أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد يونس خالد - حال الدنيا وعذابات الناس في فلسطين















المزيد.....

حال الدنيا وعذابات الناس في فلسطين


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 10:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


في فلسطين، هذه البقعة الجميلة المقدسة من العالم، نجد أهل الأرض من الفلسطينيين يعملون ولا يأكلون لأنهم لا يحكمون. وفي إسرائيل التي احتلت أرض فلسطين نرى أن اليهود يحكمون ويأكلون ولايشبعون. في ديمقراطياتنا الكاريكاتيرية الشرق أوسطية واجبات بلا حقوق. في هذا الواقع يتجلى هروب الفرد من الحرية الكاذبة بسبب طغيان "الفردية" التي تجاوزت حدود المسؤولية الوطنية إلى الأنانية. في هذه الحالة يبحث المرء عن الطمأنينة بعد أن فقدها بغياب المسؤولية. غياب المسؤولية تجاه الوطن الفلسطيني المقدس من قبل الحكام العرب، وتجاه الشعب المظلوم الحائر بين أمواج المصالح القطرية العربية والمصالح العدوانية الأمريكية التي تقودها إسرائيل الهمجية.

يقول أريك فروم في كتابه Escape from freedom "غياب الطمأنينة يجعل الفرد يهرب من الحرية". نحن نرى أن ملايين الفلسطينيين مشردون خارج الوطن، وملايين أخرى مشردون في الداخل في ظل "حرية" يتيمة بائسة تفتقد لأبسط مستلزات الحياة. وتنظيمات سياسية متصارعة متناحرة في دائرة الاحتلال البغيض التي تقودها الصهيونية التي وجدت لها مكانا في وطننا وعلى أرضنا المقدسة. والقدس الشريف، القبلة الأولى وثالث الحرمين، ومركز صعود المصطفى إلى سِدرة المنتهي، بينما الضمير العربي الاسلامي في وحل الانشقاق بين ملذات الحياة التي لاتساوي حياة طفل فلسطيني في هذا العالم البائس.

تلتقي قصة عميد الأدب العربي الراحل طه حسين في كتابه "المعذبون في الأرض" في بعض فصولها بقصة المفكر الفرنسي الليبرالي فولتير "حال الدنيا" حيث يتفق كلاهما في حال الدنيا وعذابات الناس من انعدام العدالة والمساواة. فطه حسين يصف حاله في الدنيا من خلال تصوير الحياة المصرية والمعذبين في مصر. بينما يصف فولتير هذه الحالة عند الذين يفنون أعمارهم في العمل الشاق كمرؤوسين دون أن يصلوا إلى مبتغاهم، فالقضاء بالعدل تُشترى بالمال. (المعذبون في الأرض، ص أماكن مختلفة . ينظر أيضا فولتير باللغة السويدية، (Varlden som den ar, p.2

أين الأدب الرائد المحرك لإرادة الشعوب؟

أين عهدة الفاروق عمر بين الخطاب حين قال "لن يدخل يهودي بيت المقدس بعد اليوم"؟ أين سيف "ذو الفقار" للإمام العادل علي بن أبي طالب عليه السلام حين قال لإبن عمه رسول الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، "أحببت لأجلك ثلاثاً يا رسول الله "إكرام الضيف، والصيام بالصيف، وضرب أعناق المشركين بالسيف".
أين الأدب الرائد في عملية التحرير؟ في إسرائيل تُدرس قصائد الشاعر الكبير محمود درويش في المدارس لكي يفهموا العقل العربي. شاعر الشعب محمود درويش، الصوت الحر النابض، والعقل العامل، تُدَرَّس في أكاديميات أوربية، ونحن نهمل تراث الشعب والوطن، ونهجر التاريخ بسبب فقداننا للوعي الحضاري، حتى قال الأرعن موشي دايان في معرض سؤال: لماذا هُزمت العرب؟ قال: العرب لايقرؤون. وقال مستشرق ألماني تخونني الذاكرة أن أذكر إسمه: إن أهمية التاريخ بلا وعي هي أنه لا أهمية لقراءة التاريخ.

