أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)














المزيد.....

(الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 10:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


شهداء في الذاكرة

كثيرا ما يوصم البعض من رفاقنا،من ذوي الأصول البرجوازية أو الإقطاعية،بوصمة الانتماء لطبقتهم،في معرض النقد والتندر،لاعتماد الحزب في معظم منطلقاته ونظرياته جانب الطبقة العاملة،وحليفها الطبقي الفلاح،فأذا بدر منه تصرف خاطيء في العمل أو الحياة،كانت التهم جاهزة وتكال لأبسط الأسباب،ورغم ذلك كان للبرجوازية الصغيرة أو الوطنية،دورها المؤثر في مسيرة الحزب النضالية عبر عقود من السنين،فقد أنسلخ الكثيرون عن طبقتهم،والتزموا جانب الكادحين،وخاضوا غمرات النضال بأقدام ونكران ذات،بعد أن رفضوا الحياة المترفة التي يعيشها أندادهم،وانقلبوا على تلك الطبقة التي تلعق دماء الآخرين،وتعيش على متناقظاتهم باستغلال جهودهم،للحصول على أكبر قدر من المغانم والمكاسب. وتاريخ الحزب حافل بالكثير من النماذج التي تؤيد ما ذهبنا إليه في منطلقاتنا النظرية،بضرورة تحالف القوى العاملة مع البرجوازية الوطنية،وما يوازيها من صغار الملاكين وأصحاب المتاجر والعقارات،ومواقف خالد الذكر(جعفر أبو ألتمن)الركن المكين للحركة الوطنية العراقية،والعون الكبير للقوى الديمقراطية في العهد الملكي الغابر،خير دليل على ما نقول.
ومن هؤلاء ــ مع الفارق ــ رفيقنا الشهيد عبد الحسن هادي فرحان ألدبي،الذي أنحدر من أسرة أقطاعية،تبوأت زعامة عشائر الجبور في العراق،وجده فرحان ألدبي من الرموز التي رفضت الانصياع لإرادة الاحتلال البريطاني،برفضه السير في ركابها،والوقوف إلى جانبها في ثورة العشرين،على عكس بعض المشايخ الذين كانوا مع الثورة ظاهرا،وعون المحتلين باطنا،وكانوا أداة المحتل في إجهاض الثورة وفشلها.
ولد الشهيد عام 1948 وتخرج في كلية الهندسة جامعة البصرة عام 1970 قسم الهندسة المدنية،وعمل في اتحاد الطلبة العام،ثم أنخرط في صفوف الحزب الشيوعي العراقي،وبعد تخرجه عمل في شركة(سكا بانيوس)اليونانية التي قامت بمد أكبر شبكة مبازل في العراق،وقد أستغل عمله بين العمال ،فتحرك ظمن هذا الإطار وتمكن من كسب الكثيرين للانحياز إلى جانب طبقتهم والمشاركة في نضالها،وكانت سيارته ذات الدفع الرباعي خير عون له في عمله الوظيفي والتنظيمي،واستغلت للتحرك ظمن أوساط واسعة في الريف ،على امتداد عمل الشركة،لذلك كان نشاطه محل مراقبة دائبة ومستمرة من أجهزة الأمن الصدامية،وعيون البعث المقبور وزبانيته،التي كانت تتابع عمل النشطين،وتحاول بمختلف الطرق التأثير عليهم بوسائل كثيرة أخرها التصفية الجسدية،وقد تسنى لهم ما أرادوا في ليلة عيد الميلاد الميمون 30/31 ـ آذار 1980 ،ففي تلك الليلة كان معه مجموعة من الرفاق منهم الشهداء أبو رهيب وأبو عبيس وأنور سعود مشهد،والرفيق تركي ألهاشم،وقد أوصلهم إلى بيت الشخصية الوطنية والعشائرية في الفرات الأوسط(سعود المشهد)صاحب المواقف المعروفة في سنين النضال،وعند عودته إلى منزله في الحلة الساعة السابعة والنصف مساء،كانت مجموعة من البعثيين يستقلون ثلاث سيارات ،قد نصبوا له كمينا،حيث قام قسم منهم بالاختباء خلف النخيل والأشجار،ووقف ثلاثة آخرون مع رجل ألبسوه ملابس النساء،وأوقفوا سيارته بحجة إيصال تلك المرأة الحامل،ولإنسانيته سمح لهم بالصعود إلى