أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم الخالدي - فلسفة الاصلاح الديني في النص شكلا وجوهرا















المزيد.....

فلسفة الاصلاح الديني في النص شكلا وجوهرا


هاشم الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بينا في المقال السابق النوازع الحركيه الثلاث التي تحدد السيروره الانسانيه فالنزعة الغريزيه وهي سلوكيه ذاتيه ماديه ناجمه عن صفات بايلوجيه متوارثه, ونزعة الادراك وعيا الخاضعه للتجديد الاكثر جدلا, ونزعة الادراك وحيا الغير خاضعه للجدل بشكليها الواقعي والوجودي المطلق, كما بينا دور وحي الوجودالمطلق كمنظومه قيم متعاليه خارجيه تعمل في قدرة الادراك وتنعكس في العقل والنفس الفردي والكلي في جدليتهما وفي تحجيم النزعه الغريزه والصراع بين النظام وبين فوضى الوعي والغريزه, وبينا مدى تاثير الادراك وعيا وانجازاته في اتساع افاق الغريزه وتحقيق الاصطفافات الطبقيه, ودور الغريزه من خلال سعي الانسان وانعكاس ذلك في علاقة الوعي بالواقع والتاثير المتابدل بين الوعي والعمل في تطور كل منهما وتحقيق الانجازات , والصراع بين القديم والجديد ثم انتقلنا الى ضرورة التعدديه لتحقيق الموازنه بين المسارات الثلاث, ووصلنا الى محاولة فهم نصوص الدين لاهميتها باعتبارها كلام منزل بالوحي بلسان وتعبير ثقافة الناس في الزمان والمكان حاملا جوهره, فالنص المنزل من الوحي يحمل في جوهره معنى لا يتناقض مع الحقيقه بسبب حقيقية الوحي, ولا يتنافى مع العقل والنفس السائده لكونه يعكس مستوى وعي تلك المرحله, الا ان شكل النص يتحدد بمستوى تطور مراحل المعرفه, والمقصود بالشكل ليس رسم الحروف والكلمات والعبارات وانما المستخدم من مفاهيم الظرف في تقريب المعنى المراد تبليغه والغايه و القصد, فالقدسيه هي للذكر او لجوهر النص وليس شكله {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ(6)لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(7)مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ(8)إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9).. سورة الحجر, وهذا لا يعني انكار او نفي او الغاء النص وانما تقدير الظرف الزماني والمكاني الذي صدر فيه النص, فلكل ظرف ادوات شرح وتفسير تتخذ من مفردات ومقولات ومفاهيم تراثه الثقافي, و عناصر تعليل للظواهر باستخدام اسباب مقنعه متداوله في العقل والنفس حينه وبطرق واساليب المعرفه الدارجه في البيان من امثله وقصص, ولكي نستخلص الجوهر ينبغي الغور في بلاغيته اللغويه التي تبتغيها دقه الاشاره فبدون ذلك يؤدي التقديس الشكلي الى القفز على حيّز الزمان والمكان , وبالتالي الشطط والزيغان وترويج مفاهيم تجاوزها الزمن كالاساطير والخرافات واشاعة التجهيل والتخلف ,فلغرض بلورة مفهوم فكري ذي ملامح واضحه وبينه ينبغي الترجمة والانتقال من معارف القديم الى المعاصر الجديد وهذه مهمة ليست سهله , فلا يمكن البرهنة على قدسيّة أي نص وانما القدسيه هي لجوهره من عناصر أساسيّة تُشكّل البلاغ الذي انبنى عليها النص, فتلك العناصر تحمل المعنى وهي لبنات أوليّة لطرح المفاهيم الكليّة والتي تشكّل كما ذكرنا هيكل البناء النظري,فهل يعقل ان ينطق النص في ذلك الزمان والمكان بدلالات ومقولات معارف عصرنا هذا ليلقيها على اناس يجهلونها من ذلك العصرم تنعكس في شكل النص مثلا عن الماده والذره والطاقه والموجات الكهرومغناطيسيه و ملايين المجرات والنجوم والكواكب و الجينات والحامض النووي والالكترون ...الخوهنا اخص بالذات النص القراني, شكل ومحتوى وهو في الحاتين فكري فالشكل هوسطح الفكره ولونه اي الظاهري والخارجي منه وغالبا ما يهدف الى التشويق بان يكون قريب من المتداول في الحكايات الشعبيه وبنفس الوقت معبرا عن المضمون الثابت على جميع العصور والازمان ,اما المضمون فهو معناها الباطن الداخلي الغائر في المحتوى أي ما يتضمنه من عبر وقيم ودلالات فالتعبير هو ابن زمانه ومكانه حتما اذ لا بد ان ياتي وفق مستوى تطور الناس انذاك, أن كل ماهو كائن في الوجود في اللحظة الحاضرة كان موجوداً يوم أن تم انبثاق الوجود في البداية وفي حقبة انبثاق النص فقد كانت موجودة ولكننا لم نكن نعرفها وهذا كل ما في الأمر,فالتعبير عن وجود الظواهر في كل عصر بشكل يختلف عن العصر الذي يخلفه هو من سنن الحياة التي يُعبّر عنها بالتغيير والتطور وبالتالي هو جزء من ديناميكيّة الوجود والوعي أيضا وليس في هذا جدال لذا فان استخلاص الجوهر من النص و طرح الشكليه جانبا فهي ادبيات وتفاسير موروثة نشأ عليها الاقدمون من أجيال عديدة مَزجت الأساطير والخرافات بالواقع لا تصلح لعصرنا هذا كالجن والشياطين....الخ,كما انها اصبحت موضوع للتخبط و للضياع وظهور اتجاهات تتشبث بالعلمانيه الغير مجديه ,فالمعرفه ظاهره تراكميه في الذاكره الجمعيه تمنح قدرة الادراك رصيدا عبر الممارسه, , فتقديس الشكل يذهب الى التسطيح فيبدو وكان غاية النص هو الخيال فينجم نتيجة عنه طغيان الفكر الاسطوري, ثم ان النص هنا في زمانه ومكانه مبرر باستخدام طريقة وادوات الناس وهي الاسطوره في حينه لكي يوصل المعنى المراد.....فلا ينبغي والحاله هذه تقديس شكل النص فالتفاسير القديمه نهجت عل ذلك ونحن اليوم نمتلك ادوات ومواد معرفه جديده تدحض الشكل القديم وادوات العصر القديم,ان النص اصلا لم يكن كلام الله العيني
بل هو قول الوحي او الرسول الالاهي جبريل, وليس قول الله فجبريل هو حامل للجوهر اوللذكر ومنزل له في ادراك النبي بلغته ولغة قومه كما انها نصوص بمفردات الفهم المستخدمه , والدلاله على ذلك كثير من ايات القران الكريم التي اقرت تلك الحقيقه ومنها الايات التاليه إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19)ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ(20)مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ(21)وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ(22)وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ(23)وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ(24) التكوير...................................................................... وايات السوره التاليه............. والنجم إذا هوى (1).ما ضلّ صاحبكم وما غوى (2).
وما ينطق عن الهوى (3).إن هو إلا وحي يوحى (4).
علّمه شديد القوى (5).ذو مرة فاستوى (6).وهو بالأفق الأعلى (7).ثم دنا فتدلى (8).فكان قاب قوسين أوأدنى(9).فأوحى إلى عبده ما أوحى (10)...سورة النجم





#هاشم_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول فلسفة الاصلاح الديني والعلمانيه
- كيف نفهم افكار محمد شحرور فلسفيا
- العلمانيه مدخلها سلطه تؤمن بها
- ملاحضات وتعقيبات حول قانون المساءله
- الفوضى ومصير السلطويه واحزاب القوميه الغربيه
- فشل القاعده من سياق فشل الامريكان
- هل المسؤليه مسؤولية الاحزاب الطائفيه والقوميه في عودة البعثي ...
- اجتياز التفاوت بين الغرب والشرق من الافق الاوسع
- المجتمع المدني من الافق الاوسع
- المقاومه والبناء والتنميه- المعادله الصعبه
- الاساس الفلسفي للتفاؤل
- اعادة تلخيص وثائق سوداء
- بين التقسيم وانتزاع الفرصه التاريخيه خللا اخلاقيا
- تطوير الماديه التاريخيه....او الصراع الطبقي والنماء والفضيله
- الصين بارقة امل تاريخيه ومثل يحتذى في واقعنا الراهن
- المصالحه ليست مستحيله
- الحلقه النوعيه الفريده في قدرة الادراك والايبيجينيتكس
- جدلية العمل _الوعي.....لا تقديس
- تعقيب على مقال السيد فؤاد النمري من ينقض ماركس
- رساله مستعجله الى السيد حسقيل قوجمان


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم الخالدي - فلسفة الاصلاح الديني في النص شكلا وجوهرا