أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - ليس بالماوس وحده يحيا الطفل















المزيد.....

ليس بالماوس وحده يحيا الطفل


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 07:30
المحور: الادب والفن
    


"حول الموقد"
مقابلة مع نادر أبو تامر:
الإعلامي وكاتب قصص الأطفال
ليس بالماوس وحده يحيا الطفل
حاوره : سيمون عيلوطي
إعلامي ومقدم برامج إذاعية ، لا تبتعد كثيرا عن مجال تعلقه وطبيعة حبه للكتابة بشكل خاص ، وعشقه للثقافة والفن عموما ، حيث أن البرامج الإذاعية التي يقدمها ، تحلق في أفق اهتمامه .. فتأتي ناضجة وعلى درجة عالية من الموضوعية والمهنية والجمال. والذي يستمع الى برامجه الثقافية ،يعرف ما أقول . وهو إلى جانب ذلك يعمل في الترجمة من اللغة العبرية ، إلى اللغة العربية ، وهناك رواية من ترجمته ستصدر قريبا . وهو بالإضافة إلى ما تقدم يكتب قصصا للأطفال ، وستصدر له قربيا عدة كتب ، هي :
"شجرة الأصدقاء ، نبوح ، المارد والأصدقاء ، ليلى الخضراء " . وكانت قد صدرت له في الأيام الأولى من شباط 2008 مجموعة من الكتب ، " ساعدني يا أبي ، أجنحة الملائكة ، وأصغر سائق في العالم، وجميعها صادرة عن دار الهدى في كفر قرع ، ومن خلال التنسيق - كما يقول - مع الفنانة التشكيلية ايرينا كركبي والفنان أيمن خطيب في رسم القصص، وفي السنتين الأخيرتين صدرت له سبعة كتب أخرى " سوار تبحث عن سنها، رقصة الخضار، القرية التي نسيت اسمها، كيف صار رامي يحب العتمة؟، جزيرة المطر، الشمس لا تزعل من أحد، ورامي لا يشبه أحدًا."
وأنا حين أعترف بإعجابي بهذا النشاط ، وبهذه المواهب اللآفتة .. فإنني أدعوه بكل حرارة الى جلسة حول موقدنا .. وتسجيل الحوار التالي معه .

**أستاذ نادر أبو تامر
كيف توفق بين عملك الإعلامي ، خاصة وانه في مجال الثقافة والفن ،ويحتاج إلى مخاطبة الكبار ، وبين مخاطبة الأطفال من خلال كتابتك القصة لهم ؟.


*أنا لا أسعى إلى التوفيق بين الاثنين فالكتابة للأطفال ولدت عندي تلقائيا وعلى حين غرة. فجأة. أصابتني رصاصة الكتابة في كبدي. ولا أدري من أي سلاح أطلقت.الكتابة للأطفال ولدت عندي بالصدفة ومن خلال تراكم التجربة عبر عيون أطفالي. من خلال أسئلتهم اللحوحة التي لا تعرف الكلل ولا الملل. إذا كان نزار قباني قد كتب "الرسم بالكلمات" فالأطفال، كلّ الأطفال "يصورون بالكلمات"، والصورة تختزل ألف كلمة. حين يسألك الطفل: "لماذا لا نزرع البيتزة؟"؛ "لماذا لا يسير البيت على قدمين؟"؛ "ماذا تأكل السيارة؟"؛ "لماذا لا تنمو الأشجار في بيتنا؟" فكل ما يتبقى هو أن تترجم هذه الأسئلة إلى أفكار وقصص. وهذا ما أفعله. كلّ ما أقوم به في مجال كتابة القصص للأطفال هو أن أكتبهم هم، على حقيقتهم، تمامًا كما هم، بدون رتوش. الفرق الوحيد في مخاطبة الصغار والكبار هو في مدى صعوبة الكلمات أو سهولتها، وفي مدى طول الجملة أو قصرها. أما فيما عدا ذلك فإنني أتمنى أن يفهمني الكبار أحيانًا كما يفهمني الصغار. الصغار يفهمونك أحيانًا من أول جملة. وبدون تكرار. وبدون إسهاب.


**هل تعتقد أنك في كتابتك للطفل ، تشكل امتدادا لحركة أدبية في هذا المجال على الصعيد المحلي خاصة ، أم تعتبر نفسك مجددا كما يراك البعض ، أم ماذا ؟. وهل هناك طفل معين يشغلك فتدخل إلى عالمه وتكتب له وعنه ؟ .. أم أن عالم الطفولة بشموليته ، هو الذي يشغلك؟


*لا أخفي عليك بأنني لم أقرأ من الأدب العالمي الخاص بالأطفال الكثير. كلّ ما قرأته هو ما كنت قد قرأته لأطفالي ليناموا في ساعات المساء. أنا شخصيا غير ناجح في تعاملي مع الأطفال بشكل عام. لأنني كنت الطفل في بيتي، فأنا أصغر إخوتي ولم أتعرف على من هم أصغر مني. كنت أصغر أفراد البيت ومن ثم انتقلت إلى الدراسة الجامعية طوال سنوات لم أتعرف خلالها على عالم الأطفال، إلى أن ولد أطفالي فرحت أشمهم كما تفعل القطة مع صغارها، وأتلمس أظافرهم الصغيرة والطرية، وأنصت إلى مساماتهم وأتحسس مشاعرهم بكل ما فيه من طراوة وطلاوة من خلال معايشة حقيقية. علاقتي بأطفالي شديدة الالتصاق. لا تحررني ولا تتركني. خصوصا في مجال الحوار معهم. أنا أتحدث معهم كثيرا. نتحدث على مائدة الطعام، وفي السيارة وفي الرحلات وأمام مسلسل "باب الحارة" أو "ستار أكاديمي" أو شتى الفيديو كليبات ونشرات الأخبار. نتحدث في كلّ شيء وعنه. أستمع إلى أقوالهم وكلامهم ووجهة نظرهم في محاولة للتعرف على كيانهم وطريقة تفكيرهم. وكل واحد منهم عبارة عن "خارطة طريق" كاملة خاصة به. فلا أدري إذا كنت امتدادا لأنني لا أعرف كلّ الأعمال المتراكمة في هذا السياق، بيد أنني ألاحظ أن عندنا نهضة ملموسة في هذا الموضوع. العدد الكبير للأعمال يدل على زخم متفاعل جميل ومشرق ولطيف. عالم الطفولة الرحب والكبير لا يشغلني كثيرا لكنني انتبهت أنني لا اذكر شيئا من طفولتي. أنا إنسان مصاب بفقدان الذاكرة بصورة تامة. لا أذكر إلا ملامح غائمة ومبهمة وهلامية وقد لا تكون لها معالم متكاملة. إنني احسد الناس الذين يتحلون بذاكرة تصويرية تمكنهم من تذكر التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة. ولا يوجد طفل معين يشغلني. لكنني مغرم بصدق الأطفال وبراءتهم وعفويتهم وأنانيتهم الحلوة والمفرطة وجاسوسيتهم وقدرتهم على التقلب والمزاجية وعدم التلون أو المداهنة والرياء وبعدهم عن الدبلوماسية والتمثيل والتظاهر والزيف، فابنتي تحفظ كلّ القصائد والأشعار والجمع والمفرد في الكلمات عن ظهر قلب، لكن إذا سألتها أنا لافتخر بها أمام الناس، فإنها سرعان ما تخذلني، وكأنها تقول لي: "هذا بيني وبينك فقط، فلماذا تخرق الاتفاقات الموقعة بيننا". قد لا أحب بعض هذه الصفات لدى الكبار. إلا أنها تعتصر مني ردود فعلي الملتهبة عندما تصدر عن الصغار.

**خلال فترة قصيرة نسبيا استطعت أن تنتج عددا لا بأس به من الكتب ، وكانت جميعها - كما أرى – جميلة ، بل واستقبلت من قبل جمهور القراء- الأطفال منهم والكبار- ، استقبالا حسنا ، ولكن : ألا توافقني بان ذلك يجعل الكاتب يكرر نفسه في كثير من الأحيان ؟ .. ماذا تقول : وكيف تفسر سر هذا التدفق ؟ .. وما هي الأجواء التي توحي إليك في كل ذلك ؟ .


*لا شك في أن هذا الأمر يتسبب في التكرار. لكن، تجربتي تختلف قليلا. أوّلا أنا لا أتردد في إرسال قصصي إلى عدد من أصدقائي بعد أن أعرضها على أولادي. ومن هؤلاء الأصدقاء مثقفون ومطلعون وعارفون وعالمون بالأمور وخباياها وآخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار. هذا أوّلا. وثانيا، لا ألوك الموضوع بنفس الرؤية. وثالثا، كلّ مرة اكتب على صعيد مغاير والقاسم المشترك هو مفاهيم الطفل ونفسيته ومشاعره. فمرة يكون الراوي خارجيا ومرة يكون الطفلة البطلة أو حتى الكلب البطل. وهذا بحد ذاته يعطيني ككاتب كلّ مرة طاقة متجددة ومساحة تختلف في الرؤية. ثم إنني أتناول الأمور بصورة مغايرة، فمرة تكون القصة واقعية، وفي أخرى يتكلم الولد مع الغيمة أو الشمس التي تقرع شباكه، ومرة يكون البطل هو ذلك الولد الذي يتنقل مع والده بالسيارة. قد أكون مباشرا أحيانًا في طرح الموضوع. وأنا أحاول قدر الإمكان ألا أكون واعظا ولا أسدي النصائح والتعليمات، لكن، جل من لا يسهو، والذين لا يخطئون هم فقط الذين لا يعملون. وأنا والحمد لله من الذين يخطئون.


**يلاحظ أن توجهك في الآونة الأخيرة أخذ يتجه نحو الكتابة للصغار والكبار ، وخاصة في الإصدار الجديد " أجنحة الملائكة " هل سبب ذلك يعود إلى المضمون الذي يختلف عما عرفناه في قصصك السابقة ، والذي تناولت من خلاله قضية حساسة -ألا وهي قضية الموت- سؤالي هو : هل هذا يشكل عند نادر أبو تامر منعطفا جديدا في الكتابة يريد أن يسير على هديه .. أم أن المضمون هو الذي فرض عليك هذا الأمر .. وهل هذه الطريقة الجديدة والمبتكرة في الكتابة أردتها للتجريب والمغامرة كما يفعل بعض الكتاب ، لترى بعد ذلك أين تستقر .. أم ماذا ؟.


*أشكرك أستاذ سيمون على هذا السؤال المربك والجميل. أنت، أنظر إلى المرآة وحاول أن ترى سيمون الصغير. ألم يكن الكبير صغيرا ذات يوم؟ حين أقول كلمتي للصغير فليس لأسليه فقط، مع أن هذه مسألة بالغة الأهمية، بل أحاول أن أنقل مشاعره وأفكاره وتصوراته للكبير. حين ينتقد أباه بسبب سياقته فهو يريد أن يغيرها؛ حين تستعين طفلة بأبيها ليساعدها عند تعرضها للعنف من أمها، فإنما أوجه كلامي للصغير ليحتج، وأوجه كلامي للكبير ليتوقف عن هذه التصرفات. الطفل كائن مرن للغاية، إلا أنه يولد بخصائص تميّزه، وكان همّي الأساسي أن أتجنب المواعظ، لأن الولد لا يحب "الوصايا العشر"، لا تلح عليه بل أمهله فسحة من الحرية ليتنفس كما يشاء.أعطه الفرصة ليحقق ذاته وليعبر عنها، اسمعه، أصغِ له، دعه يتكلم. لا تخنقه بمواعظك. وما وجدته هو أن الطفل شعلة من الذكاء، قوي الملاحظة، سريع البديهة، لا يمكنك إصدار التعليمات إليه بدون أن تكون أنت أول منفذ لها، إذا وجدك تؤمن بما تقول فسيعتنق هذه القناعات لأنك أنت أفضل مرآة له، من خلالك يرى ذاته. رغبت بتقديم الرؤية بكلمات بسيطة عفوية لا تتكلف ولا تضع الكثير من المكياج، أقنعت كلمات القصص بأن تخلع جميع الأقنعة وان تزور الأطفال بوجهها الطبيعي بدون أي رتوش أما بالنسبة للمنعطف، فلا أعتقد. فأنا أحاول أن أكون مثل جهاز رصد الأحاسيس أو زلازل نفس الصغير. ولا أعتقد بأن منعطفا يحدث عندي. أنا أراقب و"أسرق" الأفكار من أطفالي. وأنا أتعهد بأنني لن اكتب إلا إلى حين. سأتوقف عن الكتابة عندما تكبر أصغر أطفالي. أشكرهم اليوم لأنهم يشكلون "بنك الأفكار" بالنسبة لي.
أما بالنسبة لقصة "أجنحة الملائكة" فلا أعتقد أنها منعطف في كتابة القصص. لكننها كانت منعطفا في تفكيري وتدقيق في التفاصيل الصغيرة. أجنحة الملائكة أهم وأغنى وأقوى تجربة لي مع عالم الأطفال عندما رحل عن الدنيا ابن جاري وهو في عمر طفلي وكان أطفالي يعرفونه ويلعبون معه ومع أخته يوميا، فكيف اخبرهم الخبر الذي أخاف حتى أنا تصديقه... أجلتها وأجلتها إلى أن ولدت من رحم ذهني وقلبي رغما عني
حولها كتب د. بطرس دلة أنها "تختلف اختلافا كبيرا عن كلّ ما عرفته في تاريخ قصص الأطفال من الأعمال الأدبية التي تتناول موضوع الموت فهي تتحدث عن موضوع أصعب من أن يفهمه الصغار. تحكي القصة عن الطفلة الصغيرة شوشو والتي هي بنت تحب اللعب لكنها تصطدم بواقع أن رامي ابن جارهم لا يريد اللعب معها، فرامي يحب لعبة كرة القدم، أما شوشو فتحب اللعب بالدمى!! ولما توفي عفيف أخو شوشو لم يجد رامي له ندا يلعب معه كرة القدم. وحتى عندما حاولت شوشو أن تمرر له الكرة جاءت ضربتها ضعيفة، مما زاد من غضب رامي فرفض أن يلعب معها. إن الدخول في موضوع الموت ولو انه واقع يعيشه كلّ الناس إلا أن فيه صعوبة فائقة!! فجواب الأب لشوشو كان بأن اخاها عفيف قد مات وصعد إلى السماء لأنّ هناك ملاكا قد أتى إلى البيت ومنحه جناحين ليطير بهما إلى السماء. غير أن هذا الجواب لم يحل الأشكال الذي وضعت فيه الأخت شوشو. فالصغار ربما يصدقون كلّ كلمة نقولها لهم وحتى إذا كانت من باب التمويه والكذب الأبيض. ولما لم يكن للكاتب من مندوحة من الخوض في موضوع الموت المحير للكبار وللصغار على حدٍّ سواء فإن جواب الكاتب أبقى بطلة القصة حائرة في ساحة منزلها وهي تحدق في السماء باحثة عن أخيها الذي ربما يمر ما بين الغيوم وهو يرتدي أجنحة الملائكة". أجنحة الملائكة كانت زلزالا هزني وبركانا سحبني مع أنهار النار المتدفقة منه للبحث عن أفق جديد للأطفال في تعاملهم مع مسألة الموت. أوّل سؤال سألني إياه أطفالي كان: "كيف يمكن أن يموت الأطفال؟ الأطفال لا يموتون!! الكبار. الشيوخ فقط هم الذين يموتون، أليس كذلك؟".


