أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - نحو العودة إلى اصول الصراع















المزيد.....

نحو العودة إلى اصول الصراع


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 10:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد بات واضحاً من خلال الممارسات الاحتلالية أن إسرائيل ترفض منح الشعب الفلسطيني حقوقه في تقرير المصير والسيادة الوطنية ، وهي تعمل على تقويض المشروع الوطني الفلسطيني الرامي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عبر الانسحاب الإسرائيلي من حدود الرابع من حزيران عام 67 وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك حق اللاجئين بالعودة وفق القرار الاممي 194 .
إن هذا الوضوح يستند إلى الوقائع التي تحاول يومياً إسرائيل فرضها على الأرض من خلال الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وتعزيز عملية الانفصال وإقامة الكنتونات والمعازل وتهويد القدس وهي تستفيد من المفاوضات كستار لمضاعفة تلك الأعمال كي تصبح وقائع لا يمكن القفز عنها وبالتالي فهي ستترك الفضلات إلى القيادة الفلسطينية على قاعدة تنفيذ خطة التجميع والانطواء التي يتبناها حزب كاديما بقيادة اولمرت ، عبر ضم الكتل الاستيطانية الضخمة والتخلص من اكبر عدد ممكن من السكان مقابل الاحتفاظ بأوسع مساحة ممكنة من الأرض .
إن الاستغلال للمفاوضات الثنائية يعود برأي إلى عدم اعتماد تلك المفاوضات على أسس واضحة تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني بل استندت إلى تفاهمات انتقالية وحلول جزئية ومحدودة هدفت من خلالها إسرائيل إلى مضاعفة الأنشطة الاستيطانية وتحويل فكرة الدولة المستقلة من هدف مفيد لشعبنا ويستجيب لأهداف التحرر الوطني إلى محاولة التخلص من السكان الفلسطينيين وزجهم للعيش على مساحة محددة من الأرض في ظل الحواجز ونظام المعازل .
لا يوجد اعتراض من زاوية المبدأ على المفاوضات فجميع قوى التحرر الوطني تخوض غمار المفاوضات ولكن عندما تشعر وتقدر ان موازين القوى أصبحت مهيأة باتجاه تحقيق أهداف تلك القوى أي باتجاه ضمان تحقيق تلك الأهداف التحررية الوطنية ، ولكن الأمر يختلف بالضرورة عندما تكون تلك الموازين ما زالت مختلة لصالح الاحتلال عندها تقوم قوى التحرر بتحسين شروطها وظروفها وتعديل تلك الموازين لتعمل لصالحها وهنا تكمن أهمية وحدة الموقف للقوى المشكلة لحركة التحرر الوطني كما تكمن أهمية الاتفاق على استخدام أساليب الكفاح الأنجع القادرة على تحقيق الهدف في إطار معادلة توسيع دائرة الأصدقاء وتقليص دائرة الأعداء وبالاستناد إلى مفاهيم منسجمة مع المنظومة الدولية المستندة لمبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لتصب في مصلحة قوى التحرر الوطني والشعبي المناضل من اجل تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال الوطني .
من الهام ايضاً إجراء مراجعة تقيمية ونقدية لمسيرة الكفاح الوطني من خلال تعظيم الايجابيات وتقليص وإنهاء السلبيات ، وعدم تقديم الأدوات التكتيكية لتصبح أهداف إستراتيجية بحد ذاتها فقد نشأت السلطة الوطنية كأداة من أدوات الفعل الوطني وصولاً لتحقيق الهدف الوطني الرامي لتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة .
إن التصارع الحاد الذي تم بالعام الماضي على السلطة في غزة حول تلك الأخيرة إلى هدف استراتيجي بحد ذاته وليس لأحد أدوات تحقيق الهدف الوطني العريض والواسع ، كما أدى هذا الاقتتال إلى استغلال الماكنة الإعلامية الإسرائيلية بحق شعبنا لإظهاره بأنه غير جدير بإدارة نفسه وحقه في تقرير مصيره .
