الخوف وإضطراب الرهاب

جمال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مفهوم الخوف
الخوف هو انفعال غريزي من إنفعالات الإنسان الرئيسية مثل المتعة والغضب والحزن وغيرها، وله وظيفة ذات علاقة بديمومة حياة الإنسان، ويحدث غالبا استجابة لإثارة سلبية محددة. يعمل باسلوب مبرمج ضمن نظامنا العصبي، وظيفته حماية الإنسان، وجعله واعيا بأنه في خطرما، او هناك شئ سئ قد يحدث، ويجعله مستعدا للتعامل معه . ان الشعور بالخوف طبيعي ومفيد في مواقف كثيرة، وهو بمثابة جرس انذار ليأخذ الشخص حذره من خطر يهدده، مثلا ان لم يتمكن الشخص من السباحة يشعر بالخوف من المياه العميقة ويحجم عن السباحة فيها، وبذلك يؤدى الخوف وظيفة ايجابية بابعاد هذا الشخص من مصدر الخطر.
الخوف مثل الإنفعالات الاخرى قد يكون بسيطا او متوسطا او شديدا، يتفاوت في الدرجات استنادا الى الموقف الذي يؤدي الى الخوف ، والى خصائص شخصية الإنسان ، وكيفية ادراكه وتفسيره لمصدر الخطر المهدد . وقد يكون الإحساس بالخوف لفترة قصيرة اوطويلة اعتمادا على مدى ادراكنا لزوال او بقاء مصدر الخطر.
عندما يشعر الشخص بالخوف يصدر رد فعل مباشر من الدماغ ويبعث بإشارات لتفعيل الجهاز العصبي، وتترتب على ذلك استجابات جسمية مثل تسارع ضربات القلب، وسرعة التنفس، وزيادة ضغط الدم. ويتم ضخ الدم الى العضلات الكبيرة في الأطراف العليا والسفلى استعدادا لقيام الجسم بفعل فيزياوي مثل، الإقدام بالهجوم على مصدر الخطر، او الهروب والإبتعاد عنه، والذي يصطلح عليه fight or flight.
يبقى الجسم الى فترة ما في حالة قتال او هروب دون ان يحسم الأمر الى ان يقوم الدماغ بإستلام إشارات ومعلومات واضحة وإرجاع الإستجابة المطلوبة اما بالإقدام وقتال مصدر الخطر وابعاده او بالهروب والإبتعاد عنه. وتحدث هذه العمليات جميعها في ثواني معدودة .
تختلف مخاوف الإنسان من عمر الى اخر ففي عمر الطفولة يظهر الخوف كرد فعل طبيعي للطفل عندما يشعر بعدم الأمان بسبب امور جديدة غير مألوفة له، مثلا عندما يرى شخصا غريبا، وغالبا يخاف الطفل من الظلام او عندما يكون لوحده، ويخاف الأطفال في عمر المدرسة غالبا من الظواهر الطبيعية مثل البرق والرعد والعواصف، وكلما كبر الطفل يتجاوز مخاوف مرحلته العمرية، وقد يكون البعض منهم اكثرتحسسا للخوف مقارنة بالأخرين وتكون مخاوفهم اكثر من غيرهم، وقد يتغلب البعض على تلك المخاوف بمرور الزمن، او قد يستمر مع البعض الأخر الى مراحل عمرية اكبر، وبذلك لا تتناسب مخاوفهم مع اعمارهم انذاك، وعندئذ يحتاج الطفل الى المساعدة للتخلص من تلك المخاوف .
ينشأ الخوف، في بعض الأحيان، بسبب عامل غير متوقع كأن يحدث ضوضاء مفاجئ حتى وان لم يكن يشكل خطرا حقيقيا ، ويكون رد فعل الخوف فوريا، لأن الدماغ لايحتاج الا للحظات معدودة لإستلام الإشارة وتحليلها والإيعاز برد فعل مناسب اما بوجود خطرما وما يترتب عليه من قتال او هروب، او يقدّر بعدم وجود اي خطر ويتلاشى الخوف ويرجع الجسم الى حالته الطبيعية .
الخوف يكون مفيدا ان كان بمستوى الخطر المهدد او كان متناسبا ودرجة خطورة التهديد، ولكن قد لا يتناسب الخوف في احيان كثيرة ودرجة خطورة الموقف المهدد مما يؤدي الى ان يولد الجسم كمية من الخوف اكثر مما هو مطلوب، ويسبب تحذيرا واستعدادا اكبر مما يتطلبه الموقف ، فعلى سبيل المثال قد يولّد الحديث امام جمع من الناس خوفا عند بعض الأشخاص من ان لا يكون ادائه مقبولا من الأخرين او ان يحصل على تقييم سلبي منهم ، لذلك يتولد عنده خوف شديد اكثر مما يتطلبه الموقف، فتراه ترتجف يداه، اوينهار، أوقد يغمى عليه ، وقد لا يستطيع اكمال الحديث، او قراءة البيان او القاء الخطاب امامهم.
