أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - لا لأعادة تأهيل صدام !!















المزيد.....

لا لأعادة تأهيل صدام !!


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 688 - 2003 / 12 / 20 - 09:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ القاء القبض على الدكتاتور البائد واجهزة الأعلام المتنوعة والمدفوعة الأجر، لاتترك مناسبة الاّ وتستغلّها، للمحافظة على الدكتاتور الدموي الذي ذاع صيته وجابت جرائمه الأصقاع، وتصفه بـ (الحنون، والذي لايستطيع شرب كوب ماء لأنه سيذهب الى .  .  كيف وشعبه يعاني ؟! ).
فتارة باسم حقوق الأنسان ! وتارة باسم الحفاظ على وحدة العراق ! واخرى بـ (عدم توفّر ادلة مباشرة ضدّه ؟!) وكأن الداعون والكاتبون لايعرفون، بل وبعيدين تماماً عن واقع الشعب العراقي بعربه وكرده واقلياته واديانه وطوائفه واحزابه وقواه وشخصياته .  .  التي اجمعت مراراً على اسقاطه ومقاضاته، وقدّمت افواج الشهيدات والشهداء في ذلك السبيل، وراح مئات الآلاف قتلى ومعوقين بسبب حروبه المجنونة العدوانية والشوفينية وانتقامه من الشعب العراقي الذي لم يطيعه كما اراد .
ومن المعروف ان دكتاتورية صدام الوحشية جاءت من حزب استأثر بالسلطة وضرب القوى السياسية العراقية كلها من القومية العربية التقدمية والقومية الكردية بكل فصائلها، الى القوى الأسلامية والقوى الديمقراطية واليسارية، وبأبشع الطرق واكثرها وحشية، وسط تشجيع اقليمي ودولي غربي وسكوت شرقي. ثم قام مسؤول عصاباته وامنه صدام باحداث اكثر من انقلاب وتطهير داخلي فيه، خالقاً نظام عمل ادى الى مقتل كثير من اعضائه بايدي اعضاء آخرين  على طول اكثر من ربع قرن، خالقا منه قوة وسلوكاً اجرامياً يومياً، بحماية (القانون) الذي كان عبارة عن ورقة يخطّها صدام، بمباركة قيادته القومية . وقام الحزب بخيانة القضايا التي نادى بها من القضية الفلسطينية وحقوق العرب الى حقوق العراقيين، بالديماغوجيا وبالصخب الأعلامي المدفوع، مؤدياً الى تشويه المجتمع وتسميم افكاره وارهابه .
وقد ارتضى الدكتاتور بلعب دور المخلب، للمصالح العالمية المتصارعة مهما كانت متنقلاً من طرف الى آخر، لبناء عرش له هو، دون الأنتباه لمصير شعبه، بل على حسابه وتدميره باشعال الحروب في المنطقة طمعاً للوصول الى سيادة الخليج وبالتالي تسيّد العالم كما تصوّر خياله المريض .
لقد كوّن ترسانة خطيرة من السلاح والأجرام والمال المفتوح لبناء وادامة كرسيه، مستنداً على حزبه ومؤسساته التي تحوّلت بتوالي السنين والتعتيم الى اجهزة خاصة له، مدرّبة على مفاهيم فريدة نابعة من عقلية العصابات، حين صار مَثَلها كيفية وصول عصابة صدام الى الحكم، وكيف استخدم كبار العسكريين وسيطرعلى الحزب وفق مفاهيمه (مفاهيم الحزب) ومباركة مؤسسه، مكوناً منه واجهة سياسية ثورية زائفة لابد منها لممارسة الحكم، كما فعل الشاه المقبور الذي اضطر لبناء حزب " راستاخيز" * الذي بدأ بالأنهيار قبل انهيارالشاه، وانتهى بسقوطه، كما يجري الحال مع حزب البعث العفلقي وان بصورة اخرى .
ان التلكؤ في الحزم مع المجرم صدام، كما يطرح البعض ويطالب الآخر، لن يوحّد الشعب العراقي ابداً، بل سيزيد الخلافات حدّة وتشدداً وستدخل البلاد في حرب اهلية أكبر، بعد ان تغيّرت المعادلة التي جلس عليها الدكتاتور البائد والتي كانت تتوازن بصعوبة هائلة، بالخوف والأجهزة الخاصة ونظام العبيد، وبالحديد والنار والسلاح الكيمياوي والجرثومي، الذي استخدمه ولم يتورّع عن استخدامه ضد ابناء العراق ان رفضوا .
