أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - لصوص المظلوميات ..















المزيد.....

لصوص المظلوميات ..


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


ادهشتنـا فاجعـة لصـوص المناسبات ... صفعنـا بخيبـة الأمـل ذاك المنتفـخ ورمـاً ثقـافيـاً عندمـا يفتعـل المنـاسبات ويذرف دمـوع التضامـن ليصطاد المكاسب الشخصيـة فـي نـزيف جـروح الضحـايـا ’ تمساح يـذرف دمـوع المفردات التـي لا يعنيهـا اطلاقـاً ’ وبدون ان يتلفت يـرمي كفه في جيب السياسي المتطفـل اصلاً على حق الوطن والناس ليخرجها دبقـة ببعـض الفضلات واحياناً بدونها ويعـد نفسه شاطـراً يعـرف اكثـر من غيـره المـوضع الـذي يعـض منه الكـتف .
عندمـا تفتـح الـوقاحـة وضمـور الخجـل منافـذاً تمكـن المـدعـي ان ينفـذ منهـا خلف السياسي او تحت ابطه مـن دون احساس بالريبة والحـرج ’ فـأمـر مثيـر للأسـى والأحباط والأنطـواء علـى الذات عنـد البعض الذي يعـامـل مـع المظاهـر بثقـة وحسـن نيـة ساذجـة .
بعـض ممتهني الثقـافة انتفاخاً ويعـدون انفسهـم طـواويسـاً يعلقـون خلف اسمائهـم القـاباً وحروفـاً ولافتـات كالمتاجـر الكاسدة ويطرحـون انفسهـم رواداً يـدافعـون عـن مظلوميـة ومغدوريـة الشرائـح المهـددة داخـل المجتمـع العراقي ’ يشكلون المنظمـات الوهميـة مـن جندرمـة تحت الطلب ويقفزون فـي مقـدمـة الموجات ويتصدرون المناسبات استنكاراً او تأييـداً ثـم يحصـدون المكرمات ويشترطوهـا عملـة صعبـة ’ ثـم يتباكـون دهـاءً جيـد الأحباك عـن الأثمـان المكلفـة حرماناً وعـوزاً وضنك عيـش يـدفعونها قـربانـاً لعفتهـم ونزاهتهـم ووطنيتهـم وانسانيتهـم ’ انهـم يستغلون الحالـة البائسـة الراهنـة ( حشـر مـع الناس عيـد ) ليلفلفـوا علينـا مـاض مهتـوك فـي محطات عـديدة من سيرتهـم الـذاتية ’ ليصطادوا بـذلك عصفوريـن او اكثر في حجر واحـد .
لا ننكـر عليهـم خبرتهـم وتمرسهـم فـي اصطيـاد المناسبات وتصـدر المؤتمـرات ونسـج العلاقات المميـزة ’ رقع يستـر فيهـا السياسـي عـورتـه ’ او ينسجـوا مـع مـن سبقهـم ويشاركهـم فـي نقاط ضعفهـم حبالاً يتسلقـون بواسطتهـا علـى اكتـاف المـرحلـة ’ انهـم جميعـاً مـن فصيلـة ( حتـى وان لـم يـنـتـمـي ) اخلاقيـاً وثقافيـاً وسلوكيـاً .
نشاهـد بعضهـم مثلاً ’ يتجمعـون كالزنابيـر حـول كـورة كـرم اقليـم كردستـان ’ طريقـة ذكيـة يحـاصرون فيها حتى المثقف الكردستاني الـرائع ’ متناسين او يتجاهلون ان العراقيين يشتركون فـي مظلوميـة متكاملـة البؤس والعـذابات وان معذبـي الجنوب والوسط العراقي يشكلون مثالاً في خراب مدنهـم وبيئتهـم وفقـرهـم واميتهـم وتسلط الأوبئة على مجمـل حياتهـم وكذلك ايتامهـم واراملهـم وعوانسهـم ومقعديهـم ... انهـم يستحقـون التضـامن ايضـاً وكذلك المكونات الأخرى للمجتمع العراقي التي تتعرض للأبادة والأجتثاث والأنقراض يستحقون التضـامـن ايضـاً وكذلك العجـزة والمشوهين والمهجرين والمهاجرين ’ مـع كـل ذلك لـم نسمـع مـن السادة لصـوص المناسبات ان هيئـوا او حضـروا مـؤتمـراً تضامنيـاً او شكلـوا منظمـة انسانيـة اجتماعيـة غيـر ملوثة بنوايا الأرتزاق مع مظلومية هؤلاء’ او تجاوز حراك تضامنهم حدود اقليـم كردستان ’ ثـم ان المواقف التضامنيـة انسانيـاً لا يمكـن لهـا ان تتطفـل علـى ارزاق فقـراء كـردستان المعذبين دائمـاً ’ كما لا يحق لهـم ان يفبركـوا مـوجة لا تملك لهـا جـذور تمتـد الى المراحـل القـاسيـة مـن نضـال الشعب الـكردي ’ كمـا وبنفس الوقت لا يمكـن ان يكون للمـواقف ثمنـاً او اخضاعهـا الـى شروط بـزارات الحـوسمـة الثقافيـة .