وعلى ضوء المجزرة الوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا الأعزل في قطاع غزة وجلهم من الأطفال فإنه من الضروري العودة إلى الأساسيات التي تتجسد باعتبار ان المرحلة التي يعيشها شعبنا ما زال عنوانها العريض هو التحرر الوطني كما من الضروري البدء فوراً بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها أداة الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها وفاعلياتها وقواها على أسس من المشاركة والديمقراطية بما يضمن دخول كافة القوى والفاعليات ببنيتها الداخلية ، وبعدها من الضروري القيام بتحديد الوسائل الأفضل والأشكال الأنسب القادرة على تحقيق الهدف الوطني مع إعطاء الثقل الأكبر للكفاح الشعبي كأسلوب مجرب إبان الانتفاضة الأولى " الكبرى " والتي استطاعت استقطاب الرأي العام العالمي وقوى التضامن الشعبي كما أوضحت حينها طبيعة الصراع بين شعب يقاوم الاحتلال بوسائل شعبية وبين احتلال يقوم بقمعه بوسائل دموية .
إن الرد على المجازر الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة يكمن بالعودة المباشرة للحوار الوطني من اجل إعادة إحياء وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وليس السلطة الوطنية ، كما يكمن بالتوجه إلى البعد العربي والدولي لإبراز الحقائق وكشفها تلك الحقائق التي تؤكد عدم رغبة إسرائيل بتحقيق تسوية عادلة ومتوازنة بل على العكس قيامها بتكريس الاحتلال والاستيطان وإنشاء نظام الفصل العنصري .
إن الدولة التي تخطط لها إسرائيل هي تلك ذات الحدود المؤقتة ، وليست الدولة كاملة السيادة التي يناضل شعبنا باتجاه تحقيقها ترجمة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية .
لقد اثبت تجارب التاريخ وخاصة تجارب حركات التحرر الوطني انه لم تحقق أية حركة انتصاراً في ظل تفسخها وتشرذمها ولعلنا نتذكر سياسة الاستعمار المبنية على مقولة " فرق تسد ".
إن هذه المقولة تحاول الدوائر المعادية تنفيذها بالعراق ولبنان من خلال تعزيز النزعات الطائفية ، والعرقية ، كما تحاول تعميقها في فلسطين من خلال تعزيز الصراعات الفئوية والسياسية والجغرافية .
وإذا كانت أهداف الدوائر المعادية تكمن في تفتيت الحالة العربية وتشرذمها في سياق سياسة الشرق الأوسط الجديد المبنى على الطائفية والعرقية والجهوية والفئوية ،فمن اجل مقاومة ذلك المشروع وعلى طريق بناء الشرق الأوسط الجديد بمفهومنا والمبنى على وحدة الموقف العربي " القومي " وقيم ومبادئ التعددية والديمقراطية المستندة إلى مفاهيم المواطنة المتساوية والمتكافئة في إطار تأمين مصالح الشعوب العربية باتجاه صيانة ثرواتها ومواردها وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي كمقدمة هامة للشروع في تنفيذ المشروع النهضوي العربي الذي سينبت الجديد بالضرورة، فإننا بحاجة إلى وحدة الموقف والابتعاد عن التشرذم والانقسام وتحديد الهدف الذي يؤمن مصالح وحقوق الشعوب العربية ومن بينهما شعبنا.
استناداً لما تقدم ولما كانت إسرائيل ترفض الحلول السلمية المستندة للمفاوضات الثنائية فدعونا نعود إلى أصول الصراع على قاعدة شعباً يقاوم الاحتلال وذلك عبر تعزيز حركة التحرر الوطني الفلسطيني وإعادة بنائها مجسدة بمنظمة التحرير الفلسطينية وليس بالسلطة الوطنية التي اثبت التجربة ان النزاع عليها لم يكن مجدياً بأي حال من الأحوال .
كما ان انسداد آفاق الدولة المستقلة ذات السيادة سيعني العمل على ابتداع الأفكار والآليات التي تؤمن المعيشة الكريمة لشعبنا عبر اقتراحات مثل الدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها أو غيرها من الاقتراحات التي من الضروري التفكير بها استراتيجياً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية من اجل تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والكرامة والديمقراطية .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي دور للمجتمع المدني في الظروف الراهنة؟؟
- اثر الحصار على الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة
- من اجل الوفاء للقائد الكبير - الحكيم -
- منظمة التحرير الفلسطينية بين التفعيل والاستخدام
- المشروع التنموي الفلسطيني بين انابولس وباريس
- في مواجهة الاستقطاب السياسي الحاد هل من مبادرة نوعية جديدة
- دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفقر
- هل اضاعة حركة حماس الفرصة ؟
- مرة أخرى عن الانتخابات والديمقراطية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - نحو العودة إلى اصول الصراع