السيارة،فأنقظوا عليه وأوثقوه،وعندما التحقت بهم السيارات الأخرى،أخذوه إلى أمن الحمزة ،ومورست معه شتى وسائل التعذيب،ولكنه تمكن من الصمود،ولم يتمكنوا من الحصول على المعلومات التي توصلهم لرفاقه الآخرين،وقد كسرت أسنانه وشج رأسه من جراء التعذيب ،ثم نقلوه بسيارته إلى الطريق الموصل لقريته،ورمي مع سيارته في أحد المبازل،وقد وجدت جثته بعيدة عن سيارته بمسافة 150 مترا مما يدل على افتعال الحادث،وقد فوجئنا يومها بنبأ استشهاده،في محيط عشيرته وفي أراضيها،وقد راجت شائعات في وقتها،بتورط بعض أهالي المنطقة،وتعاونهم مع القوى الأمنية،وقامت الحكومة بالتلاعب بالتحقيق،وحولت سيره،بإخفاء المعلومات واثبات وفاته غرقا،دون الإشارة إلى آثار التعذيب الظاهرة على جسده،وسجل الحادث قضاءأ وقدرا،رغم وجود الكثير من الدلائل التي تشير إلى وجود أيدي قذرة خلف الحادث،وقد تعرضت أسرته آنذاك إلى مضايقات السلطة الصدامية،وأقدمت السلطات على اعتقال شقيقه الشهيد عبد الحسين في 9/4/1991 لمشاركته في أنتفاظة آذار الباسلة مع زميليه الشهيدين،أنور سعود مشهد،وأركان سعود مشهد،وغابت آثارهم لحد الآن.
لقد كان الشهيد(أبو سلام) صادق الود،عف الضمير واللسان،لطيف العبارة،غني النفس،موفور الحس والشعور،شديد التعلق بأصدقائه ورفاقه،كريم النفس ،يبذل ما يستطيع من أجل الآخرين،لذلك تحلق حوله الكثيرون،وامتدت علاقاته إلى أوساط واسعة من مختلف الشرائح الاجتماعية،عرفته عن قرب من خلال علاقته بشقيقي الأكبر(أبو حسنين)الذي كان يرتبط معه بعلائق قوية،كان لوحدة الانتماء،وتوافق التوجهات ،أثر في أطرادها ومتانتها،وقد بين لي الكثير من مواقفه النضالية الرائعة،والأدوار التي لعبها الشهيد الكريم،وقدراته التنظيمية،واندفاعه إلى حد المغالاة،مما جعل داره،ومنطقته العشائرية،ملاذ للكثير من المناضلين الذين قارعوا السلطة بعد انهيار التجربة الجبهوية.
لك المجد والخلود أيها الراحل الكريم،فقد أديت ما عليك وصنت الأمانة،وناضلت بما يليق بمن يحمل أسم الشيوعي،وهاهي صورتك المعلقة إلى جانب صورة شقيقك عبد الحسين في مقر الحزب الشيوعي،تثير في نفوس رفاقك وأحبتك وأصدقائك الكثير من الذكريات،عن أيام النضال،ومقارعة الدكتاتورية الغاشمة،فنم قرير العين،فلا زالت الراية التي استشهدت تحت لواءها خفاقة في سماء العراق،وهاهم رفاقك الأشاوس يناضلون بعزم وصلابة من أجل بناء وطنهم،وإسعاد شعبهم،على ما عهدتهم من الرجولة والأمانة والنزاهة والتضحية ونكران ألذات،وعهدا سنكون كما كنا،أبناء بررة لوطننا العزيز،ولن نتوانى مهما كانت الظروف عن المسير في ذات الدرب،درب الحرية والنضال من أجل بناء وطن حر وشعب سعيد.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
- حمزة عبد الرضا الغريباي
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
- محطات من حياة الراحل معن جواد(8)
- حول عودة الملكية للعراق - القسم الأول
- (روح فهم أحمد أغا)
- (احتلال الأرصفة والشوارع)
- مقدمة لكتابي حكايات أبي زاهد
- التحالفات الجبهوية للحزب الشيوعي العراقي
- الشهيد أبو رهيب...الرهيب
- قصيدة المجرشة...هل هي حلية فراتية؟أم كرخية بغدادية
- الرفيق الشهيد عبد الأمير يحي الموسوي
- وداعا... فؤاد التكرلي
- انهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات/5
- (أنه المسيكينه)


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)