أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند الحسيني - الفضائيات العراقية .... بين اللطم والردح الطائفي















المزيد.....

الفضائيات العراقية .... بين اللطم والردح الطائفي


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 03:30
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثيرة هي الفضائيات العراقية هذه الأيام , فهي في تناسب طردي بينها وبين الاوضاع المتأزمة في العراق فكلما زادت وأشتدت محن ومعاناة العراقيين كلما كثرت المحطات الفضائية والاذاعية , والمفروض انها حالة ايجابية لان هذه القنوات قد ولدت من رحم هذه الازمات وماهي الا انعكاسا للواقع المعاش , إذ وصلت القنوات العراقية الى اكثر من 60 فضائية عراقية موزعة على الاقمار الصناعية .
ولكن على كثرة هذه القنوات يرى المتتبع بانها ليست اكثر من جعجعة بدون طحن فكل واحدة من هذه الفضائيات تطبل وتزمر لولي نعمتها وصاحبها, ويصح عليها القول القائل : (بل إني افتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا أرى أحداً) فهي ليست اكثر من حيز فضائي غير مرغوب به لا بل ان البعض (( وانا منهم )) قد حذفها من جهازه المستقبل لكي لا يتعثر بها حين يقلب القنوات الفضائية .
فمشكلة هذه الفضائيات معظمها " لكي لا اعمم" قد غيبت الهوية العراقية وجعلت نزق صاحبها او ايدلوجية الحزب التي تمثله هي الطاغية على فقرات برامجها وبثها, ورتاها اشبه بمؤسسة حزبيية منها الى فضائية اخبارية ثقافية او حتى فنية, فهي تعبر عن رأي مالكها ومهما كان هذا المالك سياسي او " حرامي " فكلهم في الهوا سوى ومبداهم في الاعداد والتقديم واحد وهو تغييب الوطنية العراقية ,فهم غير معنيين بالعراق والعراقيين ولكل شخص منهم لديه اجندة يريد تطبيقها عن طريق قناته الهزيلة .
والبعض من هذه الفضائيات تتعمد ترتيب لقاءات متفق على حواراتها مسبقا واتخذت من بعض المثقفين مطية لهم , ومن بعض الامور المتفق عليها هو كيل المديح للقناة ولصاحبها وكان القضية اصبحت قضية فلان وعلان (!) وليست رسالة مهنية شريفة غايتها هي المواطن .
وبالاضافة الى ادلجة هذه القنوات وفبركاتها نرى وبكل وضوح انعدام الكفاءة المهنية في الطرح والنقص الواضح في الخبرة الفنية (( وأقصد في تحرير الاخبار وايضا مايخص مسائل الاخراج والاعداد والغرافيكس)) وغيرها من الامور التي من الواجب اتباعها في كل مؤسسة اعلامية مرئية ومنها عدم انتقاء وجوه تلفزيونية تليق بها كمحطة فضائية والذي يريد ان يعرف ما اقصد ماعليه سوى ان يتابع مقدمين ومذيعات هذه الفضائيات في الطرف المحجب والطرف السافر ليرى ويعرف حينها حقيقة مقصدي , فهي وجوه اشبه باناس اصابهم زلزال او كانهم قد خرجوا توا من تسونامي مدمر , ناهيك عن الاصوات التي هي اشبه باصوات بائعي سوق شعبي " جماعة 3 بربع " مع ان بعض هذه الفضائيات لديها امكانيات مهولة تفوق كبريات القنوات العالمية بالتخصيصات المالية !! .
وبصراحة ان هذه القصور المهني والفني قد يجوز انه يهون امام انعدام بث روح الوطنية والتعمد في تغييب روح المواطنة في اغلب هذه القنوات الاسلامجية والمشعانية والبزازية وقنوات " الهشك بك " فالقصورفي النواحي الفنية لاتضر ربما الا بسمعتها الفنية , ولكن الطامة الكبرى بان معظمها اصبح يتحدث بالنيابة عن شرائح المجتمع العراقي واعلنت بصورة أوباخرى انها الناطق والمتحدث الرسمي لهذا المواطن او ذاك , وكلنا قد سمع في السنوات التي مضت مسميات غريبة عجيبة مثل : " اهلنا في ديالى - واهلنا في الانبار- اتباع اهل البيت- اتباع المصطفى - الخ الخ الخ " .
وأعتقد غير ظالم بان غرف الاخبار لهذه الفضائيات هي غرف ملوثة بوباء مالكها الطائفي او العنصري وأيضا القصور المهني ليس ببعيد عنها فجلهم هم طارئين على المهنة او ربما ان كفائتهم الوحيدة هي كونهم من اقارب ومعارف المالك الاوحد للمحطة .
فهذه المحطات لم نراها تكرس سوى للافكار الهدامة والاكاذيب والافتراءات عبر ساعاتها الاخبارية المملة والتي تثير الشحناء بين عموم العراقيين, والانكى من ذلك ان بعضا منها اصبح محاميا بدون حقيبة ومع سبق الاصرار والترصد عن كل الارهابيين والسارقين والمجرمين القتلة فبالنسبه لهم كل مجرم هو منكل به من قبل الحكومة (!), ناهيك عن بيانات الشجب والاستنكار التي نسمعها وبعض الشعارات التي تحمل في طياتها مزايدات وطنية وهي في حقيقتها فارغة من المضمون (!) .

اما في الجانب الاخر فنرى اللطم والندب والنعي 25 ساعة يوميا حتى مسخوا مفهوم عاشوراء, وبفعل مبالاغاتهم السمجة خبت بريق ثورة الحسين الخالدة واصبحت كانها يوما عالميا للطم والتطبير , فاصحابها جعلوا كل فضائية كربلاء وكل ساعة عاشوراء وبدون ادراك حقيقي لمضمون الفلسفة الحسينية والتي تتلخص برفض الظلم والطغيان وعدم تقبل الذل والهوان ... " وللأسف لم نرى لهذه الساعة ملحمة ثقافية تتبناها هذه الفضائيات تجسد فكرة الاصلاح الحسيني الحقيقي مثل مافهما ماوتسي تونغ وغاندي وغيرهم من المستشرقين الغربيين" .
وقد راينا محتوى بث هذه القنوات من بداية شهر محرم ليومنا هذا , فكلها ندب وعويل ونياح وكان مآسينا قد انتهت وانعدمت واصبحنا بدون هموم وبدون اوجاع , واسئل : هل ائمتنا الاطهار يحتاجونا لكي نبكيهم او لكي نلطم صدورنا ونشق جيوبنا عليهم ؟؟!! .. ولا ابالغ حين اقول هم لا حاجة لأمثالنا بان يبكوهم وينعوهم بل نحن احوج لبكائهم ونوحهم علينا فهم في عليين ونحن في نار العراق الملتهبة ... والاهوال التي صبت على العراقيين كافية لان تبكينا ملائكة السموات وان يشقوا جيوبهم على محننا اليومية والمستمرة .

وندائي لهذه القنوات بان تجعل لشهر محرم خصوصية لكي يتميز عن باقي الاشهر ولكي لايضيع مضمونه وفكرة شهيده الامام الحسين في ايام السنة الطويلة ..وجميعنا يعلم بان عاشوراء قد أصبح مصدر رزق بعض الفاشلين دراسيا واجتماعيا وباتوا نجوم في عالم النوح الحسيني , حتى أصبحت هذه المناسبة المأثورة تدر عليهم الاموال عن طريق ابتزازهم لعواطف العراقيين باصواتهم ونعيهم الذي لايكل .
فلو تترك هذه المحطات البكاء واللطم والعويل الان ولتركز جهودها ضد الفساد والمفسدين وضد الارهاب والارهابيين وضد الحكومة التي نامت ولم تهتم بشعبها الذي يأن تحت وطاة انعدام الخدمات والامن , وكفى مزايدات واستغلال مثل هكذا مناسبات لاستعراض عضلات الهزيلين الفاسدين وعلى حساب هذا الشعب المسكين.

ولكي اكون عادلا ومنصفا في توجيه نقدي فلقد جاء دور قنوات الردح وهز الوسط ولناخذ القناة البزازية مثالا لهذه القنوات فهي قناة مثيرة للجدل فلن نعرف لها توجه معين , فهل هي قناة رادحة على غرار القنوات البرتقالية ام هي قناة طائفية مغرضة ومساندة لكل قوى الارهاب ؟؟!! .
فساعة تراها تلطم وساعة تراها تردح ... وتارة تهرج وتارة اخرى تراها الناطق باسم حركة جند السماء الفوضوية وتخرج علينا بعض الجهلة والمتخلفين من اتباع اليماني وهم يبثون افكارهم الهدامة المتخلفة .
فهذه القناة تجدها في الصباح الناطق الرسمي باسم ((المقاولة)) الشريفة جدا جدا .... جدا , وعندما يحل المساء تعرض الأجساد الهزازة والمنتفخة وأصحاب القرون البرتقالة الريانة (!) فأي ازدواجية هذه التي تعتمدها قناة الشر .... قية .
اعتقد ان هذا التذبذب يشير الى انها قناة غير مستقرة مهنيا فهي ليست اكثر من بوق مغرض , لانها كثيرا ما تعمد مع سبق الاصرار والترصد الى مساندة لكل ماهو يقف بالضد من التوجه العراقي الاخلاقي والوطني , ويكفي انها اصبحت مقرونة بشخص صابرين المجدلية التي البسوها هالة التقديس الزائفة مع ان اي محطة مهما كانت منحطة او تجارية تنأى بنفسها عن عرض اعترافات مضحكة مثل التي ادلت بها كحيلة العين صاحبة الهاشمي ... رفيقة صابرين الجنابي .
بالاضافة لكل ما اوردناه لم نرى في قناة الشباب سابقا والشرقية حاليا الا ((القرقوزات)) وانصاف البشر واشباههم , وللأسف هؤلاء جعلتهم الشرقية محسوبين زورا وبهتانا على الفن العراقي الراقي والذي حافظ على سموه رغم محاولات النظام السابق لمسخ هذا الفن وجعله فنا مبتذلا ورخيصا, ولقد عجزالنظام المقبور عن ذلك الا في قله قليلة من المواضع (( وهم انفسهم الان ابطال الشرقية المحترمة جدا )) لا تحسب مقارنة مع من حافظوا على مبادئهم السامية , فمنهم من فضل الهجرة ومنهم من ذاق الحرمان والفاقه على ان يتملق أو يرتضي لنفسه الانحدار الفني والخلقي .


وبين القنوات اللاطمة والرادحة هناك فضائيات أصدعت رؤوسنا من خلال تكراراها بمناسبة وبدونها بانها تمثل العراقيين ومظلوميتهم وبانها تدرالخير للعراقيين(!) وهي كذا وكذا ...... وكذا , وهذه الفضائيات لا تعرف هل هي في حقيقتها مؤسسات اعلامية ام هي عبارة عن وكر للميليشيات أو مافيا او ربما حوزات ناطقة (!) والادهى من ذلك اننا نراها في بعض الاحيان قد اصبحت مشافي تعالج المرضى النفسيين من موظفيها (!!) .

وكل هذه الفضائيات التي تناولناها تراها تتعمد وبكل صلف وهي تظهر صورة صاحبها في اول الخبر (( ان لم يكن هو مقدما لاغلب برامجها)) , وجميعها تظهر اقواله مكتوبة بحروف ذهبية وكانها اقوال منزلة من السماء , وجميعها تظهر لقاءاته ساعة بساعة وكانهم يقولون لنا هذا هو ولي نعمتنا .. هذا هو صاحب هذه القناة (!) ..وهم بذلك لايختلفون كثيرا عن طاغية العراق فالنرجسية هي النرجسية والاسلوب هو الاسلوب اذن مالذي تغير عن عهد الظلم والتسلط الصدامي الغاشم ؟؟!! .
وهذه الاساليب التي ذكرناها هي تندرج تحت صفة الخيانة .... فهي خيانة للمهنة وللعراقيين وابتزازعواطفهم والمتاجرة بها حسب المصالح الشخصية الضيقة وبدون اي اعتبار للمصلحة الوطنية ... فأي قناة من هذه القنوات تجد فيها الراي والراي الاخر أم انهم يرفعون هذا الشعار مثل ما ترفعه نفاقا ورياءا قناة الجزيرة النائية ؟؟!! .
ولا اعرف اين اصبح المواطن العراقي من كل هذ الابواق وماهي حقيقة غاية وجود هذه القنوات ؟؟!!
ويقينا ان هذا العراقي المغلوب على امره اصبح مصدرا لثراء هؤلاء اصحاب الوجوه الصفراء الكالحة لانهم في حقيقتهم يسترزقون من هذا المواطن المغلوب على امره.

وللامانه علي ان اقول كلمة حق فهناك فضائيات عراقية " تعد على اصابع اليد الواحدة " حافظت على وطنيتها ومهنيتها واثبتت وجودها في الشارع العراقي كونها وقفت مع المواطن المظلوم ومعاناته اليومية , ولم تعرف المجاملات ولم تهتم كثيرا لانتماءات المسؤولين وتكتلاتهم السياسية بقدر ماكانت تهتم بما فعله وانجزه هذا المسؤول او ذاك الوزير .

ختاما اتمنى من كل الفضائيات العراقية ان تنسى احقادها الفئوية والطائفية والايدلوجية......... والسياسية , وان تفكر بالمواطنة العراقية وتهتم بترسيخ اللحمة الوطنية مابين الاطياف العراقية .... فهذه دعوة لكم يا ايها الاعلاميين لكي تكونوا على قدر المسؤولية الوطنية ... وتذكروا ان التاريخ لا يرحم من يخون مبادئه .






#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبراليين.... والمتلونين الجدد
- هل الحكم الاسلامي هو بعيد عن صفة الثيوقراطية ؟؟!! ...... 1-2
- الفتوى بين الكسل ....... والجهل
- أصحاب الجهل المركب ... وادعاء الحق المطلق !!!
- ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب
- سبب نكسة الليبراليين في العراق (1)
- قتلوك يازعيم ....كما يقتلون العراق اليوم
- هل الديمقراطية شعار أم ممارسة؟؟!!
- التاريخ الاسلامي مابين التدليس ... والتقديس
- هل الديمقراطية شعارا أم ممارسة
- قراءة نقدية في مفهوم الشخصية البشرية عند اصحاب الفكر القديم
- العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب
- منهجية النقاش بين الرفض والقبول


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند الحسيني - الفضائيات العراقية .... بين اللطم والردح الطائفي