أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرات المحسن - فأر من هذا الزمان














المزيد.....

فأر من هذا الزمان


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 683 - 2003 / 12 / 15 - 06:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في ذاك الزمن الأغبر خرج علينا طارق عزيز مسؤول خارجية الفاشية البعثية بالقول. أننا سوف نحاربهم من بيت الى بيت ومن شارع  الى شارع وكان وزير الداخلية يحمل سلاحه أيضا ويبشر بالمقاومة المستميتة للغزو الأمريكي القادم وتصاعدت اللغة العنجهية لأزلام السلطة البعثية عن الخطط التي وضعها القائد الصنديد للمقاومة !! وكان صوت القزم الصحاف يجلجل بأكاذيبه .وحين سؤل طارق عزيز عن ما تردد من مبادرات عن تنحي صدام عن السلطة رد بعصبية بأن القائد هو أبن الشعب وسوف يكون في مقدمة المقاومين والباذلين أرواحهم من أجل دحر المعتدين وسوف تكون نهايته نهاية الأبطال الذين يمجدهم التأريخ.
عند بداية الهجوم الأمريكي بانت حقيقة تلك التبجحات ومعها وضحت الصورة الهشة والمهلهلة لذلك النظام المنخور المبني على الأكاذيب والجريمة .ومع ضربات نعل أبو تحسين الأسطورية تمزقت أكذوبة المواجهة والمقاومة .
اليوم وقع هذا الفأر القذر بيد القوات الأمريكية بسهولة وذل لا يوصفان.وقع وهو في أتعس حالات الهلع والبؤس .وقع وفتش رأسه وأسنانه كما تفتش النعاج المريضة بجرب الأغنام المعروف.فأر مستسلم ذليل لم يرفع يده ليقاوم وهو الذي صوره أعوانه بالبطل الصنديد الذي ينتظر المواجهة بفارغ الصبر ليستشهد ويختتم حياته بما يليق بأقوال زبانيته، وظن البعض أن تلك الأقوال حقيقة شاخصة في شخصية صدام .ولكن هذا الفأر لم يكن غير ذات الفأر الخائف أبدا من أقرب الناس له.مخبأ صغير يحشر فيه جسده العفن وتلك أخر قلاعه بعد أن كان يستبيح العراق ويعده ضيعة من ضياعه الخاصة .
اليوم وبعد أن ألقي القبض على هذا الفأر المنفوش الشعر الذي تخجل من جبنه الفئران فأن مجموعته ومرتزقته المدهوشين من وقع الخبر يدارون ذلهم وخستهم بذات القباحة التي درجوا عليها حين يحاولون حرف الموضوع والتعتيم على تلك العملية التاريخية التي تكللت بالقبض على المجرم صاحب التأريخ الأسود .يخرج هؤلاء الأقزام ليقللوا من قيمة هذا الحدث ودلالاته  الكبيرة. يزعمون أن القبض على صدام لا يقدم ولا يؤخر عند العراقيين .غاية هذا القول أن ينتزعوا فرح العراقيين بهذا الحدث التاريخي الذي ظهر به صاحبهم مثل الفار مجلل بالعار ومسقطا نظرياتهم عن بطولاته الخارقة ومقاومته المرتقبة. خيب وأحبط آمالهم  فبان بكامل جبنه وخنوعه وقذارته مثل تيس أجرب يقلبه الطبيب الأمريكي في منظر مقزز لا يشاهد فيه سوى العار والخذلان لمن صور هذا الجبان (البيعار) كبطل صنديد.كان تفليس شعره المنفوش القذر علامة لتأريخ جديد يدعوا لتفليس كل تلك الرؤوس العفنة لمرتزقته وفئرانه وتخليصهم من جرب وعفونة البعث .
هذا الفأر الأجرب الجبان كان اعتي دكتاتور عرفه التأريخ الحديث .جرائمه طالت العراق شبرا شبرا. لا يخلوا بيت من بيوت العراقيين من أثر لجريمة أقترفها أعوانه.لم تسلم قطعة أرض في العراق  دون أن تطالها آثامه وعبثه.جعل نساء العراق مجللات بالسواد، وجَوعَ ويتم الملايين.كان وأعوانه ضراغم وضباع على أبناء الشعب العراقي ولكنهم عند المواجهات الحقيقية كانوا فئران بحق وحقيق .أختف وهربت تلك الوجوه العابسة القاتمة المليئة بالحقد الأسود لتتوارى مهزومة مذعورة عند أولى المواجهات .تلك هي شيم هؤلاء الجبناء، وتوجتها شجاعة بطلهم الصنديد الذي سلم نفسه دون أن يطلق رصاصة واحدة بالرغم من حمله سلاحه الشخصي وأحاطته بحراس شخصيين.أذن هذا هو الفأر الهارب الذي كان يرجى له أن يقاوم أو ينتحر أو يفجر نفسه مثلما أراد له محبيه ومرتزقته ولكنه ظهر في نهاية المطاف على حقيقته.فأر ذليل بشعر أشعث ووجه مجرب ونظرات زائغة .ليستحق جائزة الفأر الهارب ورواية تمتعنا بقصة شجاعته الموهومة مع مجموعة الفئرة الكثار بعنوان (فأر من هذا الزمان) أو (بيعار القرن) ونحن على أبواب احتفالات رأس السنة الجديدة السعيدة التي قدمت ونريدها بخيرها دون أن يكون للقوارض فيها مكان في عراقنا الجديد. 
  



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تعود الخطوات الى الوراء
- لعنة المومياء الرامبوسفيلدية
- رمضانكم أسود أيها البعثيون
- العلم والنشيد الوطني العراقي
- مأزق العراق الحاضر
- لا مكان للنازية في شوارعنا
- الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة
- لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير
- المبرر الأخلاقي
- لوحة في المشهد العراقي ـ عودة صدام
- مصيدة الحكومة المؤقتة
- البحث والتوثيق لأسلحة الدمار الشامل الداخلية
- يوم عظيم ليس ككل الأيام ولكن …
- استدراج الكارثة …. استجداء الاحتلال أنها حروب الطاغية وليست ...
- مؤتمر شيعة العراق وأجندة السياسة الإيرانية
- أولى ثمار الحرب ومبادرة بريماكوف
- إيضاح
- السعوديون يدخلون الحرب من النافذة
- بغداد …أنهم يريدون أحراقها
- جريمة ودعوة للتطهير العرقي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فرات المحسن - فأر من هذا الزمان