مسلة للمرأة في يومها

رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 11:13
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

لفراشاتي نبض زرعته على مسلة المرأة، المغروسة في سماء يداعب الثلج طموحها، حين امتلكني فكر نقي ونفس شجاعة، أخذ الثلج يتساقط من حرارة وجودي، كنحلة تجول بين أفئدة الحلم، والمسلة تحقق ثبوتها بما يداعب زوارها، يتيهون مع حروف الكلمة التي نقشت على جذع المسلة، لا هي شرائع/ لا هي قوانين/ ولا دساتير/ ولا قصائد/ أو قصص أساطير/ أو نمنمات سحرة/ أو تمائم مشعوذين، كلمة واحدة رصت بعمق على جوانب المسلة، حملت مفارقات اللغة وحروفها المتلألئة كالنجوم على صفاء السماء كان دفء الشمس يلفها، لشروقها تميز، بسر الجمال وألق نبع الماء، منها تطفح زرقة البحر، سمرت الصحراء، بما ملكت من نقاء الهواء ورقة النسيم وعذوبة البراءة وندى الفجر، إنها (المرأة) صفاتها، الطيبة والشجاعة وكرم الفرسان، وحنان الأُمومة، وبهاء النضوج.
كل من يمر قربها، ويقرأ يفهم جوهر تلك الكلمة، ينسحب محمل بما يفهم عن ما قرأ، ويدون ما يحس عن المرأة، فيطلق العنان لعقله وفكره وقلبه، بالتعبير الذي تجيش به نفسه، حصدت ما قيل لأعوام وما كتب فكان:

عبد القادر سعيد/ يمكن بعد أيام أفصل كفن شعر بطول قامتي، في يوم من الأيام سأقتل كعاشق.

سعيد الوائلي/ تحضن نفسها وتغفو ليزدهر الحلم في رحمها الأخضر.

أحمد أبو سليم/ عما قليل ستنهض من حلمي كي تعد الحقيقة.

علي العلوي/ أرى فيك مرآة يومي الدفين، أرى فيك سرّ قدومي.

عباس مزهر ألسلامي/ إليك أحمل كل سنين العمر، أسكبها بين يديك ليصفح قلبك عنها.

عبد الرزاق الربيعي/ أحبك في كأس الضوء الطازج في الجمل الاسمية في جداول الضرب وتنظيرات الحداثة.

عبد الرحمن الأقرع/ تعودت باسمك أن أستهل القصيدة وأنظم اللحن من زهر دراقة في الخدود.

عبد الحكيم جاموس/ لم أجد أفضل من الاقتباس من عبير كلماتك وأريج أزهارك.

صباح سعيد الزبيدي/ لا زلت في غربتي أسير وحيداً في أزقة الحياة وفي لحظات الحزن أبحث عن وجهك الذي رسمته فوق جدران قلبي.

عبود الجابري/ لا مدن العالم المشتهاة ولا لغة في أنين الرعاة باتساع عباءتك فاحمليني.

عبد السلام مصباح/ أحلم بامرأة تأتيني من أقصى اليأس المتراكم من أقبية الحزن ومن أكوام القهر محملة بالصبوات وبالعشق.

سعد جاسم/ حيث أهيئ لك من طين الكينونة من ينابيع الليل وأستجير بروح الصبح وعصافيره وملائكته ليشاركوني كرنفال تكوينك وتدوينك.

عدنان الصائغ/ سأقول لكل الشوارع، أني أحبك أهمس للعابرات الجميلات فوق مرايا دمي المتكسر أني أحبك.

رمزي عقراوي/ وأنت كهالة الإشعاع في الفضاء! يا ألقاً في وحدة الدماء.

مقداد رحيم / في شفتيك يودع جلنا ر الحقل بهجته ويصبح لونه أحلى.

زكي شمسان/ آه.. لو تدرين يا سيدتي ب عذاب الموت قرب المقصلة، آه لو أدركت أحزان الفتى.

باسم فرات/ أنت عاصفة أربكتني غابات أرزك تصطاد قيظ صحرائي.

محمد أللغافي/كم أود لو لفظت أنفاسي بين ذراعيك.

عبد الله سعيد العطار/عندما تأتين يأتي العمر في حلته الأبهى ويأتي الوقت منصاعاً.

محمد الباغوجي/ يا زهرة ثمل الندى من سحرها فهوى عليها لا يقاوم.

منير محمد خلف/ يا من قرأت بلونها وجعي الأصفر.

رضوان السائحي/ ولدتني امرأة أحبتني امرأة عشقت امرأة رحلت عني امرأة هجرت امرأة بقيت وحيدا مع امرأة.

صالح البدري/ وأراك كأنك المستحيل كبيضة رخ في لجة أرخبيل كحرمي الأزلي وغربتي الطويلة والرحيل.

فيصل عبد الوهاب/ سأقنع البحر أن يجافي غروره ويرتمي ساجداً تحت قدميك يصلي ركعتين يهديك أغلى كنوزه.

وكما دون كثير من الشعراء أمنياتهم تحت ظل المسلة، شاهدين على أن المرأة هي كفن وجودهم وزهو ربيعهم وجلَّ أحلامهم، فإن المرأة لم يرضي غرورها كل هذا، فهي تريد أن تعيش كما ترغب هي وتكون قادرة على تدوين شعائر ذبذبات فؤادها وكنوز فكرها، تريد أن تهب حنان صدرها العامر بالحب والحنان بخياراتها، وأن لا تكون على هامش الحياة، حين الحاجة لها يلجا إليها، تريد أن تكون صاحبة قرار بلا تدخل أو تسلط أو إجحاف، في يومها الأزلي الخارج من قيود الوأد واستباحة عفافها الرقيق والمشع بهذا الكون، فكانت هذه المسلة بداية طريق لحياة منسوجة بالأمل.
كاتبة من العراق [email protected]

#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات