الإسلام الوسطي في الأردن يتمخض عن جيش من الملتحين و المنقبات و المحجبات ؟

خليل قطامش

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عبر وسائل الإعلام الرسمية الأردنية كثيراً ما نقرأ نسمع و نشاهد مسئولين مدنيين و معممين الذين يؤكدون أن الممارسات و العبادات الإسلامية في هذا البلد تنتمي من حيث مرونتها و تعاطيها مع الآخر إلى الإسلام الوسطي و في طل هذه الوسطية التي هي أقرب الى هز الوسط يسود التعايش و الوفاق بين مختلف أصحاب المذاهب و المعتقدات الدينية.
والمنظور الرسمي لهذا الإسلام الوسطي لا يرى منه إلا هذا الجانب الإيجابي فهل هو هذا واقع الحال؟
أم أن "الوسطية" باتت "مفرخةً" للإسلام الوهابي الذي لم يكن له وجود لا في المساجد و لا في الأماكن العامة و لا في الجامعات و المدارس في سينات و سبعينات و ثمانينات القرن الماضي
الواقع الإسلامي مخالف تماماً للمنظور الرسمي ولوسطيته الإسلامية و حتى نتأكد من الحقائق الملموسة يكفي أن نلقي نظره على الذاهبين و العائدين من بيوت العبادة و الصاعدين و النازلين من وسائط النقل و على مشاة الشوارع فماذا سنشاهد؟
ما سنشاهده أن نسبة كبيرة من الذكور قد تخلوا عن شفرات الحلاقة منهم من أطلق لحيته لحد الصرة و منهم من اكتفى بإطلاق ميني لحية وبعضهم ذهب أبعد من ذلك فصبغها بالحينﱠ تمشياً مع توجيهات و إرشادات أصحاب العمائم الذين يخصصون معظم خطبهم لحض المصلين على إطالة اللحى تمييزاً لهم عن الكفار و المشركين
كما أننا سنرى أعداداً متزيدة من الإناث اللواتي تخلين عن الفساتين و التنانير و السراويل ليختفين من عند الرقبة إلى أخمص القدمين داخل جلابيب أما رؤوسهن فقد اختفت داخل أقنعة أشبه بقناع زورو الذي كنا نشاهده في أفلام الكاوبوي و إذا رغب أحد المشاكسين أن يتغزل بإحداهن فيسألها أين أخفيت شعرك الجميل و لماذا لا نرى عيونك الدباحه فسوف تجيبه هذا مخالف للحشمة و نحن ننفذ تعليمات الداعية التي أكدت لنا أن الجلباب و القناع هو اللباس المثالي الذي يميز المسلمة عن المشركة و الكافرة كما ينبغي أن تعرف أن هذا اللباس هو ردنا الحضاري على الغرب الكافر الذي تخلى عن الأخلاق فكرس كل طاقته لبناء حضارة مادية زائلة مثل اختراع و إنتاج الطائرات و السيارات و الإنترنت و خلافه من الإنجازات التي لا يتفتق عنها إلا عقل شيطاني لا يؤمن بالآخره ولا بالجن و الملائكة و لا بالحور العين الذين يسرحون و يمرحون في جنات النعيم.
المشكلة في الإسلام الوسطي أن الجهات الرسمية التي ترعاه و تتبناه أنها تصرف من خلال وزارة الأوقاف و المقدسات الإسلامية رواتب و علاوات وامتيازات أخرى لا تقل عن 25 مليون دينار سنوياً للترويج له عبر المنابر الدينية و بدلاً من ذلك فإن أصحاب العمائم و معظمهم يعملون كموظفين في وزارة الأوقاف لا يروجون إلا للإسلام الوهابي فإذا كانت الحكومة جادة في وسطيتها فلتتوقف عن صرف هذه الرواتب عن كل معمم يروج للمذهب الوهابي
و إذا كانت الجهات الرسمية جادة فعلاً في محاربة المذهب الوهابي فلتبادر الى حل جماعة الإخوان المسلمين باعتباره حزب طائفي بامتياز و لأن معظم أصحاب العمائم أعضاء فيه بالسر و العلن كما أن الداعيات اللواتي أصبحن أكثر من الهم على القلب هن أيضاً أعضاء في هذا التنظيم الطائفي و يتقادين رواتب منه.

#خليل_قطامش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات