أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - حمزة عبد الرضا الغريباي














المزيد.....

حمزة عبد الرضا الغريباي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 02:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رفاق في الذاكرة

أستطاع الحزب الشيوعي العراقي التغلغل في أعماق الريف العراقي،والوصول إلى أقاصيه،وأنتبه إلى المسألة الفلاحية في وقت مبكر،وشخص ما يعانيه الفلاح العراقي من ظلم وإجحاف وهيمنة مقرفة لحفنة من المغامرين والأقطاعيين والملاكين والمرابين،وتلاعبهم بمقدراته،فبدء ينشط من خلال المعلمين وموظفي الأمراض المتوطنة الذين تستدعي طبيعة عملهم التجوال بين الأرياف العراقية،وعلاقات الفلاحين بسكان المدن ورجال الدين المتنورين الذين كانوا يبثون الوعي بطريقتهم المقبولة لدى الناس،وكان لهؤلاء تأثيرهم بتبصير الفلاحين بواقعهم وطبيعة الصراع الطبقي بأساليب بسيطة تتلاءم ومدارك الفلاح العراقي،فكانت قسمة الحاصلات الزراعية الطريق المناسب لتوعية الفلاح باستغلال جهوده من قبل الآخرين.
وكانت أرياف بابل من أكثر المناطق خصبا في التنظيم ألفلاحي،فقد تهيأ لها كادر قيادي منظم،لا يعرف الكلل أو الملل،كان يجوب الريف ألفراتي من أقصاه إلى أقصاه،ذلكم هو خالد الذكر شهيد الحركة الشيوعية والفلاحية كاظم الجاسم "أبو قيود" الذي سيكون له مكانه المناسب في ذكرياتنا عن رفاقنا الأبطال،فكانت قرية البو شناوة الانطلاقة الأولى للتنظيم ألفلاحي،ومنها أخذ التنظيم يتمدد باتجاهاته الأخرى،بتأثير الرفيق المذكور،ومن أعانه من الرفاق الآخرين،وكان لقرية الإبراهيمية"الدبلة" أن تكون بداية الانطلاق،بحكم قربها من قريته،والوعي الذي عليها أهلها لقربهم من مركز الحلة.
في هذه القرية ولد الرفيق حمزة عبد الرضا الغريباي عام 1917،فكان تزامنها مع ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى فأل لما سيكون عليه،فتعلم القراءة والكتابة في كتاب القرية الذي كان يديره الشيخ على الغريباوي،على عادة الناس في تلك الأيام لعدم وجود المدارس النظامية،وهذا من النوادر في قرية كالدبلة،وبعد أن كبر ونما أنصرف للأعمال الحرة،فأشترى سيارة كانت الوحيدة في القرية،لذلك كان حلقة الوصل بين المدينة والريف،ولأنه من أسرة ميسورة فقد أشترى جهاز راديو يعمل بالبطارية،والراديو في تلك الأيام من عجائب الدنيا السبع،لذلك أستطاع أن يكون له مكانة اجتماعية متميزة،فكانت داره خير ما يجمع القرية تلك الأيام،وكان الراديو الوسيلة الأكثر فعالية للالتقاء بالناس والتأثير عليهم،وبحكم علاقته الوثيقة بالشهيد كاظم الجاسم،فقد انتمى للحزب الشيوعي أوائل الخمسينيات،فكان معين للرفيق في التنقل لانجاز مهامه الحزبية،والأمر الثاني المؤثر في هذه القرية،وجود المعلم الشيوعي المرحوم(حسن ألبياتي)الذي أخذ على عاتقه تعليم الأميين،فأفرد لهم صفا للتدريس المسائي مجانا،فتعلم على يديه الكثيرون،ولا زال البقية منهم يذكرون بالخير والثناء،ذلك المربي الجليل الذي تميز بحس ثوري،وأيمان مطلق بالشيوعية،فقد كان يعلم الأطفال النشيد:
يا أمي لا تبكي عليه أنا شهيد الوطنية
لأجل الشعب روحي أفديها لأجل السلم والحرية
وكان في القرية المعلم الشيوعي(عبد المولى جليل) الذي لا يزال حيا يرزق،وكان شعلة من النشاط والحيوية،وجذوة وطنية أنارت الطريق للكثيرين،وقد أدى دوره الوطني على أحسن ما يكون الأداء،وأرتبط معهم بعلاقة وثيقة،وعمل معهم في تلك الفترة الرفيق عبد زيد نصار الذي أنتمى للحزب عام 1956 وشارك في تكوين الخلايا والعمل التنظيمي بكل جد وصبر،وكانت دار أبو سعد المحل المناسب للاجتماعات الحزبية،لذلك لفت هذا النشاط الأنظار فدوهمت الدار من قبل الشرطة السرية عام 1956،وقلبوا محتوياتها رأسا على عقب بحثا عن منشورات أو وثائق تدين صاحبها،فلم يتسنى لهم العثور على البريد الحزبي الذي كان في مكان آخر،وعثروا على بعض الجرائد والمجلات البعيدة عن اليسار أو الشيوعية،فعادوا يجرون أذيال الخيبة والفشل، واعتقل على أثرها،ثم أطلق سراحه، وظل مصاحبا لهذا الثلاثي الرائع،ولكن علاقته بالرفيق أبو قيود،كانت أكثر متانة بحكم العلائق الريفية،لذلك كانت سيارته الوسيلة الوحيدة لنقل البريد،أو التحرك للأماكن البعيدة،فكان للتنظيم امتداده في القرى المجاورة،ولا تخلو قرية أو منطقة من شيوعي أو أكثر،وذلك بجهود الرفيق أبو قيود ونشاطه الدائب الذي جعل منه علما من أعلام الحزب في الفرات الأوسط.
وبعد انبثاق فجر الحرية في 14 تموز الخالد،انطلق الحزب للعمل شبه العلني،وتمكن بفترة وجيزة من بناء المنظمات الديمقراطية لحماية الثورة ومكتسباتها،،فشكلت الخلايا في الريف والقرية،وكانت الخلية الأساسية لقرية الدبلة تتألف من الرفاق عباس خضير وعبد مسامح،وعبد السادة حمزة،ومجيد يونس وعبد الحسين محمد،وهادي حسن عوده الجيلاوي،ونوري حبيب وكاظم السيد عبد ومحمد هاشم وغيرهم من الناشطين في التنظيم الحزبي والنشاط الديمقراطي،وكان لهم دورهم في المشاركة بالمسيرات الجماهيرية،والمظاهرات الثورية التي أرعبت القوى الرجعية وجعلتها تحاول النيل من تعلق الجماهير الشعبية بحزبها المجيد،وفي ذروة النشاط الثوري أصيب بمرض لم يمهله طويلا،وتوفي بعد شهور من انبثاق الثورة.
وقد تعرضت عائلته للأذى جراء ممارسات عصابات الأمن القذرة،وكان أبناءه سعد ورياض عرضة للاعتقال والتعذيب،فقد أعتقل سعد عدة مرات،وأودع في سجن رقم (1) وقصر النهاية،وسجن الحلة وسجن الكسرة في بغداد والمواقف الأخرى،فكانت أم سعد مثال للمرأة المناضلة المضحية،تدور من سجن إلى سجن،متابعة لأبنائها،توصل لهم ما يلزم من ملابس وطعام،وتعرضت للكثير من الأذى جراء المعاملة اللا إنسانية لزبانية العهد القديم،ولا زال أبنائه على طريق والدهم،يمارسون دورهم الوطني في الدفاع عن حقوق الكادحين.
الذكر الطيب للرفاق الراحلين،فقد صانوا الأمانة،وأوفوا بالعهد،وبذلوا جهدهم من أجل رفعة شعبهم ووطنهم،وعهدا أن نبقى على ذات النهج ،لا نعرف الكلل أو الملل،وفي طليعة المناضلين من أجل بناء العراق الجديد،وتحقيق شعارنا الخالد وطن حر وشعب سعيد.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
- محطات من حياة الراحل معن جواد(8)
- حول عودة الملكية للعراق - القسم الأول
- (روح فهم أحمد أغا)
- (احتلال الأرصفة والشوارع)
- مقدمة لكتابي حكايات أبي زاهد
- التحالفات الجبهوية للحزب الشيوعي العراقي
- الشهيد أبو رهيب...الرهيب
- قصيدة المجرشة...هل هي حلية فراتية؟أم كرخية بغدادية
- الرفيق الشهيد عبد الأمير يحي الموسوي
- وداعا... فؤاد التكرلي
- انهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات/5
- (أنه المسيكينه)
- هل كان الحزب الشيوعي العراقي مخطئا في تأييد قرار التقسيم
- ( وثيقة عهد بالدم)


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - حمزة عبد الرضا الغريباي