هل سقط العقل في الحضيض؟ نحن نذكر مقولة نيتشه: "الارتفاع ليس مخيفا إنما السقطة هي المخيفة". مليارات وترليونات العرب في البنوط الأمريكية والصهينونية عاجزة أن تنقذ البؤس العربي في فلسطين المحتلة. أطهر وأقدس أرض اسلامية بعد مكة والمدينة. أين الضمير الإنساني؟ أين الآداب وأين الفكر؟ هل وصل العرب والمسلمون إلى مرحلة حكم المماليك فضعفت اللغة العربية، والآداب العربية، والعزيمة العربية والفروسية العربية؟ لقد حجبت عائدات النفط والقصور والعمارات التي تناطح السحاب الأعين عن مأساة الشعب الفلسطيني. هل عاد عهد المماليك من جديد، وقد قال عنه الحكماء، إنه كان عصر الانحطاط الفكري؟

لقد لعب الأدب والفكر والعلم دورا كبيرا في حياة الشعوب وثوراتها وحركاتها الإستقلالية والاجتماعية. فالبؤس المادي ذاته لايحرك الشعوب، لأن المثلث: المال، التجسس على الشعب، والعسكرة يمكن أن يضعف البؤس بإشباع كثير من الأفواه والبطون المريضة، لذلك فإن ما يحرك الشعوب هو الوعي بالبؤس السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسيكولوجي. وقد نقل إلينا الناقد المصري محمد مندور، في كتابه "الأدب والنقد"، بأن وظيفة الأدب الاجتماعية تصدر عن حقيقتين ثابتتين:
1- إدراك العلاقة بين معنويات الحياة ومادياتها.
2- وعي الفرد بما فيه من بؤس.
عن هاتين الحقيقتين تصدر وظيفة الأدب الاجتماعية من حيث أن الأدب محرك لإرادة الشعوب. والذي لاشك فيه أن الحركات الكبيرة التي قامت في التاريخ الحديث كالثورة الفرنسية ووحدة إيطاليا وثورة روسيا البلشفية قد مهد لها الكتاب بعملهم في النفس البشرية، تمهيدا بدونه لم يكن من الممكن أن تقوم هذه الحركات. ولنأخذ لذلك مثلا مسرحية "بومارشيه" للكاتب الفرنسي المسماه "زواج فيجارو" ثم روايته الأخرى السابقة على هذه، وهي "حلاق أشبيلية". حيث هاجم الكاتب فيهما نظام الأشراف الذي كان سائدا قبل الثورة الفرنسية أعنف الهجوم، واتخذ من "فيجارو" حلاق أشبيلية الذي أصبح فيما بعد خادما للكونت "المافيفا" رمزا للشعب الثائر على عبودية الأشراف. وكانت لهاتين الروايتين أثر بالغ في التمهيد للثورة الفرنسية، حتى ألقى بمؤلفهما في "الباستيل". ولا زال إلى اليوم "مونولوج فيجارو" في رواية "زواج فيجارو" نشيدا ضد الإستبداد.

الكُتاب يختلفون في طريقة أدائهم للخدمة الاجتماعية، فمنهم مَن يعتقد أن في مجرد التصوير والوصف ما يكفي لأداء هذه الرسالة دون حاجة إلى الإفصاح عن مشاعر الكاتب الخاصة أو الدعوة إلى علاج بعينه ... ويرى فريق أخر أنه لابد من الدعوة الصريحة في القصة أو المسرحية إلى المبادئ التي يريد أن يروج لها الكاتب، وهم يستشهدون لذلك بما يلجأ إليه كتاب كبار من أمثال موليير وشكسبير" (مندور، في الأدب والنقد، ص 36-37).

كيف نعرب عن حيرتنا ونفهم مهمة إسرائيل العدوانية؟

لنقرأ كلمات السوسيولوجي الكلاسيكي المعاصر أريك فروم في كتابه "اللغة المنسية"، يقول: "نحن رغم الحسنات التي يتمتع بها تعليمنا العالي في المجال الأدبي، ورغم إعدادنا التربوي العام، قد فقدنا تلك الموهبة التي تجعلنا نعرب عن حيرتنا". ولكن الواقع الفلسطيني المأساوي، ولاسيما في غزة، بؤرة العداء لطموحات اسرائل العدوانية. المقاومة الفلسطينية هي القوة النابضة بالحياة الكريمة في كل فلسطين والعالم العربي والإسلامي أجمع. هذه القوة النابضة بالحياة، والتي تتعرض للحصار والجوع والإبادة تواجه عدوا أعتى وأقبح وأسوأ قوة دولية لا إنسانية في العالم وهي الصهيونية.

ماهي مهمة إسرائل التي يتفاوض معها بعض العرب اليوم، وهم يصفقون لها بين جسامين أطفالنا في غزة والضفة الغربية؟ أما نخجل من القصور المرمرية هنا وهناك، ونتباهى بآبار النفط التي ترد المليارات ونحن خانعين أذلاء. لم نصل بعد إلى مستوى رائعة همغواي "الشيخ والبحر" والشيخ يصارع الحوت وسط البحر الهائج وفي عمق الليل المظلم الطويل، فيصطاده. كم لم يصل حكامنا وباروناتنا عقل الملكة بلقيس: في قولها برفض الخضوع الاستسلام والإذلال حين أنشدت:
بئس ما تاج فوق رأس خانع ذليل
ونعم ما قيد في ســـاعد حر أبي

يقول الله تعالى ((ولقد كَرَّمنا بَني آدم وحَملناهم في البَرِّ والبَحر))، فهل نفهم اليوم قدر المرأة الفلسطينية اليوم في فلسطين وهي تعيش يومها في ظل الحصار والجوع والمرض والتشرد والحرمان، وترفض بعزم وفخر الاستسلام والذل والهوان؟.

أين المعتصم؟ "وامعتصاه"، وهو يثور حين يسمع نداء إمرأة أعتُدِيت عليها. اليوم كم من النساء الفلسطينيات فقدن الحياة، وتشردن؟ كم من الأطفال استشهدوا؟ كم من البيوت والأراضي الخضراء أحترقت؟ كم من المزارع وأشجار الزيتون أُستقطِعَت وأغتُصِبَت لبناء المستعمرات التي تمثل قمة الاستعمار بأقبح وجه عرفه التاريخ؟ كم من النفوس الطيبة أذِلَّت أيها الحكام المسلمون؟ كم نحن جهلاء بواقعنا؟ وكم نحن أغبياء في عدم فهمنا لقراءة التاريخ بوعي؟ ما أعمق كسلنا العقلي في مأساتنا ونحن لانخجل من أنفسنا فيما تعانيها المرأة الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني بأسره، لا لشيء إلاّ لأن هذا الشعب يريد أن يعيش حرا على أرضه المقدسة. العلة فينا والعلة فينا والعلة فينا "إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، (سورة الرعد، آية 11).

أسمحوا لي أن أسجل نصيحة الحكيم الصيني كونفوشيوس في كتابه "الأغاني" وهو يحدد مهمة حكومة ينبغي لها أن تحقق ثلاثة أمور: "أن يكون لدى الناس كفايتهم من الطعام، وكفايتهم من العتاد الحربي، والثقة بحكامهم". يسأله محاوره "تزه- كونج" "عن الأمر الذي يمكن التخلي عنه أولا فيما إذا كان لابد من الاستغناء عن أحد الأمور التي على كل حكومة تحقيقها. فيجيب كونفوشيوس أن الأمر الأول الذي يمكن التخلي عنه هو العتاد الحربي. ثم يسأله تزه – كونج عن أي من الأمرين الباقيين يمكن التخلي عنه أولا، فيجيب كونفوشيوس قائلا: فلنتخل عن الطعام، ذلك أن الموت منذ الأزل قضاء محتوما على البشر. أما إذا لم يكن للناس ثقة بحكامهم فلا بقاء للدولة". (فاروق سعد، الفكر السياسي قبل الأمير، 216-17).

السؤال الكبير هو ما مدى ثقة المواطنين في بلداننا بالحكام؟ عندما تنعدم الثقة، لايفكر الحكام إلاّ ببطونهم وأموالهم، ولايدَربون جنودهم إلاّ للدفاع عنهم ضد الشعب، ولا يساهمون في بلورة الوعي لأن الوعي يقضي على كراسيهم.

