أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - سنان أحمد حقّي - قضايا المرأة والمزايدات السياسيّة!















المزيد.....

قضايا المرأة والمزايدات السياسيّة!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:33
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


ليس منّا من لا يقرّ قسوة الظروف السياسيّة والاجتماعية التي تمرّ بها المرأة العراقيّة والمرأة في المنطقة العربيّة بل وفي الشرق عموما
وقد قدّمت المرأة على مذبح تحريرها ورفع الظلم والحيف عنها سيلا من التضحيات التي لولا أخيها الرجل ومؤازرته المخلصة لما كان من الممكن أن تحرز ولو قدرا ضئيلا من المكاسب على مدى أكثر من قرن من الزمان
وللأسف ؛ فإن المرأة مازالت تئن تحت وطأة نفس الظروف بل وزاد عليها المجتمع جانبا ثقيلا جديدا يتمثّل في تجاوز واقع وحقيقة حجم تأثيرها الاجتماعي والسياسي فهي لم تبلغ بعد مرحلةً من الوعي والخبرة والممارسة السياسية لكي تستطيع أن تتبوّأ كثيرا من المواقع الاجتماعية والسياسيّة ويتحتّم عليها وبمؤازرة أخيها الرجل أن تقتحم الميدان الجماهيري ليس النسوي وحسب بل مجموع الساحة الجماهيريّة برجالها ونسائها وأن تثبت جدارتها في مختلف الميادين دون أن تمسّ أنوثتها أو خصائصها العامّة وليس إنجازا أن نختار بين الحين والآخر نسوة لنملأ بعض الشواغر فقد رأينا كيف برزت بعض( شبه الجاهلات) عندما كان الأمر يتطلب مشاركة مجرّد امرأةً وحسب
كما أن على المرأة التي تريد أن تُشارك أخيها الرجل صناعة المستقبل وبناء الحياة العامّة الملائمة أن تتمتع بثقافة مناسبة وأن تكون مؤمنة بأن عليها أن تتجاوز التخلف وواقع الجهل وحياة القرون الوسطى لا أن تكون مجرد ببغاء تردد ما يلقنها من كان سببا في اختيارها للشواغر العامّة..
لقد رأينا كثيرا من النسوة ممن كنّ وبالا على قضايا المرأةِ المشروعة وكنّ يُحاولن عبر وجودهنّ وأد مطالب المرأة ومقاومتها بدعاوى وأسباب مختلفة
كما أن على الأوساط السياسيّة أن لا يزايدوا على هذه القضايا بل أن يكونوا واقعيين وموضوعيين..إن إخراج نسب وأعداد محددة من النساء للبرلمان أو الهيئات السياسيّة في حين تكون معه المرأة أو عموم النساء يعشن في واقع تغلب عليه الأميّة والجهل وتتصاعد فيه نسب القابعات في المطابخ يوما بعد يوم هو أمر يعمم الظلم والتخلف وليس المهم أن يكون عدد النساء كبيرا في البرلمان أو الهيئات الاجتماعية والسياسيّة بل المهم كم هو عدد المؤمنين بقضايا المرأة ! إن وجود عدد من الرجال ممن يحترم ويُدافع عن المرأة أفضل كثيرا من عدد كبير من النساء ممن يُدافعن عن واقع المرأة المزري ويبررن المظالم المختلفة
علينا أن نكفّ عن المزايدات وأن نبصّر المرأة بواقع حالها المتخلف والذي لا يزيد تخلفا كثيرا عن واقع مجتمعنا كلّه.وعلى المرأة أن ترفع من مستواها الثقافي وأن تولي التثقيف الذاتي أهميّةً أكبر وأن تقتحم ميادين إضافيّة وأن تحظى بدعم ومشاركة أكبر من أخيها الرجل وأن تزيد من مساهماتها الاجتماعية والسياسيّة والإداريّة ولا سيما الجماهيريّة والشعبيّة منها
إن الركون إلى الإعلام في شرح أهمية تمتع المرأة بمواقع أوسع في الحياة لا يؤدي إلاّ إلى استثمار الواقع المتخلف من أجل تسلّق فئة قليلة من المتعلمات والخريجات بعيدا عن حلّ معضلات الواقع المرير لأوسع مساحة من نسائنا الفضليات
علينا أن نعي أن قضايا تحرير المرأة وإطلاق مشاركاتها الاجتماعية لا تعني مطلقا التحرر من العفاف والرفعة والسلوك القويم بل هو الابتعاد كليا عن كل ما يثلم ويُسيء إلى عدالة قضاياها
