أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان النقاش - الانسان .. مهمة وطنية















المزيد.....

الانسان .. مهمة وطنية


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:02
المحور: المجتمع المدني
    


الانسان المؤهل للحركة المنتجة ..
جوهر الإنسان ليست طبيعته البيولوجية ولكي يتحول الى كائن انساني فانه يخضع لعوامل ذات طبيعة اجتماعية وفي مقدمة هذه العوامل هو "العمل" الذي وجد له تجسيدا في تركيبة الجسم الانساني .
وهكذا فان الوسط الاجتماعي يولد لدى الانسان مظاهر الحياة – ملامحه المختلفة عمله افكاره وطموحه وحاجاته وقدراته – وغيرها من الخصائص النفسية والشخصية ،الحيوية،العواطف، العادات غيرها وهذه المظاهر تمثل محصلة لعلاقات اجتماعية ذات تصنيف محدد وهي بمجموعها تؤلف مظهرا لكل تنوع العلاقات في المجتمع وبالنتيجة سيكون جوهر الانسان هو بالضبط مجموع العلاقات الاجتماعية وهو عقدتها ومركزها ايضا .. الشخصية الانسانية تتغير باستمرار او تتطور تبعا لتغير او تطور الوسط الاجتماعي فبعض ملامحها ومظاهرها تذوب في مجرى هذا التطور واخرى تستجد وثالثة تتطور وتترسخ ، والوسط هذا ليس تركيبا متشابها فانه يحوي دائما اسس الحاضر وخبايا الماضي وبذور المستقبل .
وعلى هذا الاساس سوف يكون الانسان حلقة ذات وظيفة عامة في المجتمع الذي بدوره سيسهم في بناءه الشخصي وسيسهم هو في بناء المجتمع .
ان الوصول الى التطور الحر والتعبير الاكمل عن جميع مظاهر الحياة الانسانية بمعناها الراقي والوصول الى درجة عالية من الانسجام والاستفادة منها باحسن صورة لصالح المجتمع وبالتالي لصالح الانسان نفسه يتطلب عملا سياسيا وطنيا يبدأ بتثوير القدرة الانسانية واعتبارها هدف وخلق الظروف الاكثر ملائمة للطبيعة البشرية وتسخير الثروة المادية والطبيعية وتحولها الى وسيلة لاظهار القابليات الانسانية الخلاقة حتى يصبح الانسان نفسه المتطور تطورا شاملا اكبر ثروة اجتماعية .
غير ان تعرض المجتمع الى حالة من النكوص وبروز المصلحة الشخصية كغالب لارادة المجموع لتصل الفردية والانانية الى اعلى درجات تعبيرها من خلال الاستحواذ واستخدام الجماعات للانتفاع واشباع الحاجات والشهوات الخاصة على حساب اخر لاحيلة له في التنافس وسط احتكار مشوه لمراكز القوى ..
ان تحرير الانسان واقامة مجتمع حقيقي هي المهمة الاكثر جدية لاي عمل او هدف وطني وهذا يستلزم نضالا لاهوادة فيه لتاهيل الثروة البشرية المتنامية رغم كل الظروف المريعة التي مرت بمجتمعنا .
اكثر من اربعة ملايين نسمة كانت نتيجة احصاء عام 1957 في العراق وما تميز به من فوارق طبقية واضحة ونسبة عالية من الامية في اوساط الرجال والنساء ونسبة اخرى من الفقر المدقع والفقر المطلق تركزت عند اولئك الذين هاجروا من الريف الى المدينة وما رافق حياتهم من بؤس وتخلف وسوء تغذية ، اذ يصف حنا بطاطو في كتابه عن تاريخ العراق الحديث هذه الشريحة ممن سكنوا منطقة (المجزرة او الميزرة) انهم كانو يعيشون في مخيم بيوته من الطين والصفيح على ارض تنز بمخلفات النفايات المرمية في النهر من المستشفيات القريبة اذ يشير احد الاطباء البريطانيين ان اغلب زائريه من هذه المناطق يعانون من فقر الدم نتيجة الجوع وسوء التغذية ..وتشترك في هذه الصورة نسبة كبيرة من المجتمع العراقي في الجنوب والشمال وكافة ارجاء الوطن .. ولكن رغم هذا هناك دائما من يتصدى لانتشال هذا الانسان فحققت القوى الوطنية نجاحات كبيرة باتجاه بناء الانسان بعد ثورة 14تموز من خلال التشريعات التي صبت تماما في طريق تحرر الانسان كقانون الاصلاح الزراعي واسكان الفقراء والمشاريع الانمائية التي استهدفت الانسان بشكل اساس ...