ان الأصوات الخيّرة الداعية الى مبدأ التسامح، لايمكن ان تعني المصالحة بـ (بوس اللحى) والسماح للدكتاتور الدموي بـ ( فتح صفحة جديدة بانهاء الأرهاب مقابل المشاركة في الحكم ؟! ) من اجل (وحدة الشعب العراقي وحقن دماء ابنائه)** وكأن الشعب العراقي يرى في صدام (القائد الضرورة والمخلّص الموحِّد) !
ان غروره الأحمق وتصوراته النابعة من مَثَله العرّاب كورليون ومحاولته التشبه به تصوّر له انه لازال زعيم العصابة الآمر الناهي، غائباً عن تفكيره المحدود ان كورليون لم يتدخّل بالسياسة ولم يسعَ ليكون زعيم دولة وزعيم العالم بعصابته، لأنه كان يعرف انه كان رئيس عصابة لااكثر، بينما دكتاتور العراق البائد لايدرك ماهيّته الى الآن ؟!
ان تعالي أصوات عدد من مسؤولين في حكومات و دول وبشتىّ الواجهات، بالخوف والتخوّف على انفضاح عدد من الكبار، ان حوكم صدام علناً في العراق . وردّ اصوات اخرى بان الولايات المتحدة خاضت الحرب الباردة ضد الأتحاد السوفيتي رغم انها لم تستطع اسقاط هتلر دون التحالف معه، وان الولايات المتحدة انهت نورييغا رغم انه كان ربيبها، لأنه خرج عمّا حُدد له حين تسليمه الزعامة وان عدداً ليس قليلاً من المسؤولين الأميركان انتهوا بفعل فضائح، كان من مصلحة رأس المال كشفها، وأخرى لم تكشف للعناية التي جرت بكيفية عرضها، كي يواصل رأس المال تحقيق اعلى الأرباح . كلّ ذلك يوضح بان مجلس الحكم الأنتقالي وكل القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية العراقية داخله وخارجه، يتحمّلون مسؤولية تأريخية بضرورة تقديم صدام وكبار مجرمي الدكتاتورية الى المحكمة ومعاقبتهم على ما اقترفوه، ومواصلة التعليق على ما يطرح من تصريحات بذلك الشأن  . 
اضافة الى الحاجة لضرورة التأكيد على حلّ حزب البعث العفلقي قانوناً، لجرائمه الكبرى بحق الشعب والوطن ودول الجوار والمنطقة، ولفشله وادّعائه تمثيل مصالح النضال القومي العربي التحرري وسعيه الدائم لأحتكار تمثيله بالمال والعنف والديماغوجيا، في الوقت الذي تحاول فيه بعض الجهات تسويقه مجدداً كـ (ممثل للسنّه)، متغابية عن ادراك ماهية شعبنا وطبيعة قواه واحزابه وشخصيّاته، موظفة شعور الناس بالمهانة من دكتاتور خافت منه واخرى تقبّلت مهاناته  متصوّرة كبرَ تحديّاته، ثم ظهرت لها فارغة، وظهرت لها وضاعتة جلية، وكونه لم ينكسر على يدها هي،  بل على يد الأحتلال وبوجود حيز غير قليل من فراغ سياسي، بعد زوال النظام الشمولي !

19 / 12 / 2003 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ويعني بالفارسية (حزب انبعاث الأمة الفارسية) !
** على حد كلام لصدام في سجنه، نقلته وكالات الأنباء امس .   



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استسلام صدام وقضية محاكمته
- كل عام و- الحوار المتمدن- بالف خير . .
- ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !
- نعم لنقل السيادة والرجوع للشعب ! لا لأنتخابات بما فصّل الدكت ...
- تغيير الأولويات، واهمية وحدة قوى التغيير العراقية !!
- العراق: احتلال ونهب وجرائم وبطالة و . . ديمقراطية
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق - 3
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 2
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1
- امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2
- شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2
- النفط والجبال والسلاح !
- نصف عام على انهيار الدكتاتورية !
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !
- هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - لا لأعادة تأهيل صدام !!