصية فقط
بل أيضاً , تتأثر فيه الأسرة , وتكون الأسرة هنا غير سوية, فالمرأة الأم هي عماد الأسرة , وعمودها الفقري الذي على أساسه تتكون الأسرة , من علم ٍ وأدب ٍ ورفعةٍ , أو انحطاط ٍ وابتذال ٍ وغير ذلك 0 " فالأم مدرسة إذا أعدتها " وهذا الإعداد هو جوهر المسألة , لأنّ الأم هنا تفقد جوهر إنسانيتها بشكل ما , إذا لم يؤمِّن لها المجتمع العلم والحرية والكرامة 0
فما هو دور المرأة هنا , في الحياة الاجتماعية , أن تكون مع الحرية مع العلم , مع الثقافة , مع القيم النبيلة , مع التربية الراقية , أي أن لا تكتفي بالإنجاب وتقذف بأطفالها إلى الشارع ليتحولوا إلى سرّاق , وقطاع طرق , أو ينهبهم الإرهابيون من أحضان أمهاتهم ليقذفوا بهم في الجحيم 0 طبعاً هذه مسؤلية اجتماعية بالدرجة الأولى , فالدولة بمؤسساتها إذا لم تؤمن الكرامة والأمان للمرأة وأبنائها , فإنها سوف تجعلها وتجعلهم كما أسلفنا0
فمسؤلية المرأة في هكذا ظروف هي مسؤلية معقدة ومركبة وعلى المرأة بشكل عام , والأم بشكل خاص أن تعي دورها ولا تُخذّر بالغيبيات والعواطف التي تُلغي دورها في خلق أبناء كرماء , فالنساء اللواتي استخدمهن الإرهابيون وقمن بتفجير أنفسهن , لم يُسئن إلى أدوارهن وقيمهن , التي هي أدوار , وكرامات , المرأة التي يليق بها المجد فقط , بل أسأن للأمومة والنساء جميعاً , ومن هنا كلما كانت المرأة أكثر وعياً لدورها في الأسرة والمجتمع والحياة الإنسانية , لعبت الدور الذي يليق بها, كأم وصاحبة مجد ورسالة مقدسة , فالسياسات الدنيئة تسيء إلى الأم , وتسيء إلى دورها الفاعل في الحياة الاجتماعية 0 فالغلو في الدين , أو الطائفية أو المفاهيم العنصرية , تسيء إلى المرأة , لأن الرجال يقولون ," النساء على دين أزواجهن ", والصحيح أن النساء على دين قيمهن , قيم الخُلق , والأمومة والتربية القائمة على الصدق والمشاعر النبيلة , والحرية وحبّ الآخرين , وليس الأزواج الذين يلغون إنسانيتهن وكرامتهن , وتحويلهن إلى خادمات في بيوتهن 0
* فالكرامة أن تخلق نساء بكرامة 0 نساء قيمهن الثقافة والعلم والحرية , محاربات للجهل والتخلف رافعات رايات الوعي , ثائرات على كل التقاليد البالية , بما في ذلك عالم الرجال الذين يحاولون استعبادهن , وجعلهن على دينهم , أيّ دين ٍ كان 0 أيّ قيم ٍ كانت , وكأنهن لا عقول لهن ّ , فالنساء لهنّ الطليعة والوعي , وَخُلق مجتمع متحرر من كل قيود التخلف والهمجية , وعليهن تربية أجيال تؤمن بأخلاق السماحة والحب آنئذٍ سوف نزين ضفائرهن , بورود الثامن من آذار عيد المرأة العالمي , ونهديهن باقات الأزاهير معطرة بالمحبة , فوّاحة بالتمدن 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلقوا سراح عبد الله اوجلان
- عيد الحب , دعوة إلى الحياة 0
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- عام مضى , وعام سيمضي0
- الشخصيات المريبة -2-
- هل لمحمد معجزات؟
- حوار مع الشاعر : عايد سعيد السراج
- الشخصيات المريبة-1-
- حكي بردانين
- الحوار المتمدن منارة الحرية
- الشخصيات المريبة
- القراءة الناشئة من اختلاف اللغات
- جمعية سي السيد , ومأساة فتاة القطيف0
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن -1-
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن
- جدلية العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية
- حول بقية القصص القرآنية
- حوار الأحرار
- المرأة الشيطانية
- تموت البلاد على أبواب بغداد


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - هن . مالهنّ وماعليهنّ.