ورغم كل معرقلات النمو البشري التي وضعها امراء التخلف ومنظريه فان سبعينيات القرن الماضي شهدت اشراقات كبيرة للعطاء الانساني العراقي تمثل في اروع الابداعات سواء على الصعيد العلمي او الثقافي او الرياضي والفني وجاء هذا نتيجة لتراكم الجدية النضالية التي توغلت بعيدا في اعماق الحاجة الملحة لحياة الانسان بحيث ان القوى الاخرى (المتربصة ) كانت قد تنازلت كثيرا امام المطالب التي كان يعمل عليها الوطنيون .. حتى غدت الشعارات تاخذ طريقا مقنعا لدى غالبية الجماهير وكانت ثورة الانجاز النفطي وما اتيح من ثروة عززت الامال لانطلاقة تاهيلية لحياة ثلاثة عشر مليون انسان عدهم احصاء 1977 .. غير ان اصرار التخلف على بناء اسسه حول هذه الثروة البشرية والمادية الى وقود لحروب استلزمت قناعات ثقافية واجتماعية سخرت جميع الامكانات التكتيكية بعد تصفية القوى الوطنية والاجهاز عليها واظطرارها الى العمل التظيري البحت الذي يستلزم قنوات اتصال عمل النظام بجد على قطعها او الغائها ذلك لخلق مجتمع مهمته الاولى الحفاظ على النظام ورأسه ولتعود ثانية صور البؤس والشقاء ومعدلات الامية والبطالة اضافة الى امراض اجتماعية جديدة كالجرائم المنظمة و الفساد الاداري والمالي اذ تعرضت بنية المجتمع العراقي بعد ان وصل العدد اليوم الى اكثر من 27 مليون نسمة الرقم الذي اعتمد في انتخابات عام 2005 الى تبدلات متواصلة فرضتها حالة عدم الاستقرار ونهج وسياسات النظام المنهار واطلقت حراكا اجتماعيا افضى الى طمس المعالم والحدود الفاصلة بين قطاعاته واعاق عملية تبلورها ، حيث ازيحت القوى والمجموعات الاجتماعية التي كانت تحظى بدعم ذلك النظام ورعايته من مواقع النفوذ والتاثير السياسي والاقتصادي، وبالمقابل ظهرت فئات وشرائح اجتماعية تتداخل انشطتها مع عمليات السطو والنهب والخطف وانواع الجريمة الاخرى ، وانعكس احتدام الصراع بصوره المفتعلة على اسس طائفية على منظومة القيم مؤديا الى تشظي قطاعات اجتماعية الامر الذي جعل الولاء والانحيازالطائفيين من المعالم المميزة لهذه المرحلة .
ومن هنا تاتي اهمية النضال وراهنيته من اجل فك التشابك بين المجتمع المدني ومؤسسات السلطة السياسية بما يتيح خلق الشروط لتطور المجتمع وتحرره من سطوة الدولة وبما يحول دون صعود بدائل استبدادية ايضا تحت يافطات مختلفة فيما تحتاج البلاد الى دولة جديدة تمثل نفيا لكل اشكال الاستبداد .
ان تتحقيق الاهداف التنموية يبدأ باجراءات تتناول البعد الاجتماعي والتركيز على اشكالية الديمقراطية ومؤسساتها التي يبنغي ان توفر الشروط المثلى لتحقيق رقابة مجتمعية ، ومن هنا اهمية الربط الصحيح بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ذلك السبيل القادر على اخراج بلادنا من محنتها البنوية ولكي نضمن بناء انساننا الضامن لمستقبل اكثر اشراقا علينا العمل على :-
• الارتقاء بالمناهج التعليمية وطرق التدريس لتطوير قدارت الشباب العلمية من خلال بلورة استراتيجية وطنية شاملة لترقية قطاع الشباب
• تعميم ثقافة حقوق الانسان والتسامح في المدارس والجامعات
• الاهتمام بالمنتديات ودعمها ماديا وجعلها اماكن للتجمع لكلا الجنسين لاطلاق الابداع الفكري والثقافي بعيدا عن العنف والسلوكيات الضارة اجتماعيا وتوفير الامن لها
• دعم وتطوير المرأة وتعميم ثقافة مساواة المرأة واحترام حقوقها وخلق الظروف الكفيلة كي تحتل موقعها المناسب في مختلف المؤسسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
• الاهتمام باماكن الترفيه ( متنزهات – مسارح- دور سينما)
• العمل على تكثيف البعثات الدراسية
• وضع ستراتيجية وطنية للتشغيل وامتصاص البطالة في قطاعات انتاجية
• الاهتمام بالطفلولة ورعاية الايتام وتاهيلهم اجتماعيا
• الاهتمام بكبار السن والمتقاعدين واستثمار خبراتهم
• الاهتمام بالمعوقين وذو الاحتياجات الخاصة
• استثمار الارض ورعاية المزارع والفلاحين
• تشجيع المنظمات المدنية واهمها الجمعيات والنقابات المهنية .




مصادر
الشيوعية العلمية افاسييف
وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس
- رواتب المناصب العليا والتساؤلات المطروحة
- التوافق: خطوة للامام خطوتان الى الوراء
- الاسس الامريكية للفساد في العراق
- انحراف الخط النضالي في العراق
- تحديات الخيار الديمقراطي
- الطريق الى النزاهة
- جدلية الوعي السياسي.. المفهوم والممارسة
- الاستثناء والقاعدة .. غي ثقافة الاختلاف
- النزاهة .. طريق اقصر لدولة الرفاه


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان النقاش - الانسان .. مهمة وطنية