أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - تحويل الدولة من ترسانة عسكرية الى حديقة غنّاء ليس مستحيلا















المزيد.....

تحويل الدولة من ترسانة عسكرية الى حديقة غنّاء ليس مستحيلا


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك من يقدس الحياة وحبها ويجلهما وهناك من يضرب بها عرض الحائط ويدوس على قيمها وعلى حبها وعلى جماليتها وعلى حق البشرية ان تحيا حياة انسانية جميلة وهادئة وسعيدة، باستقرار وراحة بال واطمئنان على المستقبل، وهناك من يسعى ويعمل بكل المحبة والصدق والوفاء لكي تكون البشرية كلها عائلة واحدة، تعمل دائما من اجل سعادتها ونبذ الاحقاد من قلوبها وهناك من يعمل لتحويل المجتمع البشري الى غابة والعمل بقوانين الغابة، خاصة القوي يأكل الضعيف وقوانين العربدة والفوضى والتسيب متباهيا بعربدته وتسلطه ودوسه على قيم الحياة الجميلة مما يعني انه يجل موت القيم الانسانية الجميلة، وبدلا من الترنم بأناشيد حب الحياة وجماليتها وقدسيتها والترنم باناشيد الاممية وتقديس الانسانية والتباهي وابراز المشاعر الانسانية الجميلة يتباهى بترديد اغاني الحقد والتمييز والعنصرية اغاني دوس القيم الانسانية الجميلة والاستهتار بها وقتلها وتشويهها بسلوكيات وحشية، وعندما يطفح قلب الانسان بالمحبة للحياة وجماليتها وقدسيتها تكون افكاره ومشاعره واحلامه واهدافه وسلوكياته جميلة ومفيدة، فكيف اذا كان مسؤولا؟ نعم ان المسؤول الذي يفكر تفكيرا جميلا ويعمل دائما من اجل تعميق جمالية الممارسات في
المجالات كافة، وتوطيد العلاقات بين بني البشر كأسرة واحدة، فان النتائج ستكون
ايجابية، وفي هذه الظروف بالذات التي يتميز بها حكام اسرائيل بانعدام المسؤولية
تجاه الجماهير وحقها في العيش بسلام وراحة بال واستقرار واطمئنان على المستقبل وعلى مكان العمل، يتحتم على الجميع ان تكون الاولوية امامهم والقاسم المشترك
بينهم وعدم اهماله هو الواجب المتجسد في تعزيز النضال من اجل انجاز السلام العادل والشامل والدائم ودفع كل متطلبات ذلك، ليعيش ابناء الشعبين بصداقة والعمل الدائم على تعزيزها وتعميق المشترك بينهم.
تتميز الاوضاع في الدولة بكثرة الكوارث في عدة مجالات،منها على سبيل المثال لا الحصر، كارثة استمرار الاحتلال للاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، وما يتمخض عن ذلك من كوارث اخلاقية وسياسية واقتصادية وثقافية، وكارثة العنصرية والاصرار على التعامل مع العرب بتمييز وعنصرية واستهتار، وكارثة الغلاء وارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية من جهة وبالمقابل كارثة التعامل مع الانسان كاداة لاثراء الاغنياء والسير وفق املاءاتهم ويا ويح من يتصدى لها ويرفضها ويناضل ضدها، والكارثة الاكبر والاكثر ضررا هي كارثة البطالة والتي اصابت الضمير ايضا وهذه جريمة بحد ذاتها، لان تعطل الضمير عن العمل والاحساس وتسيير الامور هو جريمة، ومن نتائج كارثة البطالة التي اصابت الضمير الاسرائيلي، تواصل قهقهة الاحتلال وصليل حرابه وازيز رصاصه وزعيق مستوطنيه الهستيري المتميز بحقده الحيواني للفلسطينيين، وبتواصل تلك القهقهة وذلك الزعيق، تفتح ابواب وتغلق اخرى، تفتح الابواب المؤدية الى المستنقعات المليئة بحشرات العدوان والاستعلاء العنصري والدوس على القيم الانسانية الجميلة والحاملة لجراثيم الفاشية والنازية ودوس القيم الجميلة، والتي تحوم وتستقر في العديد من المؤسسات والمراكز والمواقع، من خلال افكار واهداف ومخططات وبرامج الماسكين بزمام الامور غير آبهين لما يترتب عن ذلك من اخطار، وبالمقابل وبالاصرار على اطلاق قهقهة الاحتلال وافكاره واهدافه، تغلق الابواب في طريق حسن الجوار والتعايش الانساني الحقيقي باحترام وتعاون وتآخ، وتغلق الابواب في طريق التوجه الانساني الحقيقي نحو السلام والمحبة.
تفترض الاوضاع وللبقاء على قيد الحياة الاستعداد للاقدام على الحلول الضامنة
ومئة بالمئة، الامن للجميع، الامر الذي لا يتوفر اطلاقا عند حكام اسرائيل من
كافة الاحزاب السلطوية، وهم يفهمون الحوار على انه هو حوار السيد والعبد، حوار
لفرض الموقف الاسرائيلي على الفلسطينيين وما عليهم الا الرضوخ والاستسلام
لاوامر السيد الذي يعطي ويقدم دائما اسوا وابشع ما عنده، ولا يتحدث الا بلغة العربدة والمدفع والبندقية والدبابة والطائرة الحربية والقنبلة، واقامة الجدران الفاصلة ومصادرة الارض، ويريد من الفلسطيني ان لا ينتقد ذلك اطلاقا وان لا يرفضه واذا رفضه فهو ارهابي ولا يستحق الحياة!! وهذا هو منطق الابتزاز العسكري السياسي، لان الامن الراسخ وبكل بساطة وتردده الحياة نفسها يوميا وعلى مدى(24) ساعة، لا يمكن تحقيقه والحصول عليه الا عن طريق ازالة اسباب ومصادر عدم الثقة والتوتر والعداء المتجسدة في الاحتلال والاصرار على التمسك بافكاره واهدافه.
تنادي الارض على حكام اسرائيل سائلة: ما عندكم اليوم؟ ويجيبون بمباهاة
واعتزاز: كل شيء ما عدا السلام الحقيقي وحب الجيران، وتنادي الحياة سائلة اياهم
ايضا عما عندهم فيجيبون متباهين بذلك: الاستهتار بحياة الجماهير في الدولة وفي
الدول المجاورة وبحقها في العيش الانساني الجميل باستقرار وهدوء واطمئنان.
نعم ان حكام اسرائيل وبناء على الواقع القائم والملموس، بمثابة مهندسين يصرون
على وضع تصاميم تزيد الحواجز والسدود بين ابناء الشعبين، وتعمق الاحقاد والكراهية بينهم، وبين الشعب الاسرائيلي نفسه وحقه في حياة سعيدة وجميلة تتميز بالتعاون مع الجيران لما فيه مصلحة الجميع، يصرون على ان يكون دستورهم، تجريد الانسان من الحقوق، الانسان الفلسطيني من حقه في الحياة باستقلال وحرية وكرامة في دولة بجانب اسرائيل، والاسرائيلي من حقه في الحياة الخالية من نزعات العربدة والتسلط على الآخرين ودوس القيم الانسانية الجميلة، يصرون على عدم تذويت الحقيقة المتجسدة في انه طالما تواصل انبعاث النواح والاحزان والدموع من النوافذ الفلسطينية والزغاريد والفرح من نوافذ الاستيطان وغرف حكام الحرب والاستهتار بالحياة، غرف حكام دوس القيم الانسانية الجميلة، لن يكون السلام الحقيقي وهداة البال والاستقرار الدائم، وان السلام الدائم والراسخ والشامل لن يكون الا بتبني برنامج الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الفقري،
الحزب الشيوعي الاسرائيلي، اليهودي العربي الاممي، لانه البرنامج الواقعي والعقلاني الذي يضمن تحويل البنادق الى اقلام والدبابات الى غرف دراسية والدولة
من ترسانة عسكرية الى حديقة ورود وزنابق غنّاء.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية حمامة فاصغوا جيدا لهديلها الرائع
- التربية الشيوعية.. ثروة هائلة جدا
- الاشتراكية والرأسمالية
- آن أوان -تمتيخ- السوط الاحتلالي واحراقه
- ألانتصار المطلوب
- سعادة البشرية منوطة بانتصار الشيوعية
- سجلّهم أسود ومكانهم ليس في سدة الحكم!
- الزهرة والشيوعية وجمالية الحياة الانسانية!!
- ألشجرة والانسان والشيوعية!!
- يستعدون للحرب القادمة وليس للسلام، لماذا؟!
- ألماضي يتغذى بالدقائق الحاضرة فلماذا لا تكون جميلة؟
- الرأسمالية جعلت الانسان جزارا لاخيه الانسان!!
- سعادة وكرامة البشرية في انتصار الشيوعية!
- حكام اسرائيل يتكلمون بألسنة لا تحب الحياة!!
- برنامج الحزب الشيوعي ممر مضمون للسلام
- الى متى استمرار الاستهتار بالجماهير وبالحياة؟
- ألسوط السلطوي والصوت الشيوعي
- ألشيوعية ويوم الطفل العالمي
- ألشيوعية تعزّز جماليّة النفس الانسانيّة
- آن للفرح أن يزغرد


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - تحويل الدولة من ترسانة عسكرية الى حديقة غنّاء ليس مستحيلا