أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الفيتوري - أفيون الإيمان














المزيد.....

أفيون الإيمان


أحمد الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


• أعتقد أن مناقشة المؤمنين في معتقداتهم من قبيل الحرث في البحر فالإيمان لا يستلزم الحوار بقدر ما هو خلاصة للإشراق واللا برهان.
المؤمن طوع وجدانه لا عقله وهذه بداهة أولي ، و لا حرج علي مؤمن أو كما يقال، وبين المؤمن والعاشق قاب قوس أو أدني ، ولهذا فالجماعة بطبعها مؤمنة، فلا إجماع دون تسليم ومن يوكل نفسه لجماعة يسلم هذه النفس منذ البوادي البشرية وحتى الساعة .
هكذا من أسس الإيمان التسليم؛ الذي من أسسه التوكيل أي أن النفس موكولة لغيرها ، ولهذا فالإيمان قيمة مطلقة لا تحتمل النسبية ولا التفرد و لا الذات، كأن المؤمن لا ذات له لأن ذاته مسلوبة بحكم التسليم هذا .
والإيمان كالأفق لا حد له، والمؤمن يسبح في أفقه دون حدود، لذا يتشابه المؤمنون وأن فرقهم ما يؤمنون به ؛ حيث للإيمان أوجه لوجه واحد عادة ما يتخفى هذا الوجه وراء هذه الأوجه ، فالمؤمن في خلاف ظاهر مع مثيله المؤمن بغير ما يؤمن به هو.
كأن المؤمن لا أحد ولكن الأحد لكل ما يخالفه في إيمانه؛ وكأن الإيمان مصادرة علي المطلوب.
لهذا المؤمن اكتفاء وانغلاق مستلزم ، فالإيمان كافيه والإيمان بيته المفتوح علي الداخل.
والمؤمن يقصيه إيمانه عن غيره؛ فكأن لا آخر لمؤمن، ومنطق المؤمن أعجم يلهج بما فيه لنفسه ولمثيلها الذي ليس بآخر، ومن شروط الإيمان العجمة أي نفي التفكير وإن كان ثمة درجة من درجات التفكر فهنا بمعنى التذكر، لأن عدو المؤمن النسيان، لذا قيل في موروث العربية الإنسان من النسيان،ومن هذا واجب المؤمن مكافحة نفسه أي إنسانيته القاصرة بطبعها ، فالمؤمن مجبول في هذه علي التوحد من ذا تتحول الجماعة إلي واحد مجبول علي نكران ذاته أو كما يقال .
من الإيمان أي التوحد ثمة مصطلحات هي مترادفات الواحد الذي لا مثيل له .
وكل إيمان طقسي بالضرورة أيقونته التكرار، ولغته الشعار وأي انزياح في مفردات هذه اللغة تحريف.
وتوسم لغة المؤمن بالبيان أي الوضوح ، لأن كل غموض نكران لا يستسيغه أي إيمان. حتى وإن كانت لغة المؤمن بطبيعتها مغلقة فإنها مغلقة علي غير المؤمن ، وهكذا كأنها سر المؤمن فإن لم يفك رموزها الغير فذلك لا محالة شهادة بكفره أي جحوده وبذا هو ليس من ملة المؤمنين.
برهان كل مؤمن علي صدقية إيمانه هذا الجحود، وفي هذا فقط يمكن البرهان لأن العقل عقال المؤمن يعقله عن سفاهة الغير الجاحد بالطبع .
من هنا كل آخر متهم بالطبع ومدان لأنه جاحد . فغير المؤمن يستلزم الإقصاء وغير المؤمن في الزمان يستلزم النفي من المكان ، فكأن وجود المؤمنين من عدم وجود غيرهم .
فإن لم تكن علي اعتقادي فأنت غير مؤمن؛ الذي هو فاوست بائع نفسه للشيطان ، لأن غير المؤمن بمعتقدي تاجر لا إيمان له ديدنه الغيرية، وهو ليس منا وكل من ليس منا ليس من الحق، وكل من ليس علي حق باع نفسه أو أنه يبيعها في السوق بمقابل بخس، من هنا من الحق إرجاعه عن تخبله وريبته إلي الحق البين أو نفيه بالحق من الوجود .
غير المؤمن سفيه بالضرورة، وسالب للحق الأول الطاعة ولأنه غير مطيع وجب تطويعه قصرا .
هكذا المؤمن محارب في جيش الحق وغيره من جيش الباطل لذا وجب مقاتلة الغير ( الآخر ).
فإن كان الغير كان من آهل الحق ورجع عنه - في اصطلاح مماثل محرف – وجب بتره كالجسد الذي يصاب عضو فيه بالغرغرينا، الاستئصال درجة في الإقصاء.
كل مغايرة سابقة تقصا وكل مغايرة لاحقة تستأصل، فالمغايرة اللاحقة تزيد من قوة غير المؤمنين ، وزيادة كهذه نقصان لروح الإيمان وما يطال الروح غدر ؛ وهذا الغادر اقتلع روح مؤمن.
والتحريف عند المحرفين اصطلاحا عودة الوعي، فأي وعي شقي هذا الذي يجعل المؤمن يرتد عن جادة الحق.
هكذا الإيمان هذا دوغما غطائها نكران وجليها السلب ، سلب روح المؤمن بنفيه لذاته وتحويله إلي أعجم من قطيع، الذي هو قصور وضعف يتجلي في نكران الآخر أي آخر . والمؤمن – كهذا – لا يفسح الطريق ويغلق كل الممكنات ويصادر العقل الفاعل – الناقد؛ فكل معقول يستبطن اللامعقولة، العقل شكاك وجب حبسه ومدعاة للريبة وجب اخصائه.



#أحمد_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وجد أخذ .. النفط×البترول
- السوسي
- .. وليس لي .. ما ليس لي..
- عاشور الطويبى شعرية الصمت والسكون !
- • رجب الماجري:الشعر أن يبوح المرء بنفسه .
- فرج العربي : الحداثة الشعرية التي تطاردها الأشباح !
- أطالب بحق إصدار صحيفة خاصة ومستقلة
- • يوميات
- • درنة غرام لا يمكن اعتزاله!
- ليال بورتا بينيتو
- بيتزا أحمد الفيتوري
- أنت كذبي
- جيل 57 بدايات الواقعية الليبية
- آنا حبيبتي
- احذروا غات !
- محاكمة صدام الأسد
- جبران تويني أو مديح النهار.
- جمعيات ليبية لحقوق الإنسان ؟
- مرثية الزوال - أخر ما تبقي من شيء أصيل في الصحراء
- القفص الزجاجي


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الفيتوري - أفيون الإيمان