أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - إيمان أحمد ونوس - أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -















المزيد.....



أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 10:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لقد أدركت المجتمعات الإنسانية- ومنذ فجر التاريخ- أهمية التربية في تكوين شخصيات الأفراد وتنشئتهم وفق متطلبات كل مجتمع وأهدافه. ومع تطور المجتمعات الإنسانية، تطورت العملية التربوية بأبعادها المختلفة تبعاً لفلسفة كل مجتمع ونظرته للكون والحياة.
وإذا كان تركيز التربية في الماضي ينصب على إعداد الفرد للحياة الحاضرة فحسب، فإن الاهتمام التربوي حديثاً ينصب على إعداده للحياة الحاضرة والمستقبلية معاً.
لقد شهدت التربية الحديثة تحولات جذرية في مفهوماتها وأهدافها، حيث تغيرت النظرة للطفل وأصبحت الطفولة مرحلة هامة بل وحاسمة في تكوين السمات الأساسية لشخصية الفرد المستقبلية.
وبما أن لكل مجتمع ثقافة خاصة تميزه عن غيره من المجتمعات، ويعمل على ترسيخها وتوظيفها لخدمة أغراضه التربوية، فمن الطبيعي أن تحتل ثقافة الطفل، بوصفها عنصراً تربوياً هاماً من عناصر هذه الثقافة- العامة- مكانة متميزة في تربية الأطفال، لا سيما وأن تأثير الثقافة العرضية( الاجتماعية التقليدية) أقوى من تأثير الثقافة النظامية وأشد فاعلية، لأن الطفل يتعامل مع الثقافة العرضية بدافع ذاتي تلبية لرغباته واهتماماته دون إلزام أو إكراه.
وتشير الدراسات الخاصة بثقافة الأطفال من حيث طبيعتها ووظائفها إلى أن معظم هذه الثقافة يتمحور حول أدب الأطفال بالنظر لوضعه المتميز، واعتباره وسيلة ثقافية تربوية فعّالة، ينجذب إليها الأطفال برغبة ويتفاعلون معها بحرية ومتعة.
وتأسيساً على ما تقدم، يعالج كتابنا هذا، أدب الأطفال كرافد تربوي فعّال لا يمكن تجاهله في إطار الثقافة الطفلية، ولكن وفق شروط ومعايير يستند إليها، وخصائص وميّزات يتمتع بها لكي يؤدي وظائفه ضمن أساليب توظيف جديدة تتيح تحقيق الأهداف التثقيفية والتربوية بالشكل المطلوب.
كانت هذه من مقدمة كتاب:
( أدب الأطفال بين الثقافة والتربية) للدكتور عيسى الشماس
هذا الكتاب الذي يحتوي سبعة فصول هي كالتالي:
- الفصل الأول: الثقافة وثقافة الطفل.
- الفصل الثاني: أدب الأطفال( النشأة والتطور)
- الفصل الثالث: أهمية أدب الأطفال وخصائصه.
- الفصل الرابع: أدب الأطفال بين المحلية والعالمية.
- الفصل الخامس: أدب الأطفال والفعل التربوي( وهذا ما سنتوسع ببحثه اليوم)
- الفصل السادس: أدب الأطفال في سورية( الواقع والطموح)
- الفصل السابع: اختيار كتب الأطفال وتوظيفها.
سأقدم لمحة عن تعريف الثقافة وطبيعتها وأهميتها لنا جميعاً بشكل عام وللطفل بشكل خاص من خلال التنشئة الاجتماعية.
لقد تعددت تعريفات الثقافة بالنظر لطبيعتها الاجتماعية من جهة، وأبعادها التربوية من جهة أخرى. لذلك نجد من يعرفها بحسب طبيعتها المعرفية، أو بحسب الطبيعيتين معاً المعرفية والسلوكية، باعتبارهما نتاجات مجتمع ما، أو شعب ما عبر مراحل تطوره التاريخي المعنوي المادي. إلاّ أن هذه التعريفات تلتقي في النهاية عند نقاط مشتركة تضع الثقافة في إطارها التاريخي الاجتماعي الصحيح.
ومما تقدم يمكننا تعريف الثقافة في إطارها العام بأنها:
" كل ما تتوصل إليه جماعة من الناس من أفكار وعادات وعقائد وقيم ومناشط سلوكية مختلفة، ونتاجات فنية وأدبية وعلمية عبر مسيرة الحياة التاريخية، وما تتخذه من أساليب ووسائل لنقل هذه المعلومات والخبرات إلى أجيالها المتعاقبة، بحيث لا يمكن فهم أي تنظيم اجتماعي فهماً دقيقاً إلاّ عن طريق معرفة ثقافة هذا التنظيم وطبيعة هذه الثقافة وإدراك عناصرها المختلفة."
