أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - حفظ الامن والنظام وهدنة الصدر!














المزيد.....

حفظ الامن والنظام وهدنة الصدر!


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة اخرى خرج مقتدى الصدر لابساً الكفن. مرة اخرى يتكرم الصدر على نوري المالكي ومن ورائه رايان كروكر بتمديد ”الهدنة“ التي اعلنها قبل ستة اشهر لوقف نشاطاته العسكرية لستة اشهر اخرى. مهزلة جديدة، ليس للصدر بالطبع ولكن للمالكي وحكومته الدمية ومن ورائهما جورج بوش.

المالكي من جهته لا يفوت مناسبة الا ويتبجح فيها بان خطته في حفظ القانون والنظام تحرز النجاحات بدليل تخفيض حجم العمليات الارهابية. ولكن لو كانت تلك الخطة ناجحة حقاً فليجيب المالكي على السؤال التالي: كيف يسمح، وهو رئيس وزراء دولة، لمعارض ان يمنح المهل الواحدة تلو الاخرى للحكومة ويهدد عسكرياً وبشكل مبطن بانه قد يبدأ بعدها بكسر الهدنة ويديم حربه ضدها وضد حلفاءها ؟!. ما معنى ذلك؟! اليس الاحرى، لو كانت تلك الحكومة قادرة فعلا على مسك الاوضاع و”حفظ الامن والنظام“ ان تقوم بنزع سلاح ميليشيات الصدر وغيرها من التنظيمات الاسلامية الارهابية؟!. لم يخرج "ألسيد" كل فترة ليتكرم بتمديد ايقاف نشاطات عصاباته الاسلامية واعطاء حكومة المالكي وطبعا الجيش الامريكي مهل اخرى؟!. ان تمديد المهلة لا يعني سوى تأجيل اعلان الحرب. أي انسان في العراق يعرف ذلك. انه تأجيل لتهديدات مقتدى الصدر باشعال الوضع مرة اخرى في مناطق الجنوب وبغداد وتحويل المحلات السكنية والشوارع الى ساحات معركة مخضبة بالدماء. وذلك يعني ايضا، وببساطة، ان ميليشيات الحكومة (قوات بدر وميليشيات حزب الدعوة المؤتلفة التي تسمي نفسها جيش) لا تريد نزع سلاح ميليشيات الصدر. هل الامر متعلق بكون تلك الميليشيات تنتم لنفس الطائفة الاسلامية؟! لا اعتقد. ان الامر لا علاقة له ب"رغبتهم" بل ب ”قدرتهم“ والاحرى بعدمها. انهم عاجزين عن نزع سلاح عصابات مقتدى الصدر.

ان مصداقيتهم السياسية التي انهارت منذ فترة طويلة بامس الحاجة اليوم الى ذلك لكي يثبتوا، ولو شكلا، للجماهير بانهم قادرين على لعب دور دولة مدنية معاصرة. كيف نجحت خطة قانون حفظ الامن والنظام اذن وجيش المهدي ” المنتظر “ يسرح ويمرح ويمنح المهل للحكومة ويهدد باستمراراشعال المعارك؟!. السؤال الذي يسأله الناس في العراق هو: متى سينقلب مقتدى الصدر على الوضع ويبدأ باثارة الرعب والفوضى في الشوارع من جديد؟!.

ان ”الهدنة“ تعبير تستعمله حركة الاسلام السياسي المقاتلة لامريكا والغرب وحلفاءه للدلالة السياسية على موقفها غير التصالحي مع العدو: من مقتدى الصدر في العراق، الى تنظيمات القاعدة واسامة بن لادن والطالبان في افغانستان، الى حركة حماس في فلسطين، الى حزب الله في لبنان، الى التنظيمات الاسلامية في الجزائر ومصر والمغرب، الى الجماعات الاسلامية في الباكستان الخ، كلها تعلن هدن: هدنة مع اسرائيل، هدنة مع امريكا، هدنة مع اوربا ، هدنة مع الشيطان، وهكذا دواليك. هذه الهدن تخدم هدفا سياسيا لحركة الاسلام السياسي. انها جوابها السياسي على وضع تظطر فيه تلك الحركة الارهابية الى انزال سلاحها والكمون بانتظار تغير اتجاه الرياح. بعبارة ما يقول مقتدى الصدر لجورج بوش: انتبه ! لن ارمي سلاحي بل ساريحه قليلا واعطيك مهلة!.

ان حركة الاسلام السياسي لا قيمة سياسية لها دون بندقية وتفجيرات ومفخخات وتدمير وحرب مستمرة ضد المستكبر والكافر والشيطان والصليبي.. الخ ( لبس الصدر للكفن هو تعبير بربري عن التفاني حتى الموت)، تماما كما ان لا معنى لأيمن الظواهري او اسامة بن لادن او بقية التنظيمات الاسلامية دون الكلاشنكوف بجانبهم في تسجيلاتهم ”الجهادية“ التي يشمأز منها الناس. على جماهير العراق ان تدرك ان مقتدى الصدر وكل حركة الاسلام السياسي الارهابية لن تستطيع ادامة وجودها دون سلاح وارهاب.

ولكن هل هذا هو نجاح المالكي وجورج بوش في العراق؟!. هؤلاء الموالين لامريكا والمطبلين للحرية والديمقراطية ونفايات ”العراق الجديد“ عاجزين تماما على نزع سلاح ميليشيات مسلحة حتى بوجود قرابة 180 الف عسكري امريكي يحتل العراق؟! اي نجاح لخطة حفظ القانون والنظام هذا؟!. انه فشل ذريع.

ان احلال ظروف مجتمع طبيعي وآمن لن تحلها تصريحات جوفاء لاحد الاسلاميين الذين تحركهم خيوط الادارة الامريكية، بل عن طريق تأمين شروط وجود هكذا مجتمع . تلك الشروط تبدأ بنزع فتيل القوى الاسلامية والامريكية المتقاتلة ؛ اي اخراج امريكا ونزع سلاح الصدر وبن لادن والحكيم والمالكي وكل الميليشيات الاسلامية والقومية في العراق. هذه مهمة مازالت غير منجزة وتعطلها القوى الرجعية الحاكمة في العراق وهي غير قادرة ابدا على انجازها. ان تلك المهمة تقع حتما على عاتق القوى الانسانية في كل العالم. وان تدخل تلك القوى اساسي في تغيير معادلة ما يجري في العراق.

ان العراق مايزال يجلس على برميل بارود. فبامكان أي اسلامي له عصابة مسلحة اشعال المجتمع وقلب شوارع مدنه الى ساحات معركة مع القوات الامريكية او الحكومية في اللحظة التي يختارها. ان حكومة المالكي، دمية امريكا، تكذب حول تحسن الاوضاع وسيرها نحو التطبيع في حين انها عاجزة عن نزع سلاح احدى اكثر القوى الاسلامية الارهابية والرجعية في العراق ناهيك بالطبع عن اخراج قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية التي تتحالف معها ( لا بل تطلب منها البقاء لحمايتها لاجال طويلة ). ان المهل التي يتكرم بها الصدر تعني وضع الجماهير في حالة انتظار لجولة جديدة من سفك الدماء والفوضى وسلب راحة الناس والمزيد من تدمير المدنية في المجتمع. اما ادعاءات المالكي فهي محاولة فاشلة اخرى لايجاد موطئ قدم راسخ له في الرمال المتحركة التي تسير بها سلطته الاسلامية والقومية الرجعية.




#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدولة العلمانية اللا دينية واللا قومية ودور المرأة في ال ...
- الحزب الاسلامي وتحالف أمريكا الرباعي وحول تحالف اليسار
- حول الديمقراطية والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- موسى حسين المضحي للاشتراكية
- حول الشيوعية العمالية والماركسية
- درس من اكتوبر
- نظام مدرسي واحد
- ملاحظات حول أفول النظام العالمي الجديد
- امنح العقل إجازة مفتوحة
- اجندة اليسار
- أفكار موجزة حول الأوهام -الثقافية- التي يشارك في إنتاجها بعض ...
- فوضى عارمة تجتاح قوى البرجوازية الاسلامية والقومية
- حول قانون النفط والغاز ومواقف القوى السياسية
- وهم ”الحضارة الإسلامية“
- الوضع الراهن وبناء الحزب
- بمناسبة الاول من أيار رسالة الى العمال والعاملات
- وقف النتائج الكارثية للحرب رهن بصعود يسار راديكالي مناهض لقط ...
- حول النداء الموجه -الى القوى والأحزاب الماركسية في الوطن الع ...
- خطة بوش ”الجديدة“! تصعيد المواجهة الارهابية
- نداء الى قوى اليسار والشيوعية والاشتراكية في الشرق الاوسط


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - حفظ الامن والنظام وهدنة الصدر!