أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان














المزيد.....

العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 03:41
المحور: كتابات ساخرة
    


ليس عجبا أن نجد القوى المتطرفة ـ دينيّاً و قوميّاً و آيديولوجيّاً ـ تتقوى في العراق الجديد، الّذي من المفروض أنَّه لبرالي و منفتح على الجَّميع. فالمُغذّي للتطرف و تناميه و غياب المشروع الوطني الحقيقي يعود إلى غياب حقوق الفرد و طغيان الحقوق الثّانوية الّتي تعود إلى جماعة طائفيّة أو إثنيّة عرقيّة مُعينة، حيثُ تقوم الجهات و الأحزاب المستفيدة من هذا الوضع بخلق جلبة و ضجيج و عويل حوْل حقوق جماعتها سواءٌ كانت هذه الحقوق المسلوبة ـ و هي مجرّد ذريعة ـ قطعة أرض "مدينة أو قضاءاً أو ناحية" أو شعيرة أو طقسا دينياً ما!! فإن هذه الأمور كلّها تصبح مجرد تبرير لتمرير مخططات فئوية ضيقة تسحق من خلالها كلَّ حديثٍ عن عن حقوق الفرد.
إنّ الفرْد هو مكون و نواة المجتمع، دون كُلّ الانتماءات الدِّينيّة و القومية، إذ أنَّ الفرد الحُرّ الّذي ينتمي إلى حُرّيّتِه قبل كل شيء يضمن لنفسه كل الحقوق الفكرية، اللغوية، و الحُريات الفردية و العامّة. لكن توجيه النظر نحو الانتماءات الكاذبة و إصرار بعض السّياسيين على التعامل مع "العائلة" كمكوِّن للمجتمع هو توجيه أضَرَّ بالمجتمع إلى أبعد حد. و أطراف أُخرى تؤكِّد على الانتماء القومي و الطّائفي.
إنَّ جميع النَّماذِج الممتازة للدِّيمقراطيّة سواءٌ أخذنا بالنموذج الأمريكي، البريطاني، الياباني و غيرها تقوم على أساس "حقوق الفرد" و حمايته من أن يتعرض لأي تهميش أو ضغط أو إكراه أو إجحاف. بينما فشلت كل النماذج الآيديولوجية من تلك الدِّينيّة أو الماركسيّة أو القوميّة و الإثنية لأنّها ليست دولة "السَّعادة" لأن الدّولة الديمقراطية وحدها تقوم على "سعادة الفرد" التي يكون مؤدّاها أن الجماعة تكون قد حصلت على حقوقها بشكل طبيعي من خلال أفرادها الأحرار و الّذين تنعكس حرِّيّتهم على المجتمع و السياسة و الاقتصاد و سائر جوانب الحياة.
أمّا دولنا ـ الشرقيّة الإسلاميّة ـ فإنّها تتعامل مع شعوبها بعقلية الرّاعي و القطيع و بالطبع فإن القطيع لا خيار له إلاّ باتّباع الرّاعي ـ سواءٌ كان راعياً جيداً أم غشّـاشاً ـ و هنا لا يملك الفرد إلاّ أن يُصبح رقما صغيرا في دفتر تاجر "سياسي" يبيع و يشتري في مواطنيه "خرافه"!! كما يُريد و دون محاسبة من أحد.
إنَّ القومية كفكر سياسي هي أخطر بكثير من التطرف الدِّيني، لأنَّ الدِّين في النّهاية هو "فكرة" تتجاوز العرق و العنصر القومي إذ هو لا يفرّق بين الأبيض و الأسود و العربي و العجمي مهما حاول بعض الملالي و وعاظ الحاكم من تدبير نصوص أو أحاديث تناقض هذه الأصول الدِّينيّة، فالإسلام و المسيحية و البوذيّة هي من الأديان العالميّة الّتي تتجاوز العرق و الحدود الجغرافية. بينما القومية رغم أنها تتجاوز الحدود ـ كفكرة توسُّعيّة ـ إلاّ أنها تسعى دوْماً إلى إبادة الأعراق و القوميات الأُخرى أو إستعبادها، بل إنها تقضي حتى على أؤلئك المنتمين إليها إذا ما أصبحوا "خونة"! و "عملاء"!! حسب النظرية القومية.
