أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - فرادة الوسطية والاعتدال! سعد صالح نموذجاً














المزيد.....

فرادة الوسطية والاعتدال! سعد صالح نموذجاً


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 11:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حفّزني تقريض الناقد والاعلامي صقر أبي فخر لكتابي "جذور التيار الديمقراطي في العراق¬ قراءة في أفكار حسين جميل" على الإسراع في الخطى لإنجاز كتابي عن سعد صالح فقد شدّد على سؤال كنت قد طرحته يتعلق بـ: هل انقطع نسل الليبرالية العراقية؟ فكان عنوان مداخلته في الندوة التي نظمها اتحاد الحقوقيين العرب والمنتدى العربي في بيروت: هل ظهرت الليبرالية حقاً في العراق؟
واستغرب أبو فخر كيف أن اسم حسين جميل الذي ملأ الأسماع لم يجد ترجمة له الاّ في ثنايا وحواشي بعض المؤلفات والكتب معتبراً هذا الجهد الفكري بمثابة تعريف بمفكر مرموق وحقوقي بارز، ولعل هذا الأمر ينطبق الى حدود كبيرة على شخصية وطنية سياسية وإدارية استثنائية على حدّ تعبير الدكتور منذر الشاوي وزير العدل الأسبق في احتفالية أقيمت لتكريم سعد صالح في مدينة الكوفة (كلية الآداب) قبل أكثر من 10 سنوات.
تمرّ هذه الايام الذكرى الـ 59 لرحيل سعد صالح الذي ترك أثراً إيجابياً كبيراً رغم أنه لم يعمّر طويلاً، فقد رحل وهو لم يقارب الخمسين من عمره، لكن الأثر الذي أبقاه يشكل خزيناً معرفياً وثقافياً كبيراً سواءً على عمله الوظيفي والاداري أو خطاباته ومواقفه المثيرة في البرلمان أو دوره في إشاعة الحريات وإغلاق السجون وإجازة الأحزاب في الوزارة التي شارك فيها ولم تدم أكثر من 100 يوم، أو في رئاسته لحزب الأحرار "الوسطي" الذي خرج من معطف الحكومة ليصبح بعد رئاسة سعد صالح جزءًا من التيار الوسطي ـ الليبرالي المستقل.
ورغم أن هناك من يقول وبينهم الشاعر الكبير الجواهري: إن ساحة السياسة والادارة حين كسبت سعد صالح، فإن ساحة الثقافة والأدب خسرته شاعراً مبدعاً ومثقفاً بارزاً، وتعكس لغته الجميلة ومقالاته وخطبه ونثره نموذجاً متقدماً في حينه، أما على الصعيد الاجتماعي فقد كان داعياً لحقوق المرأة ورافضاً تكبيلها بالقيود والعادات الاجتماعية البالية، مبتدئاً من "أهل بيته" لاسيما في معركة السفور والحجاب، وذلك بشهادات من كريماته سلمى ونوار ونجله لؤي سعد صالح.
يقول المؤرخ اللبناني حسن الأمين (الحياة 18/2/1992): كانت الأربعينات هي التي أطلقت بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعاتكة الخزرجي ولميعة عباس عمارة وبلند الحيدري رواد الشعر، الاّ أنه لم يولَ تاريخ تلك الفترة أية عناية، وكان الأبرز في ذلك سياسي بدأ نجمه يسطع شعبياً ونيابياً، باعتباره رجل مبادئ وقيم وذا كفاءة قيادية وفكرية، مضافاً الى ذلك أنه شاعر مجيد وكاتب متفوق وخطيب، إنه سعد صالح فاتجهت الأنظار اليه...!!
ويقول الدبلوماسي والمؤرخ العراقي نجدت فتحي صفوت إن بغداد شهدت مولد شيء جديد هو الأدب السياسي، وكان "سعد صالح الاديب الموهوب والكاتب الملهم قد عاد بعد استقالته (استقالة الوزارة) الى جريدة الأحرار معارضاً يكتب افتتاحياتها بعقل السياسي الناضج وقلم الشاعر الناقد الذي أخذ البلاغة من جميع جوانبها، فكانت مقالاته حديث النوادي الادبية قبل المجالس السياسية".
أما الجواهري فيقول عن علاقته بسعد صالح: بعد سقوط الفاشية وانتعاش المناخ الديمقراطي والليبرالي الجديد، شكّل الوزارة آنذاك توفيق السويدي في 23 شباط عام 1946. وكان وزير الداخلية صديقي السيد سعد صالح، الذي أجاز خمسة أحزاب سياسية وعدداً من الجمعيات والنقابات. وكانت وزارة السويدي تلك أقرب الى الأجواء الجديدة، التي ساعدت على حرية الصحافة، لكنها سرعان ما تعرضت الى ضغوط، واستقالت بعد ثلاثة أشهر ونيف (30 أيار 1946) وأعقبتها وزارة أرشد العمري التي صادرت الحريات وضيّقت على حرية التعبير ونشاطات الأحزاب، مستخدمةً بعض التظاهرات المعادية لبريطانيا ذريعة لإجراءاتها التعسفية. (كتابنا: الجواهري جدل الشعر والحياة).
ويروي الجواهري كيف تفجّر غضبه وتحديه في حفل تأبين الزعيم الوطني الكبير محمد جعفر أبو التمن يوم وجد في القاعة وجوهاً عديدة من الشخصيات الحاكمة وفي مقدمتهم نوري السعيد.
ويستغرب الجواهري كيف تحمّل الحكّام ما قاله وكذلك ما نشرته الصحف يومذاك وهو ما لم يقله موسى بفرعون، لكنه يستدرك ويقول: وبعد هذا العمر، وبعد ما رأينا على أيدي أصحابنا "الثوريين" والراديكاليين، نستغرب كيف سكتوا عنّا، ونحن نمّد أصابعنا الى عيونهم، حتى عندما اعتقلونا عاملونا باحترام.
ويضيف الجواهري تقييمه لسعد صالح فيقول: لقد رحل وهو في عنفوان عطائه وتفتق مواهبه وكفاءاته، لا ادري ان كان قد رأى بعض الحقائق مثلنا! ولكنني دائماً أتساءل مع نفسي من أين أتته هذه النزعة الوسطية في مجتمع متناقض ومحتدم ومتعصب وحاد الاستقطاب!؟
أما الوزير والنائب العراقي عبد الكريم الازري فقال: كانت لغة سعد صالح وصوته لا يضاهيهما احد في مجلس النواب وبعد صداقة دامت سنوات طويلة مع رئيس الوزراء صالح جبر الاّ أنه اختلف معه خلافاً راقياً وتعمّق هذا الخلاف في معاهدة بورتسموث رغم ان سعد صالح كان مريضاً.
عاش سعد صالح بفكر منفتح في إطار مجتمع منغلق، ورغم الأجواء المحافظة، فقد كانت روحه ترنو الى الحداثة والتجديد، لعل ذلك هو استثناؤه وفرادته!!
(*) كاتب وحقوقي عراقي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق-إيران: شفط النفط بين التسييس والتدليس!!
- اعلام وارهاب!
- العلم العراقي والرمز المنشود
- مجتمع مدني ولكن !
- قصائد من غوانتانامو!
- في الحالة العراقية: استحقاقات وتحديات!
- الفساد: «المنطقة المحرّمة» بالعراق!
- أديان العراق وطوائفه: عنف الحاضر وتعايش الماضي
- من يضمن حقوق اللاجئين -العراقيين-؟!
- غاندي وروح التسامح واللاعنف
- نفق غوانتانامو الذي لا ينتهي!!
- الحرب الاستباقية واحتكار العدالة: حالة غزة
- أور أو -مدينة القمر- والشبكة العنكبوتية
- جورج حبش: الاستثناء في التفاصيل أيضاً!!
- صورة المجتمع المدني بين التصادم والتواؤم
- دولة مواطنة أم مواطنة دولة ؟!
- المجتمع المدني بين الاقرار والانكار !!
- راية الليبرالية الجديدة!!
- العقدة النفطية في المشكلة العراقية!!
- العلاقات العراقية- الامريكية .. والعودة الى نقطة الصفر!!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - فرادة الوسطية والاعتدال! سعد صالح نموذجاً