من هنا يعطي/ نيللر/ للثقافة دوراً أكثر شمولية وأشد تأثيراً في تربيتنا بقوله:
( إن الثقافة تشكلنا عقلياً وانفعالياً وجسمياً. فهي تكيف حتى سماتنا الجسمية، كالإيماءات وتغيرات الوجه، وطرق المشي والجلوس والأكل والنوم.)
وهنا تبدو أهمية الثقافة في خلق الجو الاجتماعي والمناخ التربوي السليم الذي يعيشه الفرد، وعبر عنه في فكره وسلوكه من خلال تعامله مع منظومة من المعتقدات والمواقف التي يتمثلها، فتنصهر في ذاته لتصبح ملكاً له، وجزءاً من تكوينه وبنائه النفسي والأخلاقي، فيصبح معها جزءاً من العلاقات الاجتماعية التي ينشأ فيها بما تتضمنه من قيم.
فالشخصية الإنسانية في أي مجتمع، ليست إلاّ نتاج الثقافة السائدة في هذا المجتمع، وهذا ما يؤكده البعد التربوي للثقافة في إطار الجماعة التي أنتجتها.
ولما كانت ثقافة الأطفال مستمدة من الثقافة العامة للمجتمع، وذات أبعاد تربوية، فإنها تتحدد تبعاً للمعطيات الثقافية- التربوية التي تحدث في المجتمع، حيث يواجه الأطفال مجموعة من القيم والمعتقدات والأفكار التي تشكل ثقافة مجتمعهم، فيأخذون منها ما يتناسب مع قدراتهم ويلبي حاجاتهم، ذلك أن الثقافة الطفولة هي الطريقة التي يرى بها الأطفال أنفسهم، وكذلك التي يراهم بها الكبار.
فثقافة الأطفال لا تنحصر في كونها وسيلة للتثقيف فحسب، بل تتعدى ذلك إلى مجال أوسع وأشمل للمنظومات الفكرية والاجتماعية والسلوكية، أي لا تدخل في الإطار الفني والتقني بقدر ما تدخل في صلب التربية بكل أبعادها. فالتربية جزء من ثقافة المجتمع. ومن هنا فإنه على الثقافة الطفلية أن تسهم بفاعلية في تربية الطفل، وإعداده لأن يكون عضواً نافعاً في المجتمع، يتكيف مع متطلباته ويعمل على تطويره.
تشير الدراسات إلى أن الطفل يبدأ بالتحرك بعيداً عن السلوكيات البيولوجية شيئاً فشيئاً، والاقتراب من السلوكيات الثقافية، مع العلم أن الطفل في مراحله الأولى يمكن إعطاؤه أية ثقافة مختلفة عن ثقافته الأصلية، أو ثقافة والديه، لأن الثقافة شئ مكتسب ولا دخل للوراثة فيها لا من قريب ولا من بعيد، وكل مجتمع يصّر على أن يكيف أطفاله مع الثقافة التي يتبعها. وعلى هذا الأساس، تعتبر التنشئة الاجتماعية من أخطر العمليات شأناً في حياة الفرد، لأنها تؤدي دوراً- بل أدواراً أساسية- في تكوين الشخصية الاجتماعية للفرد.
واستناداً إلى ما تقدم، يمكن القول: أن الثقافة بالإضافة إلى كونها مكتسبة ومتطورة، فهي ذات وظيفة أساسية في التنشئة الاجتماعية، حيث تساعد الطفل الناشئ في الاستجابة لمعايير السلوك الاجتماعية المختلفة من خلال ما تتضمنه من الأفكار والقيم الوجدانية والأخلاقية والإنسانية، ومن ثم استدخالها عقلياً ونفسياً، وتمثلها قولاً وفعلاً، فتكون موجهة لأسلوب حياة الطفل- الفرد المستقبلية بحيث يتكيف ويتفاعل بصورة إيجابية.
ولقد اتجهت الجهود التربوية لإيجاد روافد مختلفة لتحقيق تربية متكاملة للطفل، فكانت ثقافة الطفل رافداً رئيسياً من هذه الروافد، ومن هنا نبع الاهتمام بأدب الأطفال منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبلغ ذروته عام 1979 الذي اعتبر عاماً دولياً للطفل، وما يزال الاهتمام متصاعداً بوسائل وأشكال مختلفة تتمحور جميعها حول أدب الأطفال، لا سيما في القصة والشعر، لأن الطفل ينجذب إليه ويتفاعل معه لشعوره بأنه يلبي حاجاته للاطلاع والبحث والاكتشاف ومعرفة كل جديد، فيحقق له بالتالي نمواً متوازناً من النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية، وبذلك يُعد أدب الأطفال رافداً قوياً في بناء ثقافة الطفل، والتي تعني أسلوب الحياة السائدة في مجتمع الأطفال سواء أكان هذا الأدب من صنع الكبار أو من صنع الصغار.
يُعرّف/ روت/ أدب الأطفال بأنه: " الأدب الذي يناسب الأطفال.. وبتعريف إجرائي: يتضمّن أدب الأطفال تلك الكتب المكتوبة والمنشورة خصيصاً للناس الصغار الذين لم يهتموا بعد بأدب الكبار، أو الذين لم يمتلكوا بعد مهارات القراءة الضرورية لقراءة واعية.
وبالإضافة لشكل الكتاب، يتضمن أدب الأطفال أيضاً ما يُنشر في المجلات الموجهة إلى جماهير مرحلة ما قبل البلوغ: ونبدأ المرحلة العمرية المشمولة بأدب الأطفال من عمر ما قبل المدرسة الابتدائية، حيث يستطيع الأطفال فهم القصص المقروءة لهم أو المحكية، ويستطيعون الاستمتاع بالقصص المصورة، وحتى مرحلة المراهقة المبكرة التي تتوافق مع الأعمار المتعاقبة ما بين/12-14/ سنة.
اخترت من الكتاب بمجمله الفصل الخامس منه لأهميته، وهو بعنوان:
أدب الأطفال والفعل التربوي

- القيم التربوية( تعريفها، مدلولاتها).
- القيم والمجتمع.
- تكوين المفهوم القيمي عند الأطفال.
- تصنيف القيم التربوية.
- القيم وأدب الأطفال.
- أدب الأطفال والتربية.
أولاً- القيم التربوية( تعريفها، مدلولاتها)
لكي يستمر كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية موحداً متماسكاً، لا بد من مجموعة قواعد وأسس ثابتة تقوم على منظومات المعايير والقيم التي تعبر عن نظرة هذا المجتمع إلى ذاته، وإلى غيره من المجتمعات. ذلك أن مجموعة هذه المعايير القيمية تشكل ركناً أساسياً من أركان الثقافة العامة في المجتمع، والتي ترّسخت عبر مراحل تطوره التاريخي والاجتماعي، وترتبط بالتالي ارتباطاً وثيقاً بأساليب التفاعل الفردية والجماعية السائدة فيه.
معجم علم النفس، عرف القيمة: " بأنها الأمور التي يعتبرها الفرد جيدة وذات أهمية ومظاهر الحياة التي ينسب إليها الإنسان وزناً معنوياً، وهي بهذا المعنى دلالة على الشخصية."
أما المعجم الفلسفي فقد عف القيمة من الوجهة الأخلاقية بأنها: " ما يدل عليه لفظ الخير، بحيث تكون قيمة كل فعل تابعة لما يتضمنه من خيرية، فكلما كانت المطابقة بين الفعل والصورة الغائبة للخير أكمل، كلما كانت قيمة الفعل أكبر. وتسمى الصورة الغائبة المرتسمة على صفحات الذهن بالقيمة المثالية، وهي الأصل الذي تُبنى عليه الأحكام الإنسانية التي تأمر بالفعل، أو تركه."
واستناداً إلى ما تقدم، نجد أن القيمة تنطوي على عناصر ضابطة لسلوك الفرد/ الأفراد في المجتمع الذي تسود فيه، ولها صفة الحكم المطلق، عليهم أن يعملوا بموجبه ويتصرفوا في إطاره دون معارضة إذا أرادوا العيش بعيداً عن الصراعات النفسية والاجتماعية، لأن القيمة تحمل في طبيعتها مدلولين:
مدلولاً فردياً، ومدلولاً اجتماعياً.
مدلولاً فردياً بصفتها تشكل عنصراً هاماً من عناصر تكوين الشخصية الفردية.
مدلولاً اجتماعياً بصفتها واحدة من منظومة قيم المجتمع الذي يعيش فيه الفرد بحكم الانتماء والتكوين. هذه القيم التي تلزمه العمل وفق مدلولاتها وأحكامها
والمحافظة على استمراريتها عبر الوسائل الثقافية والتربوية التي يهيؤها المجتمع عبر مؤسساته المختلفة.
ثانياً- القيم والمجتمع
إذا كانت القيم تعبر في مضمونها عن المعايير الاجتماعية – الأخلاقية لسلوك مجتمع ما، وتشير إلى مدى توافقهم وتماسكهم في هذا المجتمع، فهي بهذا المعنى ذات صفة اجتماعية بالدرجة الأولى، من حيث المنشأ والهدف، وإن كانت تحمل مدلولاً فردياً، ولهذا يمكن تصنيف القيم في دوائر منفصلة في حدودها نظرياً، متصلة ومتكاملة في مضامينها وأهدافها تطبيقياً تبدأ من دائرة الأسرة باعتبارها تشكل الخلية الأساسية الأولى في البناء الاجتماعي، ثم تندرج وتتسع لتشمل دائرة المجتمع الكبير الذي يضم أفراد لهم سمات وتطلعات مشتركة، لتلتقي في النهاية دائرة المجتمع الإنساني بكامله، مع التأكيد على أن القيم السائدة في دائرة ما، لا تنفصل عن القيم في دائرة أخرى سواء كانت موازية لها، أم محتواة فيها، بل تتداخل معها بحيث تحتوي الدوائر الكبرى والدوائر الصغرى لتعطي في نهاية الأمر صورة متكاملة وواضحة عن المنظومة القيمية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك.
