أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - حامد الحمداني - متى تستعيد المرأة العراقية حريتها؟














المزيد.....

متى تستعيد المرأة العراقية حريتها؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 11:30
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


بمناسبة عيد المرأة العالمي في الثامن من آذار
الذين ينظرون للمرأة من منطلق ذكوري متخلف على أنها قاصرة عقل ودين!!، وأنها دون مستوى الرجل، وأنها خلقت للبيت، وإنجاب الأطفال وتربيتهم، والقيام بشؤون العائلة كافة، وتأمين طلبات الرجل، هم بلا شك المختلفون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهم عدوانيون لا يقيمون وزناً للعلاقات الإنسانية، هم انانيون لا يحبون إلا أنفسهم ولذاتهم، وهم لا يفهمون من الثقافة غير قشورها ، وهم في واقع الحال أقل وزناً من المرأة في مختلف مجالات الحياة،هم الأقل تحملاً وصبراً، والأكثر تهوراً ورعونة، في تعاملهم مع زوجاتهم، ومع بناتهم ، أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، لكنهم يحملون ثقافة القرون الغابرة في نظرتهم وتعاملهم مع المرأة، وكأنها سلعة من سلع البيت دفع ثمنها مهراً بموجب الشريعة الإسلامية!!.
المرأة أيها السادة اكبر وأعظم وأقدس مما تتصورن ، أنها خالقة الإنسانية ، أنها هي التي ربتكم وعلمتكم وثقفتكم وحرصت عليكم أكثر من حرصها على بؤبؤ عينها، وضحت من أجلكم بسعادتها كي تسعدوا، وبصحتها كي تصحو، وبراحتها كي تنعموا بالحياة، ومع كل ذلك فهي تمارس العمل بكل جد في مختلف المجالات التي قد يعجز الكثير من الرجال القيام بها، العالمة الفيزيائية والكيميائية والمهندسة والطبية والقاضية والمحامية والصيدلانية والمعلمة مربية الأجيال، والعاملة في مختلف المعامل الإنتاجية، بل لقد تجاوزت أرقى سلم الثقافة والعلم، وتولت أعلى مناصب الدولة ليس فقط في البلدان المتقدمة ، بل حتى في العديد من دول العالم الثالث الاسلامية كالهند وباكستان وأندونيسا وبنكلادش دعك عن المانيا وبريطانيا والأرجنتين وتايلاند والعديد من الدول الأخرى، واغلب الذين يديرون دوائر الدول الأوربية هم من النساء، فأي ادعاء هذا الذي يدعونه أصحاب المجتمع الذكوري الذين خولوا أنفسم قوامون على النساء، وقد اتخذوا من الدين الذي جاء قبل 15 عشر قرناً وسيلة وحجة كي يستعبدوا النساء، ويفرضوا عليهن طاعتهم عنوة، ويمارسون العنف معهن بدعوة أن الدين قد اباح ضرب المرأة ، وهم يفرضون عليها اليوم سجناً رهيباً من خلال هذا الذي يسمونه الحجاب، وكأنما قطعة القماش هذه هي التي ستصون المرأة من الزلل، ثم لماذا لا يتحجب الرجل كي يصون نفسه الكثير من الزلات التي يمارسها كل يوم بحرية، ودون حساب.
أن الحجاب الذي يحمي الإنسان من الزلل هو في عقله وتفكيره وسلوكه وتصرفه، أنها الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، أنها العدالة الاجتماعية بين بني البشر مهما اخلتفت أجناسهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم .
ومهما فعل الرجل، ومهما قدم وأنجز فهو عاجز أن يقارن نفسه بالمرأة التي تعمل وتعطي أضعاف ما يعطيه الرجل دون منة أو كلل، وبكل رحابة صدر، حيث تحس بمسؤولية كبيرة تجاه أبنائها وبيتها وزوجها من جهة، وتجاه بني شعبها ووطنها والإنسانية جمعاء من جهة أخرى .
لقد خاضت المرأة العراقية منذ مطلع القرن العشرين نضالاً دؤوباً من أجل استعادة حقوقها وصيانة كرامتها، ومساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات، وحقها في تلقي العلم والمعرفة، ومشاركة الرجل في كافة مجالات العمل والإنتاج من أجل تحررها الاقتصادي الذي يعتبر هو الأساس في تحررها الاجتماعي، وتخلصها من تبعية الرجل، وتصحيح العلاقات الزوجية التي ينبغى لها أن تقوم على أساس مكين من التكافؤ، ومن الاحترام المتبادل والمحبة والعواطف الإنسانية الخالية من الزيف والمصلحة، وعندما يسود هذا النوع من العلاقات بين المرأة والرجل عند ذلك تصبح العائلة بأسعد حال ، وتربي أبنائها خير تربية، وتغدو العائلة تغمرها المحبة والحنان والتعاطف، وتتعز العلاقات الأسرية بشكل لا ينفصم عراها.