تلك ظـاهـرة مـن بؤس الثقافة الرسميـة التـي زرع بذورهـا القديمـة الجديدة وشجـع تـأثيرهـا خـرابـاً ذاتياً ضيقو الأفق القومـي الطائفي الحـزبـي ’ وجعـل مـن تلك الثقافـة واجهـات لمتاجـر النهـج المحاصصاتي والجنوح اللاوطني ’ وجعـل مـن تلك الكاءنـات الثقافيـة اورامـاً واصابات معـديـة فـي جسـد الثقافـة الوطنيـة ’ تغطـي وتخنق المتبقـي مـن عافيـة ثقـافـة الولاء للـوطـن والأنسان والتـي يتنفس برئتهـا مخنـوقـاً المثقف العراقي الـذي يعلـن مـواقفـه الوطنيـة الأنسانيـة ويثبت عليها ارادة ويـدفع ثمنهـا حرماناً وعسـراً ونهـايـة حزينـة مفعمة بمثالية شـرف الفـداء .
سـألت احـدهـم وقـد وفقـه خـرابـه الذاتي ’ شخصيـة لامعـة ومسؤولاً كبيـراً لمـؤسسـة اعلاميـة عملاقـة ’ كان يـومـاً صـديقـاً ورفيقـاً ’ قـال:
لكثـرة مـا كتبنـا مـن التقاريـر الحزبيـة ’ نستطيع الآن ان ننجـز عشرات المقالات فـي فتـرة قصيـر ’ لكـن ورغـم مظهرهـا الأكاديمـي لـم تتخلص مـن روائـح التقارير السابقـة ... التقرير بحـد ذاتـه مقالـة ’ وحتـى الشهادات التي نحملهـا لا تخلـوا ( مـن زفـرتـه ) ... وقـال : " المثقف الذي لا يغادر مثلـه ويحترم شرف كلمتـه ومـوقفـه الأبداعـي حـتى نهـايتـه البائسـة ’ احترمـه تمثالاً فـي ذاكرتـي "
عبـاس جيجـان : حالـة انهيار ثقـافي قائـم ’ رفـع الـزحمة وعبـر عنهـا نيابة عـن اقـرانــه .
الأمـر لم يكن سوداوياً على الأطلاق ’ فهنـاك المثقف الذي يغـزل مـن اصواف قيمـه والتزاماتـه الوطنيـة والأنسانيـة والأبداعيـة ومـن مواقفـه التـي قـد تسبب لـه الفاقـة والحـرمان والتهميش حتـى نهـايتـه المفجعـة احيانـاً ’ ينسـج منهـا للأجيال والتاريـخ ثوبـاً لائقـاً مـن الثقافـة الوطنيـة وصلـة لا تنقطـع بثقـافـة وقيـم وحضـارة تليـدة ’ انـه يصـون الأمانـة صادقـاً ويؤدي الواجب شريفـاً عالـي الهمـة مصـراً ان يدفـع ضريبـة صـدقـه ونزاهتـه وشرف كلمتـه ان تطلب الأمر ذلك ’ ومستعداً ان يحرق شمعتـه فـي طريـق الآخرين ويضـخ آخـر مـا لديـه ومـا يستطيه مـن عافيـة فكريـة وابداعيـة ومعرفيـة عـونـاً للعراق حتـى يـراه واقفـاً علـى قدميـه ... هـذا المثقف احترمـه واقتـدي بــه مـا استطعت ولـه فـي ذاكرتـي وقلبـي نصبـاً اقـدســه .
ان الـوجـه الآخـر لعبـاس جيجـان ابتـداء يتعـرى ويتساقط ريش سمعتـه الممـوهـة ليكشف اخيراً عن عورة اخلاقية وسياسية وثقافية ولـدت وشابت وسترافقه الى القبر مذموماً’ واصبحت اخيراً عاجزة على متابعة السير الصعب فـي طريق الثقافـة الوطنيـة .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصالح موتنه ...
- راح القطار الما اجه ...
- السيد المالكي واللاحكومته ...
- العراق في رسالة للسيد مسعود البرزاني ...
- لا جديد في العدوان التركي ..
- عودة ....
- المستقبل العراقي : بين الجنوب وكردستان ...
- خسرتم ويبقى العراق ...
- بائع الكلية ....
- الكرد الفيلية : مجزرة بلا متهم ...
- رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...
- سيدي الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- مداخلات ...
- من يصالحنا ... ؟
- معاني ...
- الكرد الفيلية : استغاثة مفتوحة ...
- دور المجتمع في اجتثاث البعث ...
- بغداد طيفج ما وصل ...
- عام 2007 روحه بلا رجعه ...
- وللأرذال وطنيتهم ايضاً ..


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - لصوص المظلوميات ..