أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود دائل - حين ابتسمت القاهرة














المزيد.....

حين ابتسمت القاهرة


داود دائل

الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 06:01
المحور: الادب والفن
    



كان السواد ينداح مقترناً سفوح مدينة تعز.. يعانق قمة جبل صبر.. يرتفع في الحارات أصوات الأسمار من غناء البلابل الراقصة..مجموعة من الأطفال يتسلقون سقوف المنازل التي تلعب برياح الليل، وبعض الأطفال أيضاً يطاردهم الليل من الشوارع.. ملامح قمراء النساء تستقبل زوجها، وهو يحمل حزمة من القات وبعض حلوى العيد.. وشعر رأسها يتدلى إلى ظهرها.
تقف ابنتها الحلوة تمد نظرها تعانق أكليلاً من الأضواء تحملها قلعة القاهرة، وهي تصعد برأسها بين النجوم.. بلهفة طفلة لاتعرف مايسعد ناصية القاهرة.
قالت: أمي انظري هذه قلعة القاهرة تبتسم وتناثر بسماتها في المدينة وتجمع الزهور المتساقطة.. وصوتها يعانق السماء نعم، يا ابنتي.. كم هي جميلة حين تبتسم أنه يوم يعانق كل يوم من السنة أنه يوم عظيم يصنع الابتسامة لكل مدن اليمن والقرى أيضاً.
حينها انسحبت نجوم السماء لتقف نجوم صنعتها قلعة القاهرة.. أشرق الليل بنهار جميل يلاعب عشاق الأنغام، ويرسم خيوط الطيف بأهازيج التراث.. ارتفع صوت الأناشيد في منازل الجيران، وغناء فنان الحالمة.. يكون صوت صغير النجوم الجديدة.
رفعت الأم رأسها لتمد عنقها المزين بالحبات الزرقاء نزعت يدها من بين عجين الكيك، تهب جرياً إلى غرفة النوم تمشط وتصف شعرها الطويل وتزين جسدها.
تعود إلى أطفالها إلى حين يصل رجل البيت حاملاً الحلوى، والزهور يعانق الأطفال بوجوههم التي تتعلق على مشارف السطوح تلمح بسمات القاهرة.
كم هي جميلة هذه الابتسامة التي غابت عن البيت منذُ فترة، نعم: ابتسم كل اليمانيين.. إنه يوم عظيم لدى اليمانيين يا ابنتي، حلقت فيها مئات الطيور في المدن، والقرى، وتعالت فيها الفرحة بالنصر الذي تحقق، حين صنع اليمانيون الكثير من تحقيق الوحدة اليمنية، لتجمع شمل اليمانيين من الجنوب، والشمال، بعد أن راح كثير من الأبطال والرجال المكافحين بعدها سكتت الأم عن الكلام.. وانسلت دمعة باردة على خدها..
رفعت ابنتها "ريم" رأسها تقول احكي يا أمي عن وطني.
تشاهد الدمعة على خد أمها تحفر بكسل تقرب يدها إلى الدمعة تتحسس خدها الذي حن فيها الجمال لاتدري لماذا تغير قليلاً وانحنى عن الأفق.
لتقول: أمي.. ماهذه الدمعة يا أمي؟ الذي لا أميز طعمها.. ولا أعرف رونقها؟
يذكرني هذا اليوم بجدك "رحمه الله" عاش يحب هذا الوطن، ومع قرب اليوم الخالد، اتجه نحو الأفق، اتجه ومجموعة من قرنائه يزفون أسلحتهم داكين الجبال بأقدامهم العالية، وثيابهم الرثة يزحفون بأجسادهم، ورؤوسهم تحمل السحب لا ترحمهم الشمس، ولايخافون الذئاب يأكلون القليل من الطعام.. ويقطعون الصحاري دون خوف.
تركني يدمع دمعة الفراق الأبدي.. ثم غادر دون أن يترك لنا أي شيء يسحبه حب هذا الوطن وعراقة أمجاده.. ثم قُتل وثلاثة من زملائه، ودفن هناك فالحمدلله أنه تحقق ماكان يحلم به اليمانيون كلهم وعاد أصول هذا الوطن.
"رحمه الله" يا أمي، وهاهي تبتسم قلعة القاهرة وكل المدن لما حققه جدي وكل اليمانيين الأبطال.
سمعت البنت "ريم" صراخ والدها يدق على الباب واقفاً بكل جراءة رادفاً ظهره.
اتجهت لتفتح الباب وهي تصيح بابا.. بابا جاء...
دخل إلى المنزل مبتسماً ومرسلاً ألعابه الذهبية.. ثم راح يقبل أطفاله الفرحانه.. حاملاً مجموعة من الحلوى والمكسرات، وحزمة من القات رديف السمر مع أصوات ونغمات أيوب.
______________________
القاهرة: قلعة تاريخية في مدينه تعز
أيوب . فنان غناي في اليمن



#داود_دائل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل في أشتيا قات مارسيل...مارسيل في قلوب الناس وطن وثوره وح ...
- لإرهاب في اليمن .. إرهاب سلطه على مواطن يبحث عن لقمة العيش
- الساعة
- هناء صوت لبنان ونبقي مع الفنانة فيروز .. روح .. و ملاك الغنا ...
- جدال الثقافات.. وثقافة الإنفراد
- إعدام حياة على خشبة المسرح
- الموت تعبيراً للحب
- بركان يأخذ دولتهُ
- المدينة المحذوفه
- من اجل البحث عن عراق جديد... وأنهى الديمقراطية المزيفة
- الخروج عن المآلوف باقنعة الجنون المبدع _ وقفه مع بعض الاعمال ...
- بداية العناق
- ليل من الغناء والجنون والإبداع
- عربدة في الظلام, ولهم نكه خاصة في التمرد , والجنون
- من مذكرات زمن المجانين العظمى ..
- دروس في كل معاقل لإبداع , والأدب تجاوزت عتبة الجنون
- المثقفون المبدعون في معتقل ثقافة التمرد والجنون
- أغاني لأوراق الكروم
- استوحت للعشاق
- فتاة النهر


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود دائل - حين ابتسمت القاهرة