أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - نادر ابو تامر يرصد عالم الصغار ويملأه اثراء















المزيد.....

نادر ابو تامر يرصد عالم الصغار ويملأه اثراء


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 10:53
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ثلاث كتب تشمل ثلاث قصص قصيرة للصغار ، هي آخر ما صدر عن دار الهدى للطباعة والنشر في كفر قرع ، للكاتب القصصي نادر ابو تامر .
الأول : " ساعدني يا أبي "
الثاني : " أصغر سائق في العالم "
الثالث : " أجنحة الملائكة "
نادر ابو تامر يواصل بذلك مسيرته مع الصغار ، بعد ان كان قد أصدر سابقا اربعة قصص ربما اعتبرها البعض نزوة او" بيضة ديك " من اذاعي معروف ببرامجه المتنوعة .
نادر يقول لنا في اصداراته الجديدة ان المسألة ليست نزوة عابرة وان الديوك أيضا تعرف كيف تعطي مما لديها من ثراء وفصاحة. وانا لمست ذلك منذ أول قصة قرأتها له.
نادر لم يفرض نفسه ، مثل البعض ، على الساحة الأدبية باستعمال وسائل تسويق لا تنتمي لعالم الأدب ، للأسف تسود جوانب عديدة من حركتنا الأدبية ، وتمنعها من النهوض.
قد يقول قائل متذاك ، ما بال نبيل عودة يخلط بين الفكرالثقافي ، وبين مراجعة قصص كتبت للأولاد الصغار؟
وهذا هو بيت القصيد من دافعي لهذه المراجعة الثقافية ( ولا أقول النقدية ) لقصص نادر ابو تامر.
اولا ليعفني القارئ من عرض النصوص ، واوجهة الى موقع الكاتب نادر ابو تامر ليقرأ القصص ، ثم ليقرا مراجعتي الثقافية لهذه القصص. ( عنوان الموقع : http://nader.bettna.com/personal/nader/index.asp )
والهدف من ذلك هو جعل القارئ شريكا في التقييم الثقافي ، وفهم عالم نادر الابداعي ، ومصادر أفكاره القصصية ، اذ كما لاحظت ، لا شيء مخفي في هذه التجربة التي أسمح لنفسي باعتبارها فريدة في بناء الفكرة القصصية ، واسلوب عرضها ولغتها .
لا شك انه يتطور لدينا كتاب قصة للصغار ، وقد بدأت منذ فترة ليست بعيدة بمراجعة بعض الأعمال الأدبية التي تتعلق بصغارنا من ابداع الأدباء المحليين ، لدرجة بت أحسد الصغار على هذا الاهتمام الذي يتزايد باضطراد ، بينما حياتنا الثقافية للكبار تشهد ضمورا ابداعيا .
أقول بوضوع ان بعض الكتابات للصغار لم ترق الى المستوى الذي يجعل منها نثرا أو شعرا ، مادة مناسبة لقراءة الصغار . ا
الفهم السائد ان الكتابة للصغار تحتاج الى لغة مغايرة في تعابيرها ،هو فهم خاطئ . وخاطئ أيضا الوهم ان صغارنا يريدون التبسيط ( احيانا لدرجة الاسفاف ) في عرض الفكرة القصصية أو الشعرية .
وهذا بالضبط ما شدني الى قصص نادر ابو تامر ، لدرجة تجعلني أقول بلا تردد ان نادر يكتب قصصا للصغار يطرب لها الكبار أيضا. وهذا سر ابداعي هام للغاية. وربما هو مقياس للابداع الحقيقي للصغار ، وللكبار بالتاكيد .
قرات في أيام شبابي المبكر ، في مرحلة الانتقال من عالم الصغار الى عالم الشباب ، عشرات القصص والروايات الروسية ( السوفياتية ) للصغار ، وقد عدت الى مراجعة بعضها لفهم ما شدني وقتها الى تلك الأعمال في الوقت الذي كنت مسحورا بنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبدالله ويوسف ادريس ويوسف السباعي وآخرين..
من مراجعاتي أيقنت أمرا أساسيا ، ان مخاطبة الصغير بلغة لا تحمل الركاكة الفكرية ، ولا التحذلق في التعابير وطرح الفكرة على حقيقتها ، مهما كانت مؤلمة أو مفرحة ، وبدون تدخل لتسهيل فهم الصغار لما يطرحه الكبار ، هو ما شدني لتلك الأعمال ، أي احترام عقل الصغار ، وهو ما شدني اليوم لقصص نادر ابو تامر.
بالطبع تبقى التجربة الذاتية للكاتب ، واستيعاب هذه التجربة ، مسألة تحتاج الى قدرة على الرقابة وفهم المتغيرات والميول والتناقضات والمفارقات المضحكة أحيانا في هذا العالم المسحور ، والاندماج بتفاصيله عبر الرصد والدخول فكريا على الأقل بالتجربة التربوية ، والتعبير عنها فنيا ، قصصيا أو شعريا او مسرحيا أو سينمائيا .. وهي الفرق الذي يجعل عملا ما ، ابداعا حقيقيا ، وعمل آخر محاكاة للابداع .
هل بالصدفة ان أبطال نادر هم اولاده اولا ثم أصحابهم ومشاهداتهم واستفساراتهم وعالمهم الحسي بالأساس ؟ هل بالصدفة هذا الرصد الدقيق لمراحل نمو الطفل وتفكيره ونزواته وتناقضاته التي يرصدها نادر ويقدمها بحيادية فنية مذهلة في مصداقيتها؟
الأمر المميز في كتابات نادر هو قدرته على فهم دور اللغة ودور المفردات في صناعة العمل الأدبي – القصصي في حالتنا .
ليس سرا ان نادر من اللغويين المعروفين . وهو يتعامل مع اللغة العربية بجميع امتداداتها ، عبر الترجمة والاعلام والتعليم أيضا.
ومع ذلك عندما أقرأ نصة القصصي أجده نصا مشتقا ، بلغة سليمة طبعا .. من عالم الصغار ومحيطهم .
ولكن هذا لا يكفي .. الابداع الأدبي القصصي أكثر اتساعا .. اللغة ليست اطارا مغلقا . اللغة جسم حي . قد تكون الفكرة القصصية في منتهى الروعة ، وصاحبها قادر على اصلاح أخطاء سيبويه .. ولكن انجاز الفكرة قصصيا يحمل المعاناة للصغار في القراءة .. هذه حال كتبنا المدرسية لتعليم القراءة . كتبها متخصصون .. فكرهم بعيد عن فكر الابداع ، لذلك يواجه طلابنا معاناة في الاندماج بلغتهم الأم وعشقها ، ومشاكل في المطالعة وفهم المقروء.
لا ليس عجزا من الصغار ، انما عجز يورثه بعض الكبار للصغار أو يفرضونه بغباء عليهم. وهذا ما استطاع نادر ان يعلو عليه وينطلق بلغة ابداعية ، هي الأكثر ملاءمة للسرد القصصي. رغم ان الأذواق قد تختلف حول بعض التعابير.ان لغة نادر بكل بساطة هي " لغة درامية " تشدنا للقراءة كبارا وصغارا .. وهذه هي مشكلة بعض الأدباء ، لديهم أفكار قصصية جميلة ، ولكن لغتهم ، رغم تمكنهم من صرفها ونحوها واعرابها وتنصيب همزاتها على عروشها .. تفتقد للروح الدرامية في الصياغة .
سألني أديب أعزه كيف افسر اللغة الدرامية بكلمات واضحة .؟
قلت : ببساطة لا أعرف .. مجرد أحس بها . اللغة التي لا يحس بها المبدع ، ولا ينقل هذا الاحساس للقارئ ، لا يمكن ان تصلح للابداع القصصي . والدراما تشمل الدهشة التي يثيرها النص .. وتشمل اسلوب العرض .. العرض الجيد يجد من يشتريه والعرض السيء لأفضل البضائع يجعلها تكسد. والمسألة لا تتعلق بالقدرات اللغوية اطلاقا ، ولا تتعلق بقواعد اللغة وصرفها ونحوها .. انما تتعلق بالقدرة على جعلها ترادفات تثير الدهشة وراء الدهشة ، والمتعة وراء المتعة.. ومع ذلك أقول اني غير قادر على تفسير اللغة الدرامية بجملة واحدة مفيدة ..
هذه ليست رؤية خاصة للأدب ، بل محاولة لفهم الفرق بين فكرتين ممتازتين : كاتب أحداهما استطاع فهم جوهرها ونقلها للقارئ بلغة بسيطة واضحة ، مليئة بالأحاسيس والدهشة التي تشد القارئ حتى نهاية النص . والثاني سجلها بلغة مسبوكة بقوة ، محللا معللا لم يترك فاصلة الا وأقعدها على كرسيها .. ولكن نصه اذا قرئ لا يوصل الفكرة التربوية والأخلاقية والفنية الابداعية ، ولا الحلم والتخيل ولا الدهشة مثل ما يتركه النص الأول في نفس القارئ صغيرا كان أو كبيرا.
قصص نادر ملائمة تماما لصغارنا بما تحمله من لغة جيدة ورصد تربوي وتأثير أخلاقي معروض بذكاء وفهم عميق ، وروح مليئة بالحب لهذا العالم السحري : عالم الصغار .




