أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - جولة - رايس- لصياغة الأزمات















المزيد.....

جولة - رايس- لصياغة الأزمات


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

لقد بدا واضحا أن إدارة بوش منتهية الصلاحية,باتت تجري طقوس الوداع, وذلك عبر ألعابا بهلوانية سياسية,يخال للمتفحص عروضها,أنها أشبه بخشبة مسرح الساحر الذي يحاول إيهام الجمهور,بان الصخرة الجماد, وقد بدت بين أصابعه خفيفة الحركة,أنها تتحول إلى حمامة بيضاء,ليبتهج الجمهور بميلاد فجر جديد, حيث تبزغ الحياة من الممات, والنور من الظلمة, في حين أن عروض الإدارة الأمريكية المحتضرة , لا تتطلب كثيرا من التمحيص والتحليل كي يعلم المشاهد المغمور, جديتها من هزليتها, فإدارة تلفظ أنفاسها الأخيرة غير قادرة على الإطلاق, صناعة الأمل حتى لو اعتقد الواهم أن قناعات جذرية طرأت على أيدلوجياتها وثوابتها العرجاء, فعلى مدار فترتي رئاسة للبيت((الأسود)) الأمريكي والمنطقة العربية تعاني من ذروة الانقسامات والأزمات, والتي في مجملها صنيعة اثر فاعل, يختفي خلف الكواليس السياسية, ليغرق منطقة الشرق الأوسط خاصة, والكرة الأرضية السياسية عامة, بالتناحر الدموي, والانشطار السياسي, واحتراف الاصطياد في المياه الشرق أوسطية الضحلة, وقد تكلست القناعات بالدليل والتجربة والبرهان العملي, إن الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتعاقبة,في ريعان فترتها الرئاسية يكون مسرحا الحقيقي, جدية متناهية في صناعة الأزمات على الساحة الدولية ومن ثم قطف ثمار تلك الصنيعة السياسية, وفي عمر نشأتها اليافع الفتي , وتحديدا في سنوات الازدهار السياسي الأربع الأولى لها, والتي ماكانت سوى أربع عجاف على قضايانا العربية عامة وعلى قضيتنا الفلسطينية خاصة, في تلك الحقبة من المراهقة السياسية إلى البلوغ الراشد باقتراب نهاية تلك الأربع العجاف, تجد تلك الإدارات لا تعير للمجاملات السياسية ولا للقضايا حقوق الإنسانية, إلا بما يخدم مصالحها الإستراتيجية, ويتيح لها أرضية مبررة من التدخلات السياسية الخارجية, والتي تصل في بعض حدودها إلى اعتناق شريعة الإحلال والاحتلال والاستيطان, لامجال للمجاملات ولا مجال للأخذ بعين الاعتبار أي من العاب اللهو التي وردت في ميثاق الأمم المتحدة , والقانون الدولي, أو تلك الألعاب الغير مسلية حيث لاوقت للتسلية في فترة الجد والعمل الشبابية مما يسمى باتفاقيات جينيف, فالقانون في تلك المرحلة اليافعة, هو قانون الأقوياء هو العدالة التي يجب أن يتعاط معها من يقع عليه الخيار ومن الجريمة أن يسميها من لايملك رقبة إرادتها, تدخلا أو ابتزازا أو إرهابا.

وهكذا دأبت الأنظمة العربية خاصة على تكرار المشهد, بدء بتعطيل كل القضايا المصيرية المرتبطة للأسف برؤيا صياغة السيد الأمريكي في نهاية عمر الإدارة البائدة, كي تترقب من جديد قدوم السيد الأمريكي الجديد, عله يحمل لهم قوارب الخلاص والنجاة في صراع عربي_ صهيوني شارف من العمر على الستون عاما من الترقب الجدي ومن ثم الوداع البهلواني, وهكذا فإننا نودع إدارة أمريكية نصفها بالصهيونية, والدكتاتورية, والمنحازة العرجاء, ثم نراهن من جديد على إدارة جمهورية أو ديمقراطية , لنستقبلها بالجاهزية في الانبطاح والانقسام, ومن حيث تدري أو لاتدري تلك الإدارة الوليدة العتيدة, فإننا نزحف صوبها كي تكمل لنا مسيرة الخلاص من هول الشبح الصهيوني القريب, والاضطهاد الغربي البعيد, ولتنقذ إمبراطوريات ولاة أمورنا, من طوفان التطرف السياسي خشية الانقلاب, والثمن الرخيص هو تجديد الولاء والعرفان بأهمية وإستراتيجية بركات خارجيتها, حينها لاحاجة للتعب أو التقرب أو العروض البهلوانية من اجل الاستقطاب, كل شيء جاهز للإدارة الوافدة, فزمن اللاءات قد انتهى بمحض إرادتنا العربية المنسحقة, زمن الثورات والتمرد لم يعد به لغة الأمجاد, بل من ينطق به يكون ممن يذهبون بالأمة إلى الهلاك.

وقبل أن يأتينا السيد- اوباما والذي قد يستبشر بلون بشرته السمراء البعض خيرا, أو ربما لايبالي المراهنون على الوهم ويصمون أذانهم الصماء, عما صرح به من تبرؤ من الدين الإسلامي كتهمة, والتقرب زلفا إلى الإرادة اليهودية المتمثلة في اللوبي الأمريكي(الايباك)بل وقطع الوعود بتقريب العديد منهم إلى دائرة القرار , أو ربما نراهن على السيدة- كلينتون, على اعتبار أنها سيدة عاطفية ولا ترضى للعرب بالضيم وينتظر منها أن تذرف دموع الطهارة الآدمية على مجازر صهيونية ترتكب بحق امتنا منذ مايزيد على المائة عام, ونعطل ذاكرتنا المعطلة عمدا ذكرى المجرمة "جولدامئير" و" مارجريت تاتشر" "وأولبرايت" وأخيرا السيدة العطوفة كونداليزا رايس والتي تشهد المحرقة بأم عينها, وتشهد مجزرة الأطفال بالعشرات, والعقوبات الدولية الجماعية التي تستهدف تجويع وتهجير وتركيع الشعب الفلسطيني, والذي استعصى على مدار قرن من الزمان على الركوع, حتى في أسوء أحواله حيث الانقلاب والانقسام والداخلي مازال يمتلك إرادة الصمود, فمن العبث أن نراهن على غير إرادة وطنية عربية وإسلامية, بعيدا عن المصالح القُطرية والحزبية والإقليمية التدميرية,فان لم تملك الأنظمة إرادتها , ومعها حق في ذلك لان الادعاء بغير ذلك تضليل وعبث آخر, فعليها التحصن خلف إرادة شعوبها والتي تستهين بمقدرتها على تغيير دفة الصراع, أو ربما تتعمد بهذه الاستهانة من منطلق خطورة تلك الجماهير المقموعة, على الأنظمة العربية القمعية, لكن الهجمة البربرية الصهيونية والمتحصنة خلف هراوة الإدارات الأمريكية والصهيونية العالمية, كفيلة بإصلاح ذات البين بين الجماهير وأنظمتها, إذا ما قررت تلك الأنظمة الانعتاق من العبودية الطوعية الغربية, وان تصبأ وتؤمن بالإرادة والمصير العربي الإسلامي المشترك, ولاشيء مستحيل, فان الله لايغير ما بقوم حتى يغيرون ما بأنفسهم.

وضمن هذا السياق الممل, وربما الغير منطقي, أو ربما يسهل وصفه بالهرطقة والعبثي, فان وزيرة الخارجية الأمريكية قدمت بجولة من جولات الاحتضار السياسي, على اعتبار تسويق العرض البهلواني الأخير بأنه الإبداع المصيري, لصناعة الدولة الفلسطينية, وإرساء الأمن والاستقرار في لبنان, وزراعة الديمقراطية الحمراء والسوداء في العراق, فقد أخذت إدارة بوش سبع سنوات من الزراعة النظرة , وحان موعد الحصاد, رغم أن الحصاد قد تم وعلى رؤوس الأشهاد, وماهي هذه الزيارة في الجولة الأخيرة من عمر إدارة بوش, إلا لوضع اللمسات الأخيرة على حلبة العرض, كي يتم إتمام الطقوس العظمى والتي تليق بعظمة سيد الكرة الأرضية السياسية ليعلن عن إسدال الستارة على حكم "آل بوش" وقد عم السلام والوئام بالشعار والدبلوماسية والخطاب إيذانا بعالم شرقي أوسطي, لتسليم راية الإبداع إلى الخلف الأمريكي الجديد ليبني عليه مزيدا من الرقي والازدهار والحريات والديمقراطيات لعالمنا الشرق أوسطي الذي يستحق كل هذا الأخير والاهتمام.

فقد عم السلام والوئام في القارة الإفريقية, في السودان وموريتانيا, وكينيا, وتشاد وقد ذهب السيد بوش وبارك ذلك السلم الأهلي الذي هو صنيعة أمريكية غربية بامتياز, وكان ذلك إعادة صياغة لمستقبل المنطقة كي يمهد الطريق لخلفه من الإدارة القادمة, لتضع شعارا أنها خير خلف لخير سلف, كل شيء تحت السيطرة والأرضية مستقرة بحيث يسهل تحريك صياغتها كوحل يصنع منه التماثيل والأصنام.

منطقتنا المصاغة أزماتها بعناية فائقة, وبأيدي سياسية محلية وعربية وإقليمية محترفة, تشربت احتراف الصياغة من المدرسة الأمريكية الغربية, فكانت نتيجة الزرع, ا أزمات عربية كانت وبفضل سيد صناعتها تنمو وتترعرع في حقول ومعامل بث الفرقة وان لزم الأمر سقاية تلك الفرقة بالدماء العربية, وزيادة نموها بأسمدة البغض الذي تجاوز صراع الأنظمة, ليصل إلى نخاع الشعوب وتحريك خلاياها القُطرية بعد وأد آخر خلايا القومية العربية, وبفضل ذلك السيد الأمريكي الغربي نجد على غير العادة أحيانا تقاربا عربيا عربيا ورغم شكنا بجدية وأهداف ذلك التقارب إلا أننا كشعوب نستبشر به خيرا, حتى لاتكاد تجف شكوكنا وتخضر بشائرنا حتى ينقلب حال القوم لتعود أصول الأشياء إلى جذورها وتركب تلك الأنظمة الإمعة رؤوسها, ومنطقتنا العربية خاصة تعاني ليس فقط من تعدد الأزمات التي تحوصلت, لكنها تعاني من تسكينها بسبب فقدان الإرادة ونهاية شعار القومية ووحدة المصير, وكل ذلك لم يأتي من فراغ بل بفعل فاعل وطني مشبوه, في خدمة السيد الأجنبي المشوه, لدرجة أن قضية فلسطين ماعادت قضية كل العرب, بل جزء منهم أصبح وسيطا في الصراع وجزء آخر أصبح في قلب الصراع ولكن ولا أسف على هؤلاء أصبحوا في خندق دعم الانقسام والاقتتال الفلسطيني_ الفلسطيني,بل أصبحوا وقد سقطة ورقة التوت عن عوراتهم العفنة , يرتمون في وسط النهار في أحضان السيد الصهيوني, ويسخرون كل إمكانياتهم المادية والإعلامية الضخمة في خدمة هدف الشتات العربي.

العراق الحبيب تم إغراقه في وحل الديمقراطية الدموية, وتم تفتيته بعد أن كان قلعة وطنية قومية تتعايش عليها كل الطوائف المذهبية والسياسية, فتم صياغة عراق جديد بفضل "آل" بوش وهكذا سيسلم للإدارة الأمريكية الوافدة لإجراء مزيدا من الصياغة القيصرية السياسية, ببركات وأدوات وطنية وعربية وإقليمية.

وهكذا هو الحال في لبنان العروبة, لبنان الثقافة والجمال, لبنان الذي تتعايش فيه الذاهب والطوائف والأديان منذ الأزل, أريد له أن يكون منشطرا منقسما دمويا, وهذه صياغة أخرى نتاج زراعة وطنية أمريكية غربية, ليسلم للإدارة الوافدة لإجراء مزيدا من الصياغة القيصرية التي تتناسب مع الأيدلوجية الشرق أوسطية الجديدة كنموذج, يرقى لان يكون جار لدولة عبرية ديمقراطية, ليست عنصرية ولا دموية!!!!

وهكذا الحال في بؤرة الصراع وقضية القضايا, وعقدة الشرق الأوسط الجديد, في فلسطين, فقد تجلى الامتياز الأمريكي العربي الإقليمي الوطني في نقل كل نفايات الأزمات العربية والإسلامية وإلقائها داخل الساحة الفلسطينية المتفجرة, لتزيد من تفجرها بحرف اتجاه صراعاتها عن التناقض الرئيسي ليحل محله ألف تناقض وتناقض, وهكذا أريد لها صياغة ليتم تسليمها للإدارة القادمة كعنصر عجز من بعد قوة في مقارعة ربيبة الإدارات الأمريكية( الكيان الصهيوني).

وهكذا هي سوريا التي توضع اللمسات الأخيرة للعدوان عليها , بعد عدوان تلو عدوان في عمقها, ولكن العدوان المصاغ لها من لون آخر, يبدأ باستجلاب المحكمة الدولية, لتبدأ بانتهاك السيادة لها على مستوى أراضيها وعلى مستوى قادتها من اصغر موظف في وزارة الاستخبارات السورية وصولا إلى القصور الرئاسية, ومن ثم استدعاء الرئيس على اعتبار أن أدلة دامغة على غرار أكذوبة أدلة النووي والكيماوي العراقي أصبحت جاهزة, وخيارات الرفض حينها, هو تفعيل لقيادة" المدمرة كول" وتنافس الأساطيل والقوات للهرولة بإذن دولي ودون إذن دولي , لإسقاط النظام فيها, والبديل في المعامل البريطانية والأمريكية والعربية جاهز, واشك حينها أن يكون للحليف الإيراني فاعلية ذات قيمة استرتيجية, يمكنه منع المخطط الغربي ضدها, رغم الدعم المعنوي والمادي وربما تسخين الساحة العراقية لحرف مسار إسقاط أو احتواء النظام فيها.

لكل هذا وأكثر من ذلك في عرف الحصاد والصياغة والتسكين, جاءت كونداليزا رايس, دون أن تنطلق من بداية جولتها بإعلان لعلاج أزمة ما, ولم تحمل في جعبتها على مايبدو غير تسكين المصاغ, وضمان سير الأمور على هذا النحو الصياغي الجديد للمنطقة, بل والحفاظ على الأزمات وتسكينها, ولا اعتقد أن هناك مصلحة لهذه الإدارة التي تتطوع لتظهر في محفل وداعها أنها بشير سلام, بان تحل أي قضية أو أزمة ما, ولا اشك بان دولة فلسطينية حسب رؤية هذه الصياغة وعدم الجدية الملموسة أنها سترى الوجود خلال عدة أشهر, فإدارة أمريكية جادة منعتقة من هيمنة اللوبي الصهيوني وفي فترة شبابها ربما تكون مقنعة إذا ما وعدت ضمن سلوك جدي وحثيث يتطلب طيف توازن واتزان وليس توازنا, أن تدفع باتجاه تسوية ذلك الصراع العميق, لا أن تأتي تلك الإدارة العجوز في كهولتها وزمن احتضارها لان تدعي كما لو كان سحرا سيحيل الجماد إلى حمام وتبشر المنطقة خاصة بؤرة الصراع(فلسطين وسوريا ولبنان والعراق) بنهاية عصر العذابات والآلام وكأنها صحوة ضمير لامحل له من الإعراب.

فجولة رايس انطلقت قبل إعلان القيادة الفلسطينية عن وقف المفاوضات والاتصالات مع الكيان الصهيوني, ردا على مجازره الموجهة أصلا إلى من يؤمنون بإمكانية أحداث اختراق في عملية التسوية, الكيان الإسرائيلي الذي لا يساعد ولا يعمل على وقف الهجمات الصاروخية, بل بكل تأكيد هو معني باستمرارها ولا يسعى لأي تهدئة أو تسوية لأنها تتناقض مع أيدلوجيته ووجوده واستمراره وطموحاته الاستيطانية التوسعية.

جولة رايس جاءت لضمان وتدعيم الانقسام العربي صوب ثلاث قضايا رئيسية هي( فلسطين وأزمتها, العراق وأزمته,لبنان وأزمتها) واس المعادلة الزحف الإيراني صوب تلك الجبهات الثلاث, وضمان جعل ذلك الانقسام العربي والذي سيتجلى في الابتعاد عن القمة الدورية أو حتى جعلها ورشة خلافات تضيف لطوفان الخلاف خلافا, أنها قادمة لزراعة مزيد من الفوضى الخلاقة السياسية.
لقد أعلنت قبل أن تتحرك من البيت" الأسود" بحق الكيان الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه, ولو كانت إدارتها جادة فعلا برؤيا التسوية لمنعت من الأساس أهي "محرقة" صهيونية, لأنه لايجوز أن يفكر عاقلا أو يدعي مؤدلج للمأساة بان ذلك العدوان الهمجي الصهيوني يصب في أي مصلحة غير مصلحة التهرب الصهيوني من استحقاقات السلام, والتهرب كذلك من إمكانية غل يد العدوان, لان ذلك سيعني تغير الكيان الصهيوني نتيجة عوامل سياسية وقوة تفرضها موازين جديدة , في حين أن المطلوب عكس ذلك تماما.

ربما جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية لتؤكد أن أي حل لأي أزمة هي التي تمتلك مفاتيح صياغتها, وان أي خروج عن هذا الناموس يعرض من تسول له نفسه مجرد التفكير به أو دعم من يتجه عكسه للهلاك, خاصة وان النهاية المفترضة حسب تصور إدارة بوش تجعل من تلك الإدارة المتغطرسة على أتم الجاهزية لارتكاب افضع الحماقات لمن يريد أن يكدر صفو تخريجها لصياغة الأزمات والمتفجرة حسب خارطة صياغتها, وليس إيجاد مخارج لها, والحقيقة أننا لم نلمس خلال جولتها هذه أي سبب يحمل جديدا بشيرا للمنطقة, بل أفصحت تصريحاتها الغير متزنة أنها تحمل نذيرا وتلويحا بثبات مواقفها حيال الانحياز لمصالحها والمتمثلة بذروتها في امن دولة الكيان الصهيوني, وقطع الطريق بمحاولة صناعة حلف قوي ضد الزحف الإيراني للمنطقة, بل من اجل صياغة ربما ترى النور بثمن باهظ قريبا على مستوى الساحتين الفلسطينية واللبنانية وتحديدا تكثيف الضغوط على دمشق, وصياغة مخرج الأزمة اللبنانية ولو بافتعال أزمة تكون هي رأس حربتها كي تنجز الصياغة على غير رؤية حزب الله, وكذلك إن لم يكن محاولة إسقاط (حركة حماس) وضرب بنية قوتها السياسية والعسكرية , فباحتوائها بواسطة أطراف عربية حليفة, ودمجها في صياغة سياسية فلسطينية يمكن معها تحقيق تهدئة شاملة وتسوية لاترقى لرؤية الدولة , في زمن محتضر لايكفي لبناء عمارة سكنية وليس لحل قضايا جوهرية, علما أن القيادة الفلسطينية وبشرعية منظمة التحرير الفلسطينية كمضلة للإجماع الفلسطيني مقبلة على عملية السلام بنهم جاد من اجل سلام شامل وعادل والفرق, أن السلوك الهمجي الصهيوني المدعوم بكل الأضواء الخضراء الأمريكية , لايبدوا انه يتجه صوب أسس جدية للسلام.

وقد طالبت رايس القيادة الفلسطينية بالعودة عن قرار وقف التفاوض, وقد رد عليها الجانب الفلسطيني بعدم إمكانية أو جدوى مفاوضات في ضل عدوان ومجزرة سقط عن دواعيها الدفاع عن النفس , وذلك بالهروب من المواجهة مع المقاومة لترتكب مجازر وسط المدنيين كهدف أساسي حسب الرؤيا الصهيونية, لان يكون مدخل وقف الصواريخ بعقاب دموي للمدنيين الفلسطينيين قبل العسكريين, وفي ذات الوقت تناغما مع عدم جدية رايس وإدارتها في العملية السلمية بالهروب من تنشيط أو تفعيل العملية السلمية, فالسلام لدى رايس وسيدها بوش وإدارته المحتضرة, شيء يحدث اختراقا في شبهة سلام ليناسب الحفل العالمي الذي يتم إعداده للمغادرة.

فهل حدثت على غير توقعاتنا أي أزمة خلف الكواليس القيادية, الأمريكية الصهيونية, لتعبر بها واشنطن عن غضبها الغير مسموح له بأيدلوجية الإعلان والإعلام, بسبب تقصد وتعمد قيادة الكيان الإسرائيلي , بتدمير مخططات سلام أمريكية في المنطقة, كتداعيات لمحرقتها في غزة, وكتداعيات لعدوانها الشامل في الضفة الغربية؟؟؟؟

لننتظر كل ماهو جديد جراء جولة رايس الخاطفة والغامضة , وهذا ستترجمه الأيام القادمة على الساحتين الفلسطينية واللبنانية على اقل تقدير.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سياسية لإمكانية تعديل مخطط المحرقة الصهيونية
- إذن هي المحرقة ياغزة الحبيبة؟!
- قراءة أولية لخطة الكيان الصهيوني بالحرب على غزة؟؟؟!!!
- مبادرة سورية للوفاق الوطني الفلسطيني واللبناني ؟؟!!
- حركة((فتح)) ومنطلقات المزج بين التحرير والتسوية؟؟!!
- قراءة سياسية لخيارات ومفردات وميادين الحرب المفتوحة
- وثيقة الخليل ومهزلة المبادرات
- ردا على وزيرة خارجية الكيان الإسرائيلي (( ليفني))
- مصر عمق استراتيجي فلسطيني
- حماة عرين القدس
- حمى الله مصر و فلسطين
- وداعا يارفيق الدرب .. وداعا ياحكيم الثورة
- الفصائل الفلسطينية المتحدة
- مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية
- عين على بوش وعيون على هيلاري
- السلطة مقبرة الرموز التنظيمية
- صوت الشعب للرئيس أبو مازن (( استقالتك مرفوضة ))
- راية العاصفة في مَهَب الرياح
- ((إلى رأس هرم التعبئة والتنظيم ** أنقذوا فتح ))
- سرايا القدس في زمن الأغلال السياسية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - جولة - رايس- لصياغة الأزمات