يكذب أو يُخطئ من يظن أن هناك نوعين من القومية أو الفكر القومي و يحاول أن يُقسِّمهما إلى معتدل و متطرف، لأن القومية كتعريف ـ شعب له هوية معينة و تراث لغوي و اجتماعي و موروث قيمي ـ لا معنى له لأن الشعوب الخالصة ذات السمات و الصفات التي تميزه عن الآخرين لا وجود لها كون البشرية كلها تتمازج باستمرار و بالتالي لا معنى للشعب "النقي" و هي النظرية الّتي تجسّدت في النازية و القومية سب منظور البعث.
أمّا الدّين، و الإسلام هو ما يعنيني هنا، فإنه يبقى عائقا أمام التطور طالما بقي نظرية سطحية لا تستخدم المنطق الفلسفي للوصول إلى الحقيقة، فالملاحظ ،التاريخ هو حقل مفيد في هذا المضمار، أنّ أكثر المجتمعات تسامحا هي ألصقها بالفلسفة و المنطق و حق الفرد في البحث عن الحقيقة و المعرفة.
الممْلكة العربيّة السّعوديّة هو نموذج حي للمجتمع القائم على الكراهية و اضطهاد الغير على أُسس عقائديّة و مذهبيّة لأنّ كل الفكر الدِّيني ـ هذا إذا سمّيناه كذلك ـ قائم على محاربة الفلسفة و التّصوف أو أي منطق عقلي آخر يُريد تفسير الوجود خارج النظريّة الرّسْميّة، لأنّ المنطق و العقل و الفلسفة يسببان الصُّداع لآل سعود و ملاليه الّذين يُتقنون ذبح البشر و تقطيع أوْصالهم إربا إرباً.
إذنْ، يتوجّب علينا كعراقيين أن نتحاشى تكرار أخطاء الآخرين في خلق المقدَّسات المُزيفة ـ كُلُّ مُقدَّسٍ يقف عائقا في طريق الحُرّيّة هو مُزيَّف ـ و أن نجعل كرامة الفرد و حُرِّيَّته من أقدس المقدَّسات على الأرض و أن نحمي حقوق الفرد و نجعلها من الأهمية فوق سيادة الأوطان و استقلال الأرض التي هي بلا معنى ما لم تقترن بكرامة المواطن "الفرد" باعتباره صاحب حصّة أو يمتلك حقا في هذا الوطن و ثرواته، عندها فقط نقضي على تلك النظريّة الكاذبة الّتي كان يطرحها البعث الطائفي العنصري على أنَّ هناك "عراقيين أُصَلاء"!! و آخرين من درجات و تبعيات مزعومة.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.
- حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين
- قُل يا أيُّها المسلمون .. لا أعبد ما تعبدون!
- عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.
- نقد العقل المسلم ح 33 و الأخيرة
- نقد العقل المسلم ح 32
- نقد العقل المسلم ح 31
- نقد العقل المسلم ح 30
- نقد العقل المسلم ح 29
- نقد العقل المسلم ح 28 الفرد و الدّولة
- نقد العقل المسلم ح 27
- نقد العقل المسلم ح 26
- نقد العقل المسلم ح 25
- نقد العقل المسلم ح 24
- نقد العقل المسلم ح 23
- نقد العقل المسلم ح 22
- نقد العقل المسلم الحلقة الحادية و العشرون
- نقد العقل المسلم الحلقة العشرون
- نقد العقل المسلم الحلقة التاسعة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثامنة عشرة


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان