أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - لا تندهي ما في حدا فقد تأسرلنا















المزيد.....

لا تندهي ما في حدا فقد تأسرلنا


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 09:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المؤسف أن نقر أننا قد ألفنا مشاهد المجازر الصهيونية , أو بمعنى آخر لم تعد تهز مشاعرنا ولا أعصابنا مشاهد أشلاء اللحم البشري المتناثر والمحروق والمقطع إن كانت أشلاء أطفال أم عجائز أم شباب أم نساء أو رضع , ولم نعد نستطيع الصراخ فقد بح صوتنا كثرة الصراخ بسبب كثرة مجازرنا , بل نعلن أننا تخلينا من زمن بعيد عن صفة تهور النزول إلى الشارع تظاهرا حتى لا يؤدي إلى استفزاز السلطات الأمنية العربية على مساحات شرقنا المتوسط واعتقالنا , فهي لم تبقي لشعوبنا حق التجمع والتظاهر إلا لصالح هذا الفريق الرياضي أو ذاك أو لصالح مطرب أو مطربة , وطبعا ولا بد من ذكر أننا ومنذ زمن قد استقلنا كيسار من المقاومة , لصالح ما يسمون القوى الإرهابية .
لماذا كان هذا؟
لأننا تأسرلنا !! نعم تأسرلنا ...ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده البعض من المعارضة العربية القريبة من ساحة الجريمة , لبنان وسوريا ومصر , أي ليس بالمعنى الذي ذهب إليه معارضي الجوار الفلسطيني بأن قضية الصراع العربي الصهيوني قد استهلكتهم وسيطرت على كل نشاطاتهم السياسية والفكرية والمعاشية فأهملوا بالتالي النضال من أجل أمن مواطنيهم ولقمة مواطنيهم بالإضافة أن هذا حدث على حساب تنعمهم بالديموقراطية التي أجلوا تحقيقها إلى ما بعد تحرير فلسطين فبالتالي جاءت على حساب برنامجهم في إسقاط أنظمتهم الديكتاتورية , وقرروا أنه كفى , يكفي النضال الذي بذلوه من أجل فلسطين والفلسطينيين فإن مكوناتهم تحتاج نضالهم ولو قليلا .
الأسرلة التي نقصد هي بالمعنى الذي أدى لهذه الحالة التي قد وصلنا إليها من الرداءة في جوار المذبحة وساحة الجريمة , إن في فلسطين أو لبنان أو العراق , ولا نقصد بالطبع التردي في حالة الأنظمة العربية وردود أفعالها ومواقفها من الجريمة , لأنه حقا لشيء ممل وممجوج التكرار والإعادة بأن هذه الأنظمة بتركيبتها الاجتماعية والطبقية وتوجهاتها السياسية هي هي العدو أو في أضعف الإيمان في صف العدو أو لنقل في خدمة العدو , فهي جزء من قواه وأدواته التي يدخلها في حسابات قواته (ونعني بالعدو الامبريالية العالمية والربيبة إسرائيل وليس القادم من الشرق , الشيعي ولا تحت مسميات أخرى كصليبي أو هندوسي أو كافر), عندما يقررون حملاتهم العسكرية لارتكاب المجزرة , إن كان في حق سكان القطر هذا أو ذاك , أو في حق سكان وتجمعات مسرح الجريمة فلسطين أو شتاتها , بل أحيانا يوسع مسرح الجريمة ليشمل المياه الإقليمية السورية واللبنانية والمصرية والخليجية وهكذا دواليك..ما نقصد بحالة الرداءة والأسرلة هو ما يجري بالضبط في صفوف المعارضة لهذه الأنظمة وخاصة في صفوف ما يسمى أو ما كان يسمى يسار عربي , لا فرق إن كان سوري أو لبناني أو عراقي أو ..أو..إلخ.

هناك , في العالم السفلي في القطر السوري , عندما كنت معتقلا طوال عقد الثمانينات ويزيد على لائحة حزب معارض سوري(الحزب الشيوعي المكتب السياسي) , ولأنني فلسطيني التابعية , خصني الجلاد بتعذيب مضاعف , إن كان في الدولبة(من دولاب) أو مدة الشبح أو بالصعقات الكهربائية ..إلخ بل أن أحد جلاديه خوزقني على القنينة بسبب حملي لهوية فدائي فلسطيني عند اعتقالي , مرة لأني معارض سوري , ومرة لأني فلسطيني بل أن أحد جلاديه , أبو العز في أمن السرايا , قد خوزقني على القنينية لأنني كنت أحمل هوية ضابط فدائي فلسطيني عند اعتقالي , لماذا كان هذا؟
الجواب جاء على لسان المحققين معي أثناء استجوابي إن كان من الضباط الأمنيين أو من الجلادين ,
قال لي أحد ضابط الأمن في فرع التحقيق العسكري في إحدى جلسات التعذيب غاضبا : ولك يا ابن....(كلمة بذيئة تناولت أمي) بدنا نغتصب كل نساء سوريا وسنعلق كل الشباب السوريين بالمشانق ونفعل كذا وكذا ..بس شو إلك علاقة وشو بخصك يا ابن ....بدك تحارب روح حارب بفلسطين , ضد إسرائيل مو ضدنا , وإذا بدك ديموقراطية روح سويها ببلدك.
كنت أجيبه أن شعوب هذه المنطقة أمة واحدة وتجمعها مصالح واحدة , وعدوها واحد , ومايحدث في فلسطين يؤثر على سوريا وغيرها وبالعكس , فإن كانت سوريا بخير فلسطين ولبنان والعراق طبعا بخير , والعكس صحيح , ثم تابعت أليست هذه هي مباديء حزب البعث؟
ما قصدنا مما سبق , أن دعاوى أطراف من المعارضات العربية في الفترة الأخيرة وخاصة بعد الغزو العسكري الأمريكي المباشر على المنطقة في الانكفاء على الذات القطرية , بل على المكونات-العبارة التي كثر استخدامها بعد الغزو الأمريكي للمنطقة وامتد استخدامها إلى لبنان وفي الفترة الأخيرة إلى سوريا والتي تعني فيما تعنيه :الدينية-المذهبية -الإثنية -الطائفية , والتنظير بأن العدو قادم للمنطقة من الشرق وأن الخطر النووي الذي يتهدد المنطقة ليس القوة النووية الصهيونية أو الأمريكية بل إيران النووية المحتملة , إن هذا لهو النتيجة الجوهرية والأساسية للأسرلة , الأسرلة هي في أن نتخلى عن مهامنا في مواجهة استباحة كل شيء في حياتنا من قبل الامبريالية والصهيونية , ليس فقط الأرض الوطنية وثرواتنا وأمننا وكرامتنا , بل حياتنا كبشر وحياة أطفالنا , ومستقبلنا كشعوب فيها , والمواجهة لا تكون بأن نستكين ونتبع سياسة واقعية جدا وحكيمة تسعى للانخراط في صفوف القوى التي توظفها الإدارة الأمريكية لخدمة أجنداتها أو من المحتمل أن تكون تحت دعاوى التخلي عن سياساتنا الخشبية السابقة , والتخلص من شعارات أكل الدهر عليها وشرب أو سقطت مع سقوط جدار برلين أو انهارت مع انهيار الاتحاد السوفييتي , وتمزيق كل الأفكار والأيديولجيات عدا نظرية نهاية العالم عند أمريكا وأمريكا هي العالم والعولمة القادمة , وأن نكون ديموقراطيين حاف دون انحياز اجتماعي أو وطني , وعلينا أن ننفك ونتحول عن انتمائاتنا الطبقية والاجتماعية في بعدها القطري أو الإقليمي أو العالمي لصالح الانخراط في مكون من-مكونات- هذا الشعب إن في سوريا أو لبنان أو العراق , وإن اضطررنا للتضامن مع بعضنا فلنتضامن على أساس هذه المكونات , وليس على أساس الطبقات التي ملّ هذا الطرف من تردادها وقرف من سماع سيرتها , تماما كما سياسات الأنظمة الواقعية التي كانت في كل المجازر واستباحة المخيمات في خدمة أهداف ومصالح الاحتكار العالمي وإسرائيل.
كنا نتمنا لو أتت البارجات الأمريكية التي تمخر بحارنا بالأمس لتحاصر قوى اليسار في سوريا ولبنان لأنها تفكر بمؤازرة الفلسطينيين ردا على ما تقترف إسرائيل من مجازر بحق أطفالنا , وكنا نتمنى لو أن يسارنا ينهض من كبوته في ظل ما يجري من سعار للقوى الامبريالية والصهيونية على منطقتنا فيدعو للثورة والمقاومة , يصيغ برنامجا موحدا عريضا يقود كل فصائل المقاومة في المنطقة ذات المصلحة الواحدة , كما في أمريكا اللتينية والجنوبية , في مواجهة هذا السعار الامبريالي القادم إلينا لذبحنا وتصفيتنا كشعوب وتحويلنا إلى مكونات و فقط مكونات , سنة , شيعة , دروز , علويين , موارنة , أزديين , فيليين , أرثوزكس , كاثوليك , آشوريين , سريان , أرمن , آراميين , وعذرا من اللذين لم نذكر مكونهم بسبب جهلنا به وقلة ثقافتنا .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في أسباب تخلفنا
- قصة قصيرة ...ألاعيب الذاكرة
- غادر الحكيم السديم العربي
- معطيات مفزعة عن واقع البناء في القدس الشرقية
- قصة قصيرة جدا
- قصص قصيرة جدا من مجموع ندى الذاكرة
- قصة قصيرة جدا ....من مجموعة - ندى الذاكرة-
- قصص قصيرة جدا من مجموعة - ندى الذاكرة-
- (موضوع مؤجل)....قراءة في كتاب منشور باللغة الألمانية يتناول ...
- في المشهد الأوربي
- الكلمة القذرة
- ماذا يحصل للفلسطينيين في لبنان؟
- رأي حول محاكمة رجالات النظام العراقي السابق
- ترجمة مقال من اللغة الألمانية للعربية لداعية السلام المناضل ...
- أسئلة ولدي الصغير الصعبة
- في المشهد الفلسطيني
- سقوط الورقة الأخيرة
- إعلان
- مرة أخرى في المشهد السوري
- ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - لا تندهي ما في حدا فقد تأسرلنا