أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟














المزيد.....

قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 10:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لابد أولا أن نعترف أن نقابة الصحفيين المصريين ليست نقابة بالمعنى المتعارف عليه للنقابات كمنظمات أهلية ينتظم فيها طوعا العاملون بمهنة معينة للدفاع عن مصالحهم وتنظيم أشكال التضامن بينهم لحماية حقوقهم في مواجهة الإدارة، لأن الواقع يؤكد أن الانضمام لنقابة الصحفيين إلزامي لمن يعمل بمهنة الصحافة وإلا تعرض للحبس بتهمة انتحال صفة، كما يؤكد أن رؤساء تحرير الصحف أعضاء في نقابة الصحفيين وغالبا ما يكون منصب النقيب حكرا عليهم.

هذه السمات ترمي بها أكثر في اتجاه أن تكون جهة إدارية، مهمتها إصدار تراخيص مزاولة المهنة وتحديد من الذي يحق له الادعاء بأنه يمتهن الصحافة ومن لا يحق له هذا. غير أنها ليست كذلك تماما، لأن عددا كبيرا من أعضائها لا يعملون بمهنة الصحافة كما أن عددا كبيرا ممن يعملون فعلا بمهنة الصحافة لا يحملون بطاقات العضوية فيها، وهذا باعتراف أعضاء النقابة ومجلس إدارتها. كما تقدم النقابة لأعضائها جملة من المزايا والخدمات التي لا تقدم عادة من قبل الجهات الإدارية.

ربما يدفعنا ذلك إلى الاعتقاد بأن النقابة ليست إلا مؤسسة خدمية توفر شبكة ضمان اجتماعي – في صورة معاشات وبدلات وبرامج علاجية وغير ذلك. لكن هذا الاعتقاد يصطدم مع واقع أنها تدعي كونها التنظيم النقابي الوحيد الذي يمثل الصحفيين، وتحارب تشكيل أي تنظيم نقابي بديل، ويشكل الصحفيون فعلا أغلب عضويتها وينتخبون مجلس إدارتها بصورة دورية، كما أنها تتدخل في قضايا الصحافة والصحفيين بما يتجاوز الحدود الخاصة بالمفهوم الخدمي وإن لم يكن بفاعلية تستحق الذكر.

وحقيقة الأمر أن نقابة الصحفيين المصريين ليست هذه ولا تلك ولا الثالثة، وإنما هجين من الأشكال الثلاثة، الأمر الذي يعد واحدا من أسباب فشلها في جميع تلك المجالات بدرجات متفاوتة. فقد فشلت النقابة في عملها كجهة إدارية لأنها لم تستطع، وربما لا تستطيع، منع غير المقيدين بها من مزاولة المهنة، ولم تستطع أن تضمن نقاء جداولها ممن لا يعملون بمهنة الصحافة ويحملون بطاقات العضوية.

وفشلت أيضا كنقابة لأنها لم تستطع تنظيم إضراب واحد عن العمل ولو في مؤسسة واحدة ضد قوانين الحبس في قضايا النشر ولا ضد إغلاق الصحف إداريا وتشريد الصحفيين ولا من أجل زيادة رواتبهم ولا ضد تعسف أي إدارة في مواجهة الصحفيين. علاوة على أنها لا تستطيع أن تدعي أنها تمثل أجراء المهنة في مواجهة أصحاب العمل، لأن ممثلي أصحاب العمل – أي رؤساء التحرير – أعضاء فيها وغالبا ما يكونون في مراكز اتخاذ القرار فيها. أضف إلى ذلك أن أي نقابة تسعى إلى تعظيم عضويتها حتى تزداد قوتها ومواردها، ليس فقط الموارد المالية وإنما أيضا الموارد البشرية من ناشطين نقابيين وقيادات عضوية فاعلة، وهذا هو الركن الأساسي وحجر الزاوية في قوة أي نقابة وفي فاعلية واستمرارية النشاط النقابي الحقيقي. بل إن تعظيم الموارد البشرية ينبغي أن يكون الأساس في تنمية الموارد المالية وزيادة قدرة النقابة على تنظيم الأشكال التضامنية بين أعضائها وتوفير الخدمات الأساسية لهم عند الحاجة. ولكننا نجد في نقابة الصحفيين المصريين ظاهرة غريبة على العمل النقابي، حيث ترفض انضمام الصحفيين وترفض تعظيم مواردها البشرية جزئيا بسبب تعارض ذلك مع كفاية مواردها المالية لتغطية الخدمات وشبكة الضمان الاجتماعي. ولعل ما قاله الأستاذ سعد هجرس خلال الندوة التي عقدت بالنقابة يوم الاثنين الماضي بأن كل صحفي جديد يكلف النقابة ألف جنيه بمجرد انضمامه إليها يكفي دليلا على هذا التعارض وذلك الخوف من انضمام أعضاء جدد.

ومع ذلك فقد فشلت النقابة أيضا في دور المؤسسة الخدمية وشبكة الضمان الاجتماعي، لأن الموارد المالية التي تمكنها من لعب هذا الدور، على الأقل فيما يتعلق "بالبدل" عبارة عن منح مشروطة بانتخاب شخص معين لمنصب النقيب بما يعد تشويها للعملية الانتخابية وللنقابة وللصحفيين أنفسهم الذين لم يعودوا يعتبرونها نقابة بقدر ما ينظرون إليها كمؤسسة رعاية اجتماعية تمنحهم إعانة شهرية تعينهم على أعباء الحياة وتعوض لهم ضعف رواتبهم وفي نفس الوقت تجنبهم وتتجنب معهم أي مواجهة مع إدارات الصحف لزيادة الرواتب.

هذه التشوهات نفسها ألقت بظلها القاتم على مجلس النقابة المنتخب وعلى النشاط النقابي. ففي نقابة يزيد عدد أعضائها على خمسة آلاف عضو يصعب أن تجد خمسين منهم ينشطون في إحدى لجانها الهامة، مثل لجنة الحريات، في ظرف تتعرض فيه حرية الصحافة وحرية الإعلام عموما لهجوم شديد. وفي الأوقات العادية عندما تذهب إلى مبنى النقابة ستجد عدد الموظفين داخله أكبر بكثير من عدد الأعضاء.

أعضاء المجلس أنفسهم أصبحوا يتحركون بعقلية مزدوجة تتأرجح بين عقلية القيادة النقابية وبين عقلية الموظف البيروقراطي في مؤسسة خدمية أو هيئة إدارية. دليل ذلك أن الأستاذ عبد المحسن سلامة يقول أنه مع ضم الصحفيين غير المقيدين إلى عضوية النقابة لكن اللوائح هي التي تقيده، ناسيا أو متناسيا أن من يضع اللوائح أو يلغيها هو القيادي النقابي نفسه وفقا لاستراتيجية وبرامج محددة ينبغي أن يكون هدفها تنمية قدرات النقابة على أداء واجباتها وأن تسترشد بمبادئ وأسس العمل النقابي التي تقوم على وحدة العاملين بالمهنة وتعظيم قدرتهم على الدفاع عن مصالحهم وعن المهنة نفسها.

إن المأزق الذي وضعنا فيه مجلس نقابة الصحفيين يمكن أن نلخصه في غياب القيادة النقابية وتراجع الدور النقابي لأعضاء المجلس لصالح دور الموظف البيروقراطي سواء في مؤسسة خدمية أو في هيئة إدارية، ولكن ليس في نقابة مهنية خبا دورها وتراجع إلى حدود تشبه إدارة صندوق المعاشات أو جميعة دفن الموتى.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبطال المعارك الوهمية
- الشرعية والقانون
- كاليجولا يحاصر الهواء
- حكومة رجال الأعمال لن تحمي مصر من استيراد التضخم
- مجلس الدكتور سرور
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...
- كفاية – دجل الرؤية الذاتية للتغيير وجدل الواقع


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