يرتبط الخوف بعدد من الحالات الإنفعالية والإضطرابية مثل القلق البسيط والقلق الإضطرابي، والرعب، والذعر، والفزع، وجنون الإرتياب، وعقدة الإضطهاد وغيرها، وبذلك يربك الشخص ويعيقه من ان يختار او يقرر بصورة عقلانية، ويجعل سلوكه غير عادي، ويؤثر في لاوعي الشخص من خلال الكوابيس، وقد يولد بفعل ارتباطه بإنفعالات اخرى اضطربات نفسية معقدة.
للخوف اعراض سلوكية وفسيولوجية، تتمثل الأعراض السلوكية بصورة رئيسية بتعبيرات الوجه، مثلا تتسع العينان، ويتسع بؤبؤ العين ليستوعب كمية اكبر من الضوء، وترتفع الشفة العليا، وتضيق المسافة بين الحاجبين، وتتمدد الشفتان افقيا. اما الأعراض الفسيولوجية فتتمثل بتزايد ضربات القلب، ويزداد التنفس، ويندفع الدم الى الأطراف، ويتعرق الجلد لتبريد الجسم ، وقد يشعر بشئ غير طبيعي في البطن او الرأس او الصدر او الأرجل والأيدي، وقد تكون هذه الأعراض خفيفة او شديدة، وتتقوى العضلات الجسمية وتتغذى بالاكسجين استعدادا للقتال او الهروب .
مفهوم الرهاب
عندما يكون الخوف غير مبرر وغير متناسب مع حقيقة الخطر او التهديد، او انه غير مبرر باسباب عقلانية، ويكون مقترنا بمحاولات الشخص المنتظمة في ابعاد المواقف التي تقود اليه، حينئذ نطلق عليه مصطلح الرهاب او الفوبيا Phobia . فهو خوف شديد من شئ او موقف محدد، لاتتناسب شدة الخوف مع درجة خطورة ذلك الشئ او الموقف، ويشعر المضطرب بانه خطر حقيقي .
والرهاب نوع من انواع القلق الإضطرابي، ويعيق نشاط المصاب اليومي ، وقد يلازم المصاب المنزل ولا يتركه خوفا من بعض الحيوانات في الطريق، او خوفا من البرق او الرعد او الحشرات او الناس عموما، وبذلك فإن القلق الذي يولده هذا الإضطراب قد يعيق من قيام الشخص باي عمل او مهنة او اية انشطة حياتية واجتماعية ، والمصاب اما يبعد نفسه من الأشياء والمواقف التي تسبب له الرهاب او يعيش حالة من الذعر والضغط النفسي عند تعرضه له . يعترف المصاب بالرهاب عادة بقلقه المفرط ويعلم بانه يعاني من هذا الإضطراب، وبل يتذكر متى اصابه الذعر اول مرة .
يظهر الرهاب عادة في مرحلة الطفولة المتأخرة وقد يظهر في مراحل النمو الاخرى اي في مرحلة المراهقة ومرحلة الرشد.
يتطور الرهاب عندما يحتفظ الشخص خبرة خوف من شئ او موقف محدد بواسطة جزئية محددة في الدماغ تسمى Amygdald، وعندما تتكرر تلك الخبرة التي سببت الخوف الشديد في اول مرة عندئذ يقوم الدماغ بتحذير الشخص عن طريق اثارة رد فعل الخوف لمواجهة الموقف او الشئ المسبب للخوف، واحيانا يثار الخوف بمجرد التفكير بالخبرة التي سببت الخوف في اول مرة، فالشخص الذي قد مرّ بخبرة مخيفة نتيجة لسع النحل قد يصاب بالخوف الشديد بمجرد النظر الى صورة النحل، او رؤيته من بعيد، او بمجرد السير بجانب الأزهار التي من المتوقع وجود النحل عليها .
يكون الشخص في بعض الأحيان له استعداد للخوف الشديد بسبب بعض خصائص شخصيته الموروثة، وان الأطفال الذين سبق وان عانوا من الخوف والقلق يكونون اكثر احتمالا للإصابة بالرهاب في المراحل العمرية المقبلة.
ان المعاناة من الفوبيا ليست علامة ضعف او عدم نضج، بل هي استجابة تعلمها الدماغ في محاولته لحماية الشخص، واحيانا تكون درجة تحذير الدماغ غير متناسبة مع درجة الخطورة، او ان تحذير الدماغ خاطئ فيولد الخوف اما بدرجة اكبر او يولده لسبب غير موجود اصلاً كما في مثالنا السابق، فمن يخاف من النحل يصيبه خوف شديد بمجرد رؤية صورة النحل .
يؤدي الرهاب دائما الى الذعر Panic ويسبب الذعر الأعراض الأتية :
الإرتجاف، والشعور بالإرتباك وعدم الوعي، وسرعة ضربات القلب، وجفاف الفم، وتعرق شديد، وصعوبة التنفس، والإحساس بالتقيؤ، والدوار، والم في الصدر. وفي حالات شديدة ، يشعر بالخوف من فقدان السيطرة على النفس، والخوف من الإغماء، والخوف من الموت، والحاجة السريعة للذهاب الى المرافق الصحية .

انواع الرهاب
يمكن تمييز ثلاثة انواع رئيسية من الرهاب وهي :
1- الرهاب من اشياء او مواقف محددة Specific Phobia وهو خوف دائمي شديد عند رؤية شئ محدد، او الإحتكاك بشئ محدد، او مواجهة موقف محدد، مثل الخوف من رؤية الدم، او الخوف من العناكب، او الخوف من الكلاب، او الخوف من زق الإبرة ،او الخوف من الطيران، او الخوف من البقاء في مكان مغلق، او الصعود بالمصاعد، او الخوف من ازدحام الطرق الى اخره .
2- رهاب الاماكن المفتوحة Agoraphobia يتعرض المصاب الى قلق وخوف شديد من الوقوع في شرك المواقف في الأماكن العامة الواسعة والمكتظة بالناس مثل، الأسواق والساحات التي يتواجد فيها عدد كبير من الناس او اية اماكن عامة اخرى مكتظة بالناس، التي يعتقد المصاب بان لا خلاص منها، او لا يمكن الهروب منها بسهولة ان اصابه ذعر وقلق شديد، وبسبب هذه المخاوف يلجأ المصاب دائما الى ابعاد نفسه من هذه الأماكن والمواقف . ان الأماكن والمواقف النمطية التي تثير هذا النوع من الفوبيا للشخص المصاب به هي :
- الوقوف في صف لإنتظار وصول دوره مثلا، في المصرف او في المتجر.
- الجلوس بين صف من الناس مثلا داخل الصف الدراسي او في المسجد او في المسرح .
- السفر بالطائرات او السفن او الحافلات او القطارات.
يتطور هذا النوع من الفوبيا غالبا في عمر العشرينات، ونادرا ما يتطور بعد عمر 40 سنة . ويظهر عند بعض الناس بعد تعرضهم لنوبة ذعر Panic attack في اماكن عامة ومكتظة، وبعد حدوث النوبة يصاب الشخص بهذا النوع من الفوبيا خوفا من تكرار نوبة الذعر ثانية ، وخوفا من عدم القدرة على الهروب من المكان المكتظ الى مكان اكثر امناً، وقد يؤدي بالمصاب ان يلازم منزله، وان ينقطع عن انشطة حياته اليومية .
3- الرهاب من الناس والمواقف الإجتماعية Sociophobia وهو خوف شديد وقلق دائم عندما يواجه المصاب بعض المواقف الإجتماعية العامة والخاصة، وقد يصاب بإنهيار وارتباك اذا تحدث الى جمع من الناس، او القى كلمة في حشد من الناس، اوجلس مع الأخرين على مائدة الطعام، خوفا من اي تصرف خاطئ امام الأخرين والذي قد يؤدي الى النظر اليه بإحتقار حسب اعتقاده، او يؤدي الى التقليل من قيمته امام الأخرين، فتجده يبعد نفسه دائما من المواقف التي قد تسلط فيها انظار الناس عليه ، وتجده كثير الخجل ويتجنب المشاركة مع الأخرين، او البدأ بالحديث والإستمرار فيه مع اشخاص غرباء، او المبادرة بتأسيس علاقات غرامية، او الكلام مع شخص ذي سلطة الى اخره .

ويتم احيانا تصنيف انواع الرهاب استنادا الى الأشياء والمواقف التفصيلية المؤدية اليه وبذلك يمكننا تمييز اكثر من 500 نوع، وفيما ياتي اكثر هذه الأنواع شيوعا :
1- الرهاب من الموت Necrophobia
2- الرهاب من الرعد والبرق Brontophobia
3- الرهاب من السرطان Cancerphobia
4- الرهاب من الإرتفاعات Acrophobia
5- الرهاب من التقيؤEmelophobia
6- الرهاب من الأماكن الضيقةClaustrophobia
7- الرهاب من الأماكن المفتوحةAgorophobia
8- الرهاب من الطيرانArophobia
9- الرهاب من الناس او المواقف الإجتماعيةSociophobia
10-الرهاب من العناكب Arachnophobia

علاج الرهاب
الرهاب اضطراب يمكن علاجه، وهناك طرائق علاجية مجربة اعطت نتائج جيدة، ومن الضروري ان يسعى المصاب الى الخلاص من هذا الإضطراب الذي يسلب منه فرصة العيش بصورة طبيعية، وقد يتطور الإضطراب في حالة عدم المعالجة من حالة بسيطة الى حالة شديدة، او قد يتداخل مع اضطرابات قلق اخرى مما يعقد العلاج ، وفي بعض الأحيان قد يتخلص الشخص من الإضطراب من دون علاج نمطي، اذ قد يطور بعض انماط السلوك الذاتي في العلاج . غير ان اكثر الطرائق العلاجية استخداما هي :
1- العلاج بالتعرض Exposure Therapy وهو نمط من العلاج السلوكي، يتم بموجبه تعريض المصاب وفق نسق خاص وبصورة متكررة للشئ او الموقف الذي سبب الرهاب ، ويتلقى اكثر من 90% من المصابين هذا النوع من العلاج . وبموجب هذه الطريقة يتخلص المصاب من الرهاب عن طريق المواجهة التدريجية لمصدر الخوف، وعلى الرغم من ان مواجهة الشئ او الموقف المسبب للخوف ليس امرا سهلا ويحتاج الى تصميم من المصاب، الا انه ممكن بعد الإستعانة بإختصاصي نفسي يرشده ويشرف على العلاج .
يبدأ العلاج دائما بتنظيم قائمة لمخاوف الشخص المصاب، تبدأ القائمة من الأشياء والمخاوف الأقل خوفا الى الأكثر خوفا، فمثلا لو ان المصاب ينتابه ذعر عندما يرى كلبا، فتبدأ القائمة في هذا المثال بتعريض المصاب لمشاهدة صورة الكلب ، ثم يبدأ صعودا الى المشاهد التي تثير رعبا اكبر مثلا، صورة شخص يطعمه، وصورة اخرى يمشي الشخص مع الكلب ، ومن ثم مشاهدة الكلب في شريط فيديوي، ويتم في كل خطوة التأكيد على ان الأفكار التي يحملها عن الكلب ليست حقيقية وفيها مبالغة ، وهكذا الى ان يتم تعريضه ومواجهته لكلب حقيقي، ويتم تدعيم سلوكه في كل خطوة، الى ان يطور المصاب انماط سلوك مطمئنة، مثل تطعيم الحيوان والمشي معه، ولا يتم الإنتقال من اية خطوة الا بعد ان يصل المصاب الى درجة من القناعة بان الموقف لا يستحق الخوف و الرعب الذي يعيشه و ليس هناك سبب حقيقي وواقعي للخوف من هذا الحيوان . يجب ان يأخذ العلاج وقته دون اجبار المصاب على القيام بشئ لا يستطيع القيام به .
يجب ان يصاحب العلاج تعليم المصاب على تمارين الإسترخاء مثل تمارين التنفس، وتمارين استرخاء العضلات، والكلام مع الذات، اذ تعين هذه التمارين المصاب على الراحة، وتجعله اكثر شجاعة في مواجهة مخاوفه .
عندما يزول الخوف من الشئ او الموقف المحدد، يقوم الدماغ حينئذ بتنظيم واعادة ترتيب كيفية تحديد الإستجابة المناسبة مع الموقف عندما يتكرر وبذلك يزول الرهاب .
2- العلاج المعرفي السلوكي Cognitive - Behavioral Therapy ، يلجأ عدد من المعالجين في معالجة الرهاب الى هذه الطريقة العلاجية، وبواسطتها يستطيع المصاب معرفة متى ينحرف تفكيره عن الواقع، ومتى يبدأ بتصور الخوف اكثر مما يستوجبه الموقف، وحينئذ يتم تدريب المصاب على كيفية السيطرة على الإنحراف في تفكيره، ومن ثم على كيفية التحكم بسلوكه بصورة تتناسب مع سيطرته على تفكيره .

#جمال_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات