أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا المتعاكسة














المزيد.....

أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا المتعاكسة


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 688 - 2003 / 12 / 20 - 09:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يخرج الدكتاتور عادة من وهم الأوهام وهو وهم الفراغ السياسي والتاريخي والاجتماعي، أي الوهم الذي يكبس على وعي الجميع، وهو وعي غائب ومغيب في آن، ويجعلهم في حالة ترقب عند تخوم المدن أو التاريخ أو الغيب في انتظار ظهور الأمل الملهم في هذه العتمة الباردة.

وهذا الوهم، وهم القلق، والانتظار، والقائد الغائب، هو وهم  له ما يبرره على مستوى الميثولوجيا في كل عصور التاريخ، لكن إعادة إنتاج هذا الوهم في السياسة يمثل نكوصا وضربة قاسية  للوعي البشري وللمعرفة.

فليس القائد هو الغائب بل وعي الأمة أو وعي الجماعة لكن هذا الوهم الملتوي يظهر على غير حقيقته كما في كل الأوهام التاريخية الأخرى.

ومما يزيد من غياب الوعي السياسي والمعرفي هو مواصلة نخب السياسة ـ وتبعتها نخب الثقافة في منافسة على قضم الضباب ! ـ في ممارسة شناعة تملق الجمهور وتقديس أخطاء الجماهير على حساب كل شيء، كل شيء، بما في ذلك تقديس الجهل، والأساطير، والأوهام، بل بيع الوهم لها إذا تطلبت حاجات السياسة ـ وليس ضرورات المعرفة ـ وإقامة، على سبيل المثال، التحالفات مع قوى بوليسية بحجة صيانة المستقبل أو دفعها نحن مواقع أفضل الأمر الذي قاد إلى مزيد من تغول السلطة، وإلى مزيد من تغول الدولة وتحولها إلى عصابة.

وهذا الوهم ـ المتواصل حتى اللحظة ! ـ يتجدد كل حقبة فهو مرة التحالف مع الفاشية لدفعها نحو الوطنية أو الاشتراكية أو التقدمية وأسفر هذا الوعي العاطل عن حمام دم لم ينقطع حتى هذه اللحظة وبدا التاريخ كله من صنع دكتاتور واحد واختفى الآخرون ـ كما في كل مرحلة ـ خلف واجهة المسرح ليظهر الرجل الوحيد المجرم في مملكة فراشات السياسة!

وبيع الوهم يتواصل اليوم من خلال التحالف أيضا مع سلطة الاحتلال( بدون مكاسب حقيقية تستأهل!) بعد غسل الشعارات القديمة لكي تدخل في سوق التداول: أصبح اليوم هذا التحالف، يقولون، لتجنب  مواجهة غير متكافئة، بعد أن كان سابقا لدفع سلطة وحشية نحو الأجمل كأن عملية تكون الفاشية تحدث في  صالون حلاقة وليس في قوانين سوق ومال وسياسة ولغة وتاريخ ومصالح وصراع.

إنه الوهم في كل مرة يعيد تلقيح نفسه لأن مراجعة حقيقية ونقد للأساطير الاجتماعية وفتح سجلات المجتمع  للفحص والنظر الجديد لم تقع ولن تقع في الأقل على يد هذه الشرائح المشغولة بمكاسب السياسة اليوم على حساب مكاسب المستقبل: لأن مكاسب المستقبل ستكون من حصة الأجيال القادمة وليس في العقل السياسي العراقي ـ بل العربي ـ والمشرقي عامة هذا البعد في النظر، وهذه الأخلاقية السياسية.

هكذا يؤدي بقاء الأساطير الاجتماعية حية وطرية في الوعي الجماعي اليوم إلى إعادة صوغ شكل الدكتاتور مرة أخرى من صورة رجل إلى صورة مؤسسة.

ومن يدري، ربما، يكون الرجال الأربعة الذين جلسوا مع الدكتاتور بعد القبض عليه قد شاهدوا،مندهشين، في وجهه صورة أربعة رجال منعكسة في مرآة مهشمة، وربما شاهد هو الآخر صورته منعكسة في هذه الوجوه في مرآة  في طور التكوين !

 



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام القبض على الدكتاتور 3 ذهنية القبو الحزبي
- أوهام القبض على الدكتاتور2 ، القمل موجود في رؤوس الآلهة
- أوهام القبض على الدكتاتور 1 وهم المعنى الوحشي للشجاعة
- من خطاب تبرير الحرب إلى خطاب تبرير الخراب
- أحزان العمة درخشان
- نهرب ونسمّى منقذين،ونخون ونُعتبر أبطالا
- الحروب السعيدة
- المنشق والمؤسسة والراقصة
- سجناء بلا قضبان
- الصحافة الالكترونية وسلوك الزقاق
- آخر طفل عراقي يبكي غرناطة
- قتلى الورق أهم من قتلى الشوارع
- مكتشفو السراب
- ذهنية السنجاب المحاصر
- حين يختزل الوطن بمسميات
- رائحة الوحش
- محمد شكري وعشاء الثعالب الأخير
- الزعيم الغائب
- زمن الأخطاء الجميلة
- السياسة والشعوذة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا المتعاكسة