وإذا كانت لكل مجتمع قيم ثابتة تعبر عن أصالته، وتستمر مع وجوده، فإن هناك بالمقابل- قيماً متحولةً تخضع للتغيّر والتطوير بحسب التحولات الاجتماعية والسياسية، لأن ثمة علاقة متبادلة بين أهداف المجتمع والقيم السائدة فيه، علاقة تتسم بالتأثر والتأثير، حيث يعمل المجتمع على تعزيز القيم التي تخدم أهدافه، ويُلغي أو يستبدل القيم التي تتعارض مع هذه الأهداف، ومع بنيته الطبقية الاجتماعية. فكلما حدث تغيير في السلم القيمي نتيجة التغير الاجتماعي، يصبح من الضروري أن يحدث تغير في أهداف المجتمع بما يتناسب مع هذا التغير القيمي حتى لا يحدث تصادم بين القيم يفرض على الفرد أفعالاً قد تكون متناقضة، وتولد لديه شكلاً من أشكال الصراع الأخلاقي وتضعه أمام مسؤولية الاختيار الصعب، والتفضيل بين هذه القيم أو تلك بشكل يتوافق مع أولوية الخضوع للقيم التي تعبر عن الالتزام بالعلاقات الاجتماعية السليمة ومنطلقاتها الخلقية.
لذلك أصبح موضوع القيم يستأثر باهتمام القادة والمسؤولين ورجال الفكر والأدب والتربية، نظراً للعلاقة المتفاعلة بين القيم والحضارة والمجتمع من جهة، وبين المثل والقيم والسلوك من جهة أخرى.
ونظراً لأهمية القيم في دعم وتعزيز واستمرارية الوجود الاجتماعي، بما يتضمنه من منبهات بيئية، ومعطيات اقتصادية، وظروف ثقافية وسياسية ودينية، ووعي فكري وإيديولوجي. يرى/ كارانفلوف/ أن تحقيق القيم والمثل بصورة فعّالة يتطلب توفير الظروف الاجتماعية المناسبة، ولا سيما الإيمان بهذه القيم ووجود الأفراد القادرين على حملها ونشرها وترسيخها.
ثالثاً- تكوين المفهوم القيمي عند الأطفال
يولد الطفل خامة لها ميزات وصفات معينة، والبيئة هي التي تقوم بتشكيل هذه الخامة أو صوغها وفق نموذج محدد الصفات والأهداف، ويبدأ هذا التشكيل- الصياغة مع ولادة الطفل.
وبما أن البيئة- بمفهومها الواسع- تشتمل على المؤثرات الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية، أيّ التربوية، التي تتفاعل فيما بينها وتكوّن نسيج شخصية الفرد، يمكننا القول:
إنّ جذور الحسّ القيمي عند الطفل، مثلها مثل المكتسبات السلوكية الأخرى، تعود في بداياتها إلى سنواته الأولى حيث يبدأ اتصاله مع العالم الخارجي، ثم تنمو وتتطور إلى أن تتحدد وتتبلور معالمها وفق منظومة عامة من القيم والمعايير السلوكية- الأخلاقية والاجتماعية. وهذا يتأثر إلى حد بعيد بالمؤثرات الثقافية البيئية التي يعيش الطفل في إطارها، إذ أن لكل ثقافة قيمها التي تحدد فيما إذا كان هذا السلوك مقبولاً أو مرفوضاً، سواء على الصعيد الفردي، أو الاجتماعي والإنساني. ويتدرج هذا التكوين حتى يصل الطفل إلى مرحلة النضج العقلي والانفعالي، ويكون قادراً عندها على تحليل هذه القيم وإدراك عناصرها وأثرها في سلوكه وسلوك الآخرين.
وعلى الرغم من أن الحس الأخلاقي- الاجتماعي للقيم يبدأ منذ الصغر، فإن مفهوم القيمة العام لم يتبلور عند غالبية الأطفال إلاّ بعد السنة السابعة، أو الثامنة، ولا سيما بالنسبة للقيم التي تتصف بالطابع التجريدي- المعنوي. فصفة التعاون على سبيل المثال، لا تبرز إلاّ عند عدد قليل من الأطفال الذين تأصل فيهم الحس الأخلاقي في سن مبكرة، وذلك لأن الطفل حتى سن(6-7) سنوات يبقى يواجه صعوبة كبيرة في التمييز بين المعلومات التي هو شخصياً مصدرها، وتلك التي تأتيه من الآخرين.
وكلما نما الطفل من النواحي المعرفية والانفعالية، وأصبح قادراً على تحليل الموضوعات ومناقشتها مع الكبار، كلما ازدادت لديه الفرص لاكتشاف التباين بين آرائه وآراء الآخرين، حتى أن معظم الأطفال ما بين(12-14) سنة يستطيعون- من الناحية النظرية- أن يدلوا بآرائهم وينقدوا كثيراً من القواعد الأخلاقية السائدة.
ولهذا يمكن القول: إنه في الميدان الخلقي، هناك تخلف زمني بين التقويم المحسوس للطفل، وبين حكمه النظري على القيم، فحكمه النظري هو إدراك تطوري مناسب لتقويمه المحسوس.
إن المعنى الأخلاقي للقيمة يكون في مراحل الطفولة الأولى غير واضح، وغير محدد كما هي الحال عند الكبار، حتى أن الأطفال في مرحلة معينة يختلفون في نمو الحس الأخلاقي- القيمي لديهم. فبينما نجد بعضهم يحاول أن يترجم هذا الحس في سلوكه، نرى بعضهم الآخر لا يحرز إلاّ نجاحاً بسيطاً في التوفيق بين حسه وسلوكه. ومن هذا المنطلق، غالباً ما يفهم الأطفال الكثير من المفاهيم الأخلاقية التي يستعملونها في السنوات الأولى بصورة غير صحيحة أو دقيقة، فهم يعرفون الإنسان الشجاع على أنه القوي والطيّب، وهو بالنسبة لهم الجيّد والمرح والكريم( يعطي الجميع كل شئ) والعادل، هو ذلك الإنسان النبيه واللطيف والرقيق. كما أنهم يعرفون بعض المفاهيم بشكل خاطئ، فهم يخلطون مفهوم المبدئي والمجدّ مع مفهوم العنيد، والشجاع مع العنيد والمستقل. وقد يكون ذلك عند الأطفال ما بين عمر(10-12) وهذه الصعوبة في التمييز لدى هؤلاء الأطفال تعود إلى تداخل مجموعة من الظواهر الأخلاقية- الاجتماعية التي تكتنف هذه القيمة أو تلك، وعلى وجه الخصوص المفهومات المجردة التي تتداخل فيها صفات قيمية كبيرة، كالعدالة والطيبة والكرم والحرية... الخ. وذلك يعود إلى تجارب الأطفال المحدودة في الحياة وتفكيرهم الضيّق، فالطفل غير قادر حتى مرحلة متأخرة على إدراك معنى القيم والحكم عليها من الوجهة المعنوية المجردة، ويرى قيمة الشيء فيما يحقق له من فائدة ويُرضي من حوله في الوقت نفسه، لذلك يتم تعلمه للقيم واكتسابه لها عن طريق الفعل وردّ الفعل، أو بالأصح عن طريق الفعل ونتائجه.
وبما أن الأطفال يستجيبون لما يرونه أو يدركونه، فإن ذلك هو الذي يحدد جزئياً أو كلياً على الأقل، كيف تكون استجاباتهم كلها. فإذا أردنا أن يتعلموا الاستجابات الصحيحة، فمن المهم أن ندربهم على رؤية الأشياء على حقيقتها، أي أن يروا الأنماط المهمة للأشياء في الموقف الذي أثار الاستجابة بأكملها.
وإذا كان الطفل لا يستطيع استيعاب المفهوم المجرد أو السلوك المعبر عنه على حقيقته إلاّ في مرحلة متأخرة، ويستعيض عن ذلك بالربط الحسي بين سلوك الكبار ومدلولات هذا السلوك، فعلينا أن نكشف له في وقت مبكر إن أمكن مغزى السلوك الصحيح ليأخذ به، ومغزى السلوك الخاطئ ليتجنبه، أي توظيف القيم الإيجابية والابتعاد عن القيم السلبية.
ولما كانت التربية تهدف إلى تكوين الفرد تكويناً متكاملاً، وتوجيه سلوكه في الاتجاه السليم، فإن ذلك يتطلب توفير المناخ التربوي المفعم بالمؤثرات الثقافية( الفكرية والتطبيقية) والتي تساعد الطفل في أن يصبح أكثر وعياً بالتطبيقات العامة والشاملة للمعايير القيمية. ذلك لأن النمو العقلي للطفل، وتطوره المعرفي يقومان بدور كبير وفاعل في استدخال المفهومات القيمية، وتمثل تطبيقاتها الاجتماعية والأخلاقية الموازية. وإلاّ كيف نبني الأخلاق ونعلم الناس الفضيلة، ونوجه الوجدان الاجتماعي بدون معرفة حقيقية للقيم والغايات..؟ ذلك لأن إمكان التربية الأخلاقية يقوم على توجيه الإرادة بالمعرفة، والسلوك الصحيح سيعبر بالضرورة عن الحكم المستنير.
