أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - مكابدات المواطن العراقي وعوامل نجاح وتحديات العملية السياسية














المزيد.....

مكابدات المواطن العراقي وعوامل نجاح وتحديات العملية السياسية


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السنين العجاف التي عاشها المواطن العراقي على مختلف مستويات ثقافته،في لعقود المنصرمة،في زمن شحبت ألوانه السياسية والايديلوجية واتخذت الصبغة الزيتونية ،استطاعت إفراغ محتوياتها في الكثير من التقاليد الاجتماعية والسياسية المستفزة بالخوف اليومي الذي اختبأت وراءه سيادة نظام مرغم على التمادي في التصفية الجسدية وتسويغ لغة العنف المستتر او العلني دون ان تحده حدود القانون الإنساني او تلجمه سلطة المجتمع الدولي المنقاد الى مصالحه المطلقة ،كحال التعامل مع كافة ألازمات الدولية التي تكون الشعوب المضطهدة طرفا فيها ،لذا فقد تنازعت المواطن العراقي إشكاليات عديدة مثل التعاطي مع العمل السياسي الصرف تحت إرهاب سياسات الماضي ،مع ان لدى الأكثرية رؤية واضحة للواقع من خلال تحليله من وجهة نظر عقائدية ،مادامت لديه منهجية الالتزام بالتكليف الشرعي ،ويقينه بمصداقية المدرسة الإسلامية التي أخذت أصولها من التراث الفكري للعترة الطاهرة،لاسيما وان المثال الحي لها يحيط بنا من خلال واقعة الطف الخالدة ومسيرة الأربعين التي نعيش أجواءها، والقدرة الفائقة في تطبيق قواعدة على الواقع الملائم كثيرا لها في ظل انهيار الكثير من الايديلوجيات وهزيمتها المادية والمعنوية.
نحن الآن امام عدة مستويات من نماذج الصراع ،أمام حزب منحل قانونا ولديه قواعد مازالت ترفض هذا القانون ،وتحاول استغلال التطبيق غير الدقيق لقانون اجتثاث البعث او قانون المساءلة والعدالة ،وتستقتل من اجل استعادة حضورها ،واثبات جدارتها في استخدام اهم مفردات صيرورتها وهي الإفراط في العنف والقسوة ،واستثمار مبدا الغاية تبرر الوسيلة ،مع استحضارها لكل وسائل القتل التي تعلمتها في دهاليز ذلك النظام ومؤسساته ،وقد استفاد هؤلاء كثيرا من الولوج في صلب المؤسسة الحكومية الحالية عبر خبراتها وما عرفت به من مسلكية وطمعها في الاستحواذ على قمم الهيكل الإداري ،إضافة الى تراخي الحكومة في تطبيق قوانين الحد من القوانين العقابية ذات الصلة بالفساد الاداري والمالي الذي .وأمام حركات إسلامية تبنت اسلوبها الإنساني و الحضاري ونبذ العنف منذ سقوط الطاغية ،محاولة فرض نظام قانوني يؤسس لدولة المؤسسات وقد اجتمعت عليها كلمة الأغلبية التي توحدت عبر نسق متجانس بين تأريخ جهادي وتضحوي وحرص على إشاعة حياة هانئة لشعب مل الفقر والحرمان ،وقد افلح هذا التوحد في قطع أهم مراحل الطريق الى الهدف عبر معارك الانتخابات وعبر الصبر المر على تحمل أقسى الظروف الاقتصادية والأمنية التي شهدها العراق ،وذلك محل اختبار واختيار الجميع ،لاسيما الشعب الذي وضع كامل ثقته بقواه السياسية ،والقوى التي وجدت كينونتها من خلال مظلومية هذا الشعب .
وامام قوى دولية ،لابد لها ان تختلق مناخات لذلك الرهان، محاولة فرض أنموذجها الذي قدمت فيه الى الشرق الأوسط بعد ان لوحت به كثيرا ،وهي بذلك تكفر عن آثامها في الوقوف وراء الانظمة الاستبدادية التي حكمت او تحكم العالم العربي او غيره،فيما تتخذ هيئة المتصاغر بإزاء مشاكل لا يمكن ان تعجزها عن إيجاد الحلول السهلة لها لما اشتهرت به من قدرات اقتصادية وتقنية أوقفتها في قمة العالم السياسي وأهلتها لرسم خرائط الأرض كيفما تشاء ،وذلك كله اثر على مصداقيتها منذ الصفحات الأولى لتدمير البنى التحتية للدولة العراقية ،واستصدار القرارات الدولية امتدادا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، لتضع المواطن وقواه السياسية امام خضم كبير من صراع مع معسكر الإرهاب المحلي والدولي ،بعد الاستقطاب الكبير للإرهاب العالمي لوادي الرافدين ..
ما هو موقف المواطن العراقي اليوم،بعد ان تحقق حيز كبير من الأمن اثر التنامي المستمر لقوات الأمن وانتشار اللجان الشعبية وظهور الصحوات، لاسيما أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية التي تشكل أصل وادي الرافدين،وهي اكثر استقرار من غيرها خصوصا اذا ما استتب القانون فيها ولاحق كل خارج عنه ،وكيف يتسنى لها إدارة نفسها ذاتيا عبر تشكيل صدور قانون المحافظات الذي يعتبر دستورا عاما لكل محافظة ،ذلك يشكل تمرينا عمليا لتنظيم اوسع حين تعلن تلك المحافظات عن قيام إقليمها الفيدرالي الكبير، وهي تعد ذلك ملاذا لها من عودة النظم الانقلابية الاستبدادية ،آملة التمتع بثرواتها الطبيعية الهائلة التي طالما حرمت منها كما العيس في الصحراء يقتلها الضما... والماء فوق ظهورها محمول .
دعوات المرجعية الدينية العليا وبعض القوى السياسية تصر على اهمية استكمال كافة المراحل التي أنجزت ،وهي تعد المرحلة الأصعب بعد التغيرات الموضوعية والذاتية التي يعيشها المواطن العراقي ،كالإسراع في أكمال التشكيلة الوزارية، واعتماد الكفاءة والخبرة في اختيار الوزراء والمسؤولين، والتهيؤ لإقامة الأقاليم في العراق بعد انتهاء الفترة القانونية.فيما يعد ملف البناء والاعمار وتقديم الخدمات، والالتفات الى مصالح المواطنين، ومنح الصلاحيات الى المحافظات وفق ما اقرّه الدستور، ومحاربة الفساد المالي والاداري، وتفعيل دور النزاهة، والقضاء المستقّل، وتفعيل القوانين والتشريعات التي اصدرها مجلس النواب العراقي، يجب ان تتحرك بخط مواز للجهود المبذولة على الصعيد الأمني، لأنها تساهم بدورها في ارساء دولة القانون، ومحاربة الإرهاب،من الاستحقاقات المهمة التي يمكنها ان تميز المرحلة القادمة عن سابقتها ،فيما تبقى الدعوات الى الحكومة العراقية في مراجعة برامجها الخاصة بالشرائح الاجتماعية الفقيرة، والمعلمين، وعوائل الشهداء، والسجناء، وإرجاع المهجرين إلى أماكن سكناهم وإطلاق سراح من لم تثبت إدانته من المعتقلين، ومراجعة سلالم الرواتب ووضع معايير عادلة لها، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لجميع ابناء شعبنا.
هذه الدعوات تصب في صميم المصلحة الوطنية للشعب العراقي وهي ان تحققت سوف تكون معيار النجاحات المستقبلية وبوابة لها ،وقد يكون العكس هو الصحيح..



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضواء على وقائع جلسة نيابية
- الخبراء والمشاورين القانونيين متى يحين دورهم ؟!!
- التقارير الدولية مرايا متكسرة للصورة العراقية الصافية
- المبادئ الوطنية لاتفاق القوى السياسية واليات العمل
- قمة قيادات الكتل السياسية والرهان الواقعي على نجاح التجربة ا ...
- جبهة التوافق وغيرها ..اتفاقات غير موفقة لإفشال العملية السيا ...
- الشعب العراقي بين التحرر واجندة الاحتلال
- عندما يغادر ارهابيو القاعدة الخطوط الامامية ليتحصنوا خلف ظهو ...
- ضحايا النظام البائد و القوانين التي لم تر النور
- الإعلام الأمريكي ودوره في تمييع الحقيقة وصناعة القرار المشوّ ...
- صار اللعب على المكشوف ..وإلا فلات وقت جواب!!
- سحق رأس أفعى الإرهاب والخراب ولكن ألا تولد أفاع جديدة ؟!
- عيدكم مبارك باعدام الطاغية ... مع التحيات لفالح حسون ومحسن ر ...
- الصلح سيد الأحكام لمن يريد العراق وليس لصالح المطلك وأمثاله
- حين يقف أبطالنا حفاة على منصة الفوز ويضيع المال العام
- العراق بين المشاريع النظرية للامن وانهياره المستمر!!
- ايام السيد عربي هل ذكرت العرب وقادتهم بجرائم صدام وخيبتهم؟!!
- تقرير بيكر هاملتون جدولة لملفات كثيرة
- حلفاء الضاري ودائرة اللعب بدماء الشعب العراقي
- ماذا لو انسحبوا من العملية السياسية؟!


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - مكابدات المواطن العراقي وعوامل نجاح وتحديات العملية السياسية