أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - الرسالة الرابعة الى رئس الجمهورية














المزيد.....

الرسالة الرابعة الى رئس الجمهورية


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 03:02
المحور: كتابات ساخرة
    


الحُلّة الغرّاء في مراسلةِ الرؤساء
الرسالة الرابعة: فخامة الرئيس.. نريد وزيراً للثقافة يجيد القراءة والكتابة!!
د. ماجد الحيدر

فخامة الرئيس الموَقَّر
هذه رسالتي الرابعة الى سيادتكم. وإن كونها الرسالة الرابعة يعني بالضرورة أن ثلاثا من الرسائل قد سبقتها، لكنه لا يعني بالضرورة أن سيادتكم قد تفضلتم بقراءة أية واحدة منها ناهيك عن الاهتمام بها أو الإجابة عليها!!
غير أني أستطيع أن أجد العذر لكم في انشغالكم بالمشكل السياسي العويص وفض الاشتباكات المستمرة بين الأطراف المتآخية/المتقاتلة التي ما زالت ومنذ سنواتٍ تناهز الخمس تواظب على رسم المشهد العراقي الدموي البهيج الذي اختلط فيه الحابل بالنابل حتى أضحى كمشهد يوم الدينونة في لوحات رسامي القرون الوسطى! كما إنني –وهذه نعمة من صاحب الأنعام- أستطيع أن أجد العذر لنفسي في اعتيادي على خيبات الأمل والتطلع الى البروق الخُـلَّب التي لا تجرُّ وراءها مطراً أو حالوباً أو حبةِ كمأٍ عجفاء في صحراء الروح التي افترشت خمسة عقود من العمر.
وهذه الرسالة –كما يتضح من عنوانها- لا تحمل أية همومٍ أو تطلعات شخصية تخص العبد الفقير... إنها باختصار رسالةٌ من أدباء العراق ومثقفيه على لسان كاتب السطور الى ساسة العراق وحاكميه ممثلين بشخص رئيس الجمهورية بالتحديد، أما مناسبتها فهي الحديث الدائر منذ شهور عن الحكومة الجديدة التي تقول بعض "المصادر المطّلعة" أنها ستجلب الخير والسلام والأمان والثراء والشبع والصحة والعافية والحب والسعادة وراحة البال والرفاه والبنين وطول العمر وبحبوحة العيش الى أصحاب السعادة المواطنين!
ولكن ما لنا وهذه الأقاويل المغرضة التي تخرج عن نطاق الاختصاص والشرعية الدولية؟! إن جلّ ما يتطلع المثقف العراقي الى حشر أنفه فيه ضمن الحديث "المشار إليه آنفاً" هو مسألة اختيار وزير جديد للثقافة العراقية:
إذ لا يخفى على سيادتكم –وانتم من أكثر الساسة العراقيين قرباً من تطلعات المثقف العراقي وهمومه- أن تجربتنا مع آخر وزيرين للثقافة فرضتهما المحاصصات الطائفية-السياسية أو السياسية-الطائفية هي تجربة تبعث على لطم الخدود وشق الجيوب وذرف السواجم واستنزال الرواجم؛ فأين الثقافة العراقية التي شادها عمالقةٌ من أمثال الرصافي والجواهري وجواد سليم وحقي الشبلي وغائب طعمة فرمان ويوسف العاني وفائق حسن و.. و.. و.. من آمر مدرسةٍ عسكرية –مع احترامنا لشخصه الكريم ولكل ضباطنا البواسل- تتلخص كل مساهماته في الحياة الثقافية العراقية في التوقيع على "أوامر القسم الثاني" أو من شيخ جامع سابق مطلوب للعدالة بتهمة القتل والإرهاب! وأين هذا من المبدأ الواضح البسيط القائل بوضع الرجل المناسب –أو المعقول في أسوأ الحالات- في المكان المناسب؟ فلقد قرأنا والله أن بتهوفن ألّف آخر أعماله الموسيقية وهو فاقد للسمع ورأينا عادل إمام في دور أعمى يقود فريقاً لكرة القدم وشهدنا من يرسم بأصابع قدميه لكننا لم نرَ أو نسمع براقصة باليه مصابة بالشلل الولادي ولا بمطربٍ أخرس ولا بوزيرٍ للثقافة لا يفرّق في ميدان الثقافة بين الألف وكوز الذرة كما يقول أخوتنا المصريون!
إننا يا سيادة الرئيس لا نطلب الكثير، ولا نريد أن نتشبه بفرنسا ديغول -وقصة الأخير مع وزير ثقافته/ثقافتها أندريه مالرو من الحكايات المعروفة التي تحلو قراءتها عند مثقفي الشرق الأوسط الحالمين كما يقرأ الصغار حكايات سندريلا أو علاء الدين- لكننا نريد –ونحن أبناء واحدة من أغنى بلدان الأرض في عدد شعرائها وأدبائها وفنانيها وأكاديمييها وخريجيها وأحفاد أسبق الناس الى اختراع الكتابة وخطِّ أول ملحمةٍ أدبية وسنِّ أقدم قانونٍ في العالم- أن نرى وزيراً للثقافة يشبه وزراء الثقافة في أفقر بلدان العالم وأشدها تخلفاً وأقربها عهداً الى معرفة القراءة والكتابة! وليس هذا بعزيز أو صعب حتى لو مرَّ من ثقوب منخل الفرز الطائفي البغيض ولقد شهدتم وشهدنا في تاريخ الدولة العراقية وزراء للثقافة أو للإعلام أو للإرشاد من مختلف المشارب والانتماءات (ما من داعٍ الى ذكر أسمائهم) نجحوا في عملهم وساهموا في إغناء الثقافة العراقية وتنشيطها فمنهم من رحل عن هذه الدنيا تاركاً ذكره الطيّب ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا! فهل فرغ العراق من رجلٍ يصلح وزيراً للثقافة سنياً كان أم شيعياً أم كردياً أم مسيحيا أم صابئياً.. أم ..أم ..وعذراً على الانسياق وراء هذه التقسيمات! وهل سنرى من على شاشات التلفاز وزير الثقافة المقبل وهو يستعرض أمام البرلمان قبل التصديق على تعيينه قائمةً بالكتب التي ألّفها أو المعارض التي شارك فيها أو على الأقل أبيات "المحفوظات" التي قرأها في الابتدائية!

فخامة الرئيس
إن مثقفي العراق يطالبون بحقهم في أن يكون لهم رأي في اختيار وزير يقود وزارة الثقافة في بلاد العلم والفن والثقافة، وأنا بالنيابة عنهم –وبالأصالة عن نفسي كما علمتنا أصول المخاطبات بين الحاكم والمحكوم في بلاد الخمس نجوم- أتطوع عن طيب خاطر بالتنازل عن حقهم هذا لسيادتكم على أن تكون لكم الكلمة الأخيرة في اختيار وزير الثقافة المقبل باعتباركم "وكيلاً شرعياً" عن جماهير المثقفين العراقيين الذين بحّ صوتهم من مناداة أهل الحل والربط ولسان حالهم يردد مع المغفور له السيد أحمد بن السيد حسين المتنبي:
أبا المِسك هل في الكأسِ فضلٌ أنالُهُ فإنّي أغنّي منذُ حينٍ وتشربُ ؟!




#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة العميد ..ضايج!!
- عن حي المتنبي وستالين والمادة 140
- آهٍ .. ما أبعد بغداد
- رثاء لهذا العالم
- ماذا فعلتم بكتبي أيها ال..
- ضحكٌ كالبكاء..عن جندرمة الآغا العثماني والعجوز العراقية وحزب ...
- صرخةٌ على الخليج:شعرُ باسم فرات، الشاعر العراقيٌ المنفي


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - الرسالة الرابعة الى رئس الجمهورية