وتأسيساً على ما تقدم، يُعد بناء القيم وترسيخها مهمة صعبة في مضمونها، خطيرة في أهدافها، وتحتاج إلى أن تُزرع في الوقت المناسب، وهذه مسؤوليات المؤسسات الاجتماعية- الثقافية والتربوية. وإذا كان الأمر هكذا، فكيف لأدب الأطفال أن يسهم في غرس القيم التربوية.؟؟؟؟
رابعاً- تصنيف القيم التربوية
درج دارسو القيم على تصنيفها ضمن فئات أو مجموعات تضم كل منها عدداً من القيم، بحيث تشكل في مجموعها المنظومة القيمية العامة للمجتمع. وبعد الاطلاع على مجموعة من التصنيفات، وإجراء عملية التوفيق فيما بينها لتناسب واقعنا العربي وأهدافنا التربوية خرجنا بتصنيف مؤلف من تسع مجموعات قيمية يمكن ـن يتضمنها أدب الأطفال عامة، وأدب الأطفال العرب خاصة، وتضم كل مجموعة عدداً من القيم كما يلي:
1. مجموعة القيم الوطنية- القومية: وتتضمن كل ما يتعلق بتنمية حب الأرض والوطن وصون حريته وكرامته والدفاع عنه والتضحية في سبيله، والاعتزاز بالتراث.... الخ.
2. مجموعة القيم الاجتماعية: وتشمل المعايير والمثل التي تحدد علاقات الأفراد مع بعضهم في إطار المجتمع على أساس الاحترام المتبادل، وتقدير العمل المنتج في القضاء على التخلف الاجتماعي، وإعلاء شأن المصلحة العامة والعمل المشترك، إضافة للتأكيد على القيم العربية الأصيلة المتمثلة في محبة الأسرة والكرم والإيثار.... الخ.
3. مجموعة القيم الإنسانية: وتتجلى في اعتبار الحضارة الإنسانية كلاً متكاملاً، وهي ملك لأبناء المجتمع كله، مع التأكيد على قيمة الإنسان ومحاربة كل أشكال التمييز الجنسي والطائفي والإقليمي والعنصري لأي سبب من الأسباب، ورفض كل أشكال العدوان والظلم الفردي والجماعي، والعمل على بناء مجتمع إنساني متكافئ تسوده العدالة والسلام والمساواة بين الشعوب المختلفة.
4. مجموعة القيم الأخلاقية: وتشمل المعايير والأحكام التي تحدد سلوك الفرد، وتظهر في تصرفاته وممارساته اليومية تجاه نفسه وتجاه الآخرين والتعامل معهم كالصداقة والصدق والتواضع وفعل الخير والتسامح والوفاء... الخ بحيث يمكن من خلالها تقييم الفرد تقييماً أخلاقياً يجعل منه عضواً مقبولاً لدى الجماعة التي ينتمي إليها.
5. مجموعة القيم الشخصية- الوجدانية: وهذه مرتبطة بسابقتها، وتتعلق بطبيعة الفرد والأسس التي يبني عليها سلوكه ومواقفه واتجاهاته المختلفة، إمّا بحكمة وتروٍ، وإمّا باندفاع وتهور.. بالإضافة إلى نظرته لذاته وللعالم من حوله، ويدخل في ذلك الشجاعة وضبط النفس، والصبر والتكيف، والطموح والذكاء والمثابرة والشعور بالمسؤولية.
6. مجموعة القيم العلمية- المعرفية: وتشمل كل ما ينمي الإيمان بالعلم طريقاً لتقدم الإنسانية وتطورها في كافة المجالات، ونبذ الخرافات في تحليل الظواهر الطبيعية والأمور الحياتية، والأخذ بالتفكير العلمي في معالجة القضايا والمشكلات، على الصعيد الفردي والعام.
7. مجموعة القيم الصحية- الترويحية: وتتعلق بالجوانب الخاصة بصحة الفرد والجماعة، وكيفية المحافظة عليها من خلال الوقاية واتباع العادات الصحية السليمة، بالإضافة إلى كل ما يوفر للجسم النشاط الترويحي ويبعده عن الملل والإرهاق، كالرياضة والنظافة، وممارسة الهوايات وتنظيم الوقت.
8. مجموعة القيم الجمالية: ويندرج تحتها كل ما يعبر عن الذوق الجمالي، وتنمية الروح الجمالية( الداخلية والخارجية) سواء أكانت مادية كالترتيب والأناقة، أو معنوية روحية كاللطف والظرافة وحسن الحديث، والخلق الفني والأدبي( شعر، موسيقا، رسم... الخ)
9. مجموعة القيم الروحية- الدينية: وتتمثل في الإيمان بالله ورسله وقدرته غير المتناهية على الخلق بعظمته وجلاله، وحرية العبادة والتسامح الديني، وإن كانت هذه القيم تختلف بحسب فلسفة كل مجتمع ونظرته للكون والحياة.
خامساً- القيم وأدب الأطفال
إن العلاقة بين الأدب والقيم موجودة منذ أقدم العصور، وإن كانت تختلف في طبيعتها عمّا هي عليه في وقتنا الراهن، وذلك تبعاً لاختلاف النظرة إلى مكانة الأدب وتأثيراته في النفوس المتلقية عامة، ونفوس الأطفال خاصة.
وقد نبّه( أفلاطون) إلى أهمية الأدب وخطورته من الوجهة التربوية، وطالب بتطهيره واختيار الأفضل منه في حال تقديمه للأطفال بحيث يحمل مضامين تربوية تفيدهم، وتسهم في بناء تكوين صفاتهم الخلقية والاجتماعية، وتعدهم للحياة القادمة، ومن ذلك قوله: " لا يجوز أن نأذن لأطفالنا أن يسمعوا كل أنواع الأساطير بلا استثناء، وأول واجب علينا هو السيطرة على ملفقي الخرافات واختيار أجملها ونبذ ما سواه، ثم نوعز إلى الأمهات والمرضعات أن يقصصن ما اخترناه من تلك الخرافات على الأطفال، وأن يكيفن بها عقولهم أكثر مما يكيفن أجسامهم بأيديهن." ج. أفلاطون.
نتلمس من هذا القول إدراكاً مبكراً لأهمية أدب الأطفال واعتباره مادة ثقافية- تربوية يمكن توظيفها لتؤدي دوراً فاعلاً في تكوين النظام القيمي عند الأطفال، وبما يكفل توجيه سلوكهم في الاتجاه السليم. لذلك لا بد من تنقية الأدب من كل ما يشوب الفضيلة ومراقبة الفنون بكل أشكالها، واستخدام قدرتها على التأثير في خدمة الجمال الحقيقي والقيم الأخلاقية التي يحددها المربي الذي يعرف علم الخير. وقيم المربي هنا لا بد أنها مشتقة من قيم المجتمع الذي أوكل إليه تربية أبنائه، وفي هذا الصدد يشدد( غوركي) على مضمون كتب الأطفال بقوله: " إن مسألة محتوى كتب الأطفال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالخط الذي يجب أن نبعثه في تربية الجيل الجديد تربية اجتماعية."
وهذا ما يؤكد عمق العلاقة بين أدب الأطفال والبنى الاجتماعية التي تنتجه، حيث يعمد كل نظام اجتماعي على إبراز القيم السائدة وتجسيدها من خلال أدبه الذي يبيح انتشاره كما يرى( بليخانوف) حينما يربط قيمة العمل الأدبي بصفته عملاً فنياً بما يحمله من قيم تربوية تنطلق من صميم المجتمع، لأن قيمة الإنتاج الفني تتحدد بمدى ما تحمله هذه القيم من مضامين. إن القيمة المتحررة من كل مضمون فكري أو تربوية ليست إلاّ وسائل وهمية بين الفنان ومجتمعه.
فالكلمة في العمل الأدبي تمتاز بأنها تمتلك قوة الإثارة والتأثير بما تنطوي عليه من أفكار وتصورات ومفاهيم مختلفة، والأدب كما يراه( جريماس) مرآة العالم، وأنه في الأساس يعكس المجتمع حوله.
وإذا كانت التربية بمفهومها الحديث، لم تعد تقتصر على ما يتلقاه الطفل من المدرسة عبر المقررات الدراسية فحسب، بل امتدت لتشمل الروافد والمؤثرات الفكرية والثقافية المتوفرة في البيئة المحيطة، فإن دور أدب الأطفال يتعاظم في نقل القيم التربوية التي يعمل المجتمع على ترسيخها وإيصالها للطفل ضمن المادة الأدبية المناسبة بوسيط ملائم وأسلوب ممتع ومقنع، أي أن على أدب الأطفال- بوصفه وسيلة تربوية- أن يتعامل مع أهم القيم الإيجابية التي يجب أن يتحلى بها الطفل ويتطبع بها. ولكن ليس عن طريق رصها في منظومة من الألفاظ والتراكيب المجردة كتلك التي توجد في النصوص المدرسية، بل يعمل أدب الأطفال على إنزال هذه القيم داخل لغة تتعدى مجرد مخاطبة الأطفال، إلى إذكاء روحهم وإثارة وجدانهم بجوهر الحياة. وهذه دعوة صريحة لكتّاب أدب الأطفال، للابتعاد ما أمكن عن استخدام القيم السلبية في النصوص الأدبية، والتعامل مع القيم الإيجابية نظراً لسرعة تأثر الأطفال بالمواقف التي تشدهم والأحداث التي تثير اهتمامهم وينفعلون ويتفاعلون معها. فهم أكثر استجابة للتأثر بالأدب في تنشئتهم.
سادساً: أدب الأطفال والتربية
تبرز قيمة أدب الأطفال بوصفه عنصراً تربوياً فعّالاً إذا ما أحسن صنعه وتوظيفه، بحيث يتمركز محور الموضوع الأدبي حول إثارة اهتمام الطفل المتلقي بما لا يتعارض مع مهمة الأدب في تجسيد الحقيقة الحياتية الواقعية بكل أبعادها. فالكلمة المنطوقة أو المكتوبة، تسعد الأطفال وتسليهم، وتطور وعيهم وطريقة فهمهم للحياة، وتنمي إدراكهم ومحبتهم للجمال ولروح المرح، تعطيهم فرص التعرف إلى أنفسهم بأنفسهم، وتمكنهم من التصدي للمخاوف واقتلاعها من جذورها، وتُطلق العنان لأحلامهم وطاقاتهم الإبداعية. إن الاتفاق العام اليوم ينصب على أن يكون الغذاء الأدبي المعرفي للأطفال ملائماً لمداركهم العقلية واستعداداتهم النفسية، والمرحلة التي يعيشونها، وعلى هذا الأساس يهتم التربويون بأدب الأطفال كوسيلة تستخدم في سياق الدراسات ذات القيمة العالية لأغراض الفهم الذاتي والثقة بالنفس، ولذلك فهم يميلون ليس فقط لاستخدام المعيار الأدبي والجمالي، وإنما يضيفون معيار المنفعة النفسية والأخلاقية.
وهنا يتجلى الدور التربوي لأدب الأطفال، حيث يتحرك تأثيره في اتجاهين متوازيين متكاملين:
فهو أقوى أساس يقوم عليه التكوين العقلي والنفسي والعاطفي، وأجدى أسلوب تتأصل به القيم الاجتماعية والسياسية. وهكذا يتحتم على أدب الأطفال أن يتماشى مع مراحل الطفولة والانتقال معها بشكل تدريجي، بحيث يبدأ من الصورة والمواقف القريبة من عالم الطفل، ويسير معها إلى صور ومواقف وأحداث غير معروفة، يقربها إليه ويشده إليها مستعيناً بالتشبيهات والتلميحات الجذابة التي تمزج الواقع الحي بالخيال الشفاف الذي يثير تفكير الطفل، ويجيب على تساؤلات كثيرة لا يجد الطفل أجوبة مقنعة لها في الواقع الاجتماعي- الثقافي المحيط به.
وبما أن الطفولة تمتاز في معظم مراحلها بتقلب المزاج وسرعة الانفعال والاندفاع، فإن الطفل سريع التأثر بما يعرض عليه من مواقف وشخصيات تتفاعل في النص الأدبي، وتولد لديه مجموعة من الانفعالات المتفاوتة في مضامينها سلباً أم إيجاباً، وإذا كانت الكلمة مسؤوليةً كما يقولون لأن لها تأثيراً سحرياً في نفسية المتلقي وفكره، فإن أدب الأطفال يؤثر في اتجاهات القراء التي تتغير نتيجة القراءة، كما يؤثر في نظرتهم الذاتية، فعندما يقرأ الطفل قصة أو رواية أو سيرة ذاتية، يقدر عالياً صفة من الصفات. ومن خلال الأفكار والكلمات والأفعال المتميزة تتطور نظرة الطفل وقيمه الخاصة، وبسبب الخبرات مع الأدب، تتعدل غالباً نماذج سلوكه وبناؤه القيمي، أو تتسع أو تتبدل تماماً. وهنا يبرز دور أدب الأطفال كمعزز للمشاعر الطيبة، يهذبها ويربيها بحيث يتحقق التوازن البناء بين عواطف الطفل وسلوكياته.
ثمة علاقة عضوية إذن بين أدب الأطفال والتربية لا يمكن للمعنيين بأدب الأطفال أن يتجاهلوها، ومن الطبيعي أن ذلك لا يمكن أن يتم بالشكل المطلوب إلاّ إذا تحقق التوازن والتوافق بين الجوانب الفنية للعمل الأدبي من جهة،ـ والجوانب التربوية فيه من جهة أخرى، أي التكامل بين الشكل والمضمون.. وهذا من السمات الأساسية للعمل الأدبي الجيد بوجه عام، والموجه للأطفال بوجه خاص.. العمل الأدبي الذي يمنح قارئه متعة المتابعة ويحقق له الفائدة الفكرية والتربوية في آن معاً.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلاً .... عيد الحب؟!
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟
- ما بين الأمومة... والأنوثة
- الاكتئاب عند المرأة- محاضرة
- العانس... والحياة
- ما وراء ظاهرة التسرب المدرسي
- لنُصغِ لآرائهم
- الأخوة... بين الحب والشجار
- الأبناء... ما بعد الطلاق *


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - إيمان أحمد ونوس - أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -