أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لن نتسول حقوقنا يا رئيس الوزراء!














المزيد.....

لن نتسول حقوقنا يا رئيس الوزراء!


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تعلم الجيل الذي أنتمي إليه أن كل شيء في مصر محظور وأنه لا حقوق لنا على الإطلاق إلا ما يسمح به من في موقع السلطة أو القوة. كما تعلمنا أيضا بالتجربة أن كل شيء مباح إذا كنت تستطيع بأي وسيلة من الوسائل إقناع من هم في موقع السلطة أو القوة بما تريد بالأسلوب الذي يفضلونه هم، سواء بالرشوة (نقدية أو عينية) أو بالتوسل والاستضعاف أو التخويف بعلاقة خاصة مع سلطة أعلى– ولكن لا يمكن عن طريق الحق أو القانون.

هذا ما تربى عليه جيلنا، وتعلمه جيدا خصوصا من كان يسكن منا في الأحياء الفقيرة التي تسميها السلطة عشوائية لتبرير كل أشكال الاعتداء عليها – حتى هدم المنازل والتشريد. فقد عرفنا ضابط الشرطة الذي يستقل عربة خاصة بالاستحواذ عنوة على إحدى سيارات الميكروباص وسائقها ليهبط هو وجنوده ومخبروه على إحدى المقاهي المنزوية ويبدأ في لعن وسب الجالسين بأقذع الألفاظ بعد أن يفلت من يفلت عن طريق الجري ثم ينتقي بشكل عشوائي أيضا مجموعة من الشباب يصطحبهم إلى قسم الشرطة حيث لا حقوق ولا قانون إلا إرادة من بيدهم الأمر والنهي ويستطيعون فرض ما يريدون.

تعلمنا أيضا أن القانون وضع لخدمة الأقوياء، وأن السلطة والثروة لا تعجز عن تطويع القانون لخدمة أغراضها حتى أصبحت مصر فعلا بلا قانون – رغم كثرة القوانين وتعددها – بسبب تعدد مراكز القوة والثراء التي ترغب في تمرير مصالحها مهما كانت الوسيلة، وتفاقم الأزمات واتساع رقعة الحرمان بما ينشأ عن ذلك من حاجة السلطة إلى تجاوز القانون لردع من يطالبون بحقوقهم ويجهرون بمظالمهم.

تذكرت كل ذلك عندما قرأت تصريحات للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء نشرتها يوم الخميس الماضي جريدة المصري اليوم أكد فيها أن الإضراب محظور على موظفي الحكومة خاصة الأطباء وأن التسامح مع موظفي الضرائب العقارية كان استثناء، وأن صاحب الحق يستطيع أن يأخذه عبر قنوات التعبير القانونية. ذلك مع أن رئيس الوزراء ربما يعلم أن حظر الإضراب على موظفي الحكومة معناه العملي إغلاق واحدة من أهم قنوات التعبير التي أقرتها جميع القوانين في العالم وأحكام القضاء المصري، ولا يستثنى من ذلك موظفو الحكومة ولا الأطباء ولا غيرهم.

كما أن "استثناء" إضراب موظفي الضرائب العقارية لم يكن نتيجة لإدراك الحكومة أخيرا بوقوع الظلم عليهم كما قال الدكتور نظيف، وإلا لماذا لا تستثني الحكومة إضرابات كل من يثبت وقوع الظلم عليهم ومن بينهم الأطباء؟ ولماذا لم تستثن في الماضي إضرابات كفر الدوار في 1995 وجناكليس وغيرها كثير مع إدراكها بوقوع الظلم عليهم؟ ومن قال إن الحكومة مستعدة لرفع الظلم عن المظلومين ومعاقبة من ظلموهم؟

الناس لا تلجأ للإضراب والتظاهر رغبة منها في ممارسة تلك الشعائر "الجميلة"، ولا رغبة في التشفي بلي ذراع الحكومة على الاستجابة لمطالبهم. وإنما يلجأون إلى ذلك بعد أن جربوا جميع أشكال الاحتجاج القانوني الأخرى والتوسل والاستعطاف بل وتسول حقوقهم من كل من هب ودب. وبعد أن سدت كل الأبواب أمامهم (وأبواب المسئولين لدينا موصدة بإحكام) يلجأون إلى وسيلة الإضراب والتظاهر للمطالبة بحقوقهم والإعلان عن سخطهم وغضبهم. ورغم قيام الحكومة بحظر الإضراب أو التظاهر، يضرب الناس ويتظاهرون مؤكدين حقهم في الإضراب وحقهم في التظاهر، وهذا هو ما يحدث الآن وسيحدث في المستقبل حتى وإن رفض ذلك رئيس الوزراء.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟
- أبطال المعارك الوهمية
- الشرعية والقانون
- كاليجولا يحاصر الهواء
- حكومة رجال الأعمال لن تحمي مصر من استيراد التضخم
- مجلس الدكتور سرور
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لن نتسول حقوقنا يا رئيس الوزراء!