إن على المرأة وأخيها الرجل أن يُناضلا سويّا من أجل إزالة مظاهر التعبئة الطائفيّة والمذهبيّة والدينيّة وأن يتحررن من كل مظهر يُعيق مشاركتهن الواسعة بما لا يمسّ عفافهنّ ومطالبة مراكز البحث والاجتهاد الديني أن يجددوا ويجتهدوا فإن العبوديّة مثلا لم يعد لها وجود في العالم هذا اليوم رغم وجود نصوص تفصيليّة في الشريعة الإسلاميّة فهل يتحتّم علينا العودة إلى العبوديّة؟ وذلك هو نفس الحال بالنسبة للأصنام ! فهي أمور لم تعد موجودة في الحياة ولم نعد نرى من يعبد الأصنام فهل يجب أن نعود إلى عهد الأصنام لكي نتعامل معها بنفس التشريعات؟ إن الحجاب والملابس تغيّرت أحوالها وأشكالها ولم يعد موجودا ذلك الإغراء الذي تؤججه خصلة شعر امرأة أو جانبا من ردائها فهي تعمل إلى جانب أخيها الرجل ولو كان العفاف مستقرّ في النفس والسلوك لما عدنا بحاجة إلى العودة إلى أحكام الحجاب كما استغنينا قبله عن الأصنام وعن العبوديّة
والشاعر يقول:
ليس العفاف بمئزرٍ _______ إعلم! ولو ردّيتَ بُردا
أن الحياة تُملي علينا أن نتغيّر ونواكب مستلزمات التطور وعلى رجال الدين والشريعة أن يجتهدوا وهناك ملايين الأسئلة التي لم يعد من اليسير الوصول إلى جوابٍ شافٍ لها فبعد أن نزل الإنسان على القمر فكيف تكون صلاة من هو على سطح القمر؟ وما هي أوقاتها ؟
وكيف يكون الصوم؟
وإذا أخذنا بالقياس بالنسبة لمن هم في مكّة المكرّمة مثلا فلماذا لم نأخذ به بالنسبة لمن هم في المناطق القطبيّة حيث قد يطول النهار كثيرا ومع البرد الشديد لا يستطيع العبد أن يطاول الجوع كل تلك الساعات؟
وهناك كثيرٌ مما يستدعي رجال الشريعة أن يُضاعفوا جهودهم للإجابة بما يُقنع الناس بعد أن وطأت قدم الإنسان سطح القمر الذي كانت له كل تلك الأهميّة في مواقيت الصوم والصلاة
إن المراة يجب أن تحظى بحقها كاملا في بناء الحياة العامّة ولكن بجدارة وأهليّة كاملة وبمشاركة واسعة ،كل ذلك عن طريق إقناع أخواتها أولاً بقيادتها وجدارتها وليس على حساب قضايا أخواتها الأخريات
لا يجب أن نزايد على قضايا المرأة.ذلك من أجل أن تظهر طاقات المرأة الحقيقية الخلاّقة وهي طاقات ليس لها حدود كما برهنت على ذلك المرأة العراقيّة مرارا عبر نضالها الطويل
ولا يغيب عن البال أن نؤكّد على أهميّة العمل في منظمات المجتمع المدني لأنه الميدان الذي يتحتم أن تصقل فيه مواهبها التنظيميّة والشعبيّة لكي تلج ميادين السياسة والمجتمع والدولة وهي تقف على أرض راسخة
لقد قدّم النسوة العراقيات مثالا عاليا في الدخول إلى ميادين العلم والإدارة والثقافة فمنذ عهد بعيد أصبح في بلادنا الطبيبات والأستاذات والفنانات والسياسيات والوزيرات والقاضيات وسواهنّ كثير ولهذا فإنهنّ قادرات تماما على انتزاع فرصتهنّ في الحياة دون الحاجة إلى المزايدات السياسيّة الرخيصة والتي لا تبتغي سوى استمالتهنّ لهذه الجهة أو تلك وبما لا تؤهّلهنّ له المرحلة التاريخيّة
كما لا يفوتني أن أحذّر من إثارة قضايا المرأة على حساب الرجل لأن في ذلك خسارة عظيمة لمُساند وظهيرٍ قويّ لا بدّ منه لإنجاز قضايا تحرير المرأة



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنطازيا على فنطازيا
- الحرف التاسع والعشرون!
- رحلةٌ من محطّة قطار المعقل!
- مدنيّون!..وماذا بعد؟
- رِفقاً بِلُغَة السَّماء!
- الفاشوش والقراقوش!
- المرحلة الراهنة..والمهام الوطنيّة.
- إنها رسالة..!
- أخوة يوسف!
- صدفات البحر..لآلي لُغتنا
- فنطازيا ..المنافقون
- مساواة( للكشر)!
- النخل الغيباني
- فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!
- فنطازيا نحيب الكيتار
- عودة إلى سد الموصل
- فنطازيا ..تعاويذ ألكترونيّة
- ذكريات وأسرار من المستقبل
- فنطازيا قاري مقام
- فنطازيا التنمية الإنفجاريّة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - سنان أحمد حقّي - قضايا المرأة والمزايدات السياسيّة!