#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار منطلق بلا هدف ويطلق الصفير الحاد ..
- في اسباب الركود والخلل الثقافي
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ...
- الأطرش والأعمى على مسرح الأحزاب
- زمان السلاطين... أو عودة الى زمان الترللي !!
- ملك طائفة جديد .. قريبا في بيروت!!
- هواجس ثقافية في وداع العام 2007
- تأييد المواطنين العرب الجارف للخدمة المدنية يذهل المعارضين
- غياب النقد..غياب الثقافة وغياب الفكر!!
- الهوية القومية .. بعيدا عن التعصب قريبا من الانتماء الانساني
- الهوية القومية أو سياسة الهويات – الواقع الاسرائيلي نموذجا
- عاجل وملح وغير قابل للتأجيل: دولة فلسطين المستقلة
- المغالطة مع سبق الاصرار - -الخدمة المدنية- نموذجا
- فشلتم بسياساتكم .. فلا تفشلوا مستقبلنا!!
- زعماءنا غادروا الوطن قسرا...
- الحوار حول -الخدمة المدنية- .. مشروع وايجابي ويجب تطويرة ليش ...
- تنظير عنصري من قاضي مركزية في اسرائيل
- مؤتمر - انا مش خادم - من يخدم؟
- هل سيطرت اللغة العبرية على لسان العرب في اسرائيل؟
- شبابنا .. الخدمة المدنية .. والحياة الحزبية العربية في اسرائ ...


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نبيل عودة - نادر ابو تامر يرصد عالم الصغار ويملأه اثراء