احتفالات العراقيين بيوم المراة العالمي في العام 2018

بهاء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:24
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

ارتقت احتفالات العراقيين الى ذروتها اليوم بمناسبة الثامن من اذار العيد العالمي للمراة بعد الاستعدادات الكبيرة التي استمرت طوال الاسبوع الماضي,فقد ارتدت العاصمة العراقية وكافة المدن والقصبات والقرى ابهى حللها اعتزازا باليوم العظيم لتيجان الارض العراقية نسائها المضحيات على مر العصور ,منتجات الحياة ومديماتها وحاملات الاسى والفرح على اكتافهن .
ابتدءت الاحتفالات باذاعة بيانات الرئاسات العراقية في القنوات الاعلامية ,اعقبتها برامج خاصة بهذا اليوم حيث انتقلت اغلب القنوات الفضائية العراقية الى مواقع الاحتفالات في المدن العراقية لتنقل مباشرة وعلى الهواء فعاليات العراقيين بهذه المناسبة,وكان مراسلو تلك القنوات ينتقلون من موقع الى اخر ليقدموا لقطات جميلة من اجواء البهجة والفرح الغالب على الوجوه السعيدة التي تتغنى
باجمل القصائد الشعرية والاغاني العراقية الجميلة وتزف باقات التهاني للمراة العراقية في عيدها المجيد,وكانت مراكز المحافظات قد اختارت اجمل ساحاتها لنصب شاشات كبيرة تجمعت امامها الاعداد الغفيرة من العوائل لتستمتع بمتابعة الانشطة الاحتفالية في عموم العراق وكانه تسابق للابداع في هذه المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين ففي المدن الكردستانية تحلقت الجماهير حول حلقات الدبكة الكردية الجميلة في اجواء ساحرة تتشابك فيها الايادي وتتراقص الارجل بايقاعات لاتنسى وبالوان زاهية من الازياء الكردية المميزة يتشارك فيها الاكراد والتركمان والكلدواشوريون والايزيديون مطلقين اجمل الالحان والايقاعات التي تنشر الفرح في قلوب المحتفلين ,وعندما تحولت الكاميرات الى الموصل كانت المجاميع المحتفلة تنشد اجمل الاغاني والرقصات في حدائق المدينة وغاباتها المعروفة باجوائها السياحية الساحرة , وفي المنطقة الغربية توافدت الجموع للساحات العامة وعلى ضفاف الفرات وهي تقدم اجمل اللوحات على صوت الناي الجميل بفرح يملئ القلوب ,وفي ديالى امتلئت الساحات وبساتين البرتقال بالجموع المحتفلة وكانت العديد من العوائل البغدادية قد اختارت تلك البساتين لروعتها في الاحتفال بهذا اليوم الجميل , وتكررت المشاهد من كركوك وصلاح الدين ومن اقضية ومدن صغيرة اخرى لتقدم صورة جماعية للبهجة العراقية .
اما في مدينتي النجف وكربلاء وباقي المدن التي تحتضن المراقد الدينية فقد فضل اهلها ان تنطلق احتفالاتهم من داخل تلك المراقد باتجاه مواقعها الاخرى حيث تجمع الالاف من المواطنين وهم يحملون الزهور في داخل مراقد الائمة في كل من النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وباقي المراقد في المدن الاخرى واستمعوا الى كلمات بالمناسبة تشيد بتضحيات المراة العراقية وتؤكد جدارتها واحقيتها في التكريم وفاءا لتاريخها المجيد ثم انطلقت الجموع لتنشر الفرح في اجواء المدن وسط الاهازيج والاغاني الجميلة ,وفي البصرة كانت الاحتفالات مستمرة الى ساعات متاخرة من الليل حيث استمرت القوارب البصرية المعروفة باسم العشاري وهي تحمل الجموع في شط العرب الساحر مطلقة اجمل الاغاني البصرية الرائعة مختتمة يوما باهرا من الاحتفالات التي توزعت على الساحات العامة والبساتين المزدانة بالنخيل العراقي الباسق الذي اهدى عنوانه الخالد الى المراة العراقية الاصيلة حين سمييت بنخلة العراق .
اما اجمل مانقلته كاميرات الفضائيات العراقية ضمن تجوالها في ارجاء العراق فقد كانت في مواقع الاهوار العراقية في محافظات البصرة والناصرية والعمارة وكذلك في مواقع من عمق الصحراء والبوادي العراقية في غرب وجنوب غرب العراق ومواقع اخرى في اعالي جبال كردستان حيث صورت نماذج من الحياة العراقية التي لم تصلها عيون الكاميرات في العهود السابقة الا في لقطات للقطعات العسكرية التي كانت تنفذ اوامر الفاشيست البعثيين في تدمير الحياة,وكانت لقطات لاتنسى حين قدمت بعضالناشطات في العمل النسوي باقات الورود والهدايا العينية للنساء العراقيات في تلك البقع النائية
من التراب العراقي .
وكانت رئيسة الوزراء قد افتتحت يوم امس قاعة اجتماعات جديدة في مجمع رئاسة الوزراء في بغداد
اطلق عليها قاعة الدكتورة نزيهه الدليمي تكريما لها بمناسبة الذكرى الستين لثورة تموز المجيدة التي تشرفت الراحلة لاستلام حقيبة وزارية في حكومتها مؤرخة لاول وزيرة عراقية وعربية في ذلك الحين , وقد اقترحت السيدة رئيسة الوزراء ان يعقد اجتماع مجلس الوزراء يوم امس لاول مرة في القاعة الجديدة احتفالا بعيد المراة وحضي اقتراحها بموافقة جميع الوزراء وسط اعتزاز كبير وفاءا لكل
الاسماء الوطنية الشريفة على امتداد تاريخ العراق.
وقد شارك نواب البرلمان العراقي كل في مدينته جموع العراقيين احتفالات اليوم التي شملت تكريم
امهات الشهداء والمبدعات العراقيات في مجالات العمل في كافة حقول الانتاج والفنانات الرائدات والمتفوقات من الطالبات في كافة مراحل التعليم ,اضافة الى مشاركتهم المسؤولين في مدنهم في
افتتاح مجموعه من رياض الاطفال ودور المسنيين والمراكز الثقافية وورش للاعمال اليدوية ومشاريع
عمرانية في المدن الصغيرة والقرى النائية ,وكانت الجامعات والمعاهد والمدارس العراقية قد احتفلت بهذا اليوم البهيج بتقديم الورود وتبادل التهاني بين الاساتذه والطلبة واقامة الندوات والمهرجانات الفنية التي غلب على اجوائها الفرح الغامر وسط استذكار لبطولات الشهداء من الطلبة الذين ضحوا بحياتهم في سبيل عراق جديد يوفر لابنائه الحياة الكريمة ,فقد اشعلت الشموع ورصت باقات الورد امام صور الشهداء في اماكن مخصصة لتكريمهم .
لقد كان الاسبوع الماضي حافلا بالانشطة الفنية المتنوعة فقد افتتحت العديد من معارض الفن التشكيلي في عدة مدن عراقية وقدمت العروض المسرحية الخاصة بالمناسبة على مسارح العاصمة
واغلب المحافظات العراقية وكانت خاتمة الانشطة الفنية حفلا مركزيا في بغداد نقل مباشرة على اغلب الفضائيات العراقية شارك فية نخبة رائعة من المطربين العراقيين قدموا اجمل ماصدحت به حناجرهم من اغان متنوعة بين الوطنية والعاطفية مستذكرين اجواء الحب والالفة والمحبة التي لا
تستطيع كل عصور الظلام المنحسرة ان تمنعها من افئدة وعقول ابناء العراق الطيبين.
ولاتفوتني في النهاية ان اشير الى اللقطات الرائعة التي شاهدتها لمجاميع من السائحين الاجانب
وهم يشاركون العراقيين احتفالاتهم في مدن كثيرة حيث تصادف وجودهم في هذا اليوم الجميل فكانت مجاميع من الشباب العراقي يقدمون الورود للنساء الاجنبيات للتهنئة بعيد المراة في داخل المدن وفي المواقع الاثرية التي تصادف وجودهم فيها كذلك في الفنادق والمطاعم العراقية التي ازدانت بابهى صور الاحتفال والبهجة ,اضافة لباقات الزهور التي كانت تقدم للقامين في كل المطارات العراقية تقديرا واحتراما من ابناء العراق لكل ضيوفهم الذي تصادف وصولهم مع احتفالات عيد المراة
خاصة وان كل فوج من الواصلين يذكر مجاميع من العراقيين بسنوات الغربة القاسية التي عاشوها بعيدا عن العراق ايام المحن التي مروا بها في العقود السابقة وعرفانا منهم بالجميل لابناء تلك الشعوب التي استضافتهم وقدمت لهم الامان والعيش الكريم والذين لازالت اعداد كبيرة من ابنائهم في تلك الدول يواصلون حياتهم وهم مستمرون جيل بعد اخر يبنون مستقبلهم وعينهم على العراق واهل العراق .
هكذا احتفل العراقيون بمناسبة الثامن من شباط يوم المراة العالمي لهذا العا2018 وسيكون لنا موعد جديد لاحتفالاتهم في العام القادم وهم يقدمون صورة مشرقة للعراق الجديد .

بهاء هادي
اكاديمي عراقي مقيم في اوربا

#بهاء_هادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات