أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل القيّم - الرقابة والتقويم على مضمون وسائل الاعلام















المزيد.....

الرقابة والتقويم على مضمون وسائل الاعلام


كامل القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:06
المحور: الصحافة والاعلام
    


لاشك علينا التفريق بين مفهومي (الرقابة( censorship ( والتقويم rectification) ، فالرقابة على وسائل الاعلام بحسب الادبيات الاعلامية هي ماتعني ( ملاحظة خروج مضمون وسيلة اعلامية معينة على ضوابط وتشريعات دستورية او قانونية من جهه مخولة حكومياً بالشكل التي لها صلاحيات اغلاق او حجب او تجريم او تغريم كاتب الرسالة الاعلامية او من يملكها او من يحمل امتيازها والتي بحسب تلك التشريعات تعد خرقاً للقانون المنصوص عليه في الدولة ) .
ومع ان الانظمة الاستبدادية والشمولية ترى في الرقابة عامل بناء وضبط اجتماعي او عقائدي، وعلى انه حق من حقوق الدولة على وسائلها ، فان التغييرات الجذرية التي طالت المجتمعات وتنامي الوعي في حقوق الانسان في حرية التعبير، والنظم الديمقراطية كان هذا الاعتقاد والممارسة قد خلفت خلفها تاريخا اسوداً من الاستبداد والخنق الفكري، سرعان ما بدات تعيش في اجواء اكثر تقبلاً لمفهوم النقد الحكومي او السياسي، واغلب الظن ان للرقابة الاعلامية نوعان اساسيان : الرقيب الاعلامي من داخل المؤسسة ( والذي يسمى بالاصطلاح الاعلامي حارس البوابة ) يعمل في اكثر الانظمة استبداداً بثلاث اتجاهات اغلبها تصب في الاتي :
1. حجب او منع رسالة اعلامية كان من المفترض ان تنشر الى الراي العام وفيها تبصير باخطاء الحكومة او من يمثلها بصيغة مباشرة او مستترة .
2. حذف او اضافة مادة او فكرة يرى الرقيب انها لاتتماشى مع سياسة المؤسسة ( تحرير توظيفي ).
3. انتقاء وتكرار وفرض رسالة اعلامية عن سواها في وقت معين ، وهذا ما تم العمل به اخيراً تحت تسمية (الرقابة الذاتية ).
اما النوع الاخر من انواع الرقابة فهو مايدعى بالرقيب الحكومي الاجرائي : ويعمل وفق فريق عمل رقابي لمضمون وسائل الاعلام وله الحق في احالة المؤسسة الخارقة للضوابط للقانون او بتشريع منه ( بحسب صلاحياته من قبل النظام الحاكم ) او بحسب الدستور المنصوص عليه في البيئة الاعلامية التشريعية . وهناك من يضيف نوعاً ثالثاً يقترب من الاجراء الاخلاقي لحدود المعالجة او الكتابة او التغطية ، وبحسب علاقة المؤسسة الاعلامية ومن يمولها بالشؤون العامة ، فيضع الصحفي لنفسه ضوابط رقابية اخلاقية ، او مؤسسية( الرقيب الداخلي ) الذاتي (فقرة 3 ) ، انطلاقاً من الفهم العام لطبيعة الحاضنة التي تمليها المؤسسة وتضعها كأبجديات وخرائط عمل لايجوز عبور خطوطها الحمراء بحسب العرف الايديولوجي السائد .
التقويم الاعلامي :
يقترب مفهوم التقويم الاعلامي Rectification Mediaالى مصلح (القياس analogy)، أي يراد به قياس اقتراب او ابتعاد موسسة اعلامية ما من قضية معينة بغرض تعديل او ضبط مسارها الاعلامي ، وهذه تقترب الى حد كبير الى وظيفة البحث العلمي لوسائل الاعلام ، فالبحث العلمي يراقب الظواهر الاعلامية ويفسر وجودها ومن ثم يوضع لها اقتراحات ( ضوابط او تحكم ) .
وهذا الاجراء قد بدأ منذ نشوء الصحافة المطبوعة لكنه تعاظم وتبلورعلى يد جملة من الباحثين للصحافة الامريكية وتطورحتى اصبح مقياساَ دولياً لقياس وتصنيف مضمون أي وسيلة اتصالية والتعّرف على عناصر التركيز او الاخفاء فيها ويدعى( تحليل المضمون او المحتوى Anlysis Content) وقد بنى لنفسه منهجاً مستقلاً وبضوابط صارمة من شانها ان ترفع مقدار الثقة والتعويل على نتائج تلك الطريقة، وبالتالي بناء الاقتراحات للتعديل ، وفي الدول المتقدمة تخضع العديد من ظواهرها الثقافية والاعلامية الى التقويم والمراقبة والبحث ، بناءَ عن حاجتها في اعادة الفهم لماتقوم به والذي يصب في اغلب الاحيان تحت تسمية ( تقويم الاداء) ، والمؤسسات الاعلامية الكبرى لها فريقاً بحثياً يقوم بتقويم ومراقبة ادائها الاداري او الاعلامي لغرض بناء الجديد والمؤثر لدى الجمهور .
وتأخذ الدراسة او البحث بهذا النوع طرقاً شتى منها مايتعلق بطرق انسياب الرسائل الاعلامية وانعكاسها على الجمهور ( بواسطة اداة الاستبانه او الملاحظة او المقابلة العلمية ) او مايتعلق بالرسالة ( المحتوى الرمزي ) او مايتعلق بالتاثير ( رجع الصدى feed back ) وهذه كلها طرقاً للقياس الاعلامي، ولها معطيات في الحكم على الوسيلة الاعلامية واتجاهات مضمونها .
وعلى الرغم من ضعف الوعي بدور اجهزة تقويم الاداء او المراقبة الاعلامية الا اننا نرى من الضروري ان نشيع مثل تلك التقاليد التي هي بالنتيجة في صالح العمل الاعلامي ،وعلينا تهيئة المؤسسات والمجتمع الى مثل تلك الاجراءات التي تشيع لديهم ثقافة البحث العلمي وضرورات التقويم ، فالعمل كل عمل تشوبه الاخطاء والمزالق والقصورات ، وحده اسلوب البحث العلمي وادواته تستطيع كشف واقتراح البديل الايجابي لمسيرة المؤسسة .
وتعّدُ الاجراءات التي تعنى بتقويم او مراقبة الاداء الاعلامي من اعتى واصعب الاجراءات البحثية، ذلك لان العملية الاعلامية مركبة ومتداخلة مع متغبرات متعددة ، فضلاً عن تنوع الاشكال والوسائل، وبالتالي يُصعب وضعها مختبرياً وقياس مضمونها الا وكان فريقاً ماهراً ومدرباً في اساليب الانتقاء والتحليل والية المراقبة .
وحقيقة القول ان البحوث التي تجرى على وسائل الاعلام وعناصرها المختلفة ماهي الا عنصر موضوعي للمراقبة العلمية ، ذلك ان الباحث يراقب ويتحسس بالظواهر ، ومن ثم يقوم بمعالجتها منهجياً .
وفي ذات الوقت تاخذ الرقابة بعدأ تقويمياً ( ايجابياَ ) اذا كانت تنطلق من المقومات الاتية :
1. لاتمثل جهة حكومية الزامية التوصية .
2. هدف الرقابة ياخذ جانب تقويمي وليس من باب الانتقاص او خلط الاوراق .
3. موضوع الرقابة يجب ان يكون ذا ابعاد مهمة وواضحة وقابلة للقياس والتصنيف، وذا ابعاد نفعية للمؤسسة قيد الدراسة ، وللدراسين في ذات الميدان.
4. فريق الرقابة يحمل صفة الحيادية والمسؤولية العلمية لا الصفة الجهوية او التسلطية .
5. ان تسير الرقابة باسلوب المنهج العلمي ، وان تخضع اجراءتها الى الصدق والثبات في التحليل والقياس .
6. ان يكون موضوع الرقابة يحمل حاجة وطنية او اجتماعية ومن صلب اهتمامات المجتمع واولوياته ، وان يجري اختيارها بناءً على دراسة قبلية ( قبل دراسة التقويم ) على وفق اسلوب المسح الشامل .
7. ان يتم اختيار الوسائل الاعلامية بحسب ضوابط معينة( مجتمع البحث وعينته ) ، ويفضل ان يكون مضمونها متاح (للباحثين)حتى يتم اخضاعه للتحليل والدراسه .
8. تعرض نتائج الدراسة بشفافية عالية وبهدف سام لاجل افادة او تعزيز او لفت النظر عن قضية او طريقة ، ربما تكون الوسيلة الاعلامية غير مدركة لها .
9. الاستعانة بخبراء في المجال الاعلامي وطرق البحث العلمي للتاكد من صحة الاجراءات وبالتالي تعميمها .
10. ان لاتاخذ نتائج الرقابة التقويمية على انها من باب الانتقاص او التربص او الضعف ، بل العمل على تشجيع المؤسسات التي تعنى بمثل هذه الدراسات لان العمل الاعلامي لايمكن ان يسير بالشكل الصحيح الامن خلال كشف مناطق الخطأ والصواب .
11. إشعار القنوات الاعلامية بدور الاجهزة الرقابية التقويمية وبطرق اجراءاتها وكادرها حتى تساعد من يراقب بالمعلومات او توفير عينة التحليل او اية مساعدة اخرى ، مادامت الرقابة ايجابيةو من صالح الوسيلة الاعلامية .
د.كامل القيّم / مركز حمورابي للدراسات الاستراتيجية /بابل
رئيس مجلس ادارة شبكة المرآة لمراقبة وسائل الاعلام العراقية





#كامل_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتصال والاستثمار والأمن الوطني...مثلث برمودا
- الاتصال الإنساني.....من البناء الرمزي الى تكنولوجيا الإعلام. ...
- مبدأ التراكم والتداخل في دراسة الظواهر العلمية.....رؤية اتصا ...
- حق الإعلاميين بالوصول للمعلومات ...إنعاش للتنمية والديمقراطي ...
- صحافة الحلة المدرسية
- هيئة الإحياء والتحديث الحضاري في بابل...عولمة الذات المصغّرة
- الاعلام الدولي ...على خطى العولمة ...الحلقة الثانية
- من تاريخ الصحافة العراقية
- الإعلام الدولي ...على خطى العولمة
- ثقافة البحث العلمي في دوائر الدولة.....الى ابن؟
- الماكنة الدعائية الامريكية في العراق....رؤية في ادوات التاثي ...
- دور الإعلام والعلاقات العامة في تدعيم الاحتلال الأمريكي للعر ...
- قناة الحلة الفضائية.... وفق رؤية اكاديمية مفترضة...
- البحث العلمي...بين المعرفة ..و التفكير المنظم
- من تاريخ الصحافة العراقية /صحف الحلة ومجلاتها الجزء الثاني
- من تاريخ الصحافة العراقية / صحف مدينة الحلة ومجلاتها
- الفضائيات العراقية .... نحو هوية علمية جديدة
- البحث العلمي ومشتركات الظواهر العلمية
- الإعلام.... ولغة الحوار عبر الصورة التلفاز انموذجاً
- من اجل رؤية جديدة لدراسة علم الاتصال والاعلام


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل القيّم - الرقابة والتقويم على مضمون وسائل الاعلام