أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم الخياط - بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!














المزيد.....

بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 02:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


بتهكم مفتعل ، ابتدأ الأستاذ سماح إدريس افتتاحيته المعنونة " نقد الوعي النقدي: كردستان ـ العراق نموذجاً" لعدد الآداب أيار ـ حزيران 2007 ،وهو ينال من ادونيس وشاكر النابلسي وبول شاول وعلي حرب ، ثم بعد ديباجة مؤستذة تقترب من التدبيج ! ، يسأل :
ـ ما مصداقية نقاد صدام حسين ومقابره الجماعية ( وهي مريعة مثله ) حين يمتدحون الطالباني والبارزاني ؟
والسؤال يوجهه الأستاذ سماح إدريس للمثقفين ـ حسب نعته ـ المعتدلين والواقعيين ؛ الذين أثقلهم الكسل ، على قوله أيضا ، فما عادوا ينبرون لـ "تقصي أوهام الديمقراطية ( العراقية ) الجديدة ، وإزالة هالة الأسطورة عنها ، بعد ان حبّروا مئات الأوراق في شتم عراق صدام ".
وعلى سواد صفحتين لا يملّ الأستاذ سماح ادريس من روح السخرية والانتقاص والادعاء ، ولا نعيب عليه الأسلوب ، بل زمان الأسلوب ومكانه ، ولا شك أن التحامل جلّي في مّر كلامه بما يدلّ على مرارة الحلق ، ولا غرابة ، لأن الغريب العجيب أن لا ينتحب البعض بعد فضيحة " سيدهم " في الحفرة ثم إعدامه بقرار محكمة أشبعته عدالة ، ولطالما حرّم معارضيه منها .
ثم نرى في سؤاله المثير للتشكيك بجريمة المقابر الجماعية ، إيحاءً بأن الرئيس جلال طالباني هو نسخة أخرى لصدام حسين ( وهذه مفارقة تضحك كل عراقي ) ، وان هنالك من يمتدحه ويطبل له (وهذه مضحوكة أخرى ) .
أما عن دعوته أهل الاعتدال إلى التقصي عن الوهم الديمقراطي في العراق ، فأسأله : من قال لك بأن ثمن الحرية ليس باهظاً ، ثم من قال بان الواقع العراقي هو ديمقراطي ،، فإننا يا سيدي ، وببساطة بعد أن تخلصنا من ( الدولة ) الفاشية ، نحاول اليوم أن نرسي أسس دولة جديدة ، أي نحن لم نزل في مرحلة ماقبل بناء الدولة ، ثم لماذا تستخف بما نبني وتحسب أن هالة من الأسطورة قد أضفينا على عهد الخلاص من الطاغية ، وحتى تعرف أو تتعرف على وضعنا جيداً ، أنبيك أن الخلاص من الطاغية هو عمل أسطوري بحد ذاته ، ناهيك عن إصرارنا على رسم دوائر بيض في الوحل الذي نحن وسطه قاطنون .
وبعد استخفافك تدعو من تدعو إلى أن يكفّر عن تحبيره ( مئات الأوراق في شتم عراق صدام )، وأرى في قولك هذا، أنك تنزه صدام من جرائمه التي ربما ليس سهوا وصفتها قبل أسطر بـالـ " مريعة " ، أو كأن ما قد جرى هو مجرد تحبير ورقي وليس نافورات دم ظلت تتدفق عياناً لأربعين ولم تزل . ثم ـ والأنكى ـ تجيّر العراق كله ليكون ضيعة لشقيّ الحارة.
ويظل الأستاذ سماح إدريس يحشو الافتتاحية بالغث كله ، ولم يخطئ سوى مرة عندما فاته أن يكتب "شمالنا الحبيب" محل "كردستان" ، على وفق قاموس النظام الراحل ،، فمرة يستكثر على أهل العراق الجديد أن صار لهم مهرجان كبير للثقافة الوطنية الديمقراطية مثل مهرجان "المدى"، ومرة يعيب ( بسبب الديمقراطية!! ) على العوائل العراقية أن لذكورها ضغوطاً متزايدة مسببة لجرائم الشرف ( نقطة نظام : أظن هذا مدعاة إصدار ميثاق الشرف فيما بعد )، ومرة يظن بأن الشيوعيين وحدهم أهل الديمقراطية العراقية الجديدة ، وأخرى يعلن عن اكتشاف ببغاءات سوفياتية على ظهور الدبابات الأمريكية ، ومرة ومرة وأخرى ويظل يحشو ويحشو ، حتى يقول:
ـ بئس هذه الحرية ِ ،،،
وهذه الكلمات الثلاث هي ملخص ما دبجه الأستاذ سماح إدريس في ثماني صفحات كاملات ، وكأن لسان حاله يقول:
لماذا لم تدافعوا عن صدام ، لماذا تركتموه وحيداً محصورا ، لماذا عاقبتموه بالتخلي عنه والتفرج عليه ذليلاً في مهربه ومحبسه ومقبره ، لماذا تشعرون وتمثلون وتغنون في مهرجان المدى ومع مديره فخري كريم ، هذا الذي كشف عورة الكوبونات وجرّ البساط من تحت أوتاد المرابد المدولرة ، لماذا تنعمون بالحرية ( ولمن لا يعرف فهي بلون وطعم ورائحة الدم ) ، ولماذا تنعمون بالحب والحياة ؟.
ياه ..كل هذا الزعاف لأننا لم نقاتل دون سيدهم .




#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حائط حنا السكران
- أفلاطونيا
- انا واحد ...وانت تتكرر للشاعر مهدي القريشي
- النبي الصامت
- بعقوبة
- هناءة المحابس
- كاسب كار
- الضجة الصديقة
- يا امرأة الوجع الحلو
- من بعقوبة البرتقال والنضال
- في فئ السنديانة الحمراء البتول
- جمهورية البرتقال
- حُداء الغرانيق
- مدمي الشباب
- واحدة لا تكفي
- فتوى (توقيت) الاعدام
- سؤال بسيط جداً
- هو حزبنا لأنه شيوعي وعراقي - قراءة هادئة في وثائق صاخبة
- تروحن
- دولة السيد المالكي والشيوعيون


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم الخياط - بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!