أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - الإنصاف ؟؟ مِن مَن ؟؟














المزيد.....

الإنصاف ؟؟ مِن مَن ؟؟


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 09:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل على العراقيين إستجداء الإنصاف ؟ ومِن مَن ونحن كعراقيين لم ننصف أنفسنا ؟؟ حكمنا حكامٌ منا عقوداً يحملون الجنسية العراقية مثل أي عراقي ، ولكنهم إستبدوّا وتسلّطوا على الشعب بالحديد والنارلمصلحة بقائهم في سدة الحكم من جهة وخدمة للأجنبي من جهة ثانية ، سواء المتستر خلف كواليس بنيت من دخان كثيف من الدعاية ( الوطنية أو القومية ) أو المحتل القابع على الأرض بموجب قرارات دولية وبطلب من حكومة ( منتخبة ) في إنتخابات ( نزيهة جدّاً ) فاحت منها روائح التزوير التي أزكمت الأنوف .

هل نطلب من الغير إنصافنا ؟؟ إن الغير هذا ينحصرُ تفكيره بالمعطيات التي تنشرها وسائل الإعلام المغرضة والمسيّسة لصالح ذلك المحتل أو الأجنبي الذي كان مختبئاُ خلف الستار . ولذلك فإنّ مواقف ذلك الغير تبنى على العموميات لا الخصوصيات التي تتميّز بها حالتنا ، فمن هنا جاء التناقض بين وجهات نظرنا كعراقيين ( أبناء الشعب وليس حكامنا ) وبين وجهة نظر ذلك الغير .

أنا لن أشكك في صدق نوايا وإخلاص معظم الذين يختلفون معنا في وجهة نظرهم ، فهم مناضلون حقيقيون ضد الإستعمار وضد الحروب ، وهذه المبادئ التي يحملونها هي مبادئ شريفة وتقدمية ، تعلمناها كدروس في الوطنية ضمن حركات التحرر الوطني في كافة البلدان التي كانت ترزح تحت سيطرة الإستعمار ، إبتداءً من ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي وكانت الأحزاب السياسية تثقف الشعوب بأن الوطنية تعني النضال ضد الإستعمار وعلى رأسه الإستعمار الأمريكي . ولكن هذه النظرية قد شاخت وأصبح العمل بها يعيق حركة التحرر الوطني من التقدّم ، إذ أن المستعمرين إكتشفوا إنتشار تلك المبادئ وإستفحال تأثيرها على مستوى الشعوب فتفتقت أذهانهم عن أفكار للتحوّط ضدها فنصّبوا في البلدان المستعمرة بيادق من أبنائها يخدمون أغراضها دون أن يظهروا هم في المسرح كمستعمرين .

كان حكامنا لعقود مضت من هذا النوع ، ولم يكن صدام حسين ونظامه إستثناء ، بإعتراف مسؤولين كبار في نظامه من عسكريين ومدنيين ( لك أن تراجع مذكرات الدكتور تحسين معلّة الذي عالج صدام بعد محاولة إغتيال عبد الكريم قاسم وكان من قياديي حزب البعث وكذلك مذكرات اللواء الركن وفيق السامرائي ، مدير الإستخبارات العسكرية في عهد صدام ) . فصدام ونظامه بإستخدامه أجهزته الإستخبارية والمخابراتية والأمنية الواسعة المتكونة أيضاً من عراقيين يتميزون عن غيرهم في إمتيازات الرواتب وغيرها جعل أبناء الشعب لا يأمنون الحديث عن مساوئ النظام حتى بحضور أقرب الناس إليهم بضمنهم الأطفال في عمر المدارس الإبتدائية مخافة أن تصل الأخبار إلى السلطات فتكون العاقبة الموت المحتم .

في هذا الجو السياسي الذي لم يسمح لوجود أية أحزاب سياسية ذات قاعدة شعبية كان من المستحيل التخلص من نظام صدام حسين ، والقول نفسه ينطبق على الكثير من الدول النامية ولو أن أبناءها لا يجرأون البوح بالحقيقة وأحيانا حتى لذاتهم الشخصية . من هنا كانت عملية إزاحة صدام حسين عملية قيصرية ( الأم التي ولدته ورعته ومدته بالإمدادات في حروبه هي التي قتلته بناء على طلب حفنة من السياسيين الذين عقدوا الصفقة في واشنطن نيابة عن الشعب العراقي ولكن من وراءِ ظهره )

أيها الأخوة من الغير والذين لا أشك في غيرتكم الوطنية وأقول لكم أنكم مناضلون ضد الإستعمار بأسلوب كلاسيكي ونحن في القرن الواحد والعشرين والظرف يختلف عن ما كان عليه قبل سبعين عاماً . فالشعوب لا تستطيع مكافحة الإستعمار ما دام يحكمها عميلٌ يحمل جنسية أبنائها ويحرمها من إمتلاك السلاح الذي يكافح به ، ألا وهو الوعي وحرية الرأي والتنظيم . على الشعوب أن تتخلص من مثل هذه الأقزام أولاً وبأي ثمن لتفتح لها باب الأمل في إمكانية الكفاح ضد الإستعمار .

أيها الأخوة الغيارى ، عليكم أن تعرفوا أن في العراق شعباً طموحاً للحرية ، كارهاً للإحتلال والحرب ، وهو الضحية ، وتتصارع في الساحة العراقية بصورة رئيسية قوتان تمتلكان الميليشيات المسلحة والقوى العسكرية الضاربة واحدة أزيحت عن السلطة ، وقد كانت كما أسلفت عميلة وظالمة وقوة ثانية إستلمت السلطة بموجب الصفقة إياها وكلا القوتين في صراعهما يدعيان تمثيل الشعب كذباً . وفي صراعهما الدائر حالياً أو الحرب الأهلية المحتومة في حالة إنسحاب قوات الإحتلال وترك الساحة فارغة فإن أبناء الشعب الأبرياء هم وحدهم الذين سيدفعون الخسائر .

نحن كعراقيين لا نستجدي إنصافاً من أحد لأننا لم نجده في بيتنا ، ولكننا نطلب من الغيارى من أمثالكم معرفة الفرق بين الشعب العراقي المبتلى وبين هذين الطرفين ، فلا تنحازوا إلى واحد منهما ، فالإنحياز إلى أي منهما هو وقوفكم ضد آمال ومطامح الشعب العراقي .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية العلم العراقي
- حزبُ الطبقة العاملة
- مواعيدُ عُرقوب
- عرب ويين و ... ؟
- حجّة الخُداع
- لُغةُ الرّوزخزنيّة
- القاعدة
- وين كُنت يوم 14 تمّوز
- كانونٌ مُتَمَيّزٌ
- تسطيحُ الفكر
- وأدُ مَجلِس الثقافةِ
- حبلُ الكذب قصير
- التظاهر بالوطنية
- مِكياجٌ مُستَورَد
- الفكرُللبيع ! !
- لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة
- حذارِ من هذا المجلس
- التخبّط ثمّ الإستحواذ
- التخبّط
- تأسيس فرع المجلس العراقي للثقافة في كندا


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - الإنصاف ؟؟ مِن مَن ؟؟