لقد حققت المرأة خلال نضالها طفرات كبرى في الطريق نحو تحررها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لكن الردة السوداء التي حلت على اثر انقلاب 8 شباط 1963 وتولي القوى الرجعية زمام السلطة في عهد البعث الأول وعهد الشقيقين العارفيين، ثم بلغت أوجها في عهد صدام المقبور من خلال حملته الإيمانية المزيفة، كانت تمثل مرحلة النكوص والتراجع بالنسبة لحقوق وحرية المرأة، وجاءت حروب صدام الكارثية والحصار الأمريكي الغاشم على الشعب العراقي، وانهيار البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي، والتدهور الشديد للأوضاع المعيشية للشعب، وانهيار العملة وتضاؤل قيمتها الشرائية، لتوصل الشعب العراقي حالة من الفقر المدقع، والجوع والحرمان والإذلال الذي دام 13 عاماً كانت بحق اشد الحروب قسوة ووحشية، أوصلت المجتمع العراقي إلى حالة من اليأس، وتحملت المرأة العراقية العبء الأكبر في تأمين واستمرارية حياة العائلة، ولم يكن أمام العراقيين سوى التوجه إلى الله لينقذهم من المأساة التي حلت بالبلاد وبالعباد.
وذهب نظام صدام غير مأسوف عليه، لكن وعود الرئيس الأمريكي بوش بتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ما لبثت أن تبخرت، وحلت بالبلاد كارثة أبشع، وظلم للمرأة اشد وأقسى، بعد أن تسلمت قوى الإسلام السياسي الطائفي بشقيه الشيعي والسني الحكم في البلاد.
وكونت ميليشياتها المتوحشة لتعيث في البلاد فساداً وقتلاً وذبحاً للنساء بحجة مخالفة الشريعة!!، وفرض الحجاب عليها، ليس فقط المسلمات منهن بل المسيحيات والصابئيات والأيزيديات، فقد فرضت المليشيات إرادتها على المجتمع العراقي وكأنها مفوضة من الله، تفعل ما تشاء دون أن يوقفها أحد ، وهكذا عادت قضية حقوق المرأة وحرياتها إلى الصفر من جديد، وبات عليها وعلى كل عراقي مؤمن بحقوق المرأة وحريتها، وعلى وجه الخصوص المثقفين منهم النضال بلا هوادة من أجل التصدي لقوى الظلام والرجعية السوداء، وللوقوف بجانب المرأة والأخذ بيدها، واستعادة حريتها وحقوقها المغتصبة.
تحية نابعة من القلب للمرأة في عيدها الميمون والنصر لنضالها العادل والدؤوب من أجل التحرر والإنعتاق، ومن أجل المساواة والعدالة الاجتماعية .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الخليج الثالثة الحلقة السابعة
- حرب الخليج الثالثة الحلقة السادسة
- هل يشعل حكام طهران الحرب في الشرق الأوسط؟
- حرب الخليج الثالثة الحلقة الخامسة
- حرب الخليج الثالثة ، الحلقة الرابعة
- حرب الخليج الثالثة كتاب في حلقات الحلقة الثالثة
- الأدارة الأمريكية تمارس الضغوط على مجلس الأمن لإصدار قرار يب ...
- حرب الخليج الثالثة
- انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- أين الحقيقة في كارثة حي الزنجيلي بالموصل؟ وما هو المطلوب من ...
- وحدة قوى اليسار والعلمانية واللبرالية خطوة متأخرة في أول الط ...
- إلى متى تستمر حكومة المالكي برجل واحدة وعكازات؟
- تحالف عون ونصرالله وبري وسادتهم في سوريا وإيران يقامرون بمست ...
- الحجاب رمز لعبودية المرأة وليس رمزاً للعفاف
- الحوار المتمدن يزداد تألقاً في عيد ميلاده السادس
- إصلاح النظام السياسي هو السبيل للخروج من الأزمة العراقية الر ...
- هل ينجح مؤتمر أنابوليس في الوصول إلى حل دائم للصراع العربي ا ...
- خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذ ...
- مسؤولية الأحزاب الطائفية والقومية في عودة البعثيين إلى الواج ...
- هل يتسبب حكام طهران في إشعال الحرب في الشرق الأوسط؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - حامد الحمداني - متى تستعيد المرأة العراقية حريتها؟