**بخصوص اللغة: (أعرف أن الذي يقوم بتدقيقها هو أنت) ، ولكن ما هي في رأيك اللغة الأمثل لمخاطبة الطفل فنا وأدبا ، هل هي لغة الصحافة ؟.. أم المبسطة أكثر منها ،أي الأقرب إلى العامية ؟..ومن تجربتك: ما هو الأنسب للكتابة للطفل ، تقريب لغة الصحافة إلى العامية المحكية.. أم العكس .. وهل الكتابة للصغار والكبار مردها إلى لغة وسطية تكون مقنعة أكثر فتخرجنا من هذه الازدواجية .. كيف ترى ؟.



*لا أعتبرها ازدواجية. بل أرى أن اللغة العربية حباها الله بمجسات وقرون استشعار من فئة خاصة. لا استعمل لغة الصحافة، لكنني ألجأ إلى الشفافية والموضوعية والشمولية والى استشراف الآخر من خلال طرحي للرؤية القصصية. المهم في اللغة الصحفية أن تكون ميسرة وواضحة بدون تقطيع وتوصيل وبدون لف أو دوران. حاولت أن أطبق نفس الرسالة من الوضوح مع الأطفال. يريدون أن تضع النقاط على الحروف بدون إطالة أو إسهاب. وأصارحك أن العديد من القراء والطلاب والمدارس أشاروا إلى أنهم يقرأون القصص بدون حاجة لاستعمال القاموس والمعاجم لفهم معاني الكلمات. أريد أن تكون القصة مفهومة وسلسة ومتدفقة ومنسابة بكلماتها ومفرداتها أمام عيون الأطفال وأهاليهم. حاليا أنا أقوم بتدقيق كتبي لأنني أكثر من يفهم ما المقصود بهذه الكلمة أو تلك، ولماذا وضعت في بداية السطر وليس في نهايته. وبالإضافة إلى ذلك فانا متخصص باللغة العربية والترجمة بين اللغتين العبرية والعربية وأزاول هذا المجال منذ عقود خلت.