عندما صدر كتاب طه حسين " في الشعر الجاهلي" عام 1926 وهو يشك بصحة الشعر الجاهلي، وشكه ببعض الثوابت العربية الاسلامية، لا رفضه، مثل وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. ولذلك كفَّروه وقدموه إلى المحاكمة ثم فصلوه من وظيفته عميدا لكلية الآداب بجامعة القاهرة. لكن بعد أن تجلَّت الأحداث مع الأيام تبين أن طه حسين كا يهدف شيئا آخر من كتابه، غير إساءته المباشرة للدين، وهو إيقاظ العرب من كسلهم العقلي في العشرينات من القرن الماضي، لأنهم أهملو ا تراثهم اللغوي والفكري والحضاري على مستوى البحث العلمي. وبعد أن حقق طه حسين هدفه رجع إلى أحضان التراث العربي الإسلامي، مدافعا عن الأدب العربي القديم والتراث الإسلامي. وفهم العرب غايته وأكرموه وأصبح وزيرا للتربية، وأول ما فعله هو مجانية التعليم في مصر. ولكن لم تدم صحوة الكتاب والباحثين والعلماء طويلا إلاّ غلب عليهم النعاس من جديد، ومنهم بعض علماء الدين الذين انقسموا على أنفسهم، فأصبح الكثير منهم، مع الأسف "وعاظ السلاطين".
مَن يأذن اليوم آذان الفجر في العالمين العربي والاسلامي حتى يفيق البارونات من نومهم، ويخجل "وعاظ السلاطين" من خذلانهم؟

مهمة أسرائل اليوم هي جعل العرب بين قوتي جذب لامتصاص قوتهم العقلية والاقتصادية. الحكام العرب يخافون من أنفسهم فيستعينوا بأمريكا لحماية أنفسهم من بني جلدتهم. والعالم العربي سوق للسلاح الأمريكي لأن الجيران يهددهم. إسرائيل قوة أحتلال واستغلال للأراضي الفلسطينية والعربية، ولكنها ليست خطرة على حكام العرب، فإسرائيل لا تهددهم إذا تخلوا عن فلسطين وشعب فلسطين وأطفال فلسطين. للحكام أن يبنو ا قصورهم المرمرية والذهبية طالما أنهم تخلوا عن فلسطين. لماذا يضحي القادة بما هم في نعيم ببضعة ملايين من الفلسطينيين؟ عليهم أن يستسلموا إذا أرادوا أن يعيشوا. مالي وفلسطين وقد أعطانا الله الذهب الأسود لنعيش ملوكا. نحن في عصر جديد، لقد مزقنا عهدة عمر بن الخطاب، والحماسة والشهامة والفروسية أساطير الأولين. كان آباؤنا على خطأ، واليوم لنا أموالنا ولهم أموالهم. لنا ما لنا ولهم ما لهم. فإن لم يملكوا فما لنا بهم. أعملوا ولو كان في القبور. هذا هو الهوان على وسادات الدولار تحت بريق تيجان اللؤلؤ والذهب والألماس.

يهتم القادة العرب والمسلمون اليوم ببناء قصور من ذهب وسط الصحراء الخضراء. لا تتعجب وأنا استخدم مصطلح الصحراء الخضراء، لأنهم يهتمون بالجديد من القصور وسط البحار والصحاري، بعيدا عن تراثهم الإنساني وهو الكرامة والشهامة العربية. البطون مليئة، والعرب الفلسطينيون من بني جلدتهم في العراء يبحثون عن الأمان.

التشرد والحرمان والجوع والحصار تطوق أبناء فلسطين، رمز عزة العرب، وسط رقصة بعض القادة العرب بالسيوف مع الرئيس الأاريكي بوش، ضحاك العرب في التاريخ المعاصر.

آكلوا لحوم البشر يحصدون أرواح أطفال فلسطين في غزة

كيف يسير التاريخ بأهل فلسطين اليوم؟ هل يسير بإتجاه مستقيم أو إتجاه حلزوني؟ كيف ندرس التاريخ ونعي قراءته، ونتعلم من وقائعه، وهو كما يُقال "علم المستقبل"؟

في زماننا الذي نعيش فيه مخلوقات في هيئة بشر، تأكل لحوم الناس. في هذا الزمان يستعبد شعب فلسطين من قبل بعض آكلي لحوم البشر أمثال جورج بوش وأولمرت وباراك ومَن معهم من الذين ينبشون لحوم أطفال غزة وكل فلسطين، وهناك مخلوقات من بني الإنسان، تسكت خوفا من كراسيهم، فتؤيد ممارسات آكلي لحوم البشر.

يُقال بأنه كان في قديم الزمان ملك طاغية إسمه "الضحاك" حكَم أمبراطورية مترامية الأطراف في بلاد ما بين النهرين وكردستان وفارس. تسلط هذا الملك الطاغية على سكان المنطقة، وأصاب بداء نصحه الطبيب بالدواء، وكان دواءه أن يأكل مخ شابين من البشر أصحاب الأرض كل يوم. وكان خادم الملك الطاغية يأخذ طفلين أو شابين، فيذبح أحدهما ليأخذ دماغه، ويتخلى عن الثاني ليهرب إلى الجبال البعيدة، ويعوض عن مخه بمخ خروف أو شاة. وخلال أعوام فقد الكثير من الرجال أبناءهم. وكان رجل يعمل حدادا إسمه "كاوه" له سبعة أطفال، وفقد ستة من أطفاله بهذه الطريقة، وجاء دور السابع، فأخذه الجنود لذبحه، فلم يكن من الأب الحداد الذي يُقال أنه كان كرديا إلاّ أن أخذ سندانه، وتوجه إلى قصر الطاغية الضحاك وضرب على رأسه بسندانه وأرداه قتيلا. وحدثت هذه الحقيقة أو الأسطورة في عام 612 قبل الميلاد، وهي المناسبة الوطنية عند الكرد والفرس بالإحتفال بعيد يسمى "عيد نوروز" الذي يصادف 21 آذار من كل عام، حيث تُشعل النيران على قمم الجبال إحتفالا بالنصر، ويسمى اليوم الأول من الربيع، وهو يوم الحرية. ويُقال بأن الناس الذين هربوا إلى الجبال من بطش الملك الطاغية "الضحاك" هم الذين استكردوا فأطلق عليهم أسم الكرد الذين تعودوا على الحياة القاسية.

تلك الحقيقة أو الأسطورة التي تُقرأ اليوم في الكتب، أو تقص علينا العجائز تعطينا واقعة جديدة في عالم اليوم وفي نفس منطقة الشرق الاوسط، حيث شارون وألمرت وجورج بوش وباراك ونتنياهو وأمثالهم ضحاكوا عصرنا. كل واحد من هؤلاء الطغاة سفاك جديد من آكلي لحوم البشر في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وووو. والأحداث تروي لنا مأساة أطفال فلسطين الذين أصبحوا غذاء لأكثر من ضحاك يمطرون النار على رؤوس شعبنا في فلسطين.

يُستَقبل اليوم ضحاك إسرائيل ألمرت في المؤتمرات بين جثث أطفال فلسطين. ويرقص اليوم الضحاك الأمريكي جورج بوش مع كثير من القادة العرب والمسلمين، ويحمل عنوان كرامة العرب وهو السيف العربي، ليقول، ها أنا بينكم، وأساطيركم لن تشملني. نحكمكم هنا ونحكمكم هناك. لا في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال فحسب، بل في مدنكم وبساتينكم وقصوركم وعلى أرضكم، ومع ملوككم وباروناتكم نحمل سيوفكم ونرقص معكم. أجمعوا الأموال ودخروها في بنوكنا أيها المترفون!!!

اللهم أيقظ الضمير القابع سجينا في القصور الذهبية المرمرية، وأفِق العقول الكسولة من نومها.
اللّهم أيقظ وطني.



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس في القلب
- اشكالية التنظيمات السياسية بين الأسلمة والعلمنة في دائرة الع ...
- حبي لبغداد
- لماذا الخوف من الوعي الاجتماعي في العراق عامة وكردستان العرا ...
- اشكالية قانون تقييد الرأي وطموحات تركيا في عضوية الإتحاد الأ ...
- ماذا يمكننا، نحن العراقيين، أن نستفيد من التجربة الديمقراطية ...
- في الذاكرة - خيارات السياسة الأمريكية تجاه القضية الكردية في ...
- حقوق المرأة والطفولة المعذبة واشكالية الثقافة والبؤس الاجتما ...
- يا قدس إننا عائدون
- لن تنجح الديمقراطية في العراق بمعزل عن دولة القانون والسلم ا ...
- العراق والدولة الديمقراطية الفيدرالية
- أما تخجل أن تجلس تحت صور السلطان!
- الديمقراطية في محاضرات خاصة بوزارة الخارجية السويدية
- اعتراف المرء بحيرته يشَكل الحكمة
- متى ينهض القتيل بعد القتل؟
- حلبجه مدينتي المحترقة
- القلم ممنوع في قريتنا بأمر السلطان
- تعثر العملية الديمقراطية في العراق، لماذا؟
- محاضرة عن العملية الديمقراطية في العراق
- مدينتي كركوك قلب كوردستان - القسم الأول


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد يونس خالد - حال الدنيا وعذابات الناس في فلسطين