أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجي حسين - هل يستحق ما يقارب مليوني عراقي لجنة تحقيق دولية؟















المزيد.....

هل يستحق ما يقارب مليوني عراقي لجنة تحقيق دولية؟


ناجي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 10:40
المحور: حقوق الانسان
    


ذكرت نتائج دراسة التي استندت الى مقابلات ميدانية اجراها مركز استطلاعات الرأي البريطانيOpinion Research Business ونشر نتائجها على موقعه الالكتروني: أن أكثر من مليون عراقي ُقتلوا منذ غزو الولايات المتحدة وحلفائها لبلادهم عام 2003, أي أنه الآن يقترب إلى مليوني عراقي ُقتلوا. وأفادت الدراسة بأن 20% من الأشخاص شهدت أسرهم حالة وفاة واحدة، على الأقل، نتيجة الوضع الناجم عن الاحتلال وحكومته الطائفية العرقية المقيتة ، وليس لأسباب طبيعية. كما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية، عن وجود حوالي (600) طفل وقاصر في سجن «كامب كروبر» لوحده، وهو سجن رهيب، يقع بالقرب من مطار بغداد، وتتراوح أعمار السجناء فيه بين 11 و17 عاماً. وهناك المجازر الجماعية، التي ارتكبتها الجيوش الأمريكية ومخابراتها،وفرق الموت التابعة لها، المسماة بالشركات الأمنية ,
وفرق الموت الطائفية والعرقية. كلّ هذا غيض من فيض، مما آل إليه حال العراقيين في سنوات الاحتلال الأمريكي- البريطاني- الصهيوني -الإيراني لهذا البلد العربيّ، الذي يمثّل شعبه بثقافته وتاريخه وإمكاناته، الهامة الشامخة للأمة العربية. وكما أشارت منظمة «هيومن رايتس واتش»، في تقريرها الأخير (31/1 /1/2008)، فإن مقتل 37 مدنياً عراقياً، في سبتمبر الماضي، بأيدي العاملين في شركة «بلاكووتر»الأمريكية الأمنية، كشف إمكانية الإفلات من العقاب، التي تتمتع بها مثل
هذه الشركات الأمنية الخاصة العاملة في العراق، بينما لم يواجه متخذو القرار بالحرب، ومصدرو الأوامر بالتعذيب أيّ ملاحقة قضائية! والسؤال هو: كيف يسمح «العالم الديمقراطي المتحضّر» باستباحة حياة وكرامة شعب بأكمله، بهذا الشكل الهمجي، وبتحويل الحياة اليومية لعشرات الملايين من البشر، إلى سعير جحيم دموي، من دون ان ينبسَ أيّ من هذا العالم ببنت شفة؟ طالما شغلني هذا السؤال للسنوات الثلاث الماضية، أعتقد أنني أخيراً وجدت الجواب عنه، في مقابلة للكاتب الأمريكي المرموق نعوم تشومسكي مع مايكل شانك، في 23 كانون الثاني 2008، نُشرت في Foreign Policy in Focus حين قال: «هناك اعتقاد مشترك هنا في أمريكا، وفي الغرب، بأننا نمتلك العالم، ما لم تقبل هذا الاعتقاد، فإنّ كلّ النقاش الجاري يصبح غير مفهوم».ومن هذا المنطلق، يضيف تشومسكي: «تتحدث الولايات المتحدة عن «المقاتلين الأجانب في العراق»، وتقصد بهم بعض العرب، ولكنّها، لا تقصد الأمريكيين طبعاً، لأنّ الأمريكيين ليسوا أجانب، فقد احتلوا العراق، وأصبح ملكهم»!! ولكنّها لا تقصد حكومة الاحتلالية الطائفية العرقية التي انبثقت من رحم الإيراني طبعاً, لأنّ العملاء والخونة والمرتزقة ليسوا أجانب، فقد احتلوا العراق، وأصبح ملكهم»!! الجواب الثاني عن هذا السؤال، تقدمه منظمة «هيومن رايتس ووتش»، والتي نشرت تقريراً مرعباً عن الانتهاكات الرهيبة، التي تقوم بها حكومة بوش لحقوق الإنسان في العالم (31/1/2008)، حيث رأت المنظمة «أن الولايات المتحدة ما تزال تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، من خلال الإبقاء على مراكز اعتقال سريّة في الخارج، واعتقال أشخاص بطريقة غير شرعية، وقيامها بتبرير استخدام التعذيب». الجواب الثالث على هذا السؤال يقدّمه الصحفي البريطاني المعروف
سايمون جينكنز، في مقاله المنشور في جريدة الغارديان في (30/1/2008) بعنوان: «الحرب على الإرهاب دليل على غباء جديد في الجغرافيا السياسية»، حيث قال: «إنّ اللغة التي يعشقها بوش.. قد تُرجمت إلى مأساة كونية، وجلبت الموت والبؤس للملايين»، ويضيف في مقاله: «من محاكم أمريكا إلى جوامع غرب لندن، وجبال هندوكوش، فإن الحرب على الإرهاب قد أتت بنتائج عكسية مميتة ومتوقعة، وهي تجسّد الغباء الجديد في الشؤون الدولية»، والخوف هو أن يكون الأمر أخطر من مجرّد غباء بكثير. ليس مجرد غباء أن تُرتكب جرائم بشعة بحقّ الملايين من البشر، وأن تهدد حضارة وتاريخ بلد، وتدمّر عناوين ألقه وحضارته، كما دُمرت «بابل» في عمل صفيق، وهو تحويلها إلى موقع عسكري، وتدمير تاريخها وما تمثله، ليس فقط للعراق، وإنما للحضارة الإنسانية، حتى أنّ اليونسكو قد أخرجتها من قائمة التراث العالمي، وهي التي تحتضن ذكريات أكثر من سبعة آلاف عام من الحضارة، منذ أن كانت أكبر مدينة في العالم القديم إبان حكم أبرز ملوكها نبوخذ نصر وحمورابي، مؤسس أعرق تشريع للقوانين عرفه تاريخ البشرية المتحضّرة فعلاً. بعد كلّ هذه الجرائم الموثقة بحقّ البشر، والحجر، والتاريخ، والجغرافيا، أليس من حق ضحايا هذا الإرهاب الكوني المنغلق، الذي أغرق العراق، وأفغانستان، وباكستان، وفلسطين بالدماء، والموت، وجرائم الإبادة، والاغتصاب، والنهب، والتخريب، والتعذيب، أن يطالبوا بالمحاسبة؟ أليس هناك من يجرؤ في مجلس الأمن، الواقع هو الآخر تحت إرهاب وسطوة الأنظمة «الديمقراطية»، المتورطة بكلّ هذا الخراب، على المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق في مقتل أكثر من مليون عراقي، وإعاقة مليون آخر، ووجود أكثر من ثلاثة ملايين من الأرامل والأيتام عرضة الفقر والاستغلال، وأربعة ملايين ونصف مليون عراقي متشرد خارج العراق , و مقتل مليوني ونصف مليون طفل عراقي في فترة الحصار الظالم على الشعب العراقي والتي أيدته حكومة الاحتلالية الطائفية العرقية في استمراره وتشديد خناقه على الشعب مما فرز أمراض نفسية على عموم الشعب العراقي . بعد ان أباد الجيش الأمريكي وحكومته العميلة قرى كاملة في مجازره من بغداد إلى الفلوجة، وحديثة، والنجف، وديالى والموصل و.. و.. من يفجّر بيوت، ويقتل العراقيين، هل هي «القاعدة» فعلاً، أم الشركات الأمنية الأمريكية؟ وفرق الموت الطائفية والعرقية؟ من أصدر قرار السماح بالتعذيب؟ ومن المسؤول عن شنّ هذه الحرب المجرمة؟ وهل يمكن ان تمرّ كلّ جرائمهما من دون تحقيق أو محاسبة؟ عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، تداعى المنتصرون لمحاكمة المعتدين، الذين كانوا سبب الحرب، وجرائم الإبادة. وعندما احتلت بغداد، ونصبت حكومة عميلة تابعة للاحتلال شرعوا بتدمير الدولة العراقية وباشروا بأبادة الشعب الذي يرفض الاحتلال ومن جاء معه, وما زالوا ينحرون الشعب يوميا و يسعون لتقسيم العراق لخدمة أمن الإسرائيلي وأطماع الإيراني.وعندما قُتل ثمانية لبنانيين على أيدي «مجهولين»، في الأحد الأسود، شكّل الجيش
اللبناني لجنة تحقيق لمعرفة الجناة. وعندما قُتل الحريري بانفجار، سعى المتجمع الدولي إلى تشكيل محكمة دولية، لمحاسبة المسؤولين. وكذلك الأمر بعد انتهاء الحرب على كوسوفو، شُكلت لجنة لمحاسبة مرتكبي مجازر سنبرنيشا، ولكن المحاكمات التي جرت لبعض أبرز أقطاب النظام السابق تمت في ظل الاحتلال وفقدان عراقنا سيادته الوطنية حيث كانت بعيدة كل البعد عن محاكمات جادة ومتماسكة وقادرة على تقديم النظام كله إلى المحاكمة وإبراز ما فعله النظام طيلة العقود التي حكم فيها العراق. لقد فقد الشعب العراقي فرصة ثمينة للدروس التي كان في مقدور المجتمع أن يتعلم منها. لقد بدت وكأنها عملية انتقامية من قبل الشيعة لقتلاهم لا غير في حين أن الجريمة كانت قد شملت الشعب العراقي كله. لقد كانت محاكمات نورينبيرغ نموذجاً حياً ورائعاً لمحاكمة النظام الفاشي كله وقادته الأساسيين. بالطريقة المخزية التي تم فيها إعدام الرئيس العراقي. لقد كانت عملية انتقام سيئة وبعيدة عن أي رؤية حضارية وإنسانية. فمن يُحاسبُ الاحتلال الأمريكي وعملائها على المجازر التي اُرتكبت على يديهما، والتي سجّلت رقماً قياسياً في تاريخ البشرية، يستحق من دون شك محكمة دولية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب هذه؟ إذا كان الحديث النبوي الشريف يقول: «إن هدم الكعبة حجراً فوق حجر، وهدم المسجد الأقصى، أهون على الله من إراقة دم لإنسان بريء»، ماذا يقول الله عزّ وجلّ بإراقة دم مليون عراقي، وتحويل حياة عائلاتهم إلى ألم، وفقر، وعوز؟ إن بوش وأركان نظامه وعملائه مصممون على المضيّ في ارتكاب جريمة احتلال العراق، كما يصرّحون دوماً، لأنهم يرفلون مطمئنين في ثقافة وتقاليد الإفلات من العقاب، ما دام الضحايا أجانب، فقادة الولايات المتحدة أفلتوا من العقاب على جرائم إبادة للجنس البشري مراراً: عندما أبادوا المدنيين اليابانيين في هيروشيما، وعندما أبادوا الملايين من الفلاحين الفيتناميين، وعندما دمرّوا حياة شعب فلسطين، والآن هم متأكدون من الإفلات من العقاب، لأن الضحايا عرب مسلمون، أما هم فديمقراطيون متحضّرون!! لا أمل يُرتجى من الأمم المتحدة، ولا من الكونغرس، أو البرلمانات الديمقراطية، من الكونغرس، أو البرلمانات الديمقراطية، ولا أمل يُرتجى من الأجهزة القضائية «المستقلّة»، حيث ينهار مبدأ العدالة، عندما يكون المجرم زعيماً سياسيّاً، غربيّاً، ديمقراطيّاً، ويكون المجرم عراقيا عميلا خائنا , وخاصة عندما يكون الضحايا، ولو كانوا بالملايين، من «الأجانب». ولكن ألا يستطيع، بل ألا يوجد أصحاب ضمير بعدد أصابع اليد الواحدة في الغرب والشرق كي يتكاتفوا من أجل كرامة البشرية لتشكيل تلك السلطة الأخلاقية، التي تجرؤ على تحدّي سطوة القوة اللا أخلاقية لثقافة إفلات مجرمي الحرب من العقوبات السائدة في الولايات المتحدة، ودعوتها إلى محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب في العراق، وتشكيل محكمة دولية مستقلّة لمحاسبة المسؤولين، من الاحتلال وعملائها في حكومة الاحتلالية الطائفية العرقية ووضع حدّ لاستباحة حياة وكرامة البشر، بغض النظر عن العرق، أو الدين، وتحت أيّ ذريعة كانت: منع انتشار أسلحة الدمار.. بالحرب، أو نشر الحرية.. بالاحتلال، أو مكافحة الإرهاب.. بالإرهاب..؟ والسؤال في النهاية: هل يستحق مليون ضحية عراقي، ضمن مفهوم العدالة في النظام الديمقراطي، ومفهوم نشر الحريّة الأمريكي، محاسبة القتلة؟!



#ناجي_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من طفل عراقي للمجرم بوش عنوانها:من فم المأساة أكتب كلم ...
- الفيلم
- التشوهات تطارد أطفال العراق إلى 100 عاما قادما
- وليكن.. مايكون
- أيُّ عراق هذا؟!


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجي حسين - هل يستحق ما يقارب مليوني عراقي لجنة تحقيق دولية؟