**كيف تنظر إلى حركة الكتابة للطفل في بلادنا .. وكيف تنظر إلى نفس هذه الحركة في العالم العربي ؟.
وهناك في المدة الأخيرة على ساحتنا المحلية – كما يلاحظ - اهتمام في أدب الأطفال-- وهناك أيضا تزايد في عدد الجمعيات المتخصصة في هذا الموضوع .. وهناك كثرة في إصدارات هذا النوع من الأدب ..كيف تقيم هذا النشاط .. وكيف تراه في غياب الكثير من مكملات عالم الطفل ، مثل المكتبات العامة، والحدائق ، والملاعب وما إلى ذلك .. سؤالي : هل بالكتاب وحده يحيا الطفل ؟.


*أبارك للأطفال هذا النشاط من قبل الكبار واشد على أيدي الكبار ليواصلوا الكتابة. هذا يدل على الإدراك الواضح والجلي بأن هناك الكثير مما يمكن تقديمه. ضمن هذه القصص والكتب الكثيرة لا بد أن تكمن بذور لمواهب عملاقة وفذة. ولا بد أن تلمع هذه الإشراقة. هذا السيل من الكتابة قد يجرفنا إلى مستويات أفضل وأجمل. أجد أحيانا أن الكتابة لا تطلق أجنحتها إلى السماء. تخرج من المسميات وليس ضدها. لا تحاول تقويض الأفكار المسبقة والقوالب الفكرية. أنا أعارض تكريس النظرة المألوفة بل اؤيد زعزعتها وخلخلتها من أجل تنظيفها وتنقيتها من الصدأ الذي يغلفها. أنا شخصيا أعتبر حركة الكتابة للأطفال طيبة "في الحركة بركة". لست مطلعا بما فيه الكفاية في العالم العربي لكنني أتابع ما ينشر ويبث عبر شاشات التلفزة وشبكة الانترنت. وبالطبع فإن أدب الأطفال اليوم يسير بخطى وطيدة صوب الخير والنور. الكثرة والغزارة التي ينعم بها أطفالنا قد تعاني من نتوء وترهلات، غير أنها في العموم ظاهرة طيبة ولافتة.
وعلى مستوى آخر، على صعيد الحياة اليومية والمعيشية وفي السيرورة الزمنية التي نراوح في زخمها، نلمس انكفاء وربما انهماكا من الأهالي الذين يشقون من أجل الصغار وأكثر ما أخافه هو أن يمروا إلى جانبنا ولا نلتفت إليه. فهم يغنون على موالهم وعبر تقليعاتهم وعالمهم بإيقاعه الخاص به، ونحن منشغلون بهمومنا ومشاغلنا ومشاكلنا.. ولا أريد أن يمر أطفالنا إلى جانبنا دون أن نستنشق فيهم رائحة البحر المشبعة بالملوحة والرطوبة والراحة. وليس بالكتاب وحده يحيا الطفل، بل به وبالماوس والانترنت واللعب والهواء الطلق والأصحاب وبالحب والحب والحب....


**ما هي مشاريع نادر أبو تامر في المستقبل ؟.


المزيد والمزيد من الكتابة والإصدارات ففي البدء كانت "الفكرة". الأفكار عندي كثيرة وكل تجربة يمكن اختزالها واغتنامها وتدويرها وتكويرها لكي تبعث فينا روحا وريحا من طاقات الإبداع والكتابة مع التأكيد على أن الإبداع غير مضطر لأن يكون عيادة علاجية أو تربوية أو تعليمية. الأفق كبير والسماء عالية وأحلامي كذلك. كلّ ما أريده هو بعض الوقت وفسحة من التأمل. شراهتي في الكتابة نابعة من محبة الأطفال الكبيرة لقصصي.


**تود أن تضيف شيئا ؟.

*أشكرك على هذا اللقاء ، وأتمنى لك ولموقعك ولجميع أطفال العالم كل سعادة وبركة.



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة ادبية
- حوار مع الكاتبة راوية بربارة
- حَوَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّام هايِج ْ بِالرُّّّّّّّّعود
- الأنتفاضة
- قصيدِة غزل للقدس العَتيقَة
- بشارف لغسان كنفاني
- بلاد بخروم الابر
- جروح خطى الاحلام
- جُزُر العَجايِبْ وِالغرايِبْ
- منديل جفرا
- صورة
- قطَّّّعو حروف الكتب
- القاهرة نبع الوحي
- نخل العراق
- تنين البراكين
- شوبان
- مدد .. مدد
- حافية ومفرعة
- اراغون
- رفيقة درب


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون عيلوطي - ليس بالماوس وحده يحيا الطفل